مولدية طَبِيبِ حَضْرَتِهِ العَلِيَّةِ السَّنِيَّةِ

الحَاج مُحَمَّد بن أَبِي جُمْعَة ابْن عَلِي التَّلاَلِسِي، 

عَفَا اللهُ عَنْهُ 

أَ شَهْرُ رَبِيعِ  أَنْتَ رَبِيعُ قَلْبِي * لَقَــدْ كَانَ  الفُؤَادُ إِلَيْكَ  هَادِ

أَتَيْتَ بِسَيِّدِ الثَّقَلَيْنِ طُــرًّا * وَخَيْــرِ الخَلْقِ  مِنْ ءَاتٍ وَغَادِ

نَبيِّ  هَاشِـــمِيِّ  أَبْطَحِيِّ * سَـــرَى لِمَلِيكِهِ  وَالَّيْلُ هَادِ

حَبَاهُ   اللهُ   بِالسَّبْعِ   المَثَانِي * وَفَضَّلَــــهُ عَلَى كُلِّ العِبَادِ

مَحَبَّتُـهُ   لَقَدْ عُلِّقَتْ بِقَلْبِي * بِــهَا  أَرْجُو نَجَاتِي فِي الْمِعَادِ

عَلَيْـهِ   صَلاَةُ خَالِقِنَا تَعَالَى *  إِلَى يَوْمِ  يُنَادِيِنَا    المُنَادِ

صَلاَةً دَائِمًا  تَتْــرَى عَلَيْهِ *  وَلَيْسَ لَــها وَحَقِّكَ مِنْ نَفَادِ

عِبَادَ اللهِ مِنْ عُـرْبٍ وَعُجْمٍ * هَلُـــمُّوا لِلصَّلاَحِ وَلِلرَّشَادِ

هَلُـــمُّوا لِلإِمَامِ  فَبَايِعُوهُ * فَإِنَّ الحَقَّ خَيْـــرُ مِنَ العِنَادِ

هُوَ الزَّابِي الَّذِي كُنَّا سَـمِعْنَا * تُــدِينُ لَهُ  الحَوَاضِرُ وَالبَوَادِ

هُوَ المَذْكُورُ فِي الحَدَثَانِ  يَعْنِي * لِمَنْ فِي الأَرْضِ مِنْ أَهْلِ العِبَادِ

هُوَ المَوْلَى أَبُو حَمُّوا  وَقَـدِمَا * سَنَا المُلْكُ كَانَ عَلَيْـــهِ بَادِ

أَتَاهُ المُلْكُ عَفْوًا دُونَ حَـرْبٍ * وَكَانَ لِغَيْــرِهِ  صَعْبُ القِيَادِ

تِلِـمْسَانُ بِهِ حَسُنَتْ وَرَاقتْ * وَصَارَ لَـهَا الفَخَارُ عَلَى البِلاَدِ

إِمَامٌ عَادِلٌ شَـهْــمٌ جَوَادٌ * هَيَّأَ لِلصَّلاَحِ وَلِلسَّــــدَادِ

لِطَاعَتِـــهِ دَعَانَا فَاسْتَجَبْنَا * رَعَاهُ   اللهُ مِنْ مَلِكٍ وَهَادِ

فَمَنْ يَاتِي لِبَيْعَتِـــهِ مُطِيعًا * وَإِلاَّ فَالحُسَامُ عَلَيْــــهِ عَادِ

يَلِينُ  عَلَى  الضَّعِيفِ  إِذَا رَآهُ * وَيَسْطُوا بِالفَــرَاعِنَةِ  الشِّدَادِ

لَقَدْ مَنَّ الإِلَـــهُ  بِهِ عَلَيْنَا * وَنَجَّانَا بِــــهِ مِنْ كُلِّ عَادِ

لَهُ مِنْ عَامِــرٍ جَمْعُ مَرَاسِمَ * أُسُودًا فِي الحُرُوبِ عَلَى الأَعَادِ

حَــمَوْهُ وَآزَرُوهُ وَنَاصَحُوهُ * وَهُـــمْ أَنْصَارُهُ يَوْمَ الجِلاَدِ

إِذَا وَعَدُوا وَفَوْا   وَإِذَا يُنَادِي * بِذِكْــرِهِمْ   بَلَغَتْ إِلَى المُرَادِ

وَإِنْ سَالَـمَتْهُمْ نِلْتَ الأَمَانِي * وَ وَا أَسَفَا لِمَنْ  لَــهُـمْ يُعَادِ

وَعَبْدُ الوَادِ  سَادَاتٌ كِـرَامٌ * بِهِمْ مَا شِئْتَ مِنْ بَطَلِ جَوَادِ 

وَأُقْسِمُ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا جَمِيعًا * سِوَاهُمْ لِلسُّــرُوجِ وَلِلْجِيَادِ

فَكَمْ مِنْ كَـرْبَةٍ بِهِمْ  تَجَلَّتْ * شَـدَائِدٌ  بِهِمْ فِي النَّاسِ شَادِ

بَنِي زِيَانَ عَادَ المُلْكُ  فِيكُـمْ * بِحَوْلِ اللهِ قَـــهَّارِ  العِبَادِ

فَعِيشُوا مَا دَعَا لِلَّــهِ دَاعِ * بِخَيْرِ مَا حَـدَى لِلرَّكْبِ حَادِ

أَنِيلُونَا مِنَ النَّعْــمَاءِ   فَإِنَّا * أُنَاسٌ  شَأْنُنَا  حِفْظًا لِوِدَادِ

فَكَمْ مِنْ نِعْـمَةٍ لَكُمْ   عَلَيْنَا * وَكَــمْ لَكُمْ عَلَيْنَا  مِنْ أَيَادِ

فَلاَ زِلْنَا رَعِيَتَكُــمْ   وَأَنْتُمْ * أَئِـــمَّتُنَا   إِلَى يَوْمِ التَّنَادِ.

إعداد: محمد بن أحمد باغلي