Divers

زاوية عين الحوت

  زاوية عين الحوت  الأستاذ عبد الرّحيم بن منصور-تلمسان- عين الحوت : موقعها و أسطورته: تبعد قرية عين الحوت عن تلمسان بحوالي سبع كيلومترات شمالا. وهي تقع في عقيق ناضر جميل، حََسَنُ المنظر و كثير الغرير. اشتهرت عين الحوت ببساتينها الخصبة ومفيآتها ومياهها الجارية العذبة. الطريق الذي يؤدي إليها رائع، يشقُّ مسلكا صخريا نبَّق فيه شجر الزيتون، و به ينعق وادي يسيل في عمقه غر؛ لا يخلو المكان من جمال ولا بهجة، وقد نضخت به المياه فاجتمعت في صهريج يكثر  فيه السمك؛ ولذلك سُمِّيت القرية عين الحوت                                                 أسطورة عين الحوت : تروي إحدى الأسطورات أن سيدي عبد الله بن منصور[1]، صاحب الكرامات المشهورة اختار لزواجه مريم ابنة  محمد أبي عبد الله الشريف[2].فلم  يوافق العالم أن يصهر له إلا بشرط أن ابنته لا تقم أبدا بأشغال المنزل الشاقة، فلا تسقي الماء و لا تقم بالطحن؛وبعد قبول الوليّ، قامت خادمة بتلك الشؤون. فدخل سيدي عبد الله  ابن منصور بمريم، سليلة الشرفاء الحوتِيِّين المنحدرين من سليمان، ابن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى، بن الحسن السبط، بن سيدنا علي رضي الله عنه، زوج لالة فاطمة الزهراء بنت سيدنا ونبينا محمد صلي الله عليه و سلم.        وذات يوم أمر سيدي عبد الله بماء لوَضوئه، فتوجهت الخادمة إلى النهر و تركت شغلها. فلم تر مريم إلا أن أخذت بعود الرَّحى و استمرت في الطحن مكان الخادمة، وهي ترنم بصوتها الحسن. خلال ذلك حضر أبو عبد الله الشريف لزيارة بنته؛ فرآها مشغولة في عمل لا يليق بما عوهد عليه؛ فوجم ونظر إليها، وكأنَّ على وجهه شيءٌ من الغضب؛ وقبل أن ينطق بأي كلمة، ألقي عليه  صهره سيدي عبد الله بن منصور السلام و أمر زوجته أن تبوح له بما جري. و لما...

الباب السبعون 70 في أسرار الزكاة

باب الزكاة بسم الله الرحمن الرحيم الباب السبعون في أسرار الزكاة أخت الصلاة هي الزكاة فلا تقس ... النص في هذي وتلك على السوا قامت على التثمين نشأتها لذا ... حملت على التقسيم عرش الاستوا ولذاك تقسم في ثمانية من ال ... أصناف شرعاً وهو حكم من استوى جاء الكتاب بذكرهم وصفاتهم ... وعلى مقامهم العليّ قد احتوى فزكت بها أموالهم وذواتهم ... وتقدّست بصلاة من أخذ اللوا ذاك النبيّ محمد خير الورى ... في جنسه وله العلوّ على السوى نال المحبة من عنايته فما ... يشكو القطيعة والصبابة والجوا قال الله تعالى آمراً عباده {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضاً حسناً} والقرض هنا صدقة التطوّع. فورد الأمر بالقرض كما ورد بإعطاء الزكاة، والفرق بينهما أن الزكاة موقنة بالزمان والنصاب وبالأصناف الذين تدفع إليه، والقرض ليس كذلك وقد تدخل الزكاة هنا في القرض فكأنه يقول "وآتوا الزكاة قرضاً لله بها فيضاعفها لكم" مثل قوله تعالى في الخبر الصحيح " جعت فلم تطعمني فقال له العبد وكيف تطعم وأنت رب العالمين فقال الله له إن فلاناً استطعمك فلم تطعمه أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي" والخبر مشهور صحيح. فالقرض الذي لا يدخل في الزكاة غير موقت لا في نفسه ولا في الزمان ولا بصنف من الأصناف والزكاة المشروعة والصدقة لفظتان بمعنى واحد. قال تعالى {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} وقال تعالى {إنما الصدقات للفقراء} فسماها صدقة فالواجب منها يسمى زكاة وصدقة، وغير الواجب فيها يسمى صدقة التطوّع ولا يسمى زكاة شرعاً، أي لم يطلق الشرع عليه هذه الفظة مع وجود المعنى فيها من النموّ والبركة والتطهير. في الخبر الصحيح أن الأعرابيّ لما ذكر للنبيّ صلى الله عليه وسلم أن رسوله زعم أن علينا صدقة في أموالنا...

الموقف الثالث عشر 13 للأمير عبد القادر

  المَوْقِفُ الثَّالِثُ عَشَرَ 13 من كتاب المواقف للأمير عبد القادر قَالَ –تَعَالَى-:|ج1ص22| {سَأُنَبِّئُكَ بِتَاوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا[1]} كُنْتُ مُغْرَمًا بِمُطَالَعَةِ كُتُبِ القَوْمِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- مُنْذُ الصِّبَا، غَيْرُ سَالِكٍ طَرِيقَهُمْ. فَكُنْتُ فِي أَثْنَاءِ المُطَالَعَةِ أَعْثُرُ عَلَى كَلِمَاتٍ تَصْدُرُ مِنْ سَادَاتِ القَوْمِ وَأَكَابِرِهِمْ، يَقُفُّ مِنْهَا شَعْرِي وَتَنْقَبِضُ مِنْهَا نَفْسِي مَعَ ِإيمَانِي بِكَلاَمِهِمْ عَلَى مُرَادِهِمْ، لِأَنَّنِي عَلَى يَقِينٍ مِنْ آدَابِهِمْ الكَامِلَةِ، وَأَخْلاَقِهِمْ الفَاضِلَةِ. وَذَلِكَ كََقَوْلِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيلِي –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: " مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ، أُوتِيتُمْ اللَّقَبَ، وَأُوتِينَا مَا لَمْ تُؤْتَوْهُ !" وَقَوْلِ أَبِي الغَيْثِ بْنِ جَمِيلِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: " خُضْنَا بَحْرًا، وَقَفَتِ الأَنْبِيَاءُ بِسَاحِلِهِ " وَقَوْلِ الشَّبْلِي –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لِتِلْمِيذِهِ: -"أَتَشْهَدُ أَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ؟" فَقَالَ لَهُ التِّلْمِيذُ: "أَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ" ! وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ عَنْهُمْ. وَكُلُّ مَا قَالَهُ القَائِلُونَ المُأَوَّلُونَ لِكَلاَمِهِمْ، لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، ِإلَى أَنْ مَنَّ اللهُ –تَعَالَى- عَلَيَّ بِالمُجَاوَرَةِ بِطِيبَةَ المُبَارَكَةِ. فَكُنْتُ يَوْمًا فِي الخَلْوَةِ[2] مُتَوَجِّهًا، أَذْكُرُ اللهَ-تَعَالَى-، فَأَخَذَنِي الحَقُّ-تَعَالَى- عَنِ العَالَمِ، وَعَنْ نَفْسِي؛ ثُمَّ رَدَّنِي وَأَنَا أَقُولُ: " لَوْ كَانَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلاَّ اتِّبَاعِي، عَلَى طَرِيقِ الإِنْشَاءِ، لاَ عَنْ طَرِيقِ الحِكَايَةِ ". فَعَلِمْتُ أَنَّ هَذِهِ القَوْلَةَ مِنْ بَقَايَا تِلْكَ الأَخْذَةِ، وَإِنِّي كُنْتُ فَانِيًا فِي رَسُولِ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَمْ أَكُنْ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ فُلاَنًا، وَِإنَّمَا كُنْتُ مُحَمَّدًا ! وَِإلاَّ لَمَا صَحَّ لِي قَوْلُ مَا قُلْتُ إِلاَّ عَلَى وَجْهِ الحِكَايَةِ عَنْهُ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَكَذَا وَقَعَ لِي مَرَّةً أُخْرَى فِي قَوْلِهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : * أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ * وَحِينَئِذٍ تَبَيَّنَ لِي وَجْهُ مَا قَالَ هَؤُلاَءِ السَّادَةُ، أَعْنِي أَنَّ هَذَا أَنْمُوذَجٌ وَمِثَالٌ. لاَ أَنِّي أُشَبِّهُ حَالِي بِحَالِهِمْ –حَاشَاهُمْ، ثُمَّ حَاشَاهُمْ !- فَإِنَّ مَقَامَهُمْ أَعْلَى وَأَجَلُّ، وَحَالَهُمْ أَتَمُّ وَأَكْمَلُ. وَكَذَا...

