مولد البرزنجي

للعالم العلامة الحجة

الشيخ سيدي جعفر البرزنجي

رضي الله عنه وأرضاه

للعالم الزكي الثبت الشيخ السيد

أحمد جمال الدين التونسي

رحمه الله تعالى آمين

وبه بسطة تاريخية في الاحتفال بالمولد الشريف

الحمد لله

والصلاة والسلام على رسول الله

في القول المنجي شارح البرزنجي :

« ولا زال أهل الإسلام يحتفلون ويهتمون بشهر مولده عليه السلام ويعملون الولائم ويتصدّقون في لياليه بأنواع الصدقات ويظهرون السرور ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.

وأوّل من أحدث فعل المولد الملك المظفر أبو سعيد، صاحب إربل.

فكان يحتفل له احتفالا هائلا.

حكى بعض من حضر سماطه في بعض الموالد، أنه عدّ فيه خمسة ءالاف غنم مشوياً، وعشرة ءالاف دجاجة، وعدّة ألوف من أنواع أخر.

وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية.

فيخلع عليهم الخلع، وكان يصرف على المولد ثلاثمائة ألف دينار.

فطالت مدّته في الملك، ومات وهو محاصر الأفرنج بعكا، سنة ثلاثين وستمائة، محمود السيرة، شهما شجاعا عاقلا عالما.

ومما جرب من خواص عمل المولد أنّه أمان في ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل المرام.

فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده أعيادا. » اهـ

.

وقد حكى من يوثق به أنّه رأى النبيء صلى الله عليه وسلم-

وفي تلك الليلة، احتفل بعض الأفاضل للمولد النبوي،

فقال الراءي: يا رسول الله، أيسرّك ما فعل فلان؟

فقال: من فرح بنا، فرحنا به.

.

وفي أزهار الرياض:

« وكان السلطان أبو حمو موسى بن يوسف يحتفل بليلة مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، غاية الاحتفال.

كما كان ملوك المغرب والأندلس في ذلك العصر وما قبله.

يعتنون بذلك ولا يقع منهم فيه إغفال.

والعز في صاحب سبتة هو الذي سنّ ذلك في بلاد المغرب وأتى بزلفى تدنيه إلى الله وتقرب، واقتفى الناس سننه وتقلدوا مننه تعظيما للجناب الذي وجب له السمو والعلو ثم نقل المقري في الكتاب المذكور عن راح الأرواح وكتاب نظم الدر والعقيان ما ملخصه أن السلطان المذكور كان يقيم ليلة الميلاد النبوي بمحروسة تلمسان وليمة يحشر لها الأشراف والسوقة. فما شئت من نمارق مصفوفة* وزرابي مبثوثة* وبسط موشاة ووسائد بالذهب مغشاة* وشمع كالأسطوانات* وموائد كالهالات* وأعيان الحاضرة على مراتبهم تطوف عليهم ولدان قد لبسوا أقبية الخز الملون وبأيبديهم مباخر ومرشات ويفاض على العموم أنواع الأطعمة كأنّها أزهار الربيع وخزانة المنجانة أي التعديل ذات تماثيل من لجين محكمة الصنعة بأعلاها أيكة تحمل طائرا فرخاه تحت جناحيه وتختله فيهما أرقم أي حية خارج من كوة بجدر الأيكة أي أصلها ويصدر الخزانة أبواب مرتجة أي مغلة بعدد الساعات الزمانية يسامت طرفيها بابان وفوق جميعها دون رأس الخزانة هيكل يسير على خط الاستواء سير نظيره من الفلك ويسامت أول كل ساعة بابها المرتج. فإذا ذهبت ساعة انقض من البابين الكبيرين عقابان بفي كل واحد منهما صنجة صفر يلقيها إلى الطست من صفر مجوف بوسطه ثقب يفضي بها إلى داخل الخزانة فيرن وينهش الأرقم أحد الفرخين فيصفر له أبوه فهناك يفتح باب الساعة الذاهبة وتبرز منه جارية محتزمة كأظرف ما أنت راء بيمناها رقعة فيها اسم ساعتها منظوما ويسراها موضوعة على فيها كالمبايعة بالخلافة. والمسمعون بأمداحه عليه السلام يخرجون فيها من فن إلى فن ومن أسلوب إلى أسلوب ياتون من ذلك بما تطرب له النفوس وترتاح إلى سماعه القلوب » اهـ

أقول :

والظاهر أنه لا منافاة بين نقلي القول المنجي وَأزهار الرياض في أوّل من ابتدعه ؛ حيث أنّ الأوّل بالمشرق والثاني بالمغرب.

