أبو عبد الله الشريف التلمساني

سيدي محمد أبي عبد الله بن أحمد أبي العباس الحسني التلمساني

وُلِدَ بتلمسان عام710هـ/م1310-1311

تُوُفِي

ليلة الأحد 4 ذي الحجة عام 771هـ/ 28 جوان1370م

 دُفِن قرب أمراء بني زيان

أبي يعقوب وأبي السعيد وأبي ثابت

هو أبو عبد الله محمد

بن أحمد بن علي بن يحيى بن علي بن محمد بن القاسم بن حمود بن علي بن عبد الله بن ميمون بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عيد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب

رضي الله عنه

يعرف بالعلوي

نسبة إلى قرية من أعمال تلمسان تسمى العلويين

.

هو الإمام، العلاّمة، المحقّق، الحافظ، الجليل، المتفنّن، المتقن، إمام وقته بلا مدافع، من أكابر علماء تلمسان ومحقّقهم، نظّارا، بارعا، مرضي الأخلاق، محمود الأحوال، موصوف بالنبل والفهم والحذق والحرص على طلب العلم

.

الفقيه، العالم، الأعرف

أحد رجال الكمال علما ودينا

لا يعزب عن علمه فنّ عقليّ

.

علاوة على ما كان يحمله من علوم الشريعة

كان إماما في غيرها

كالحساب والتنجيم والهندسة والموسيقى والطبّ والتّشريح والفلاحة

وبلغ الغاية القصوى في الإدراك والتّبحّر وفصاحة اللسان عند الإلقاء

واحد عصره

.

كان مديما لطلب العلم في صغره وكبره حتى مات

.

ابتدأ الإقراء وهو ابن إحدى عشرة سنة

.

كانت نكته تحفظ وألفاظه تلتفظ

أرجع للطلبة عزّهم

.

كان من أجمل الناس وجها وأهيبهم، وأنوار الشرف في وجهه باهرة

وقورا مهيبا ذا نفس كريمة وهمّة نزيهة

رفيع الملابس بلا تصنع، سري الهمة بلا تكبّر

حليما متوسطا في أموره قوي النفس يسرد القول

في أخلاقه مؤيدا بطهارة

ثقة، عدلا، ثبتا، سلم له الأكابر بلا منازع

أصدق الناس لهجة وأحفظهم مروؤة

مشفقا على الناس رحيما بهم يتلطف في هدايتهم لا يألو جهدا في إعانتهم والرفق بهم وحسن اللقاء ومواساتهم

ونصح العام كريم النفس طويل اليد رحب الراحة

يعطي رفيع الكساء الرقيقة ونفقات عديدة

ذا كرم واسع وكنف لين وبشاشة وصفاء قلب

.

أخذ العلم عن مشايخة تلمسان

أخذ عن ابني الإمام وتفقّه عليهما

درس تفسير القرءان على أبي زيد ابن الإمام

وأخذ عن أبي موسى ابن الإمام

ثمّ لزم الأبُلِي وتضلّع مع معارفه

فاستبحر وتفجّرت ينابيع العلوم من مداركه

أخذ عن الإمام أبي محمد عبد الله المجاصي 

أخذ عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عمر التميمي

أخذ عن أبي عبد الله محمد بن محمد البروتي

أخذ عن أبي موسى عمران المشذالي

أخذ عن  القاضي أبي الحسن علي ابن الرّمّاح

أخذ عن أبي عبد الله محمّد بن النّجّار المنجّم

ثمّ تنقّل إلى تونس وتتلمذ على أبي عبد الله بن عبد السلام وأفاد منه واستعظم رتبته في العلم ؛ وكان ابن عبد السّلام يصغى إليه ويؤثر محلّه ويعرف حقّه حتّى لقد زعموا أنّ ابن عبد السلام كان يخلو بالشريف في بيته ويقرأ عليه

فصل التّصوّف من كتاب الشّفاء لابن سينا

ومن تلخيص  كتاب أرسطو لابن رشد

ومن الحساب والهندسة والهيئة والفرائض

علاوة على ما كان الشريف يحمله من الفقه والعربية وسائر علوم الشريعة

وكانت له اليد الطولى في الخلافيات وقدم عالية

فعرف له ابن عبد السلام ذلك كله وأوجب حقه

.

فسّر القرءان في خمس وعشرين سنة، كان عالما بحروفه ونحوه وقراءته واختلاف روايته وبيانه وإعجازه وأحكامه ومعانيه وأمر ونهي وناسخ ومنسوخ وتاريخ وغيرها

.