مدخل لكتاب المواقف للأمير عبد القادر

المواقف في بعض إشارات القرءان إلى الأسرار والمعارف الشيخ الأمير سيدي عبد القادر بن محيي الدين الحسني الجزائري الحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ ذَكَرَ ابْنُ خَلِكَان فِي "وَفَيَات الأَعْيَان" بَيْتَيْنِ لِلإِمَامِ العَالِمِ الخَلِيلِ بنِ أَحْمَد –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- وَهُمَا: لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا أَقُولُ عَذَرْتَنِي  *  أَوْ كُنْتُ أَجْهَلُ مَا تَقُولُ عَذَلْتُكَ لَكِنْ جَـهَلْتَ مَقَالَتِي فَعَذَلْتَنِي   *  وَعَلِمْتُ أَنَّكَ جَاهِلاً   فَعَذَرْتُكَ قَالَ سَيِّدُنَا وَأُسْتَاذُنَا، وَعُمْدَتُنَا وَمَلاَذُنَا، العَارِفُ المُحَقِّقُ، وَالمُكَاشِفُ المُدَقِّقُ، مَوْلاَنَا الأَمِيرُ عَبْدِ القَادِرِ بنِ مَوْلاَنَا (السَّيِّد) مُحْيِي الدِّينِ،[1] فَسَحَ اللهُ فِي مُدَّتِهِ، وَجَعَلَنَا فِي زُمْرَتِهِ، آمِين.   الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا يُوافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِيءُ مَزِيدَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى رَحْمَةِ العَالَمِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.   هَذِهِ نَفَثَاتٌ رُوحِيَّةٌ، وَإِلْقَاءَاتٌ سُبُّوحِيَّةٌ، بِعُلُومٍ وَهْبِيَّةٍ، وَأَسْرَارٍ غَيْبِيَّةٍ، مِنْ وَرَاءِ طَوْرِ العُقُولِ، وَظَوَاهِرِ النُّقُولِ، خَارِجَةٌ عَنْ أَنْوَاعِ الاِكْتِسَابِ، وَالنَّظَرِ فِي الكِتَابِ.  قَيَّدْتُهَا لِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا. إِذَا لَمْ يَصِلُوا إِلَى اقْتِطَافِ أَثْمَارِهَا، تَرَكُوهَا فِي زَوَايَا(ج1و2) أَمَاكِنِهَا إِلَى أَنْ يَبْلُغُوا أَشُدَّهُمْ، وَيَسْتَخْرِجُوا كَنْزَهُمْ؛ وَمَا قَيَّدْتُهَا لِمَنْ يَقُولُ {هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ، وَأَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}، وَيَحْجُرُ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَيَقُولُ: " أَهَؤُلاَءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ؟ " مِنْ عُلَمَاءِ الرَّسْمِ، القَانِعِينَ مِنَ العِلْمِ بِالاِسْمِ. فَإِنَّنَا نَتْرُكُهُمْ وَمَا قَسَمَ اللهُ تَعَالَى لَهُمْ. فَإِذَا أَظْهَرُوا لَنَا مَلاَمًا وَخِصَامًا، تَلَوْنَا {وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا}. وَنُعِيرُهُمْ أُذُنًا صَمَّاءَ، وَعَيْنًا عَمْيَاءَ، وَنَقُولُ لَهُمْ {آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِلَـهُنَا وَإِلَـهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. وَلاَ نُجَادِلْهُمْ، بَلْ نَرْحَمْهُمْ وَنَسْتَغْفِرْ لَهُمْ. وَنُقِيمُ لَهُمْ العُذْرَ مِنْ أَنْفُسِنَا فِي إِنْكَارِهِمْ عَلَيْنَا، إِذْ جِئْنَاهُمْ بِأَمْرٍ مُخَالِفٍ لِمَا تَلَقُوهُ مِنْ مَشَائِخِهِمْ المُتَقَدِّمِينَ، وَمَا سَمِعُوهُ مِنْ آبَائِهِمْ الأَوَّلِينَ. فَالأَمْرُ عَظِيمٌ، وَالخَطْبُ جَسِيمٌ، وَالعَقْلُ عُقَالٌ، وَالتَّقْلِيدُ وَبَالٌ، فَلاَ عَاصِمَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبِّي. وَطَرِيقَةُ تَوْحِيدِنَا، مَا هِيَ طَرِيقَةُ المُتَكَلِّمِ، وَلاَ الحَكِيمِ المُعَلِّمِ؛ وَلَكِنْ طَرِيقَةُ تَوْحِيدِ الكُتُبِ المُنَزَّلَةِ...

الباب 379 في معرفة منزل الحلّ والعقد

  الباب 379 في معرفة منزل الحل والعقد والإكرام والإهانة ونشأة الدعاء في صورة الإخبار وهو منزل محمدي وفي هذا المنزل من العلوم علم الحلّ والعقد   1.- وفيه علم الحلال والحرام 2.- وفيه علم ما يجمع الكافر والمؤمن ويؤلف بينهما 3.- وفيه علم إلحاق البهائم بالإنسان في حكم ما من أحكام الشرائع 4.- وفيه علم متعلق الكمال ببعض الأشخاص وما فيه 5.- وعلم التقديس وأسبابه وأنواعه 6.- وفيه علم الآلاء والمنن الإلهية 7.- وفيه علم المواثيق والعهود 8.- وفيه علم نشء صور العبادات البدنية 9.- وفيه علم التعظيم الكوني 10.- وفيه علم المداينات الإلهية 11.- وفيه علم الإيمان 12.- وفيه علم الأبدال 13.- وفيه علم الداء الإلهي 14.- وفيه علم التّعريف 15.- وفيه علم إقامة البراهين على الدّعاوى 16.- وفيه علم أصحاب الفترات ما حكمهم عند الله 17.- وفيه علم ما يخص الملك والسوقة 18.- وفيه علم النيابة في النداء 19.- وفيه علم الردّ والقبول 20.- وفيه علم التّفويض والتسليم في النّفوس 21.- وفيه علم السّتر وردّ الأشياء إلى أصولها 22.- وفيه علم إقامة الواحد مقام الجميع في أي موطن يكون, 23.- وفيه علم الموافقة والخلاف 24.- وفيه علم مؤاخذة المجبور 25.- وفيه علم السّماع 26.- وفيه علم النور المعنوي والهدى 27.- وفيه علم الأمثال 28.- وفيه علم الأتباع 29.- وفيه علم الشهادات 30.- وفيه علم المعاد وحكمه 31.- وفيه علم الخوف والحذر 32.- وفيه علم التجانس بين الأشياء 33.- وفيه علم الحب وشرفه وأصناف المحبّين 34.- وفيه علم خلع العذار فيه 35.- وفيه علم الاختصاص 36.- وفيه علم نسخ البواطن في العموم والخصوص 37.- وفيه علم تشبيه الحق بالخلق وما يجوز من ذلك وما لا يجوز ومتعلقه السمع ليس للعقل فيه دخول بما هو ناظر فيه 38.- وفيه...

سيدي خليل ت 13 ربيع الأول عام 776هـ/م22 أوت 1374

باب الزكاة من مختصر سيدي خليل ترجمة سيدي خليل   عند ابن مريم في كتابه "البستان" جاء في كتاب البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لابن مريم: أكتب في كتابي سيدي خليل صاحب التوضيح والمختصر إلتماس بركته . سيدي خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب المعروف بالجندي ضياء الدين أبو المودة الإمام العلامة العالم القدوة الحجة الفهامة حامل لواء المذهب بزمانه بمصر ذكره ابن فرحون في الأصل [أي في الديباج] وقال : إنه من جملة أجناد الحلقة المنصورة يلبس زيهم متقشفا منقبضا عن أهل الدنيا جامعا بين العلم والعمل مقبلا على نشر العلم والعمل واجتمعت به في القاهرة وحضرت مجلس إقرائه الفقه والحديث والعربية كان صدرا في علماء القاهرة مجمعا على فضله وديانته استاذا ممتعا من أهل التحقيق ثاقب الذهن أصيل البحث مشاركا في فنون من فقه وحديث وعربية وفرائض فاضلا في مذهبه صحيح النقل نفع الله به المسلمين ألف شرح لابن الحاجب شرحا حسنا وضع الله عليه القبول وعكف الناس على تحصيله ومختصرا في المذهب بيَّن فيه المشهور مجردا عن الخلاف فيه فروع كثيرة جدا مع الايجاز البليغ أقبل عليه الطلبة ودرسوه وكانت مقاصده جميلة حج وجاور وله مناسك وتقاييد مفيدة انتهى ملخصا. وقال ابن حجر في الدرر الكامنة :  سمع من ابن عبد الهادي وقرأ على الراشدي في العربية والأصول وعلى الشيخ المنوفي في فقه المالكية وشرع في الاشتغال بعد شيخه وتخرج به جماعة ثم درس بالشيخونية وأفتى وأفاد ولم يغير زي الجند وكان صينا عفيفا نزيها شرح ابن الحاجب في ست مجلدات انتقاه من ابن عبد السلام وزاد فيه على منوال الحاوي وجمع ترجمة لشيخه المنوفي وهي تدل على معرفته بالأصول وكان أبوه حنفيا يلازم الشيخ أبا عبد الله ويعتقده فشغل ولده مالكيا بسببه انتهى...

باب الزكاة من مختصر سيدي خليل

من مختصر سيدي خليل { باب الزكاة }         تَجِبُ زَكَاةُ نِصَابِ النَّعَمِ بِمِلْكٍ وَحَوْلٍ كَمُلاَ وَإِنْ مَعْلُوفَةً وَعَامِلَةً وَنِتَاجاً لاَ مِنْهَا وَمِنَ الوَحْشِ وَضُمَّتِ الفَائِدَةُ لَهُ وَإِنْ قَبْلَ حَوْلِهِ بِيَوْمِ لاَ لِأَقَلَّ الإِبِلُ فِي كُلِّ خَمْسٍ ضَائِنَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ جُلَّ غَنَمِ البَلَدِ المَعْزُ وَغِنْ خَالَفَتْهُ وَالأَصَحُّ إِجْزَاءُ بَعِيرٍ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَبِنْتُ مَخَاضٍ فَإِنَ لَمْ تَكُنْ لَهُ سَلِيمَةٌ فَابْنُ لَبُونٍ وَفِي سِتٍّ وَثَلاَثِينَ بِنْتُ لَبُونٍ وَسِتٍّ وَأَرْبَعِينَ حِقَّةٌ وَإِحْدَى وَسِتِّينَ جَذَعَةٌ وَسِتٍّ وَسَبْعِينَ بِنْتاً لَبُونٍ وَإِحْدَى وَتِسْعِينَ حِقَّتَانِ وَمائَةٍ وَإِحْدَى وَسِتِّينَ إِلَى تِسْعٍ وَعِشْرِينَ حِقَّتَانِ أَوْ ثَلاَثُ بَنَاتِ لَبُونٍ الخِيَارُ لِلسَّاعِي وَتَعَيَّنَ أَحَدُهُمَا مُنْفَرِداً ثُمَّ فِي كُلِّ عَشْرٍ يَتَغَيَّرُ الوَاجِبُ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ وَبِنْتُ المَخَاضِ المُوَفِيَّةُ سَنَةً ثُمَّ كَذَلِكَ البَقَرُ فِي كُلِّ ثَلاَثِينَ تَبِيعٌ ذُو سَنَتَيْنِ وَفِي أَرْبَعِينَ مُسِنَّةٌ ذَاتُ ثَلاَثٍ وَمِائَةٍ وَعِشْرِينَ كَمِائَتَيِ الإِبِلِ الغَنَمُ فِي أَرْبَعِينَ شَاةً جَذَعٌ أَوْ جَذَعَةٌ ذُو سَنَةٍ وَلَوْ[1] مَعْزاً وَفِي مِائَةٍ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ شَاتَانِ وَفِي مِائَتَيْنِ وَشَاةٍ ثَلاَثٌ وَفِي أَرْبَعِمِائَةٍ أَرْبَعٌ ثُمَّ لِكُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ وَلَزِمَ الوَسَطُ وَلَوِ انْفَرَدَ الخِيَارُ أَوِ الشِّرَارُ إِلاَّ أَنْ يَرَى السَّاعِي أَخْذَ المَعِيبَةِ لاَ الصَّغِيرَةِ وَضُمَّ بُخْتٌ لِعِرَابٍ وَجَامُوسٌ لِبَقَرٍ وَضَأْنٌ لِمَعْزٍ وَخُيِّرَ السَّاعِي إِنْ وَجَبَتْ وَاحِدَةٌ وَتَسَاوَيَا وَإِلاَّ فَمِنَ الأَكْثَرِ وَثِنْتَانِ مِنْ كُلٍّ إِنْ تَسَاوَيَا أَوِ الأَقَلُّ نِصَابٌ غَيْرُ وَقْصٍ وَإِلاَّ فَالأَكْثَرُ وَثَلاَثٌ وَتَسَاوَيَا فَمِنْهُمَا وَخُيِّرَ فِي الثَّالِثَةِ وَإِلاَّ فَكَذَلِكَ وَاعْتُبِرَ فِي الرَّابِعَةِ فَأَكْثَرَ كُلُّ مِائَةٍ وَفِي أَرْبَعِينَ جَامُوساً وَعِشْرِينَ بَقَرَةً مِنْهُمَا وَمَنْ هَرَبَ بِإِبْدَالِ مَاشِيَةٍ أُخِذَ بِزَكَاتِهِمَا وَلَوْ[2] قَبْلَ الحَوْلِ عَلَى الأَرْجَحِ وَبَنَى فِي رَاجِعَةٍ بِعَيْبٍ أَوْ فَلَسٍ كَمُبْدِلِ مَاشِيَةِ تِجَارَةٍ وَإِنْ دُونَ نِصَابٍ بِعَيْنٍ أَوْ نَوْعِهَا وَلَوْ[3] لاِسْتِهْلاَكِ كَنِصَابِ قِنْيَةٍ لاَ بِمُخَالِفِهَا أَوْ رَاجِعَةٍ بِإِقَالَةٍ أَوْ عَيْماً بِمَاشِيَةٍ وَخُلَطَاءُ المَاشِيَةِ كَمَالِكٍ فِيمَا وَجَبَ مِنْ قَدْرٍ وَسِنٍّ وَصِنْفٍ...

