سُلَيْــمان بنُ عبد الله الكامل

بقرية عين الحوت -تلمسان-

الأستاذ عبد الرّحيم بن منصور-تلمسان-

نشدُّ الرِّحالَ اليومَ إلى قرية العلْوِيِّين ( عـين الحـوت)، حيثُ ضريحُ أحدِ أعْلامِ آلِ البيتِ، و هو من عظماء أصحاب الدّعوة لِدينِ الله، في المغرِبِ قاطِبةً، و في تـلـمسـان خصوصاً، تلك الشخصيّة التي غطَّاها الغُبارُ ، وكادت تصبِح نِسياً منسياً ؛ ذلكم هو سليمان بن عبد الله، دفين عين الحوت.

 فنحن لا نبالغ إذا زعمنا أنّ هذا الشّخصَ يجهلُهُ الجميعُ، حتى من المثقّفين و المؤرخين.

 فهو، و لو حرز شهرةً واسِعةً لترسيخ الدين الحنيف، و بناء المجتمع الإسلامي، فلن نجْدَ الآن من أمره خيراً؛ ولا نبالغ أيضاً إذا قلنا أنه، مع ذلك، الشخص الذي يكاد لا يعرف أحدٌ من حياته القليل ولا الكثير.

فهو  » سِرٌّ مكنون في أحشاء التاريخ ». فأردنا الاقتناص عن آثاره، و الاستقصاء عن أخباره..

ويذهبُ جهلُنا  إلى أنّنا لا نعرف متى وُلِد، ومتى قضى نحبَه، إلاّ ما ذكره بعض المؤرخين عن وفاته، ممّا سنتعرّضُ له من بعد.

والأمرُ الذي يبعث إلى العجب هو أنه و إن كان بعيدَ العهد مِنَّا جدّاً ( فهو بين ظهرانينا منذُ ثلاثة عشرة قرنا) ، فلم نجد مسلكاً في الإطِّلاع عن أحواله، و التعرّف عن أطوار حياته، و لا يعرفه النزر القليل منّا إلاّ باسم  » سِيدِي سْليمانْ »، و يضاف عند التحير » مولى النخلة اللي قبره قدّام مسجد وضريح سيدي محمد بن علي ».

و الحقيقة هو أن ذكره لا يأتي إلاّ مقروناً مع سرد أسماء إخوته، أبناء عبد الله الكامل، أو في ظلِّ الأدارسة. أو ليس ذلك هو الدليل القويُّ على إهمالنا لأعلامنا، و عدم إنصافنا لهم، حتى نَنْفَضَّ عنهم غبار النسيان ؟

 أو لم يحِنْ بعدُ زمنُ التخلُّص من هذه اللامبالاة، بل من هذا الإهمال الذي قضى على جُلِّ مآثر أسلافنا، وبالتالي على ما ورثناه من أحسابنا التي نسعى لإيجادها و تهيئة أسبابها؟

ونحن في محاولتنا هذه لا نطمح إلاّ في رفع الغطاء، ما استطعنا، عن حياة هذا الرجل، وتقديم ما تمكّنا من وجوده في المراجع التي ذكرته عرَضاً، و أردنا أن نلمَّ الكِسَر و نؤلِّف بينها عسى أن نخرج بعملٍ متماسكٍ يعطينا نظرةً أوّليَّةً شاملةً عن هذا العَلَم المجهول من لدنا.

فأوّل ما نذكر، مما تعرفنا عليه اسمُه، و نسبُه، ثم تحديد سنة ولادته و سنة وفاته؛

ثانيا: ذكر حياته في بيئة أسرته من آل البيت؛

ثالثاً: ما تصورناه من أعماله في سبيل الدَّعوة الزيدية  عند استقراره بتلمسان و أحوازها(عين الحوت)؛

وأخيراً: ذكر مناقبه و ما بذله في نشر الإسلام بالمغرب الأوسط، و أثار ذلك عبر أعقابه.                   

 

أولاً: اسمه و نسبه؛ مولده و وفاته:

هو سُلَيمانُ بنُ عبدِ الله الكامل[1]  المحض[2]  بن الحسن المثنى، بن الحسن السبط[3]، بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، و فاطمة الزهراء، بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و من المعلوم أنه يصعُب على من يبحثُ عن حياة الأعلام تحديدَ سنة الوِلادة، بخلاف تحديد سنة الوفاة، حيثُ يكون صاحبُ الترجمة قد اشتهر، و علا نجمُه في الأفاق بين أهل زمانه، فهم على بيِّنَةٍ و علمٍ بتاريخ موته. و لهذا لم تُحدِّد كُتُبُ التاريخ مولدَ سليمان بن عبد الله. لكن التقديرات كما سنبيِّنُه تسير إلى احتمال مولده سنة 110 هجرية/      م؛ أي في بداية العقد الثاني من القرن الثاني للهجرة النبوية. ودلك استنادا لبعض علامات تاريخية تركت أثرَها في حياة أسرته الشريفة.