إذا تكلّم في الحديث كان إماما في فقهه وغريبه ومشكله ومختلفه وصحيحه ورجاله ومتونه وأنواعه

.

كان إمام جامع الخراطين

.

انتصب للتدريس وبث العلم بتلمسان فملأ المغرب معارف وتلاميذ إلى أن اضطرب المغرب بعد واقعة القيروان ثم هلك السلطان أبو الحسن ونهض ابنه أبو عنان إلى تلمسان فملكها فاستخلص الشريف أبا عبد الله واختاره لمجلسه العلمي مع من اختار من المشيخة ورحل به إلى فاس

.

فتبرّم الشريف من الاغتراب وردّد الشكوى فأحفظ السلطان بذلك

ثمّ بلغه أثناء ذلك أن عثمان بن عبد الرّحمان سلطان تلمسان أوصاه على ولده وأودع له مالا عند بعض الأعيان من أهل تلمسان وأنّ الشّريف مطّلع على ذلك فانتزع الوديعة وسخط على الشريف بذلك ونكبه وأقام في اعتقاله شهرًا ثمّ أطلقه أوّل عام 756هـ وأقصاه

ثمّ أعتبه بعد فتح قسنطينة وأعاده إلى مجلسه العلمي إلى أن هلك السلطان أبو عنان عام 759هـ

وملك أبو حمّو يوسف بن عبد الرحمن تلمسان من يد بني مرين

واستدعى الشريف من فاس

فسرّحه القائم بالأمر يومئذ الوزير عمر بن عبد الله فانطلق إلى تلمسان وتلقاه أبو حمو براحتيه وأصهر له أبو حمو في ابنته فزوّجها أيّاه

وأقام الشريف يدرّس العلم إلى أن هلك رحمه الله

.

أخذ عنه العلم أئمة

ولدُه أبو محمد عبد الله شيخ أبي بكر ابن عاصم، صاحب التحفة

الإمام الشاطبي، صاحب الموافقات

ابن زمرك

إبراهيم الثغري

 عبد الرحمن ابن خلدون صاحب التاريخ المشهور

الشيخ ابن عتاب

إبراهيم المصمودي

وغيرهم

.

من مؤلفاته

مِفتاح الوُصول إلى بِناء الفُرُوع على الأصول

من أنفس كتب تطبيق المسائل الفقهية على القواعد الأصولية ، يذكر فيه القواعد الأصولية الخلافية، ويفصح عن ثمرة الخلاف فيها بآيات الأحكام والأحاديث الفروعية مما يدل على طول باعه سيما في علمي الخلاف والجدل، بيدا أنه يحتاج في زيادة تحقيقه إلى عالم فتاح قد أحكم علوم الشريعة، وأطلع على المذاهب الفقهية الخلافية، حتى يتمكن من الغوص فيه كما يشتهي. وقد اقتصر فيه المؤلف على بيان الخلاف ولم يرتكب ترجيحا لبعض المذاهب ولا اختيارا، فأوكل الأمر في ذلك إلى المطالع البصير

أتحف أبو عبد الله الشريف التلمساني خزانة أبي عنان بهذا الكتاب، ووقع له مع أبي عنان محنة قصها ابن خلدون

.

شرح جُمَل الخونجي في المنطق

وهو من أجل كتب الفن انتفع به العلماء قراءة ونسخا

.

كتاب في القضاء والقدر

أجاد فيه وقدر الحق مقداره وعبر عن تلك العلوم الغامضة أحسن تعبير

.

كتاب في المعاوضات

.

أجوابة عن أسئلة العالم المحقق سيدي يحيى الرهوني من بلدة توزر

.

ما قيل في حقّ أبي عبد الله الشريف التّلمساني

قال الإمام ابن مرزوق الخطيب

إنه أعلم أهل  وقته بإجماع

.

قال عبد الرحمن بن خلدون

وكان للشريف في كتب الخلافيات

يد طولى وقد عالية

.

قال محمد بن إبراهيم الأبُلي

هو أوفر من قرأ عليّ عقلاً وأكثرهم تحصيلا

.

قال له ابن عرفة

غايتك في العلم لا تُدرك

قال فيه شيخه ابن هدية القرشي

كل فقيه قرأ في زمننا هذا

أخذ من العلم ما قدر له ووقف إلا أبا عبد الله الحسني فإن اجتهاده يزيد والله أعلم حيث ينتهي

قال عنه ابن مريم -صاحب البستان

هو فارس المعقول والمنقول

 

إعداد: محمد بن أحمد باغلي