الباب الستون 60 في معرفة العناصر وسلطان العالم العلوي على العالم السفلي

بسم الله الرحمـن الرحيم الفصل الأول في المعارف الباب الستون في معرفة العناصر وسلطان العالم العلوي على العالم السفلي، وفي أي دورة كان وجود هذا العالم الإنساني من دورات الفلك الأقصى وآية روحانية لنا إن العناصر أمــــهات أربع   وهي البنات لعالـم الأفلاك عنها تولـــدنا فكان وجودنا   في عالـم الأركان والأملاك جعل الإلـــه غذاءنا بسنابل   من حكـم سنبلة بلا إشراك وكذاك ضاعف أجـرنا  بسنابل   سبع  بقول  ليس  من أفاك وزماننا  سبع  من  الآلاف   جا   بتكـرر الأضواء والأحلاك فانظــر بعقلك سبعة في سبعة   من سبعة ليسوا من الأملاك أراد بالأملاك الأول من الملائكة جمع ملك، وأراد بالأملاك الثاني من الملوك جمع ملك. يقول : هم مسخرون، والمسخر لا يستحق اسم الملك. والسبعة المذكورة هي السبعة الدراري في السبعة الأفلاك الموجودة من السبعة الأيام التي هي أيام الجمعة وهي للحركة التي فوق السموات وهي حركة اليوم للفلك الأقصى.   اعلم أن كل شيء من الأكوان، لا بد أن يكون استناده إلى حقائق إلهية. فكل علم مدرج في العلم الإلهي، ومنه تفرعت العلوم كلها وهي منحصرة في أربع مراتب، وكل مرتبة تنقسم إلى أنواع معلومة محصورة عند العلماء وهو: العلم المنطقي، والعلم الرياضي، والعلم الطبيعي، والعلم الإلهي. والعالم يطلب من الحقائق الإلهية أربع نسب: الحياة والعلم والإرادة والقدرة. إذا ثبتت هذه الأربع النسب للواجب الوجود صح أنه الموجد للعالم بلا شك. فالحياة والعلم أصلان في النسب والإرادة والقدرة دونهما. والأصل الحياة، فإنها الشرط في وجود العلم، والعلم له عموم التعلق، فإنه يتعلق بالواجب الوجود وبالممكن وبالمحال. والإرادة دونه في التعلق، فإنه لا تعلق لها إلا بالممكن في ترجيحه بإحدى الحالتين من الوجود والعدم, فكأن الإرادة تطلبها الحياة، فهي كالمنفعلة عنها، فإنها أعم تعلقا من القدرة، والقدرة أخص تعلقا. فإنها تتعلق بإيجاد الممكن لا...

الباب السابع والسبعون ومائة 177 في معرفة مقام المعرفة

بسم الله الرّحمـن الرّحيم   الباب السابع والسبعون ومائة 177   في معرفة مقام المعرفة   مَنِِ ارْتَقَى  فِي دَرْجِ المَعْرِفَةِ * رَأَى الَّذِي فِي نَفْسِهِ مَنْ صَفَهْ لِأَنَّهَا دَلَّتْ عَلَى وَاحِــدٍ * لِلْفَرْقِ بَيْنَ العِلْـمِ وَالمَعْـرِفَهْ لَهَا وُجُودٌ فِي وُجُودِ الَّذِي * أَرْسَلَـــهُ الحَقُّ  وَمَا كَلَّفَهْ فَهُوَ إِمَامُ الوَقْتِ   فِي حَالِهِ * وَيَشْتَهِِي الوَاقِفُ  أَنْ يَعْـرِفَهْ تَجْرِي عَلَى الحِكْمَةِ َأحْكَامُهُ * فِي الرُّتْبَةِ العَالِيَّةِ  المُشْـرِفَهْ اِعْلَمْ أَنَّ المَعْرِفَةَ نَعْتٌ إِلَهِيٌّ لاَ عَيْنَ لَهَا فِي الأَسْمَاءِ الإِلَهِيَّةِ مِنْ لَفْظِهَا ! وَهِيَ اُحَدِيَّةُ المَكَانَةِ لاَ تَطْلُبُ إِلاَّ الوَاحِدَ. وَالمَعْرِفَةُ عِنْدَ القَوْمِ مَحَجَّةٌ. فَكُلُّ عِلْمٍ لاَ يَحْصُلُ إِلاَّ عَنْ عَمَلٍ وَتَقْوَى وَسُلُوكٍ، فَهُو َمَعْرِفَةٌ لِأَنَّهُ عَنْ كَشْفٍ مُحَقَّقٍ لاَ تَدْخُلُهُ الشَّبْهُ، بِخِلاَفِ العِلْمِ الحَاصِلِ عَن النَّظَرِ الفِكْرِي لاَ يُسْلِمُ أَبَدًا مِنْ دُخُولِ الشُّبْهِ عَلَيْهِ وَالحَيْرَةِ فِيهِ وَالقَدْحِ فِي الأَمْرِ المُوصِلِ إِلَيْهِ. وَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ يَصِحُّ العِلْمَ لِأَحَدٍ إِلاَّ لِمَنْ عَرِفَ الأَشْيَاءَ بِذَاتِهِ، وَكُلُّ مَنْ عَرَفَ شَيْئًا بِأَمْرٍ زَائِدٍ عَلَى ذَاتِهِ، فَهُوَ مُقَلِّدٌ لِذَلِكَ الزَّائِدِ فِيمَا أَعْطَاهُ، وَمَا فِي الوُجُودِ مِنْ عِلْمِ اَلأشْيَاءِ بِذَاتِهِ إِلاَّ وَاحِدٌ. وَكُلُّ مَا سِوَى ذَلِكَ الوَاحِدُ فَعِلْمُهُ بِالأَشْيَاءِ وَغَيْرِ الأَشْيَاءِ تَقْلِيدٌ. وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ يَصِحُّ فِيمَا سِوَى اللهِ بِالتَّقْلِيدِ، فَإِنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَعْلَمُ شَيْئًا إِلاَّ بِقُوَّةٍ مِنْ قِوَاه الَّتِي أَعْطَاهُ اللهُ وَهِيَ الحَوَاسُ وَالعَقْلُ. فَالإِنْسَانُ لاَ بُدَّ َأنْ يُقَلَّد حِسَّهُ فِيمَا يُعْطِيهِ وَقَدْ يَغْلِطُ وَقَدْ يُوَافِقُ الأَمْرَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ، أَوْ يُقَلِّدُ عَقْلَهُ فِيمَا يُعْطِيهِ مِنْ ضَرُورَةِ َأوْ نَظَرٍ، وَالعَقْلُ يُقَلِّدُ الفِكْرَ وَمِنْهُ صَحِيحٌ وَفَاسِدٌ فَيَ كُونُ عِلْمُهُ بِالأُمُورِ بِالاِتِّفَاقِ، فَمَا ثَمَّ إِلاَّ تَقْلِيدٌ. وَإِذَا كَانَ الأَمْرُ عَلَى مَا قُلْنَاهُ، فَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ اللهَ فَلْيُقَلِّدُهُ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ فِي كُتُبِهِ وَعَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ. وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ الأَشْيَاءَ، فَلاَ يَعْرِفُهَا بِمَا...

زاوية عين الحوت

  زاوية عين الحوت  الأستاذ عبد الرّحيم بن منصور-تلمسان- عين الحوت : موقعها و أسطورته: تبعد قرية عين الحوت عن تلمسان بحوالي سبع كيلومترات شمالا. وهي تقع في عقيق ناضر جميل، حََسَنُ المنظر و كثير الغرير. اشتهرت عين الحوت ببساتينها الخصبة ومفيآتها ومياهها الجارية العذبة. الطريق الذي يؤدي إليها رائع، يشقُّ مسلكا صخريا نبَّق فيه شجر الزيتون، و به ينعق وادي يسيل في عمقه غر؛ لا يخلو المكان من جمال ولا بهجة، وقد نضخت به المياه فاجتمعت في صهريج يكثر  فيه السمك؛ ولذلك سُمِّيت القرية عين الحوت                                                 أسطورة عين الحوت : تروي إحدى الأسطورات أن سيدي عبد الله بن منصور[1]، صاحب الكرامات المشهورة اختار لزواجه مريم ابنة  محمد أبي عبد الله الشريف[2].فلم  يوافق العالم أن يصهر له إلا بشرط أن ابنته لا تقم أبدا بأشغال المنزل الشاقة، فلا تسقي الماء و لا تقم بالطحن؛وبعد قبول الوليّ، قامت خادمة بتلك الشؤون. فدخل سيدي عبد الله  ابن منصور بمريم، سليلة الشرفاء الحوتِيِّين المنحدرين من سليمان، ابن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى، بن الحسن السبط، بن سيدنا علي رضي الله عنه، زوج لالة فاطمة الزهراء بنت سيدنا ونبينا محمد صلي الله عليه و سلم.        وذات يوم أمر سيدي عبد الله بماء لوَضوئه، فتوجهت الخادمة إلى النهر و تركت شغلها. فلم تر مريم إلا أن أخذت بعود الرَّحى و استمرت في الطحن مكان الخادمة، وهي ترنم بصوتها الحسن. خلال ذلك حضر أبو عبد الله الشريف لزيارة بنته؛ فرآها مشغولة في عمل لا يليق بما عوهد عليه؛ فوجم ونظر إليها، وكأنَّ على وجهه شيءٌ من الغضب؛ وقبل أن ينطق بأي كلمة، ألقي عليه  صهره سيدي عبد الله بن منصور السلام و أمر زوجته أن تبوح له بما جري. و لما...