كان أبوه، عبد الله الكامل نقيبَ الحَسَنِيِّين في المدينة المنوّرة على عهد الأموِيين، ثم المروانيين منهم، منذُ خلافة هشام بن عبد المالك، ثم على عهد بني عمومتهم الطالِبيين من بني العباس، خلال عهدي الخليفتين أبي العباس السفاح و أبي جعفر المنصور؛ كان لعبد الله الكامل ستة[4] أو سبعة أبناء[5]، حسب المؤلفين:

محمد النّفس الزّاكيّة ، وموسى وأمّهما هِند بنت عُبيدة من آل العزي؛

إدريس، وسليمان، وعيسى، و أمّهم عـــائكة المخزومية ؛

و يحيى، و إبراهيم، وأمّهما قُريبة بنت عبد الله.

كان أربعة من بني عبد الله الكامل أئمة للحركة الزيدية: محمد النفس الزكية، و إبراهيم، و يحيى، و إدريس.

تُوُفِّيَ محمد المُلقَّب « النفس الزكية » سنة 145هجرية/762م وعمره 45 سنة، ذلك بعد خروجه على أبي جعفر المنصور بالمدينة المنورة، و على هذا قد تكون زيادته سنة 100 هجرية؛[6]

تُوُفِّيَ أخوه إبراهيم في نفس السنة، بعد خروجه بالبصرة على نفس الخليفة، و عمره 43 سنة؛ فقد يكون ميلاده سنة 102 هجرية[7]                                                                                                                                          

تُوُفِّيَ أبوهم عبد الله بن الحسن المثنى سنة 144 هجرية/ 762م، في سجن أبي جعفر المنصور، و عمره 75 سنة؛ و قد تكون 69 هجرية سنة ولادته[8]                                                                                                            

تُوُفِّيَ يحيى الذي كان إماماً بـالَّدْيْــَلم، ثم تخلى عن الإمامة بعد ما أمنه هارون الرشيد، إلاّ أنه حبسه، فمات في السجن سنة 175 هجرية/    م[9]                                                                                                                           

حسب هذه الأحداث، و تآريخها، و إذا افترضنا أن الفترة بين  ولادتين تغطّي سنتين، و أن سليمان هو أصغر أبناء عبد الله الكامل، حسب تسلسل أسماءهم، فمن المحتمل أن تكون سنة 110  هجرية/738م هي سنة ولادة سليمان بن عبد الله ، إلاّ أننا لم نعثر على أيّ وثيقة يُذكرُ فيها أسماءُ بنات لعبد الله الكامل، أو عن تاريخ زواجه الثاني؛  فبكل تحفظ نحدد أخيراً مولد سليمان بن عبد الله الكامل بين 110 هجرية/738م و 115هجرية/ 743م 

أما سنة وفاته، فهي حسب عبد الرحمان الجيلالي  200هجرية/    م[10] 

 

ذكر حياته سليمان بن عبد الله في بيئة أسرته من آل البيت:

نشأ سليمان بن عبد الله في أُسرةٍ من عُليَةِ القوم، جمعت بين العلم والأدب، و الوجاهة، و الكفاية في الرزق، إذ كانت عشيرته تُمَدُّ العطاء أو تُمنَعُ منه حسب الأوضاع السياسية الظرفية، و علاقات ناظوراتها مع الخلفاء و الوُلاة. كان ينتمي سليمان زمنياً إلى العصرين الأموي و العباسي الأول. كان صِباهُ على ما يبدو في عهد هشام بن عبد المالك(105 هـ125/    ـ      م)؛ و كان شبابه في عهد المر وانيين(125 هـ132ه/    ـ     ) الذي ساءت الأحوال بينهم و اضطربت. و دخل سليمانُ مُعتَرَكَ الحياة في عهد أبي العباس السفاح (132هـ136ه/    ـ      )                                                                                

ورغم تدهور الأوضاع السياسية و الاجتماعية إلاّ أن الحالة الاقتصادية لم تزل مزدهرة نظراً لكثرة الغنائم المأخوذة إثر الحروب، و الفَيءِ أو الخراج المضروب على بعض الشعوب التي شرحت صدرَها للإسلام، وشاركت في الفتوحات.          

و أما وضعية العِلم، فانفجرت بعد احتكاك العرب بالروم، و الفرس، و الهند، و غيرهم. فحتى، و لو لم تبقَ المدينة المنورة قاعدةً للبلاد الإسلامية بعد نقل الخلافة إلى دمشق، ثم بغداد، فإنها لم تزل عاصمةً علمية حيثُ أنها مهدَ الحديث و الأثر الذي كان يرويه آل البيت، كما كانت قلعة أصحاب القراءات، و العلماء المتحدّثين,، و علماء الأصول و الأدباء، و الشعراء. فكانت مقصدَ طُلاّب العلم النافدين من كل صَوْب و نحب.