كما أنّ أوّل احتفال له رسميا بحاضرة تونس، المنعم، المقدس، المشير، أحمد باشا سنة 1257هـ /م        

وكان قبله كمواسم السنة، غير أنّه تُفرّق فيه الدّراهم على المكاتب.

فأمر –رحمه الله- بتنوير المآذن ليلته وليلتين بعده ؛ والزيت من عنده. ويبيت تلك الليلة بالحاضرة في دار الملك، ويصلي العشاء بالجامع الأعظم، ثمّ يخرج راجلا للدوران في البلاد وأسواقها كعامّة النّاس، يزاحمهم ويزاحمونه، ويفيض فيها العطاء والصدقات للفقراء الذين يحيون تلك الليلة بالقرآن العظيم.

هذا والحاضرة تزهو سرورا كالعروس تجلى *

والصباح الأبهج الأجلى * تملأ أشعّة أنوارها الآفاق *

وتسير فيها بأحاديث ابتهاجها الرفاق.

فإذا أسفر ذلك الصّباح * ونادى منادي البشائر : حيّ على الأفراح * اصطفّت العساكر ميمنة وميسرة من سراية المملكة ببطحاء القصبة إلى أبواب الجامع الأعظم. فإذا أشرقت شمس الضحى من ذلك اليوم الشريف تجمّع العلماء والأعيان بالجامع المذكور.

فيتمشى الملك وآل بيته ورجال  دولته وهم بالملابس الرسمية راجلين على أبّهة وفخامة ملكية يشقون تلك الصفوف تحت ظلال السيوف والموسيقى العسكرية الخاصة والعامة تترنّم بصنوف الألحان المطربة ويدخلون من باب العطارين حتى ينتهون إلى المحراب، وحلق دلائل الخيرات التي أبدع في تنظيمها محب الحضرة النبوية الشيخ سيدي أحمد الكسراوي تتلو الصلوات على خير البرية.

ثمّ تستفتح بتآليف لمن ملأ علمه النواحي شيخ الشيوخ أبي إسحاق سيدي إبراهيم الرياحي اختصره من تأليف سيدي مصطفى البكري ذكر فيه فضائل المولد وما وقع فيه من دلائل النبوة عند الولادة والرضاع ونحو ذلك مما يقتضيه الحال .

هذا كله ومجامر الطيب فائحة * وأنوار الشموع والشجرة المباركة لائحه *  فإذا وصل إلى قوله : فقم أيها الراجي لنيل شفاعة ينهض قائما ويقوم كل من في الجامع فترفع المدافع أصواتها من أبراج الحاضرة وضواحيها بكلمة آمين « 101 »

ثم يجلس الإمام فيتمه ويختمه بالفاتحة ثم يوتى بماء السكر وماء الطيب لسائر من في الجامع وينفض الموكب فيرجع الملك بموكبه وفخامته وتنتشر سائر الناس وقد غمس الكل في الرحمة من بركة مولده الشريف يعلوهم السرور والابتهاج وأبواب الحاضرة ليلة المولد مفتوحة * وأسباب السرور والهناء ممنوحة * هذا وقد رؤي المرجوم المشير أحمد باشا بعد موته فقال غفر لي بسبب احتفالي للمولد النبوي.

ومن عجائب الاتفاق إن كان مولد تلك السنة موافقا لمولده صلى الله عليه وسلم بالحساب الشمسي وهو العشرون من نيسان – ثم جرى على هذا العمل المبرور من بعده من الملوك الحسينية – أدام الله دولتهم السنية- إلى عصرنا هذا- وزاد المنعم المقدس المبرور أبو الحسن سيدنا علي باشا –رحمه الله- احتفالا ثانيا رسميا في اليوم الثاني بجامعه الذي أنشأه بالمرسى لكن يتلى فيه المولد البرزنجي الفائق الرائق فصاحة وبلاغة المشتمل على ما لا يسع المؤمن جهله من ذكر أجداده -عليه السلام- وأطوار حمله، وذكر ولادته، والخوارق التي ظهرت بعدها، وانصداع إيوان كسرى،  وكسر سريره، وخمود نار فارس، وأحوال رضاعه، ومرضعته حليمة السعدية، وتدرجه عليه السلام في نشأته الشريفة، وسفره مع عمه، وأخبار الراهب بحيرا لعمه بأنه رسول الله ومجتباه، وتزوجه بخديجة، وتحكيم أهل مكة له في رفع الحجر الأسعد، وبعثته عليه السلام، وإسرائه، وهجرته، ودخوله المدينة، وشمائله، وختم ذلك بدعاء يُرجى أن لا يرد، والكل بأبدع تسجيع، وأعجب ترصيف وترصيع، يسحر اللب ويأخذ بمجامع القلب.