الباب السبعون 70 في أسرار الزكاة

باب الزكاة بسم الله الرحمن الرحيم الباب السبعون في أسرار الزكاة أخت الصلاة هي الزكاة فلا تقس ... النص في هذي وتلك على السوا قامت على التثمين نشأتها لذا ... حملت على التقسيم عرش الاستوا ولذاك تقسم في ثمانية من ال ... أصناف شرعاً وهو حكم من استوى جاء الكتاب بذكرهم وصفاتهم ... وعلى مقامهم العليّ قد احتوى فزكت بها أموالهم وذواتهم ... وتقدّست بصلاة من أخذ اللوا ذاك النبيّ محمد خير الورى ... في جنسه وله العلوّ على السوى نال المحبة من عنايته فما ... يشكو القطيعة والصبابة والجوا قال الله تعالى آمراً عباده {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضاً حسناً} والقرض هنا صدقة التطوّع. فورد الأمر بالقرض كما ورد بإعطاء الزكاة، والفرق بينهما أن الزكاة موقنة بالزمان والنصاب وبالأصناف الذين تدفع إليه، والقرض ليس كذلك وقد تدخل الزكاة هنا في القرض فكأنه يقول "وآتوا الزكاة قرضاً لله بها فيضاعفها لكم" مثل قوله تعالى في الخبر الصحيح " جعت فلم تطعمني فقال له العبد وكيف تطعم وأنت رب العالمين فقال الله له إن فلاناً استطعمك فلم تطعمه أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي" والخبر مشهور صحيح. فالقرض الذي لا يدخل في الزكاة غير موقت لا في نفسه ولا في الزمان ولا بصنف من الأصناف والزكاة المشروعة والصدقة لفظتان بمعنى واحد. قال تعالى {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} وقال تعالى {إنما الصدقات للفقراء} فسماها صدقة فالواجب منها يسمى زكاة وصدقة، وغير الواجب فيها يسمى صدقة التطوّع ولا يسمى زكاة شرعاً، أي لم يطلق الشرع عليه هذه الفظة مع وجود المعنى فيها من النموّ والبركة والتطهير. في الخبر الصحيح أن الأعرابيّ لما ذكر للنبيّ صلى الله عليه وسلم أن رسوله زعم أن علينا صدقة في أموالنا...

الموقف الثالث عشر 13 للأمير عبد القادر

  المَوْقِفُ الثَّالِثُ عَشَرَ 13 من كتاب المواقف للأمير عبد القادر قَالَ –تَعَالَى-:|ج1ص22| {سَأُنَبِّئُكَ بِتَاوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا[1]} كُنْتُ مُغْرَمًا بِمُطَالَعَةِ كُتُبِ القَوْمِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- مُنْذُ الصِّبَا، غَيْرُ سَالِكٍ طَرِيقَهُمْ. فَكُنْتُ فِي أَثْنَاءِ المُطَالَعَةِ أَعْثُرُ عَلَى كَلِمَاتٍ تَصْدُرُ مِنْ سَادَاتِ القَوْمِ وَأَكَابِرِهِمْ، يَقُفُّ مِنْهَا شَعْرِي وَتَنْقَبِضُ مِنْهَا نَفْسِي مَعَ ِإيمَانِي بِكَلاَمِهِمْ عَلَى مُرَادِهِمْ، لِأَنَّنِي عَلَى يَقِينٍ مِنْ آدَابِهِمْ الكَامِلَةِ، وَأَخْلاَقِهِمْ الفَاضِلَةِ. وَذَلِكَ كََقَوْلِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيلِي –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: " مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ، أُوتِيتُمْ اللَّقَبَ، وَأُوتِينَا مَا لَمْ تُؤْتَوْهُ !" وَقَوْلِ أَبِي الغَيْثِ بْنِ جَمِيلِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: " خُضْنَا بَحْرًا، وَقَفَتِ الأَنْبِيَاءُ بِسَاحِلِهِ " وَقَوْلِ الشَّبْلِي –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لِتِلْمِيذِهِ: -"أَتَشْهَدُ أَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ؟" فَقَالَ لَهُ التِّلْمِيذُ: "أَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ" ! وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ عَنْهُمْ. وَكُلُّ مَا قَالَهُ القَائِلُونَ المُأَوَّلُونَ لِكَلاَمِهِمْ، لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، ِإلَى أَنْ مَنَّ اللهُ –تَعَالَى- عَلَيَّ بِالمُجَاوَرَةِ بِطِيبَةَ المُبَارَكَةِ. فَكُنْتُ يَوْمًا فِي الخَلْوَةِ[2] مُتَوَجِّهًا، أَذْكُرُ اللهَ-تَعَالَى-، فَأَخَذَنِي الحَقُّ-تَعَالَى- عَنِ العَالَمِ، وَعَنْ نَفْسِي؛ ثُمَّ رَدَّنِي وَأَنَا أَقُولُ: " لَوْ كَانَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلاَّ اتِّبَاعِي، عَلَى طَرِيقِ الإِنْشَاءِ، لاَ عَنْ طَرِيقِ الحِكَايَةِ ". فَعَلِمْتُ أَنَّ هَذِهِ القَوْلَةَ مِنْ بَقَايَا تِلْكَ الأَخْذَةِ، وَإِنِّي كُنْتُ فَانِيًا فِي رَسُولِ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَمْ أَكُنْ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ فُلاَنًا، وَِإنَّمَا كُنْتُ مُحَمَّدًا ! وَِإلاَّ لَمَا صَحَّ لِي قَوْلُ مَا قُلْتُ إِلاَّ عَلَى وَجْهِ الحِكَايَةِ عَنْهُ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَكَذَا وَقَعَ لِي مَرَّةً أُخْرَى فِي قَوْلِهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : * أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ * وَحِينَئِذٍ تَبَيَّنَ لِي وَجْهُ مَا قَالَ هَؤُلاَءِ السَّادَةُ، أَعْنِي أَنَّ هَذَا أَنْمُوذَجٌ وَمِثَالٌ. لاَ أَنِّي أُشَبِّهُ حَالِي بِحَالِهِمْ –حَاشَاهُمْ، ثُمَّ حَاشَاهُمْ !- فَإِنَّ مَقَامَهُمْ أَعْلَى وَأَجَلُّ، وَحَالَهُمْ أَتَمُّ وَأَكْمَلُ. وَكَذَا...

مدخل لكتاب المواقف للأمير عبد القادر

المواقف في بعض إشارات القرءان إلى الأسرار والمعارف الشيخ الأمير سيدي عبد القادر بن محيي الدين الحسني الجزائري الحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ ذَكَرَ ابْنُ خَلِكَان فِي "وَفَيَات الأَعْيَان" بَيْتَيْنِ لِلإِمَامِ العَالِمِ الخَلِيلِ بنِ أَحْمَد –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- وَهُمَا: لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا أَقُولُ عَذَرْتَنِي  *  أَوْ كُنْتُ أَجْهَلُ مَا تَقُولُ عَذَلْتُكَ لَكِنْ جَـهَلْتَ مَقَالَتِي فَعَذَلْتَنِي   *  وَعَلِمْتُ أَنَّكَ جَاهِلاً   فَعَذَرْتُكَ قَالَ سَيِّدُنَا وَأُسْتَاذُنَا، وَعُمْدَتُنَا وَمَلاَذُنَا، العَارِفُ المُحَقِّقُ، وَالمُكَاشِفُ المُدَقِّقُ، مَوْلاَنَا الأَمِيرُ عَبْدِ القَادِرِ بنِ مَوْلاَنَا (السَّيِّد) مُحْيِي الدِّينِ،[1] فَسَحَ اللهُ فِي مُدَّتِهِ، وَجَعَلَنَا فِي زُمْرَتِهِ، آمِين.   الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا يُوافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِيءُ مَزِيدَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى رَحْمَةِ العَالَمِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.   هَذِهِ نَفَثَاتٌ رُوحِيَّةٌ، وَإِلْقَاءَاتٌ سُبُّوحِيَّةٌ، بِعُلُومٍ وَهْبِيَّةٍ، وَأَسْرَارٍ غَيْبِيَّةٍ، مِنْ وَرَاءِ طَوْرِ العُقُولِ، وَظَوَاهِرِ النُّقُولِ، خَارِجَةٌ عَنْ أَنْوَاعِ الاِكْتِسَابِ، وَالنَّظَرِ فِي الكِتَابِ.  قَيَّدْتُهَا لِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا. إِذَا لَمْ يَصِلُوا إِلَى اقْتِطَافِ أَثْمَارِهَا، تَرَكُوهَا فِي زَوَايَا(ج1و2) أَمَاكِنِهَا إِلَى أَنْ يَبْلُغُوا أَشُدَّهُمْ، وَيَسْتَخْرِجُوا كَنْزَهُمْ؛ وَمَا قَيَّدْتُهَا لِمَنْ يَقُولُ {هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ، وَأَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}، وَيَحْجُرُ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَيَقُولُ: " أَهَؤُلاَءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ؟ " مِنْ عُلَمَاءِ الرَّسْمِ، القَانِعِينَ مِنَ العِلْمِ بِالاِسْمِ. فَإِنَّنَا نَتْرُكُهُمْ وَمَا قَسَمَ اللهُ تَعَالَى لَهُمْ. فَإِذَا أَظْهَرُوا لَنَا مَلاَمًا وَخِصَامًا، تَلَوْنَا {وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا}. وَنُعِيرُهُمْ أُذُنًا صَمَّاءَ، وَعَيْنًا عَمْيَاءَ، وَنَقُولُ لَهُمْ {آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِلَـهُنَا وَإِلَـهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. وَلاَ نُجَادِلْهُمْ، بَلْ نَرْحَمْهُمْ وَنَسْتَغْفِرْ لَهُمْ. وَنُقِيمُ لَهُمْ العُذْرَ مِنْ أَنْفُسِنَا فِي إِنْكَارِهِمْ عَلَيْنَا، إِذْ جِئْنَاهُمْ بِأَمْرٍ مُخَالِفٍ لِمَا تَلَقُوهُ مِنْ مَشَائِخِهِمْ المُتَقَدِّمِينَ، وَمَا سَمِعُوهُ مِنْ آبَائِهِمْ الأَوَّلِينَ. فَالأَمْرُ عَظِيمٌ، وَالخَطْبُ جَسِيمٌ، وَالعَقْلُ عُقَالٌ، وَالتَّقْلِيدُ وَبَالٌ، فَلاَ عَاصِمَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبِّي. وَطَرِيقَةُ تَوْحِيدِنَا، مَا هِيَ طَرِيقَةُ المُتَكَلِّمِ، وَلاَ الحَكِيمِ المُعَلِّمِ؛ وَلَكِنْ طَرِيقَةُ تَوْحِيدِ الكُتُبِ المُنَزَّلَةِ...