فتح سليمان عينيه في هذه البيئة الغزيرة بالعلوم، و على ما كان يَتَمَخَّضُ في زمانه من آراء مختلفة للمتكلمين و أصحاب الفرق من الخوارج و الشيعة. فزوّد ثقافته من هذا المحيط المُفعَم بالنقباء، و العلماء، و الأدباء، من أسرة أبيه، و من أسرة أمه ( عائكة المخزومية)، المشهود لهم بالتقوى، و العلم، و الأيمان، و الأدب، أمثال أبيه عبد الله، و جده الحسن المثنى، و أقربائه الأقربين من بني الحسن و الحسين، أمثال علي زين العابدين، و أبنائه محمد الباقر، و زيد، و جعفر الصادق، و غيرهم.

 

الدعوة الزيدية، و استقرار سليمان بتلمسان و عين الحوت:

نشأت الزيدية بعد استشهاد زيد بن علي زين العابدين بن الحسين  بن علي بن أبي طالب، و رُسِمت مبادؤها بمزج  آراء من أصحاب السنة، و أصحاب الشيعة و المعتزلة.

وكان خروج زيد بالكوفة في خلافة هشام بن عبد المالك الذي كان يتصدى لآل البيت بالوقاحة والسفاهة، ويسعى في إذلالهم والإحباط بهم، وبالخصوص زيد الذي كان يعايره و يسبُّه في أصل أمه السندية.

ولما بلغ السيل الزبى، وقف زيد ثائراً، متعضداً بالكوفيين ؛ فلم يُخلفوا عادتهم في خدع من دفعوه وحرضوه على الثورة، ثم خذلوه؛ ذلك ما فعلوه مع علي رضي الله عنه، ثم مع الحسين؛ خرج زيد مع مائة من أنصاره بعد ما رفضه الرافضة، وهم فرقة من غُلاة الشيعة. و بعد استشهاده، أسس أتباع له فرقة تأخذ بمبادئ سنتطرق لها من بعد.                                                                 

و قد اتخذ عبد الله الكامل بمذهب الزيدية ذريعة لمعارضة العباسيين، بعد ما أقصى أبو العباس السفاح محمداً النفس الزكية من الخلافة.

وكان عبد الله الكامل أحرز نجاحاً في بيعة ابنه محمد النفس الزكية.

فبايعه،  قبل سقوط الخلافة الأموية أبو العباس السفاح و أبو جعفر المنصور، و آخرون من المعارضين، حسب ما يقال..

وفي بداية الخلافة العباسية، بايعه أهل المدينة، بعد ما أفتى في ذلك الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه.

وفي الوقت  نفسه، تولى أخوه إبراهيم بن عبد الله  الإمامة في خُراسان بعد ما أفتى لذلك أبو حنيفة.

ثم بعد قتل محمد وإبراهيم، بويع أخوهما يحيى بن عبد الله بالديـلم.                  

ما نستنتجه من نشأة الزيدية، ووفاة عبد الله الكامل وبنيه هو أن محمد النفس الزكية أوفد أخواه يحيى وسليمان، ثم إدريس للحصول على مبايعته قبل سنة 145ه/762م، و بعد سنة 139ه/756م. يدلنا على هذا ما جاء في »العقد الفريد »[11] ،  » أن أبا العباس ألسفاح كان يتجسس على بني هاشم، فيرسل إليهم من يخبره عليهم، فيبلغه إلى أبي جعفر المنصور. و لما قام هذا الأخير بالأمر وصّى عاملَه في المدينة ألاَّ يعطي الناس إلاّ في أيديهم؛ أي حين يحضروه، و منعه أن يبعث لأحدٍ بِعَطاءه؛ و ذلك ليعلم من تخلف واختفى.

فأخبره  أنه لم يتخلف أحدٌ إلاّ محمدٌ وإبراهيم، ابني عبد الله بن الحسن، فكتب الخليفة لعبد الله يأمره بأن يخبره على مكان اختفائهما…وذلك سنة 139ه/757م.و يتبين لنا من ذلك أن محمداً النفس الزكية بعث أخويه سليمان و يحيى إلى نصرته بعد هذه السنة، أي 139ه/757م, و قبل خروجه ضد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور سنة 144ه/762م.

و في شأن بعثة سليمان و يحيى ابني عبد الله الكامل لدعوة الزيدية تتضارب الأخبار.

فبينما يقول صاحب القرطاس[12]  أن محمداً النفس الزكية أرسل أخاه سليمان إلى مصر لدعوة الزيدية، يناقضه محمود إسماعيل [13] أنه بعثه إلى بلاد المغرب اعتماداً على ابن أبي زرع »( ص16). فنزل سليمان بعد رحلة طويلة عبر مصر و بلاد النوبة و السودان و بلاد الزاب ». ثم يستطرد قائلاً: » و يبدو أن الخوف من عيون العباسيين كان من وراء تَحاشي سليمان اتخاذ الطريق الساحلي من برقة إلى تلمسان » وعلماً بأن العربَ أنشئوا البريد منذُ سنة 30ه/650م، و أحكموا هذا النظام التجسسي الذي بلغ نجاعته في عهد العباسيين، حيث كان نشاطه ذا فعالية بالغة [14].