ويكفيك أنه لا يسرد بالحرمين الشريفين ومصر وسائر تلك النواحي سواه، ولا يختص سرده عندهم بربيع الأنوار بل في سائر أوقات العام وفي كل أمر مهم لما يرون من بركاته. كيف لا وجامعه العلامة النحرير والولي الكبير ذو الصيت الشهير، الشريف أصلا  ومحتدا، المدني منشأ وبلدا، حضرة الشيخ سيدي جعفر البرزنجي -أمطر الله ضريحه بسحائب الرحمة-. لكن اقتضى الحال اختصاره لا لخلل فيه وإسداعه بعض جواهر نظم ونشر مناسبة لمبانيه ومعانيه تشبثا بأذيال الكرام* عسى أن نبلغ من محبته المرام *.

وكيفية سرد هذا المولد أن قارئه إذا وصل عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتـَسْلِيمٍ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْه يقولها بعض الحاضرين.

فيبتدئ القارئ مما يليه وهكذا دفعا للسآمة وبه يزداد تحريك القلوب صوب الإصغاء. جعلني الله وإيَّاك ممن إذا سمع امتداحه عليه السلام أصغى إليه ووعى.

فإذا وصل إلى قوله – فولدته – نهض قائما وأنشد الأبيات المتصلة به ثم يجلس مستمرّاً على الكيفية السابقة إلى أن يختم.

حرره أحقر الورى وخادم نعال الفقراء عبده أحمد جمال الدين غفر الله له ولمشائخه ووالديه وسائر المسلمين ولمن قال آمين يا رب العالمين

مساء يوم السبت السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة 1302 هــ/م

  .

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

أَبْتَدِئُ الإِمْلاَءَ بِاسْمِ الذَّاتِ العَلِيَّهْ *

مُسْتَذِرًّا فَيْضَ البَرَكَاتِ فيّ مَا أَنَا لَهُ وَأوْلاَهْ*

وَأُثَنِّي بِمُحَمَّدٍ مَوَارِدُهُ سَائِغَةٌ هَنِيَّهْ *

مُمْتَطِيًا مِنَ الشُّكْرِ الجَمِيلِ مَطَايَاهْ *

وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمْ عَلَى النُّورِ المَوْصُوفِ بِالتَّقَدُّمِ وَالأَوَّلِيَّهْ *

المُنْتَقِلِ فِي الغُرَرِ الكَرِيمَةِ وَالجِبَاهْ *

وَأَسْتَمْنِحُ اللهَ تَعَالَى رِضْوَانًا يَخُصُّ العِتْرَةَ الطَّاهِرَةَ النَّبَوِيَّةَ *

وَيَعُمُّ الصَّحَابَةَ وَالأَتْبَاعَ وَمَنْ وَالاَهْ *

وَأَسْتـَجْدِيهِ هِدَايَةً لِسُلُوكِ السُّبُلِ الوَاضِحَةِ الجَلِيَّهْ *

وَحِفْظًا مِنَ الغِوَايَةِ فِي خِطَطِ الخَطَا وَخُطَاهْ *

وَاَنْشُرْ مِنْ قِصَّةِ المَوْلِدِ الشَّرِيفِ النَّبَوِيّ بُرُودًا حِسَانًا عَبْقَرِيَهْ

نَاظِمًا مِنَ النِّسَبِ الشَّرِيفِ عِقْدًا تُحَلَّى المَسَامِعُ بِحِلاَهْ *

وَأسْتَعِينُ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ القَوِيَّهْ *

فَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهْ *

.

عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتـَسْلِيمٍ

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْه

.