الباب 379 في معرفة منزل الحلّ والعقد

  الباب 379 في معرفة منزل الحل والعقد والإكرام والإهانة ونشأة الدعاء في صورة الإخبار وهو منزل محمدي وفي هذا المنزل من العلوم علم الحلّ والعقد   1.- وفيه علم الحلال والحرام 2.- وفيه علم ما يجمع الكافر والمؤمن ويؤلف بينهما 3.- وفيه علم إلحاق البهائم بالإنسان في حكم ما من أحكام الشرائع 4.- وفيه علم متعلق الكمال ببعض الأشخاص وما فيه 5.- وعلم التقديس وأسبابه وأنواعه 6.- وفيه علم الآلاء والمنن الإلهية 7.- وفيه علم المواثيق والعهود 8.- وفيه علم نشء صور العبادات البدنية 9.- وفيه علم التعظيم الكوني 10.- وفيه علم المداينات الإلهية 11.- وفيه علم الإيمان 12.- وفيه علم الأبدال 13.- وفيه علم الداء الإلهي 14.- وفيه علم التّعريف 15.- وفيه علم إقامة البراهين على الدّعاوى 16.- وفيه علم أصحاب الفترات ما حكمهم عند الله 17.- وفيه علم ما يخص الملك والسوقة 18.- وفيه علم النيابة في النداء 19.- وفيه علم الردّ والقبول 20.- وفيه علم التّفويض والتسليم في النّفوس 21.- وفيه علم السّتر وردّ الأشياء إلى أصولها 22.- وفيه علم إقامة الواحد مقام الجميع في أي موطن يكون, 23.- وفيه علم الموافقة والخلاف 24.- وفيه علم مؤاخذة المجبور 25.- وفيه علم السّماع 26.- وفيه علم النور المعنوي والهدى 27.- وفيه علم الأمثال 28.- وفيه علم الأتباع 29.- وفيه علم الشهادات 30.- وفيه علم المعاد وحكمه 31.- وفيه علم الخوف والحذر 32.- وفيه علم التجانس بين الأشياء 33.- وفيه علم الحب وشرفه وأصناف المحبّين 34.- وفيه علم خلع العذار فيه 35.- وفيه علم الاختصاص 36.- وفيه علم نسخ البواطن في العموم والخصوص 37.- وفيه علم تشبيه الحق بالخلق وما يجوز من ذلك وما لا يجوز ومتعلقه السمع ليس للعقل فيه دخول بما هو ناظر فيه 38.- وفيه...

سيدي خليل ت 13 ربيع الأول عام 776هـ/م22 أوت 1374

باب الزكاة من مختصر سيدي خليل ترجمة سيدي خليل   عند ابن مريم في كتابه "البستان" جاء في كتاب البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لابن مريم: أكتب في كتابي سيدي خليل صاحب التوضيح والمختصر إلتماس بركته . سيدي خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب المعروف بالجندي ضياء الدين أبو المودة الإمام العلامة العالم القدوة الحجة الفهامة حامل لواء المذهب بزمانه بمصر ذكره ابن فرحون في الأصل [أي في الديباج] وقال : إنه من جملة أجناد الحلقة المنصورة يلبس زيهم متقشفا منقبضا عن أهل الدنيا جامعا بين العلم والعمل مقبلا على نشر العلم والعمل واجتمعت به في القاهرة وحضرت مجلس إقرائه الفقه والحديث والعربية كان صدرا في علماء القاهرة مجمعا على فضله وديانته استاذا ممتعا من أهل التحقيق ثاقب الذهن أصيل البحث مشاركا في فنون من فقه وحديث وعربية وفرائض فاضلا في مذهبه صحيح النقل نفع الله به المسلمين ألف شرح لابن الحاجب شرحا حسنا وضع الله عليه القبول وعكف الناس على تحصيله ومختصرا في المذهب بيَّن فيه المشهور مجردا عن الخلاف فيه فروع كثيرة جدا مع الايجاز البليغ أقبل عليه الطلبة ودرسوه وكانت مقاصده جميلة حج وجاور وله مناسك وتقاييد مفيدة انتهى ملخصا. وقال ابن حجر في الدرر الكامنة :  سمع من ابن عبد الهادي وقرأ على الراشدي في العربية والأصول وعلى الشيخ المنوفي في فقه المالكية وشرع في الاشتغال بعد شيخه وتخرج به جماعة ثم درس بالشيخونية وأفتى وأفاد ولم يغير زي الجند وكان صينا عفيفا نزيها شرح ابن الحاجب في ست مجلدات انتقاه من ابن عبد السلام وزاد فيه على منوال الحاوي وجمع ترجمة لشيخه المنوفي وهي تدل على معرفته بالأصول وكان أبوه حنفيا يلازم الشيخ أبا عبد الله ويعتقده فشغل ولده مالكيا بسببه انتهى...

باب الزكاة من مختصر سيدي خليل

من مختصر سيدي خليل { باب الزكاة }         تَجِبُ زَكَاةُ نِصَابِ النَّعَمِ بِمِلْكٍ وَحَوْلٍ كَمُلاَ وَإِنْ مَعْلُوفَةً وَعَامِلَةً وَنِتَاجاً لاَ مِنْهَا وَمِنَ الوَحْشِ وَضُمَّتِ الفَائِدَةُ لَهُ وَإِنْ قَبْلَ حَوْلِهِ بِيَوْمِ لاَ لِأَقَلَّ الإِبِلُ فِي كُلِّ خَمْسٍ ضَائِنَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ جُلَّ غَنَمِ البَلَدِ المَعْزُ وَغِنْ خَالَفَتْهُ وَالأَصَحُّ إِجْزَاءُ بَعِيرٍ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَبِنْتُ مَخَاضٍ فَإِنَ لَمْ تَكُنْ لَهُ سَلِيمَةٌ فَابْنُ لَبُونٍ وَفِي سِتٍّ وَثَلاَثِينَ بِنْتُ لَبُونٍ وَسِتٍّ وَأَرْبَعِينَ حِقَّةٌ وَإِحْدَى وَسِتِّينَ جَذَعَةٌ وَسِتٍّ وَسَبْعِينَ بِنْتاً لَبُونٍ وَإِحْدَى وَتِسْعِينَ حِقَّتَانِ وَمائَةٍ وَإِحْدَى وَسِتِّينَ إِلَى تِسْعٍ وَعِشْرِينَ حِقَّتَانِ أَوْ ثَلاَثُ بَنَاتِ لَبُونٍ الخِيَارُ لِلسَّاعِي وَتَعَيَّنَ أَحَدُهُمَا مُنْفَرِداً ثُمَّ فِي كُلِّ عَشْرٍ يَتَغَيَّرُ الوَاجِبُ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ وَبِنْتُ المَخَاضِ المُوَفِيَّةُ سَنَةً ثُمَّ كَذَلِكَ البَقَرُ فِي كُلِّ ثَلاَثِينَ تَبِيعٌ ذُو سَنَتَيْنِ وَفِي أَرْبَعِينَ مُسِنَّةٌ ذَاتُ ثَلاَثٍ وَمِائَةٍ وَعِشْرِينَ كَمِائَتَيِ الإِبِلِ الغَنَمُ فِي أَرْبَعِينَ شَاةً جَذَعٌ أَوْ جَذَعَةٌ ذُو سَنَةٍ وَلَوْ[1] مَعْزاً وَفِي مِائَةٍ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ شَاتَانِ وَفِي مِائَتَيْنِ وَشَاةٍ ثَلاَثٌ وَفِي أَرْبَعِمِائَةٍ أَرْبَعٌ ثُمَّ لِكُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ وَلَزِمَ الوَسَطُ وَلَوِ انْفَرَدَ الخِيَارُ أَوِ الشِّرَارُ إِلاَّ أَنْ يَرَى السَّاعِي أَخْذَ المَعِيبَةِ لاَ الصَّغِيرَةِ وَضُمَّ بُخْتٌ لِعِرَابٍ وَجَامُوسٌ لِبَقَرٍ وَضَأْنٌ لِمَعْزٍ وَخُيِّرَ السَّاعِي إِنْ وَجَبَتْ وَاحِدَةٌ وَتَسَاوَيَا وَإِلاَّ فَمِنَ الأَكْثَرِ وَثِنْتَانِ مِنْ كُلٍّ إِنْ تَسَاوَيَا أَوِ الأَقَلُّ نِصَابٌ غَيْرُ وَقْصٍ وَإِلاَّ فَالأَكْثَرُ وَثَلاَثٌ وَتَسَاوَيَا فَمِنْهُمَا وَخُيِّرَ فِي الثَّالِثَةِ وَإِلاَّ فَكَذَلِكَ وَاعْتُبِرَ فِي الرَّابِعَةِ فَأَكْثَرَ كُلُّ مِائَةٍ وَفِي أَرْبَعِينَ جَامُوساً وَعِشْرِينَ بَقَرَةً مِنْهُمَا وَمَنْ هَرَبَ بِإِبْدَالِ مَاشِيَةٍ أُخِذَ بِزَكَاتِهِمَا وَلَوْ[2] قَبْلَ الحَوْلِ عَلَى الأَرْجَحِ وَبَنَى فِي رَاجِعَةٍ بِعَيْبٍ أَوْ فَلَسٍ كَمُبْدِلِ مَاشِيَةِ تِجَارَةٍ وَإِنْ دُونَ نِصَابٍ بِعَيْنٍ أَوْ نَوْعِهَا وَلَوْ[3] لاِسْتِهْلاَكِ كَنِصَابِ قِنْيَةٍ لاَ بِمُخَالِفِهَا أَوْ رَاجِعَةٍ بِإِقَالَةٍ أَوْ عَيْماً بِمَاشِيَةٍ وَخُلَطَاءُ المَاشِيَةِ كَمَالِكٍ فِيمَا وَجَبَ مِنْ قَدْرٍ وَسِنٍّ وَصِنْفٍ...