نزل سليمان بتلمسان، ثم لحقه إليها أخوه إدريس، في عهد الخليفة أبي العباس السفاح[15] الذي كان ينافسه آنذاك محمد بن عبد الله على الخلافة؛ ويبدو أن الخلاف تفاقم بعد إلحاح العلويين على طلب الإمامة، وكانوا يرونها من حقهم.

فكان ردُّ العباسيين عنيفاً لإبعاد أحفاد علي عنها؛ وقد استعملوا كل الوسائل من قتل، وسجن، وإبادة، ونفي، وتشريد، وإذلال، حتى فيمن أطاع[16].

وعلى إثر هذه المعاملات الشنيعة المدنسة، ثار محمد  بعد قتل أبيه عبد الله الكامل سنة 144ه/756م على رأس العلويين، و أهل المدينة المنورة الذي استحصن فيها مع أنصاره، تشجيعاً من إمامنا مالك رضي الله عنه.

صمد محمد بن عبد الله إلى أن زكى  أنصاره بعد إحراق سجلات قوائم أسمائهم قبل قتله، و قتل الكثير من ذويه، و أصحابه، فتفرقوا أيدي سبأ، ولاذوا إلى أطراف الدولة.

لم يحضر سليمان ثورة أخيه محمد بالمدينة المنورة، فواصل دعوة الزيدية بعد موت أخيه النفس الزكية سنة 145ه/757م لصالح أخيه يحيى الذي أسس دولة بالديـلم, فخادعه الخليفة هارون الرشيد، ثم قضى عليه في السجن شهرين بعد ما آمانه على حياته.

وهكذا ظن العباسيين أنهم انتهوا من أمر العلويين؛ إلاّ أن حركة الزيدية لم تفتر، فتزعمها من جديد الحسين بن علي، بن الحسن الثالث، بن الحسن المثنى، بن الحسن السبط، بن علي رضي الله عنه، الذي تنصب على رأس  حزب العلويين و أنصارهم.

 و في رواية لحشلاف[17] أرسل محمد النفس الزكية أخاه سليمان إلى مصر؛ « فلما اتصل به خبر وفاة النفس الزكية فرّ إلى بلاد النوبة، و منها إلى السودان؛ ثم رجع  لزاب  إفريقية، ثم ارتحل لتاقدمت و أقام بها أياماً. ثم انتقل لتلمسان واستوطنها في خلافة مولانا إدريس و تزوج بها، فولد له عشرة أولاد… » إذن، اتخذ سليمان زوجة في تلمسان، وأنجبت له زوجته الأمازيغية، ولم يذكر اسمها، على أن كل الاحتمالات توحي أنها من قبيلة بني خزر المغراوية التي اعتنقت الإسلام منذ أكثر من قرن، عندما ذهب شيخها « صَوْلات بن وازمّار » عند عثمان رضي الله عنه، فولاَّه على قومه و وطنه.[18]

من جهة أخرى يلاحظ بعض المؤرخين أن أول من نزل تلمسان هو محمد بن سليمان[19]، مع انعدام أي دليل يشير إلى أن سليمان أو إدريس كان لهما أزواجاً، أو تركا أعقاباً في الحجاز. والراجح أن والدة محمد كانت بربرية، وأن محمداً نشأ بتلمسان و ترعرع فيها بين أحضان أخواله من بني خزر الذين خلصوا المغرب الأوسط وتلمسان من عنف الخوارج الصفرية، و من إمامهم أبي قُرَّة اليفريني سنة 162هجرية/776م.

و الدليل على ما ذهبنا إليه هو أن سليمان، عند رجوعه إلى تلمسان بعد واقعة « فــخّ »، مارّاً بتاهرت، تمت له مبايعة أهلها مباشرة، فأمّروه عليهم دون تردد و لا اضطراب رغم أن بعض القبائل المغراوية كانت مائلة إلى الخوارج؛ لكنها، من جهة أخرى كانت متعلقة تعلقاً شديداً « ببركة أهل البيت »[20]، ومفتخرة بإصهارها لديهم. في الحقيقة، لما عاد سليمان من جديد إلى تلمسان لم يعد إلى بيته و ذويه فقط، بل رجع كذلك عند شيوخ قد فكروا ربما في استقرار ملكٍ لهم بين وادي ملوية و وادي شلف، ملك يتاخم الإمامة الزيدية التي أسسها أخوه إدريس بأقصى المغرب الإسلامي. و مَن يجدونه أشرف للتربع على هذا العرش سوى حفيدٌ من أحفاد الرسول صلى الله عليه و سلم.

لكن سليمان لم يكن ليستجيب لهذا الغرض،امتثالاً لمبدأ الزيدية الذي يمنع ذلك، إذ أن هذا المبدأ لا يمنع قيام إمامين في آن واحد، اللهم إلا إذا كان البلدان مبتعدين.