فَأَقُولُ

هُوَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ

وَاسْمُهُ شَيْبَةُ الحَمْدِ حُمِدَتْ خِصَالُهُ السَّنِيَّهْ*

ابْنُ هَاشِمٍ وَاسْمُهُ عَمْرُو

بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَاسْمُهُ المُغِيرَةُ الذِي يَنْتَمِي الإِرْتِقَاءُ لِعَلْيَاهْ *

ابْنِ قُصَيٍّ وَاسْمُهُ مُجَمِّعْ

سُمِّيَ بِقُصَيٍّ لِتَقَاصِيهِ فِي بِلاَدِ قُضَاعَةَ القَصِيَّهْ *

إِلَى أَنْ أَعَادَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى الحَرَمِ المُحْتَرِمِ فَحَمَى حِمَاهْ *

ابْنِ حَكِيمٍ ؛ بْنِ مُرَّةَ ؛ بْنِ كَعْبِ ؛ بْنِ لُوَيِّ ؛ بْنِ غَالِبِ ؛

بْنِ فِهْرٍ وَاسْمُهُ قُرَيْشٌ وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ البُطُونُ القُرَشِيَّهْ *

وَمَا فَوْقَهُ كِنَانِي كَمَا جَنَحَ إِلَيْهِ الكَثِيرُ وَارْتَضَاهْ *

ابْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضِرِ ؛ بْنِ كِنَانَةَ ؛ بْنِ خُزَيْمَةَ ؛ بْنِ مُدْرِكَةَ ؛

ابْنِ إِلْيَاسٍ وَهْوَ أَوَّلُ مَنْ أَهْدَى البُدْنَ إِلَى الرِّحَابِ الحَرَمِيَّهْ *

وَسُمِعَ فِي صُلْبِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ذَكَرَ اللهُ تَعَالى وَلَبَّاهْ *

ابْنِ مُضَرِ بْنِ نِزَّارِ بْنِ مُعَدِ بْنِ عَدْنَانٍ

وَهَذَا سِلْكٌ نَظَّمَتْ فَرَائِدَهُ بَنَانُ السُّنَّةِ السَّنِيَّهْ *

وَرَفْعُهُ إِلَى الخَلِيلِ ِإبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

أَمْسَكَ عَنْهُ الشَّارِعُ وَأَبَاهْ

.

عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتـَسْلِيمٍ

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْه

.

وَعَدْنَانُ بِلاَ رَيْبٍ عِنْدَ ذَوِي العُلُومِ النَّسَبِيَّهْ

إِلَى الذَّبِيحِ إِسْمَاعِيلَ نِسْبَتُهُ وَمُنْتَهَاهْ*

فَأعْظِمْ بِهِ مِنْ عَقْدٍ تَأَلَّفَتْ كَوَاكِبُهُ الدُّرِيَّهْ *

كَيْفَ لاَ

وَالسَّيِّدُ الأَكْرَمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسِطَتُهُ المُنْتَقَاهْ *

نَسَبٌ تَحْسِبُ العُلاَ بِحِلاَهُ * قَلَّدَتـْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ

حَبَذَا عِقْدُ سُؤْدَدٍ وَفَخَارٍ * أَنْتَ فِيهِ اليَتِيمَةُ العَصْمَاءُ

وَأَكْرِمْ بِهِ مِنْ نَسَبٍ طَهَّرَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ سِفَاحِ الجَاهِلِيَّهْ **

أَوْرَدَ الزَّيْنُ العِرَاقِي وَارِدَهُ فِي مَوْرِدِهِ الهَنِيِّ وَرَوَاهْ:

حَفِظَ الإِلَهُ كَرَامَةً لِمُحَمَّدٍ * آبَاءَهُ الأَمْجَادَ صَوْنًا لاِسْمِهِ

تَرَكُوا السِّفَاحَ فَلَمْ يُصِبْهُمْ عَارُهُ * مِنْ آدَمٍ وَإِلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ

سَرَاةُ سَرَى نُورُ النُّبُوَّةِ فِي أَسَارِيرِ غُرَرِهِمْ البَهِيَّهْ **

وَبَدَا بَدْرُهُ فِي جَبِينِ جَدِّهِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَابْنِهِ عَبْدِ اللهِ.

.

عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتـَسْلِيمٍ

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْه

.