الباب الستون 60 في معرفة العناصر وسلطان العالم العلوي على العالم السفلي

بسم الله الرحمـن الرحيم الفصل الأول في المعارف الباب الستون في معرفة العناصر وسلطان العالم العلوي على العالم السفلي، وفي أي دورة كان وجود هذا العالم الإنساني من دورات الفلك الأقصى وآية روحانية لنا إن العناصر أمــــهات أربع   وهي البنات لعالـم الأفلاك عنها تولـــدنا فكان وجودنا   في عالـم الأركان والأملاك جعل الإلـــه غذاءنا بسنابل   من حكـم سنبلة بلا إشراك وكذاك ضاعف أجـرنا  بسنابل   سبع  بقول  ليس  من أفاك وزماننا  سبع  من  الآلاف   جا   بتكـرر الأضواء والأحلاك فانظــر بعقلك سبعة في سبعة   من سبعة ليسوا من الأملاك أراد بالأملاك الأول من الملائكة جمع ملك، وأراد بالأملاك الثاني من الملوك جمع ملك. يقول : هم مسخرون، والمسخر لا يستحق اسم الملك. والسبعة المذكورة هي السبعة الدراري في السبعة الأفلاك الموجودة من السبعة الأيام التي هي أيام الجمعة وهي للحركة التي فوق السموات وهي حركة اليوم للفلك الأقصى.   اعلم أن كل شيء من الأكوان، لا بد أن يكون استناده إلى حقائق إلهية. فكل علم مدرج في العلم الإلهي، ومنه تفرعت العلوم كلها وهي منحصرة في أربع مراتب، وكل مرتبة تنقسم إلى أنواع معلومة محصورة عند العلماء وهو: العلم المنطقي، والعلم الرياضي، والعلم الطبيعي، والعلم الإلهي. والعالم يطلب من الحقائق الإلهية أربع نسب: الحياة والعلم والإرادة والقدرة. إذا ثبتت هذه الأربع النسب للواجب الوجود صح أنه الموجد للعالم بلا شك. فالحياة والعلم أصلان في النسب والإرادة والقدرة دونهما. والأصل الحياة، فإنها الشرط في وجود العلم، والعلم له عموم التعلق، فإنه يتعلق بالواجب الوجود وبالممكن وبالمحال. والإرادة دونه في التعلق، فإنه لا تعلق لها إلا بالممكن في ترجيحه بإحدى الحالتين من الوجود والعدم, فكأن الإرادة تطلبها الحياة، فهي كالمنفعلة عنها، فإنها أعم تعلقا من القدرة، والقدرة أخص تعلقا. فإنها تتعلق بإيجاد الممكن لا...

الباب السابع والسبعون ومائة 177 في معرفة مقام المعرفة

بسم الله الرّحمـن الرّحيم   الباب السابع والسبعون ومائة 177   في معرفة مقام المعرفة   مَنِِ ارْتَقَى  فِي دَرْجِ المَعْرِفَةِ * رَأَى الَّذِي فِي نَفْسِهِ مَنْ صَفَهْ لِأَنَّهَا دَلَّتْ عَلَى وَاحِــدٍ * لِلْفَرْقِ بَيْنَ العِلْـمِ وَالمَعْـرِفَهْ لَهَا وُجُودٌ فِي وُجُودِ الَّذِي * أَرْسَلَـــهُ الحَقُّ  وَمَا كَلَّفَهْ فَهُوَ إِمَامُ الوَقْتِ   فِي حَالِهِ * وَيَشْتَهِِي الوَاقِفُ  أَنْ يَعْـرِفَهْ تَجْرِي عَلَى الحِكْمَةِ َأحْكَامُهُ * فِي الرُّتْبَةِ العَالِيَّةِ  المُشْـرِفَهْ اِعْلَمْ أَنَّ المَعْرِفَةَ نَعْتٌ إِلَهِيٌّ لاَ عَيْنَ لَهَا فِي الأَسْمَاءِ الإِلَهِيَّةِ مِنْ لَفْظِهَا ! وَهِيَ اُحَدِيَّةُ المَكَانَةِ لاَ تَطْلُبُ إِلاَّ الوَاحِدَ. وَالمَعْرِفَةُ عِنْدَ القَوْمِ مَحَجَّةٌ. فَكُلُّ عِلْمٍ لاَ يَحْصُلُ إِلاَّ عَنْ عَمَلٍ وَتَقْوَى وَسُلُوكٍ، فَهُو َمَعْرِفَةٌ لِأَنَّهُ عَنْ كَشْفٍ مُحَقَّقٍ لاَ تَدْخُلُهُ الشَّبْهُ، بِخِلاَفِ العِلْمِ الحَاصِلِ عَن النَّظَرِ الفِكْرِي لاَ يُسْلِمُ أَبَدًا مِنْ دُخُولِ الشُّبْهِ عَلَيْهِ وَالحَيْرَةِ فِيهِ وَالقَدْحِ فِي الأَمْرِ المُوصِلِ إِلَيْهِ. وَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ يَصِحُّ العِلْمَ لِأَحَدٍ إِلاَّ لِمَنْ عَرِفَ الأَشْيَاءَ بِذَاتِهِ، وَكُلُّ مَنْ عَرَفَ شَيْئًا بِأَمْرٍ زَائِدٍ عَلَى ذَاتِهِ، فَهُوَ مُقَلِّدٌ لِذَلِكَ الزَّائِدِ فِيمَا أَعْطَاهُ، وَمَا فِي الوُجُودِ مِنْ عِلْمِ اَلأشْيَاءِ بِذَاتِهِ إِلاَّ وَاحِدٌ. وَكُلُّ مَا سِوَى ذَلِكَ الوَاحِدُ فَعِلْمُهُ بِالأَشْيَاءِ وَغَيْرِ الأَشْيَاءِ تَقْلِيدٌ. وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ يَصِحُّ فِيمَا سِوَى اللهِ بِالتَّقْلِيدِ، فَإِنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَعْلَمُ شَيْئًا إِلاَّ بِقُوَّةٍ مِنْ قِوَاه الَّتِي أَعْطَاهُ اللهُ وَهِيَ الحَوَاسُ وَالعَقْلُ. فَالإِنْسَانُ لاَ بُدَّ َأنْ يُقَلَّد حِسَّهُ فِيمَا يُعْطِيهِ وَقَدْ يَغْلِطُ وَقَدْ يُوَافِقُ الأَمْرَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ، أَوْ يُقَلِّدُ عَقْلَهُ فِيمَا يُعْطِيهِ مِنْ ضَرُورَةِ َأوْ نَظَرٍ، وَالعَقْلُ يُقَلِّدُ الفِكْرَ وَمِنْهُ صَحِيحٌ وَفَاسِدٌ فَيَ كُونُ عِلْمُهُ بِالأُمُورِ بِالاِتِّفَاقِ، فَمَا ثَمَّ إِلاَّ تَقْلِيدٌ. وَإِذَا كَانَ الأَمْرُ عَلَى مَا قُلْنَاهُ، فَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ اللهَ فَلْيُقَلِّدُهُ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ فِي كُتُبِهِ وَعَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ. وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ الأَشْيَاءَ، فَلاَ يَعْرِفُهَا بِمَا...

زاوية عين الحوت

  زاوية عين الحوت  الأستاذ عبد الرّحيم بن منصور-تلمسان- عين الحوت : موقعها و أسطورته: تبعد قرية عين الحوت عن تلمسان بحوالي سبع كيلومترات شمالا. وهي تقع في عقيق ناضر جميل، حََسَنُ المنظر و كثير الغرير. اشتهرت عين الحوت ببساتينها الخصبة ومفيآتها ومياهها الجارية العذبة. الطريق الذي يؤدي إليها رائع، يشقُّ مسلكا صخريا نبَّق فيه شجر الزيتون، و به ينعق وادي يسيل في عمقه غر؛ لا يخلو المكان من جمال ولا بهجة، وقد نضخت به المياه فاجتمعت في صهريج يكثر  فيه السمك؛ ولذلك سُمِّيت القرية عين الحوت                                                 أسطورة عين الحوت : تروي إحدى الأسطورات أن سيدي عبد الله بن منصور[1]، صاحب الكرامات المشهورة اختار لزواجه مريم ابنة  محمد أبي عبد الله الشريف[2].فلم  يوافق العالم أن يصهر له إلا بشرط أن ابنته لا تقم أبدا بأشغال المنزل الشاقة، فلا تسقي الماء و لا تقم بالطحن؛وبعد قبول الوليّ، قامت خادمة بتلك الشؤون. فدخل سيدي عبد الله  ابن منصور بمريم، سليلة الشرفاء الحوتِيِّين المنحدرين من سليمان، ابن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى، بن الحسن السبط، بن سيدنا علي رضي الله عنه، زوج لالة فاطمة الزهراء بنت سيدنا ونبينا محمد صلي الله عليه و سلم.        وذات يوم أمر سيدي عبد الله بماء لوَضوئه، فتوجهت الخادمة إلى النهر و تركت شغلها. فلم تر مريم إلا أن أخذت بعود الرَّحى و استمرت في الطحن مكان الخادمة، وهي ترنم بصوتها الحسن. خلال ذلك حضر أبو عبد الله الشريف لزيارة بنته؛ فرآها مشغولة في عمل لا يليق بما عوهد عليه؛ فوجم ونظر إليها، وكأنَّ على وجهه شيءٌ من الغضب؛ وقبل أن ينطق بأي كلمة، ألقي عليه  صهره سيدي عبد الله بن منصور السلام و أمر زوجته أن تبوح له بما جري. و لما...