هذا و قد ألمحنا إلى ذهاب سليمان إلى المدينة المنورة للحضور في ثورة الحسين بن علي « الفخّي » إلا أن الأخبار متضاربة  في هذا الأمر كذلك. فبينما يزعم الطبري، ومن استند إليه، أن سليمان قُتل في هذه الواقعة، سنة 169هجرية/779م, حيث يقول بالحرف الواحد: » و احتُزَّت الرؤوس، فكانت مائة رأس و نيفاً، فيها سليمان بن عبد الله بن الحسن، و ذلك يوم التروية[21] ، إلا أن ابن قنفد يقول في أرجوزته حول الأشراف[22]

و بتلمسان سليمان أخوه     ألم فيه و قضى بها نحبه

ذلك ما يؤيده  » كتاب النسب »[23] الذي يقول مؤلفه: » و ثالث أبنائه هو مولانا سليمان، و قبره بتلمسان المحروسة »، كما أن أحمد محمد صبحي لا يذكر سليمان من بين الذين اجتمعوا إلى الحسين الفخي[24]                                                  

 

و تُوُفِّي سليمان، رحمة الله عليه و رضوانه سنة 200هجرية/816م حسب ما قاله حشلاف و غيره و دُفن بعين الحوت حيث قبره، و قد شهدت عليه تلك النخلة المشهورة التي كانت تُرقّي و تزين المنظر إلى أن حُطِّمت منذ بضع عقود…

و ليتها غرست من جديد إ.

 

و لماذا دُفن سليمان بن عبد الله الكامل في عين الحوت؟ 

سؤال من واجبنا أن نُلقيَه إذ من الغريب أن يترك سليمان قاعدة إمارته ليضرب خيمته بأحوازها.                                                                                                          

كان هذا الموقع على شمال تلمسان معبراً مُجبَراً لمن أراد الدخول إلى أجادير، وقد انزوى به سليمان نهائياً حين أدركه عبءَ الكبر و كهَّلته السنون؛ فتفرغ للعبادة فيه.

وقد اتخذ من عين الحوت مقام إقامته في فترة الصفريه[25] مع ابنه محمد الذي أرشده إلى ذلك، لما رأى الموقع نقطة استرا تيجية على الطريق الرئيسي الذي كان يؤدي إلى أجادير »بـاب المغرب » كما وصفها هارون الرشيد. فكانت تلمسان الرِّتاج و عين الحوت بابه الصغير.                                                           

في هذا الموقع عاش سليمان في زمان اضطربت فيه الأوضاع و كثرت الفِرق المذهبية التي تكالبت على الحكم في الشرق الإسلامي و غربه. فكان الخوارج الذين تمرّدوا على الخلافة الأموية لأسباب أيديولوجية، وقد سبق أن ذكرنا من بينهم الصفرية الذين أسسوا إمارات بتلمسان و سجلماسة، ثم الإباضية الذين استقر ملكهم في تاهرت  مع ابن رسطم؛ وكانت البرغواطية قائمة بنواحي دُكَّالة و فزاز. أما السنة والجماعة فرسخوا بإفريقية (تونس) و نُكور بنواحي مليلية.           

و من جهتها، كانت الشيعة تدعو سياسياً لإماـمة الحُسينيين أولاً، ثم الفاطميين قاطبةً. و من بين فِرقها برزت الزيدية الذين اتخذها العلويين، كما تقدم، مذهباً لنضالهم ضد الخلافة الأموية، فأطاحوا بها، ثم الخلافة العباسية، فثاروا عليها إلى أن أسسوا ممالك في أطرافها بطبرستان، و الديْـلم، و اليمن، و عُمان، و المغرب الإسلامي.

تُعتبر الزيدية من أقرب الفرق الإسلامية إلى أهل السنة، إذ يجيزون خلافة المفضول مع وجود الأفضل[26]. وهذا يعني أنهم لا يرفضون الشيخين أبا بكر الصديق  و عمر الفاروق، و يعتبرون خلافتهما صحيحة، ولم يتبرؤوا منهما كما طلبه الرافضون من زيد بن علي زين العابدين، فلم يقبلْ؛ بعبارة أخرى إنهم يَرَوْن أفضلية عليّ كرم الله وجهه، لكنهم لا يطعنون في خلافة من قبله من الراشدين، و يثنون عليهم، فلم يطعنوا في أعراض الصحابة كما فعلت الفرق الأخرى.

أما الإمامة، فهي عندهم حقٌّ لكل فاطمي خرج داعباً لنفسه بالسيف، و المفروض أن يكون عالماً،  زاهداً، شُجاعاً. و قد أنكروا تسلسل الإمامة في أولاد الحسين، أو مبدأ الَّتِقيَّة، ووجود إمام غائب منتظر، ولم يؤمنوا  بالرجعية[27]/[28] 

و هناك علاقة بين هذه الفرقة الزيدية و بين المعتزلة من ناحية، ومن أهل السنة من ناحية أخرى.

فقد تتلمذ زيـد على واصل بن عطـاء. فاتفقت آراء فرقته مع المعتزلة في وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و أفضلية عليّ كرم الله وجهه، و إمامة المفضول. و لذلك نجد بِشر بن المعمّر و ثُمامة بن الأشرس المعتزلين من الزيدية.