وَلَمَّا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى إِبْرَازَ حَقِيقَتِهِ المُحَمَّدِيَّهْ*

وَإِظْهَارِهِ جِسْمًا وَرُوحًا بِصُورَتِهِ وَمَعْنَاهْ

نَقَلَهُ إِلَى مَقَرِّهِ مِنْ صَدَفَةِ ءَامِنَةَ الزُّهْرِيَّهْ*

وَخَصَّهَا القَرِيبُ المُجِيبُ بِأَنْ تَكُونَ أُمًّا لِمُصْطَفَاهْ.

وَنُودِيَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بِحَمْلِهَا لِاَنْوَارِهِ الذَّاتِيَّهْ*

وَصَبَا كُلُّ صَبٍّ لِهُبُوبِ نَسِيمٍ صَبَاهْ

وَكُسِيَتْ الأَرْضُ بَعْدَ طُولِ جَدْبِهَا مِنَ النَّبَاتِ حُلَلاً سُنْدُسِيَّهْ *

وَأَيْنَعَتِ الثِّمَارُ وَأَدْنَى الشَّجَرُ لِلْجَانِي جَنَاهْ ؛

وَنَطَقَتْ بِحَمْلِهِ كُلُّ دَابَّةٍ لِقُرَيْشٍ

بِفِصَاحِ الأَلْسُنِ العَرَبِيَّهْ *

وَخَرَّتِ الأَسِرَّةُ وَالأَصْنَامُ عَلَى الوُجُوهِ وَالأَفْوَاهْ ؛

وَتَبَاشَرَتْ وَحُوشُ المَشَارِقِ وَالمَغَارِبِ

وَدَوَابُّهَا البَحْرِيَّهْ *

وَأحْتَسَتِ العَوَالِمُ مِنَ السُّرُورِ كَأْسَ حُمَيَّاهْ ؛

وَبَشَّرَتِ الجِنُّ بِإظْلاَلِ زَمَنِهِ

وَانْتُهِكَتِ الكَهَانَةُ وَرَهِبَتِ الرَّهْبَانِيَّهْ *

وَلَهَجَ بِخَبَرِهِ كُلُّ حَبْرٍ خَبِيرٍ وَفِي حُلَى حُسْنهِ تَاهْ ؛

وَأتُـِيَتْ أُمُّهُ فِي المَنَامِ

فَقِيلَ لَهَا إِنَّكَ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ العَالَمِينَ خَيْرَ البَرِيَّهْ *

وَسَمِّيهِ إِذَا وَضَعْتِهِ مُحَمَّدًا

فَإِنَّهُ سَتُحْمَدُ عُقْبَاهْ

.

عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتـَسْلِيمٍ

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْه

.

وَلَمَّا تَمَّ لِحَمْلِهِ شَهْرَانِ عَلَى مَشْهُورِ الأَقْوَالِ المَرْوِيَّةِ*

تُوُفِّيَ بِالمَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ أَبُوهُ عَبْدُ اللهِ

وَكَانَ قَدِ اجْتَازَ بِأَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ مِنَ الطَّائِفَةِ النَّجَّارِيَّهْ

وَمَكَثَ فِيهِمْ شَهْرًا يُعَانُونَ سُقْمَهُ وَشَكْوَاهْ.

.

عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتـَسْلِيمٍ

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْه

.

وَلَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ تِسْعَةُ َأشْهُرٍ قَمَرَيَّهْ

وَآنَ لِلزَّمَانِ أَنْ يَنْجَلِي عَنْهُ صَدَاهْ

حَضَرَ أُمَّهُ لَيْلَةَ مَوْلِدِهِ

ءَاسِيَّةُ وَمَرْيَمُ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الحَضِيرَةِ القُدُسِيَّهْ

وَأَخَذَهَا المَخَاضُ

فَوَلَدَتْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ نُورًا يَتَلَأْلَأُ سَنَاهْ

.

 –  قيام  –

.

فَقُمْ أَيُّهَا الرَّاجِي لِنَيْلِ شَفَاعَةٍ * قِيَامَ مُحِبٍّ صَادِقِ القَوْلِ وَالأَدَبْ

قَلِيلٌ لِمَدْحِ المُصْطَفَى الخَطُّ بِالذَّهَبْ*عَلَى فِضَّةٍ مِنْ خَطِّ أَحْسَنِ مَنْ كَتَبْ

وَاَنْ تَنْهَضَ اَلأشْرَافُ عِنْدَ سَمَاعِهِ * قِيَامًا صُفُوفًا أَوْ جُثِيًّا عَلَى الرُّكَبْ