lire plus

الباب السبعون 70 في أسرار الزكاة

باب الزكاة بسم الله الرحمن الرحيم الباب السبعون في أسرار الزكاة أخت الصلاة هي الزكاة فلا تقس ... النص في هذي وتلك على السوا قامت على التثمين نشأتها لذا ... حملت على التقسيم عرش الاستوا ولذاك تقسم في ثمانية من ال ... أصناف شرعاً وهو حكم من استوى جاء الكتاب بذكرهم وصفاتهم ... وعلى مقامهم العليّ قد احتوى فزكت بها أموالهم وذواتهم ... وتقدّست بصلاة من أخذ اللوا ذاك النبيّ محمد خير الورى ... في جنسه وله العلوّ على السوى نال المحبة من عنايته فما ... يشكو القطيعة والصبابة والجوا قال الله تعالى آمراً عباده {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضاً حسناً} والقرض هنا صدقة التطوّع. فورد الأمر بالقرض كما ورد بإعطاء الزكاة، والفرق بينهما أن الزكاة موقنة بالزمان والنصاب وبالأصناف الذين تدفع إليه، والقرض ليس كذلك وقد تدخل الزكاة هنا في القرض فكأنه يقول "وآتوا الزكاة قرضاً لله بها فيضاعفها لكم" مثل قوله تعالى في الخبر الصحيح " جعت فلم تطعمني فقال له العبد وكيف تطعم وأنت رب العالمين فقال الله له إن فلاناً استطعمك فلم تطعمه أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي" والخبر مشهور صحيح. فالقرض الذي لا يدخل في الزكاة غير موقت لا في نفسه ولا في الزمان ولا بصنف من الأصناف والزكاة المشروعة والصدقة لفظتان بمعنى واحد. قال تعالى {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} وقال تعالى {إنما الصدقات للفقراء} فسماها صدقة فالواجب منها يسمى زكاة وصدقة، وغير الواجب فيها يسمى صدقة التطوّع ولا يسمى زكاة شرعاً، أي لم يطلق الشرع عليه هذه الفظة مع وجود المعنى فيها من النموّ والبركة والتطهير. في الخبر الصحيح أن الأعرابيّ لما ذكر للنبيّ صلى الله عليه وسلم أن رسوله زعم أن علينا صدقة في أموالنا...

lire plus

الموقف الثالث عشر 13 للأمير عبد القادر

  المَوْقِفُ الثَّالِثُ عَشَرَ 13 من كتاب المواقف للأمير عبد القادر قَالَ –تَعَالَى-:|ج1ص22| {سَأُنَبِّئُكَ بِتَاوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا[1]} كُنْتُ مُغْرَمًا بِمُطَالَعَةِ كُتُبِ القَوْمِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- مُنْذُ الصِّبَا، غَيْرُ سَالِكٍ طَرِيقَهُمْ. فَكُنْتُ فِي أَثْنَاءِ المُطَالَعَةِ أَعْثُرُ عَلَى كَلِمَاتٍ تَصْدُرُ مِنْ سَادَاتِ القَوْمِ وَأَكَابِرِهِمْ، يَقُفُّ مِنْهَا شَعْرِي وَتَنْقَبِضُ مِنْهَا نَفْسِي مَعَ ِإيمَانِي بِكَلاَمِهِمْ عَلَى مُرَادِهِمْ، لِأَنَّنِي عَلَى يَقِينٍ مِنْ آدَابِهِمْ الكَامِلَةِ، وَأَخْلاَقِهِمْ الفَاضِلَةِ. وَذَلِكَ كََقَوْلِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيلِي –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: " مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ، أُوتِيتُمْ اللَّقَبَ، وَأُوتِينَا مَا لَمْ تُؤْتَوْهُ !" وَقَوْلِ أَبِي الغَيْثِ بْنِ جَمِيلِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: " خُضْنَا بَحْرًا، وَقَفَتِ الأَنْبِيَاءُ بِسَاحِلِهِ " وَقَوْلِ الشَّبْلِي –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لِتِلْمِيذِهِ: -"أَتَشْهَدُ أَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ؟" فَقَالَ لَهُ التِّلْمِيذُ: "أَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ" ! وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ عَنْهُمْ. وَكُلُّ مَا قَالَهُ القَائِلُونَ المُأَوَّلُونَ لِكَلاَمِهِمْ، لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، ِإلَى أَنْ مَنَّ اللهُ –تَعَالَى- عَلَيَّ بِالمُجَاوَرَةِ بِطِيبَةَ المُبَارَكَةِ. فَكُنْتُ يَوْمًا فِي الخَلْوَةِ[2] مُتَوَجِّهًا، أَذْكُرُ اللهَ-تَعَالَى-، فَأَخَذَنِي الحَقُّ-تَعَالَى- عَنِ العَالَمِ، وَعَنْ نَفْسِي؛ ثُمَّ رَدَّنِي وَأَنَا أَقُولُ: " لَوْ كَانَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلاَّ اتِّبَاعِي، عَلَى طَرِيقِ الإِنْشَاءِ، لاَ عَنْ طَرِيقِ الحِكَايَةِ ". فَعَلِمْتُ أَنَّ هَذِهِ القَوْلَةَ مِنْ بَقَايَا تِلْكَ الأَخْذَةِ، وَإِنِّي كُنْتُ فَانِيًا فِي رَسُولِ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَمْ أَكُنْ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ فُلاَنًا، وَِإنَّمَا كُنْتُ مُحَمَّدًا ! وَِإلاَّ لَمَا صَحَّ لِي قَوْلُ مَا قُلْتُ إِلاَّ عَلَى وَجْهِ الحِكَايَةِ عَنْهُ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَكَذَا وَقَعَ لِي مَرَّةً أُخْرَى فِي قَوْلِهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : * أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ * وَحِينَئِذٍ تَبَيَّنَ لِي وَجْهُ مَا قَالَ هَؤُلاَءِ السَّادَةُ، أَعْنِي أَنَّ هَذَا أَنْمُوذَجٌ وَمِثَالٌ. لاَ أَنِّي أُشَبِّهُ حَالِي بِحَالِهِمْ –حَاشَاهُمْ، ثُمَّ حَاشَاهُمْ !- فَإِنَّ مَقَامَهُمْ أَعْلَى وَأَجَلُّ، وَحَالَهُمْ أَتَمُّ وَأَكْمَلُ. وَكَذَا...

lire plus

مدخل لكتاب المواقف للأمير عبد القادر

المواقف في بعض إشارات القرءان إلى الأسرار والمعارف الشيخ الأمير سيدي عبد القادر بن محيي الدين الحسني الجزائري الحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ ذَكَرَ ابْنُ خَلِكَان فِي "وَفَيَات الأَعْيَان" بَيْتَيْنِ لِلإِمَامِ العَالِمِ الخَلِيلِ بنِ أَحْمَد –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- وَهُمَا: لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا أَقُولُ عَذَرْتَنِي  *  أَوْ كُنْتُ أَجْهَلُ مَا تَقُولُ عَذَلْتُكَ لَكِنْ جَـهَلْتَ مَقَالَتِي فَعَذَلْتَنِي   *  وَعَلِمْتُ أَنَّكَ جَاهِلاً   فَعَذَرْتُكَ قَالَ سَيِّدُنَا وَأُسْتَاذُنَا، وَعُمْدَتُنَا وَمَلاَذُنَا، العَارِفُ المُحَقِّقُ، وَالمُكَاشِفُ المُدَقِّقُ، مَوْلاَنَا الأَمِيرُ عَبْدِ القَادِرِ بنِ مَوْلاَنَا (السَّيِّد) مُحْيِي الدِّينِ،[1] فَسَحَ اللهُ فِي مُدَّتِهِ، وَجَعَلَنَا فِي زُمْرَتِهِ، آمِين.   الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا يُوافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِيءُ مَزِيدَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى رَحْمَةِ العَالَمِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.   هَذِهِ نَفَثَاتٌ رُوحِيَّةٌ، وَإِلْقَاءَاتٌ سُبُّوحِيَّةٌ، بِعُلُومٍ وَهْبِيَّةٍ، وَأَسْرَارٍ غَيْبِيَّةٍ، مِنْ وَرَاءِ طَوْرِ العُقُولِ، وَظَوَاهِرِ النُّقُولِ، خَارِجَةٌ عَنْ أَنْوَاعِ الاِكْتِسَابِ، وَالنَّظَرِ فِي الكِتَابِ.  قَيَّدْتُهَا لِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا. إِذَا لَمْ يَصِلُوا إِلَى اقْتِطَافِ أَثْمَارِهَا، تَرَكُوهَا فِي زَوَايَا(ج1و2) أَمَاكِنِهَا إِلَى أَنْ يَبْلُغُوا أَشُدَّهُمْ، وَيَسْتَخْرِجُوا كَنْزَهُمْ؛ وَمَا قَيَّدْتُهَا لِمَنْ يَقُولُ {هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ، وَأَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}، وَيَحْجُرُ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَيَقُولُ: " أَهَؤُلاَءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ؟ " مِنْ عُلَمَاءِ الرَّسْمِ، القَانِعِينَ مِنَ العِلْمِ بِالاِسْمِ. فَإِنَّنَا نَتْرُكُهُمْ وَمَا قَسَمَ اللهُ تَعَالَى لَهُمْ. فَإِذَا أَظْهَرُوا لَنَا مَلاَمًا وَخِصَامًا، تَلَوْنَا {وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا}. وَنُعِيرُهُمْ أُذُنًا صَمَّاءَ، وَعَيْنًا عَمْيَاءَ، وَنَقُولُ لَهُمْ {آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِلَـهُنَا وَإِلَـهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. وَلاَ نُجَادِلْهُمْ، بَلْ نَرْحَمْهُمْ وَنَسْتَغْفِرْ لَهُمْ. وَنُقِيمُ لَهُمْ العُذْرَ مِنْ أَنْفُسِنَا فِي إِنْكَارِهِمْ عَلَيْنَا، إِذْ جِئْنَاهُمْ بِأَمْرٍ مُخَالِفٍ لِمَا تَلَقُوهُ مِنْ مَشَائِخِهِمْ المُتَقَدِّمِينَ، وَمَا سَمِعُوهُ مِنْ آبَائِهِمْ الأَوَّلِينَ. فَالأَمْرُ عَظِيمٌ، وَالخَطْبُ جَسِيمٌ، وَالعَقْلُ عُقَالٌ، وَالتَّقْلِيدُ وَبَالٌ، فَلاَ عَاصِمَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبِّي. وَطَرِيقَةُ تَوْحِيدِنَا، مَا هِيَ طَرِيقَةُ المُتَكَلِّمِ، وَلاَ الحَكِيمِ المُعَلِّمِ؛ وَلَكِنْ طَرِيقَةُ تَوْحِيدِ الكُتُبِ المُنَزَّلَةِ...