هذا في الأصول، و أما في الفروع، فهم على مذهب أبي حنيفة إلاّ في مسائل قليلة، يوافقون فيها الشافعي وغيرهم من الشيعة.[29]/[30]                                                                                                                              

هذا، ويجدر أن نذكر أن الزيدية نشأت بعد استشهاد زيد سنة 122هجرية/740م؛ فلم تسر على نهجته وحوَّلتها، بل زيفتها، و نسبت له ما هو بارئ منه، و لا خطر بباله [31].

فمُوالاة الشيعة لزيد لا تعتبر إطلاقاً بموالاتهم للمبادئ التي من أجلها والَوْه.

ونقول مع القائل: » إن المبادئ، مع أنها سرَّ تقديس الرجال، إلا أنها تتوارى خلفهم فيلحق الرجالَ التقديسُ، ويلحقُ المبادئ النسيانُ. ».

وليس من حق أحد أن يشك في مبادئ زيد، فإنها لم تبتعد عن مذاهب السنة و الجماعة التي بثها جدُّه رسول الله صلى اله عليه وسلم. فإن زيداً كان ملازماً لها، إذ أنه انتهل من الصحابة مباشرة، وهو حفيد الحسين، وأبوه عليّ زين العابدين، حفيد عليّ بن أبي طالب، وأخوه محمد البــاقر. فهو إذن من التابعين، وعايش الصحابة الذين انتهلوا من  » رأس الفضائل وينبوعها عليّ، رضي الله عنه، أو كما وصفه حسن البصري  » ربَّانيُّ هذه الأمة ».

يُروى أن [ عبد الله] ابن عمر بن  الخطاب وجماعة دخلوا على الإمام زيد فسألوه عن مذهبه، فقال: » إني أبرأ إلى الله من المشبهة الذين شبهوا الله بخلقه، ومن المرجئة الذين طمعوا الفُساق في عفو الله، ومن المارقة الذين كفروا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب؛ ومن الرافضة الذين كفروا أبا بكر و عمر »  … »و هذا هو مذهب عين العدل كما يعترف به من كان ذ ا فهم و عقل ».                                                                                                                                  

ومن الذين أخذوا العلم عن زيـد سفيان الثوري، و منصور بن المعتمر؛ و كان زيد فقيهاً، ورِعاً، محدثاً؛ احتج به البخاري، و مسلم، و أبو داود الترميذي، والنسائي وغيرهم؛ و هو من شيوخ مسلم، وأبي حنيفة، و أبي خالد الو اسطي الذي لازمه كثيراً و روى مجموعه.

 

مناقب سليمان بن عبد الله الكامل  و  آثــاره :

عاش سليمان في هذه البيئة العلمية الغزيرة التي ميّزت المدينة المنورة بمدرستيها التي برزت في رواية الحديث والتمسك بالآثار؛ وشرب من علم التابعين في التفسير والحديث والفقه؛ كما انتهل من نوابغ الشيعة الزيدية. وقد استمال إلى هذه الفرقة أبوه عبد الله الكامل، متخذاً إياها ذريعة في حركته السياسية لمعارضة العباسيين لما اغتصبوا، حسب رأيه و رأي الكثير، الخلافة من ذويه.

ومن المشهور أن عبد الله بن الحسن قدّم ابنَه محمداً للمبايعة، محتجاً أنه المهدي، و لم يكن ذلك اللهم إلا موقفاً سياسياً، لا غير، و لا علاقة له بأي أمر يمسّ أسس الشريعة و العقيدة.

حسب محمود إسماعيل: » بعث محمد النفس الزكية أخاه سليمان إلى بلاد المغرب فنزل يتلمسان…و في تلمسان أخذ يدعو للحسين بن علي بن الحسن[المثنى], بن الحسن[السبط] بن علي بعد مقتل النفس الزكية؛ و يبدو أنه أحرز نجاحاً ملحوظاً. »[32]

إذن، حقّق سليمان نجاحاً في نشر الدعوة التي عبّدت الطريق لنشأ الإمامة الإدريسية عند قبائل انفصلت عن الخلافة  سياسياً، و لم يخطر ببالها أبداً أن تطعَنَ في الإسلام و حنفيته. لكن لما استقر الأمر لإدريس في المغرب، أوسطه وأقصاه، يستحيل أن العلويين مكثوا على آرائهم السياسية حول الإمامة إذ حققوا أغراضهم فيها إلا أنهم حولوا النظام الإمامي إلى نظام ملكي، شأنهم في ذلك شأن من سبقهم من أمويين وعباسيين، وحينئذ وجهوا جهودهم لنشر الإسلام و تعليم شريعته وتطبيقها في الأوساط البربرية. 

وكما أسلفنا، أخذ سليمان عين الحوت مقراً لدعوته. فكان شيوخ القبائل يقفون كما نتخيّله، عند رباط هذا الحفيد لعليّ رضي الله عنه، فيُدنونه هو وابنه و حفيده من أنفسهم و يكرمونهم.