أَمَّا اللهُ تَعْظِمًا لَهُ كَتَبَ اسْمُهُ * عَلَى عَرْشِهِ يَا رُتْبَةً سَمَتِ الرُّتَبْ

أَبَانَ مَوْلِدُهُ عَنْ طِيبِ عُنْصُرِهِ *  يَا طِيبَ مُبْتَدَإٍ مِنْهُ وَمُخْتَتَمِ

بُشْرَى لَنَا مَعْشَرَ الإِسْلاَمِ إِنَّ لَنَا *  مِنَ العِنَايَةِ رُكْنًا غَيْرَ مُنْهَدِمِ

تَبَاشَرَتِ الأَمْلاَكُ حِينَ ظُهُورِهِ * وَفَاحَتْ بِهِ الأَرْجَاءُ شَرْقًا وَمَغْرِبَا

وَنَادَى لِسَانُ الكَوْنِ طُرًّا بِأَسْرِهِ *  فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِالحَبِيبِ وَمَرْحَبَا

مَرْحبًا يَا مَرْحَبًا بِالحَبِيبِ المُصْطَفَى * مَرْحَبًا يَا مَرْحَبًا بِالحَبِيبِ المُقْتَفَى

مَرْحَبًا يَا مَرْحَبًا يَا نُورَ العَيْنِ * مَرْحَبًا يَا مَرْحَبًا مَرْحَبًا جَدَّ الحُسَيْنِ

مَرْحَبًا يَا مَرْحَبًا يَا أَمَانَ الخَائِفِينَ * الأَمَانَ الأمانَ الأَمَانَ يَا رَسُولَ اللهِ

الأَمَانَ الأَمَانَ الأَمَانَ يَا حَبِيبَ اللهِ

(هنا الجلوس)

وَوُلِدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى اَلأرْضِ، رَافِعًا رَأْسَهُ إِلى السَّمَاءِ العَلِيَّةِ *

مُومِيًا بِذَلِكَ الرَّفْعِ إِلَآ سُؤْدَدِهِ وَعُلاَهْ ؛ وَمُشِيرًا إِلَى رِفْعَةِ قَدْرِهِ عَلَى سَائِرِ البَرِيَّهْ *

وَأَنَّهُ الحَبِيبُ الذِي حَسُنَتْ طِبَاعُهُ وَسَجَايَاهْ ؛ وَلِلهِ دَرُّ القَائِلِ:

وَمُحَىًّ كَالشَّمْسِ مِنْكَ مُضِيءٌ * أَسْفَرَتْ عَنْهُ لَيْلةٌ غَرَّاءُ

لَيْلَةَ المَوْلِدِ الذِي كَانَ لِلدِّيــــــــنِ سُرُورٌ بِيَوْمِهِ وَازْدِهَاءُ

يَوْمَ نَالَتْ بِوَضْعِهِ ابْنَةُ وَهْبٍ * مِنْ فِخَارٍ مَا لَمْ تَنَلْهُ النِّسَاءُ

وَأَتَتْ قَوْمَهَا بِأَفْضَلَ مِمَّا * حَمَلَتْ قَبْلُ مَرْيَمُ العَذْرَاءُ

مَوْلِدٌ كَانَ مِنْهُ طَالِعِ الكُفْـــــــــرِ وَبَالٌ عَلَيْهِمُ وَوَبَاءُ

وَتَوَالَتْ بُشْرَى الهَوَاتِفِ َأنْ قَدْ * وُلِدَ المُصْطَفَى وَحَقَّ الهَنَاءُ

.

عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتـَسْلِيمٍ

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْه

 .

وَدَعَتْ أُمُّهُ عَبْدَ المُطَّلِبِ وَهْوَ يَطُوفُ بِهَاتِيكَ البَنِيَّهْ .

فَأَقْبَلَ مُسْرِعًا وَنَظَرَ إِلَيْهِ وَبَلَغَ مِنَ السُّرُورِ مُنَاهْ .

وَأَذْخَلَهُ الكَعْبَةَ الغَرَّاءَ وَقَامَ يَدْعُو بِخُلُوصِ النِّيَّهْ .

وَيَشْكُرُ اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهْ.

وُلِدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظِيفًا مَخْتُونًا مَقْطُوعَ السُّرَّةِ بِيَدِ القُدْرَةِ الإِلَهِيَّةِ .

