مُولدِيَّة أَبِي مُحَمَّد عَبْدِ المُومِن بْنِ مُوسَى المَدْيُونِي

عَفَا اللهُ عَنْهُ

شَـــهْـــــرُ رَبِيعٍ زَارَنَا   يَا حَبَّذَا * أَهْلاً بِهِ مَنْ زَارَ مُتَفَقِّــــــــدا

فِي كُلِّ عَامٍ مَـــرَّةً يَهْـــــدِي لَنَا * أَزْهَارَهُ وَمُبَشِّـــــرًا بِالمَوْلِـــدِ

أَيَا رَبِيعٌ لَكَ العُلاَ فَـمَا رَقَّ العُلاَ * فَضْلاً  وَلاَ تَسْــــمَعْ لِقَوْلٍ مُفَنِّدا

وَأَيَا رَبِيعٌ لَكَ المَفَاخِـــرُ كُلُّـــــهَا * وَلَكَ الشُّهُورُ أَذِلَّةٌ كَالأَعْبُـــــدِ

فِيكَ اسْتَـهَلَّ نَبِيُّنَا خَيْــرُ الوَرَى * فِي سَاعَةٍ طَلَعَتْ  بِسَعْــــدِ مَسْعُدِ

فَتَكَشَّفَتِ ظَلْـــــــمَاءُ كُلِّ ضَلاَلَةٍ * وَأَنْجَابَ عَنْــــهَا لِكُلِّ مَوْجِــدِ

وَالكُفْـــــرُ وَلاَّ لاَ ضَلاَلَةَ بَعْــدَهُ  * قَدْ هَــــدَّ  مَا قَدْ شَادَهُ  بِمُحَمَّـدِ

فَكَأَنَّـــــهُ فِي نُورِهِ وَبَهَائِــــهِ  * قَمَرٌ بَـــــدَى فِي جَنْحِ لَيْلِ أَسْوَدِ

فَتَنَكَّسَتْ أَصْنَامُ  قَيْصَـرَ عِنْـــــدَهُ * وَاعْتَاضَ قَائِمًا بِكَيْتَ مُلْحِــــــدِ

ثُمَّ انْطَفَتْ نِيــرَانُ فَارِسَ بَعْــــدَمَا * مَــــرَّتْ سِنُونَ وَحَمَوْهَا لَمْ يَخْمُدِ

وَالتَّاجُ عَنْ كِسْـــــــرَى  تَسَاقَطَ * خَيْبَتًا لِظُــهُورِهِ خَيْرَ العَالَمِينَ مُحَمَّدِ

وَتَضَعْضَعَ الإِيوَانُ مِنْ جَنَابَتِــــــهِ  * وَبَـــدَتْ أُمُورٌ لِلْكَفُورِ وَالمُخْلِــدِ

هَذَا وَكَمْ ظَـــــهَـرَتْ لَهُ مِنْ آيَتٍ * كَالشَّمْسِ فِي إِشْـــرَاقِهَا وَأَزْيَــدِ

مِنْ مُعْجِزَاتٍ عَزَّ َأنْ يَاْتِي  بِــــــهَا * بَشَرٌ سِوَاهُ وَمِثْلُهَا لَمْ يَشْــهَـــدِ

كَكَلاَمِ ضُبِّ وَالغَزَالَةُ بَعْـــــــدَهُ * وَالذِّئْبُ حَقًّا وَالحَصَا وَالجَلْــمُــدِ

ثُمَّ اِنْشِقَاقُ الَبـدْرِ وَالمَاءُ الذِي * رَوَى الجُيُوشَ مِنَ الأَصَابِعِ وَاليَـــدِ

ثُمَّ الغَمَامَةُ  فَوْقَــــــهُ مَشَى  * وَتَظِلُّ وَاقِفَةً لَهُ أَنْ يَقْعُــــــدِ

وَيَـــرَى الذِي مِنْ خَلْفِــهِ مِثْلَ الَّذِي * يَأْتِي قُبَالَتَهُ كَـــمَا فِي المُسْنَــدِ

الهَاشِــــــمِيُّ المُصْطَفَى عَلَمُ الهُدَى * فَلَهُ اللِّوَى وَلَهُ الشَّفَاعَةُ فِي غَـــدِ

يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ  مِنْ أَجْــــدَاثِــهِمْ * ذَهْلَ العُقُولِ إِلَى المَقَامِ الأَوْحَـــدِ

شَعْثًا عُـــــــرَاةً خَائِفِينَ وَفَوْقَهُمْ * شَـــمْسٌ تَغْرُبُ وَالجَوَارِحُ تَرْعَـدِ

وَالنَّارُ جِيءَ بِــــهَا  لِتَلْفَحَ مَنْ عَصَى * وَالخَلْقُ فِي قَلَقٍ وَكَرْبٍ مُجْــــهِدِ

وَاللهُ رَبِّي قَـــــــدْ تَجَلَّى لِلْقَضَاءِ * بَيْنَ العِبَادِ فَيَا لَهُ مِنْ مَشــــهَـدِ

وَيَوَدُّ مُقْتَــرِفُ الجَــــرَائِمِ فِي الدُّنَا * لَوْ كَانَ يَنْفَعُ أَنَّهُ لَــــمْ يُولَــدِ

فَـهُنَاكَ  يَشْفَعُ شَافِعٌ   وَمُشَفِّعٌ * وَمُقَرَّبٌ فِي ظَالِــــمِ أَوْ  مُعْتَـدِ