ولما كان هؤلاء الشيوخ قليل الحس طلبوا من لطافة أهل البيت؛ كما كانوا قليل الطبع، فرغبوا في ركانتهم، و رزانتهم. وكانو ا خِشن الذوق، فمالوا إلى رهافتهم ورقّهم؛ كانوا كذلك غليظ العقل، فيستحبون رجاحتهم و يفضلون رأيهم. كان الجمهور الغفير منهم لا يعرفون الكتابة، و لا يحسنون القراءة، وذلك ما دفعهم و حثهم إلى الرغبة في العلم وأخذه. إلا أن استعداداتهم كانت محدودة، فآلت رغبتهم لاهفة إلى تعليم لغة الضاد للأبناء.

وكانت فترة الدعوة هذه مضطربة حيث أصبح التنافس خلالها شديداً بين الحكومات المحلّية التي شقّت عصا الطاعة على الخلافة العباسية. وقد عاش فيها سليمان، و أخوه إدريس بدرجة أقل، متخذين مكانهما بين ذوي المثالة وأعيان القبائل. فكان سليمان عالماً، فقيهاً، متكلماً، بصيراً بمذاهب الكلام ممّا جعله يبارز رؤوس الخوارج والمعتزلة بجهر الرأي وإدلاء الحجة.

فعاش، هو و عشيرته، مرعيّ الجانب، رقيقي المنزلة، مرموقي المحلّ، عظيمي الحظ عند المغراوة وبني خزر. وكان عندهم من ذوي النباعة و الصيت.

وعنت بسليمان السِّنُّ، و خلع هن منكبه رداء الشباب، فعكف في خلوته بالينبوع[33]  مُخَلِّدًا إلى القراءة والدرس؛ و تفرًغ إلى بثّ العلم يؤثر في شيوخ القبائل العابرين عليها. كان لهم مجالس معه لمّا يلتحقون بمعزله, فيفيدهم من علومه ومعارفه، ساعياً في بناء القِيَم التي من الواجب أن يسير عليها المجتمع الإسلامي، مربّياً النفوس على فطرتها، و مثبّتاً في الأذهان و العقول توحيد العقيدة و الخصال الحميدة كالاستقامة و الاعتدال، والاستقلال. وقد كان هؤلاء الأعيان في حاجة إليها، فيتجهون إليها ويتطبعونها ويهتمون بها وبالسلوك عليها.

و نلاحظ أن أولائك الشيوخ كانوا قد اعتنقوا الدين الحنيف منذ حوالي مائة سنة، فمنهم من رغب فيه عقيدة، ومنهم من تبع عشيرته، على أنهم لم يتعمقوا في شريعته؛ فكيف من حقيقته؟ والجُلُّ الغفير لا يدرك بعدُ لغة القرآن. فكان لمُمارسة القِيم الديتية ارتباط وطيد مع المحيط الذي استقبل سليمان, قبل أن يخطُوَ خُطاهُ. فقد أسّست هذه القيم على الربانية التي مصدرها القرآن؛ و هذه خاصيّة انفردت بها التربية في بناء المجتمع الجديد إذ القرآن هو المصدر للقيم و هو المبين, فيه نورٌ و هدًى للناس. اتّسع تاثير القرآن و رسخ أحفاد و أعقاب سليمان في أنحاء المغرب الأوسط عندما استقروا بإماراتهم فيه خلال قرن و نصف. فكثُرت فُرض تَلَقّيه في حلقات المساجد, ثم الكتاتيب, و الرابطات, و الزوايا. سهُل أخذُه في ميادين التعليم و التدريس؛ فما من أحدٍ يطلب علماً من علوم الشريعة و العربية إلا و قد تلقى قبل ذلك, حِفظاً و دراسة, أصليْ الإسلام الكبيرين: القرى، و الحديث. و يرى بعض  الباحثين[34] في عهد الأدارسة و السليمانيين أن الفضل في بثِّ الشريعة بين القبائل البربرية يرجع إلى أعقاب سليمان الذين تحَلَّوْا بما وصّى به عليٌّ رضي الله عنه للحسن و الحسين, و أوصوا بنيهم به، والكل يرى أنهم أفلحوا ونجحوا في هذه المهمة الشريفة وترسيخ  المذهب المالكي الذي جدّ في نشره سلفهم وظفروا حقاً حيث أن الناس في كثرتهم لم ينحرفوا عن تعاليم الكتاب والسنة، ولم يسقطوا في آراء الشيعة أو الخوارج الذين لم يكفوا عن دعوتهم إلى ظهور المرابطين والموحدين.                                                                                    

ويقول علي في وصيته التي تلخص القيم الإسلامية الحميدة و مرامها:[35]                                                          

ـ أوصيكما بتقوى الله، وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زُوِي[36] عنكما[37] وقولا بالحق واعملا للأجر، وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عونا؛                                                                                         ـ أوصيكما, وجميع ولدي, وأهلي, ومن بلغه كتابي، بتقوى الله، ونظم أموركم، وصلاح ذات بينكم، فإني سمعتُ جدَّكما صلى الله عليه و آله، يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة و الصيام؛                                                

الله، الله في الأيتام، فلا تُغِبُّوا أفواههم[38], ولا يضيعوا بحضرنكم؛                                                                  

والله، الله في جيرانكم، فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سَيُوَرِّثُهم[39]                                       

والله، الله في القرآن، فلا يسبقكم بالعمل غيركم؛                                                                                       

والله، الله في الصلاة، فإنها عمود دينكم؛                                                                                             

والله، الله في بيت ربكم، لا تخلون ما بقيتم، فإنه إن تُرِك لم تناظروا[40]                                                          

والله, الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله؛                                                                               

وعليكم بالتواصل والتبادل[41]، وإياكم والتدابر والتقاطع؛ لا تتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, فيولي علبكم شراركم ثم تدعون فلا يُستجاب لكم.