طَيِّبًا دَهِينًا مَكْحُولَةً بِكُحْلِ العِنَايَةِ عَيْنَاهْ.

,

عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتـَسْلِيمٍ

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْه

,

وَظَهَرَ عِنْدَ وِلاَدَتِهِ خَوَارِقُ وَغَرَائِبُ غَيْبِيَّهْ  .

إِرْهَاصًا لِنُبُوَّتِهِ وَإِعْلاَمًا بِأَنَّهُ مُخْتَارُ اللهِ تَعَالَى وَمُجْنَبَاهْ .

فَزِيدَتِ السَّمَاءُ حِفْظًا وَرُدَّ عَنْها المَرَدَةُ وَذَوُو النُّفُوسِ الشَّيْطَانِيَّهْ .

وَرَجَمَتْ رُجُومُ النَّيِّرَاتِ كُلَّ رَجِيمٍ فِي حَالِ مَرْقَاهْ .

وَتَدَلَّتْ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأًنْجُمُ الزُّهْرِيَّهْ .

وَاسْتَنَارَتْ بِنُورِهَا وِهَادُ الحَرَمِ وَرُبَاهْ .

وَخَرَجَ مَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورَ الشَّامِ القَيْصَرِيَّهْ .

فَرَءَاهَا مَنْ بِبِطَاحِ مَكَّةَ دَارُهُ وَمَغْنَاهْ .

وَانْصَدَعَ الإِيوَانُ بِالمَذَائِنِ الكِيْرَاوِيَّهْ .

الذِي رَفَعَ أَنُو شِرْوَانَ سَمْكَهُ وَسَوَّاهْ .

وَسَقَطَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ شُرُفَاتِهِ العُلْوِيَّهْ .

وَكُسِرَ سَرِيرُ المَلِكِ كِسْرَى لِهَوْلِ مَا أَصَابَهُ وَعَرَاهْ .

وَخَمَدَتِ النِّيرَانُ المَعْبُودَةُ بِالمَمَالِكِ الفَارِسِيَّهْ .

لِطُلُوعِ بَدْرِهِ المُنِيرِ وَإِشْرَاقِ مُحَيَّاهْ .

وَغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ وَكَانَتْ بَيْنَ هَمَذَانَ وَقُمْ مِنَ البِلاَدِ العَجَمِيَّهْ .

وَجَفَّتْ إِذْ كَفَّ وَاكِفُ مَوْجِهَا الثَّجَّاجُ بِيَنَابِيعَ هَاتِيكَ المِيَاهْ .

وَفَاضَ وَادِي سَمَاوَةَ وَهِيَ مَفَازَةٌ فِي فَلاَةٍ وَبَرِيَّهْ .

لَمْ يَكُنْ بِهَا قَبْلُ مَا يَنْقَعُ لِلظَّمْآنِ اللَّهَاهْ .

وَكَانَ مَوْلِدُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالمَوْضِعِ المَعْرُوفِ بِالعِرَاصِ المَكِّيَّهْ .

وَالبَلَدِ الحَرَامِ الَّذِي لاَ يُعْضَدُ شَجَرُهُ وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهْ .

وَاخْتُلِفَ فِي عامِ وِلاَدَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي شَهْرِهَا وَفِي يَوْمِهَا عَلَى أَقْوَالٍ لِلْعُلَمَاءِ مَرْوِيَّهْ .

وَالرَّاجِحُ أَنَّهَا قُبَيْلَ فَجْرِ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ ثَانِي عَشَرَ شَهْرِ رَبِيعِ الأَوَّلِ مِنْ عَامِ الفِيلِ الَّذِي صَدَّهُ اللهُ تَعَالَى عَن الحَرَمِ وَحَمَاهْ.

.

عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتـَسْلِيمٍ

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْه

.

وَأَرْضَعَتْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمُّهُ أَيَّامًا ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ ثُوَيْبَةُ الأَسْلَمِيَّهْ الَّتِي أَعْتَقَهَا أَبُو لَهَبٍ حِينَ وَافَتْهُ عِنْدَ مِيلاَدِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بْبُشْرَاهْ. فَأَرْضَعَتْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ ابْنِهَا مَسْرُوحٍ وَأَبِي سَلَمَةَ وَهْيَ بِهِ حَفِيَّهْ .

وَأَرْضَعَتْ قَبْلَهُ حَمْزَةَ الَّذِي حُمِدَ فِي نُصْرَةِ الدِّينِ سُرَاهْ .

وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا مِنَ المَدِينَةِ بِصِلَةٍ وَكِسْوَةٍ هِيَ بِهَا حَرِيَّهْ .

إِلَى أَنْ أَوْرَدَ هَيْكَلَهَا رَائِدُ المَنُونِ الضَّرِيحَ وَوَارَهْ .

قِيلَ عَلَى دِينِ قَوْمِهَا الفِئَةِ الجَاهِلِيَّهْ .

وَقِيلَ أَسْلَمَتْ أَثْبَتَ الخِلاَفَ ابْنُ مَنْدَةَ وَحَكَاهْ .

ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفَتَاةُ حَلِيمَةُ السَّعْدِيَّهْ .

وَكَانَ قَدْ رَدَّ كُلُّ القوْمِ ثَدْيَهَا لِفَقْرِهَا وَأَبَاهْ .

فَأَخْصَبَ عَيْشُهَا بَعْدَ المَحْلِ قَبْلَ العَشِيَّهْ .

وَدَرَّ ثَدْيُهَا بِدُرِّ دَرٍّ أَلْبَنَهَا اليَمِينُ مِنْهَا وَأَلْبَنَ الآخَرُ أَخَاهْ .

وَأَصْبَحَتْ بَعْدَ الفَقْرِ وَالهُزَالِ غَنِيَّهْ .

وَسَمِنَتْ الشَّارِفُ لَدَيْهَا وَالشِّيَاهْ .

وَأَنْجَابَ عَنْ جَانِبِهَا مُلِمَّةٍ وَرَزِيَّهْ .

وَطَرَّزَ السَّعْدُ بُرْدَ عَيْشِهَا الهَنِيِّ وَوَشَّاهْ .

.

عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتـَسْلِيمٍ

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْه

.

وَكَانَ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشِبُّ فِي اليَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي الشَّهْرِ بِعِنَايَةٍ رَبَّانِيَّهْ .

فَقَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ فِي ثَلاَثٍ وَمَشَى فِي خَمْسٍ وَقَوِيَتْ فِي تِسْعٍ مِنَ الشُّهُورِ بِفَصِيحِ النُّطْقِ قُوَاهْ .

وَشَقَّ المَلَكَانِ صَدْرَهُ الشَّرِيفَ لَدَيْهَا وَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً دَمَوِيَّهْ .

وَأَزَالاَ مِنْهُ حَظَّ الشَّيْطَانِ وَبِالثَّلْجِ غَسَلاَهْ .

وَمَلآهْ حِكْمَةً وَمَعَانِيَ إِيمَانِيَّهْ .

ثُمَّ خَاطَاهُ وبِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ خَتَمَاهْ .

وَوَزَنَاهُ  فَرَجَحَ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ الخَيْرِيَّهْ .

وَنَشَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَكْمَلِ اَلأوْصَافِ مِنْ حَالِ صِبَاهْ .

ثُمَّ رَدَّتْهُ إِلَى أُمِّهِ وَهْيَ بِهِ غَيْرُ سَخِيَّهْ .

حَذَرًا مِنْ أَنْ يُصَابَ بِمُصابِ حَادِثٍ تَخْشَاهْ .

وَوَفَدَتْ عَلَيْهِ حَلِيمَةُ فِي أَيَّامِ خَدِيجَةَ السَّيِّدَةِ الرَّضِيَّهْ .

فَحَبَاهَا مِنْ حَبَائِهِ الوَافِرَ بِمَحْبَاهْ .

وَقَدِمَتْ عَلَيْهِ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ فَقَامَ إِلَيْهَا وَأَخَذَتْهُ الأَرْيَحِيَّهْ .

وَبَسَطَ لهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رِدَائِهِ الشَّرِيفِ بِسَاطَ بِرِّهِ وَنَدَاه .

وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ مَعَ زَوْجِهَا وَالبَنِين وَالذُّرِّيَّهْ .

وَقَدْ عَدَّهُمَا فِي الصَّحَابَةِ جَمْعٌ مِنْ ثِقَاتِ الرُّوَّاهْ.

.

عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتـَسْلِيمٍ

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْه

.

وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ سِنِينَ تُوُفِيَّتْ أُمُّهُ الأَمِينَةُ الرَّضِيَّهْ

….

إعداد: محمد بن أحمد باغلي