خَيْـــــــرُ الوَرَى  مَحْبُوبُنَا وَنَبِيُّنَا * فَهُوَ الَّذِي نَرْجُو لِيَوْمِ المَوْعِــــدِ

يَوْمًا   يُنَادِي:   أُمَّتِي يَا سَيِّـــــدِي  * أَوْ عَدْتَنِي وَعْدًا فَبَلِّغْ مَقْصَــــدِ

فَيُجِيبُهُ: لَكَ يَا مُحَــمَّــــدُ مَا تَشَا  * هَذَا الجَنَانُ لَهَا فَلُجَّ ثُمَّ َأصْعَـــدِ

وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَاطْلُبَنَّا مَا تَبْتَغِي * تُعْطَى الَّذِي تَرْضَى فَأَنْتَ مُحَمَّدِ 

يُعْطِي الشَّفَاعَةَ وَالوَسِيلَةَ وَالرِّضَا * َأكْرِمْ بِهِ مِنْ شَافِعٍ وَمُـــمَجَّـدِ

وَيَنَالُ إِذْ ذَاكَ الرِّضَا مِنْ رَبِّـــــــهِ * وَيُقِرُّ عَيْنًا بِالنَّعِيمِ السَّــــرْمَـدِ

لَوْلاَكَ     مَا كَانَ النَّــــهَارُ  وَلاَ دُجَى *  لَيْلٌ وَلاَ بَانَ الصَّوَابُ لِمُـرْشِــدِ

لَوْلاَكَ لَمْ تَكُنِ الجَحِيــمُ لِـــمَنْ عَصَا * لِلْجَلاَءِ وَلاَ الحُورُ الحِسَانُ لِمُهْتَــدِ

لَوْلاَهُ ضَلَّ النَّاسُ فِي غَشْوَائِـهِـــــمْ * كُلٌّ يَتِيـهُ بِهِـمِّهِ وَيُعَرْجِــــدِ

صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ   فِي مَلَكُوتِـــــــهِ * مَا غَـرَّدَتْ وَرَقٌ عَلَى غُصْنِ  نَـدِ

وَانْصُـــــرْ بِجُودِكَ  يَا مُجِيبَ إِمَامِنَا *  نَصْرًا يُبَلِّغُهُ المَشَا وَالمَقْصَــــدِ

مَلِكٌ زَكَتْ أَخْلاَقُــهُ وَأُصُولُـــــهُ * وَارِثَ الجَلاَلَةِ سَيِّدًا عَنْ سَيِّـــدِ

اللهُ فَضَّلَــهُ   وَرَفَعَ قََـــــــدْرَهُ * وَأَمَـــدَّهُ بِمَـهَابَةٍ وَتَأَيُّـــدِ

مَوْلاَىَ أَبُو حَمُّو الَّذِي قَــهَرَ العِـــدَا * وَاَفَاٌَهُمْ ؛َتْفًا بِغَضَبِ  مُـهَنَّـــدِ

فَالنَّصْــرُ يَقْدُمُهُ وَيَقْـــــدُمُ جَيْشَهُ * وَالفَتْحُ يَتْبَعُهُ بِرُوحٍ  وَتَقَيُّــــدِ

فِي اللَّيْلَةِ الغَـــــــرَّاءِ جَادَ بِمَا لَهُ * لِيَفُوزَ بِالخَيْرِ المُقِيمِ السَّرْمَــــدِ

وَاللهُ رَبِّ لاَ يُخَيِّبُ  قَصْـــــــدَهُ * فِيمَا رَجَا مِنْ فَضْلِ  هَذَا المَوْلِــدِ

سَيَتِيـــــــــهُ فِيمَا  نَوَاهُ  بِقُفَّةٍ * حِيطَانُهَا  مِنْ لُؤْلُؤٍ  وَزَبَرْجَـــدِ

فِي جَنَّةٍ طَابَتْ وَطَابَ نَعِيـمُـــــهَا * وَيُقَالُ: طِبْ نَفْسًا بِهَا ثُمَّ  اخْلُـدِ

يَا آلَ عَبْــدِ الوَادِ  دَامَ سُـرُورُكُــمْ * بِبَقَاءِ مَوْلاَنَا  الإِمَامِ الأَسْعَـــدِ

المَنْصُور ِ الأَسْنَى الكَـرِيمِ المُرْتَضَى * المَاجِدِ الأَوْفَى الزَّعِيمِ الأَصْفَـدِ

َأوْلاَكُمْ بِـــــــرًّا  واللَّفُّ مِثْلُكُمْ * مِنْ أَرْضِ فَاسَ وَالمَكَانِ  الأَبْعََـدِ

فَـــــــرْدًا عَلَيْكُمْ َأنْ تُوفُوا حَقَّهُ * نُصْحًا وَفِعْلاً بِاللِّسَانِ وَبِاليَــدِ

فَاللهُ يُبْقِيــهِ وَيُبْقِي مُلْكَـــــــهُ * مَا دَارَ نَجْـمُ فِي السَّمَاءِ بِفَرْقَدِ

ثُمَّ السَّلاَمُ عَلَيْهِ أَبَـدًا  دَائِــــــمًا * مَا مَــرَّ رِيحُ بِالقَظِيبِ الأَمْلَدِ

إعداد: محمد بن أحمد باغلي