الأستاذ عبد الرّحيم بن منصور-تلمسان-


[1]   هو الذي أبوه و أمه من آل البيت.

[2] انظر عبد الله بن محمد بن الشارف بن حشلاف: »سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول »ـ المطبعة التونسية 1347/1929ـ ص 19.

[3]  و هو الحفيد للرجل من بنته.

[4] أحمد محمد صدقي: »الزيدية »ـ الزهراء للإعلام العربيـ الطبعة الثانيةــ1404/1984ـــ ص 109.

[5] حشلاف؛ نفس المرجعـ ص 19؛ عن نظم لمؤلف »الشجرة القادرية

محمد, إبراهيم و موسى      سليمان, إدريس و عيسى

كل الثلاثة أشقاء فريق     أخوهم يحيى و ما له شقيق

[6]  أحمد محمد صبحي؛ نفس المرجع ـ ص

[7]   »     »            »      »       »            ص

[8]  »     »             »       »       »              ص

[9]   »       »               »       »        »                ص

[10] ص

[11] أ                                                 » العقد الفريد »                                                              ص  324

[12] القرطاس

[13] محمود إسماعيل: » الأدارسة » (172/375)ـ ص 48

[14] أحمد أمين: » حوليات العالم الإسلامي »

[15] محمود إسماعيل: نفس المرجع؛ ص 48 ــ حشلاف: نفس المرجع؛ ص 116

[16] حشلاف: نفس المرجع؛ ص 24.

[17] حشلاف: نفس المرجع ـ الفصل الثانيـ صص 25/26

[18] محمد بن عمرو الطمار: » تلمسان عبر العصور »ـ المؤسسة الوطنية للكتابـ الجزائر؛ 1984؛ ص 23  ـــ »المغرب الشرقي بين الماضي و الحاضر »ـ ندوة من 13 إلى 15 مارس 1996, وجدةـ مطبعة نجاح الجديدةــ ص 217.

[19] « الروض المعطار في خبر الأقطار » مكتبة لبنان؛ 1984 ؛ ص 135 تحت عنوان تلمسان

[20] انظر محمد ولد دادة: »  مفهوم الملك في المغرب »ـ دار الكتاب اللبناني/دار الكتاب المصري؛ 1977ـ ص 34

[21] الطبري: » تاريخ الأمم و الملوك »ـ دار الفكر؛} 9؛ ص 40

[22] مخطوط بمؤسسة المركز الإسلامي لبلحاج العشعاشي

[23] Revue africaine ; n° 47, 186. – Art «  Kitab nassab » Réimpression SNED 19.., p 343

[24] أحمد محمد صبحي:: » الزيدية »؛ ص 94

[25] ملة من ملل الخوارج

[26] أبو الحسن بن إسماعيل الأشعري: »مقالات الإسلاميين و اختلاف المصلين »ـ تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد؛ السعادة, مصر 1970.

[27] الشهرساني: » المِلل و النِّحل »  1/137 .

[28] راجع فرق الشيعة ص 62

[29] الملل… 1/143؛ الفرق بين الفرق, 30/35 .

[30] مقتبس من « التيار الإسلامي في شعر العصر العباسي الول » لمجاهد مصطفى بهجت؛ وزارة الأوقاف و الشؤون الدينيةـ العراق, سلسلة الكتب الجديدة ـص 18 .

[31] ارجع في هذا الموضوع إلى كتاب » الإمام زيد بن علي المُفترى عليه » لمؤلفه شريف الشيخ صالح أحمد الخطيبيـ المكتبة الفيصليةـ 1404/1984.

[32]  الأدارسة…ص 48

[33] عين الحوت حسب

[34] Marçais

[35]  جابر قبيضة: » كتاب أدب الخلفاء الراشدينـ دار الكتب الإسلامية ـ 1985  ؛صص 292/293

[36]  زُوِي: قبض و بعد

[37]  أي، لا تطلبانها و إن طلبتكما

[38] أي، اجعلوا لإحسانكم إليهم متّصلاً و لا تقطعوا عنهم الطعام؛ و قال أعبّ فلان القوم, أتاهم غِبّاً(بكسر الأول), أي زاهم يوماً و تركهم يوماًً

[39] أي، سيجعل لهم نصيباً من الميراث, و نص الحديث: » ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. »

[40] أي لا ينظر إليكم بتقدير و تجلة

[41]  مداومة البذل و العطاء