lire plus

الباب 379 في معرفة منزل الحلّ والعقد

  الباب 379 في معرفة منزل الحل والعقد والإكرام والإهانة ونشأة الدعاء في صورة الإخبار وهو منزل محمدي وفي هذا المنزل من العلوم علم الحلّ والعقد   1.- وفيه علم الحلال والحرام 2.- وفيه علم ما يجمع الكافر والمؤمن ويؤلف بينهما 3.- وفيه علم إلحاق البهائم بالإنسان في حكم ما من أحكام الشرائع 4.- وفيه علم متعلق الكمال ببعض الأشخاص وما فيه 5.- وعلم التقديس وأسبابه وأنواعه 6.- وفيه علم الآلاء والمنن الإلهية 7.- وفيه علم المواثيق والعهود 8.- وفيه علم نشء صور العبادات البدنية 9.- وفيه علم التعظيم الكوني 10.- وفيه علم المداينات الإلهية 11.- وفيه علم الإيمان 12.- وفيه علم الأبدال 13.- وفيه علم الداء الإلهي 14.- وفيه علم التّعريف 15.- وفيه علم إقامة البراهين على الدّعاوى 16.- وفيه علم أصحاب الفترات ما حكمهم عند الله 17.- وفيه علم ما يخص الملك والسوقة 18.- وفيه علم النيابة في النداء 19.- وفيه علم الردّ والقبول 20.- وفيه علم التّفويض والتسليم في النّفوس 21.- وفيه علم السّتر وردّ الأشياء إلى أصولها 22.- وفيه علم إقامة الواحد مقام الجميع في أي موطن يكون, 23.- وفيه علم الموافقة والخلاف 24.- وفيه علم مؤاخذة المجبور 25.- وفيه علم السّماع 26.- وفيه علم النور المعنوي والهدى 27.- وفيه علم الأمثال 28.- وفيه علم الأتباع 29.- وفيه علم الشهادات 30.- وفيه علم المعاد وحكمه 31.- وفيه علم الخوف والحذر 32.- وفيه علم التجانس بين الأشياء 33.- وفيه علم الحب وشرفه وأصناف المحبّين 34.- وفيه علم خلع العذار فيه 35.- وفيه علم الاختصاص 36.- وفيه علم نسخ البواطن في العموم والخصوص 37.- وفيه علم تشبيه الحق بالخلق وما يجوز من ذلك وما لا يجوز ومتعلقه السمع ليس للعقل فيه دخول بما هو ناظر فيه 38.- وفيه...

lire plus

سيدي خليل ت 13 ربيع الأول عام 776هـ/م22 أوت 1374

باب الزكاة من مختصر سيدي خليل ترجمة سيدي خليل   عند ابن مريم في كتابه "البستان" جاء في كتاب البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لابن مريم: أكتب في كتابي سيدي خليل صاحب التوضيح والمختصر إلتماس بركته . سيدي خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب المعروف بالجندي ضياء الدين أبو المودة الإمام العلامة العالم القدوة الحجة الفهامة حامل لواء المذهب بزمانه بمصر ذكره ابن فرحون في الأصل [أي في الديباج] وقال : إنه من جملة أجناد الحلقة المنصورة يلبس زيهم متقشفا منقبضا عن أهل الدنيا جامعا بين العلم والعمل مقبلا على نشر العلم والعمل واجتمعت به في القاهرة وحضرت مجلس إقرائه الفقه والحديث والعربية كان صدرا في علماء القاهرة مجمعا على فضله وديانته استاذا ممتعا من أهل التحقيق ثاقب الذهن أصيل البحث مشاركا في فنون من فقه وحديث وعربية وفرائض فاضلا في مذهبه صحيح النقل نفع الله به المسلمين ألف شرح لابن الحاجب شرحا حسنا وضع الله عليه القبول وعكف الناس على تحصيله ومختصرا في المذهب بيَّن فيه المشهور مجردا عن الخلاف فيه فروع كثيرة جدا مع الايجاز البليغ أقبل عليه الطلبة ودرسوه وكانت مقاصده جميلة حج وجاور وله مناسك وتقاييد مفيدة انتهى ملخصا. وقال ابن حجر في الدرر الكامنة :  سمع من ابن عبد الهادي وقرأ على الراشدي في العربية والأصول وعلى الشيخ المنوفي في فقه المالكية وشرع في الاشتغال بعد شيخه وتخرج به جماعة ثم درس بالشيخونية وأفتى وأفاد ولم يغير زي الجند وكان صينا عفيفا نزيها شرح ابن الحاجب في ست مجلدات انتقاه من ابن عبد السلام وزاد فيه على منوال الحاوي وجمع ترجمة لشيخه المنوفي وهي تدل على معرفته بالأصول وكان أبوه حنفيا يلازم الشيخ أبا عبد الله ويعتقده فشغل ولده مالكيا بسببه انتهى...

lire plus

باب الزكاة من مختصر سيدي خليل

من مختصر سيدي خليل { باب الزكاة }         تَجِبُ زَكَاةُ نِصَابِ النَّعَمِ بِمِلْكٍ وَحَوْلٍ كَمُلاَ وَإِنْ مَعْلُوفَةً وَعَامِلَةً وَنِتَاجاً لاَ مِنْهَا وَمِنَ الوَحْشِ وَضُمَّتِ الفَائِدَةُ لَهُ وَإِنْ قَبْلَ حَوْلِهِ بِيَوْمِ لاَ لِأَقَلَّ الإِبِلُ فِي كُلِّ خَمْسٍ ضَائِنَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ جُلَّ غَنَمِ البَلَدِ المَعْزُ وَغِنْ خَالَفَتْهُ وَالأَصَحُّ إِجْزَاءُ بَعِيرٍ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَبِنْتُ مَخَاضٍ فَإِنَ لَمْ تَكُنْ لَهُ سَلِيمَةٌ فَابْنُ لَبُونٍ وَفِي سِتٍّ وَثَلاَثِينَ بِنْتُ لَبُونٍ وَسِتٍّ وَأَرْبَعِينَ حِقَّةٌ وَإِحْدَى وَسِتِّينَ جَذَعَةٌ وَسِتٍّ وَسَبْعِينَ بِنْتاً لَبُونٍ وَإِحْدَى وَتِسْعِينَ حِقَّتَانِ وَمائَةٍ وَإِحْدَى وَسِتِّينَ إِلَى تِسْعٍ وَعِشْرِينَ حِقَّتَانِ أَوْ ثَلاَثُ بَنَاتِ لَبُونٍ الخِيَارُ لِلسَّاعِي وَتَعَيَّنَ أَحَدُهُمَا مُنْفَرِداً ثُمَّ فِي كُلِّ عَشْرٍ يَتَغَيَّرُ الوَاجِبُ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ وَبِنْتُ المَخَاضِ المُوَفِيَّةُ سَنَةً ثُمَّ كَذَلِكَ البَقَرُ فِي كُلِّ ثَلاَثِينَ تَبِيعٌ ذُو سَنَتَيْنِ وَفِي أَرْبَعِينَ مُسِنَّةٌ ذَاتُ ثَلاَثٍ وَمِائَةٍ وَعِشْرِينَ كَمِائَتَيِ الإِبِلِ الغَنَمُ فِي أَرْبَعِينَ شَاةً جَذَعٌ أَوْ جَذَعَةٌ ذُو سَنَةٍ وَلَوْ[1] مَعْزاً وَفِي مِائَةٍ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ شَاتَانِ وَفِي مِائَتَيْنِ وَشَاةٍ ثَلاَثٌ وَفِي أَرْبَعِمِائَةٍ أَرْبَعٌ ثُمَّ لِكُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ وَلَزِمَ الوَسَطُ وَلَوِ انْفَرَدَ الخِيَارُ أَوِ الشِّرَارُ إِلاَّ أَنْ يَرَى السَّاعِي أَخْذَ المَعِيبَةِ لاَ الصَّغِيرَةِ وَضُمَّ بُخْتٌ لِعِرَابٍ وَجَامُوسٌ لِبَقَرٍ وَضَأْنٌ لِمَعْزٍ وَخُيِّرَ السَّاعِي إِنْ وَجَبَتْ وَاحِدَةٌ وَتَسَاوَيَا وَإِلاَّ فَمِنَ الأَكْثَرِ وَثِنْتَانِ مِنْ كُلٍّ إِنْ تَسَاوَيَا أَوِ الأَقَلُّ نِصَابٌ غَيْرُ وَقْصٍ وَإِلاَّ فَالأَكْثَرُ وَثَلاَثٌ وَتَسَاوَيَا فَمِنْهُمَا وَخُيِّرَ فِي الثَّالِثَةِ وَإِلاَّ فَكَذَلِكَ وَاعْتُبِرَ فِي الرَّابِعَةِ فَأَكْثَرَ كُلُّ مِائَةٍ وَفِي أَرْبَعِينَ جَامُوساً وَعِشْرِينَ بَقَرَةً مِنْهُمَا وَمَنْ هَرَبَ بِإِبْدَالِ مَاشِيَةٍ أُخِذَ بِزَكَاتِهِمَا وَلَوْ[2] قَبْلَ الحَوْلِ عَلَى الأَرْجَحِ وَبَنَى فِي رَاجِعَةٍ بِعَيْبٍ أَوْ فَلَسٍ كَمُبْدِلِ مَاشِيَةِ تِجَارَةٍ وَإِنْ دُونَ نِصَابٍ بِعَيْنٍ أَوْ نَوْعِهَا وَلَوْ[3] لاِسْتِهْلاَكِ كَنِصَابِ قِنْيَةٍ لاَ بِمُخَالِفِهَا أَوْ رَاجِعَةٍ بِإِقَالَةٍ أَوْ عَيْماً بِمَاشِيَةٍ وَخُلَطَاءُ المَاشِيَةِ كَمَالِكٍ فِيمَا وَجَبَ مِنْ قَدْرٍ وَسِنٍّ وَصِنْفٍ...

lire plus

الباب الستون 60 في معرفة العناصر وسلطان العالم العلوي على العالم السفلي

بسم الله الرحمـن الرحيم الفصل الأول في المعارف الباب الستون في معرفة العناصر وسلطان العالم العلوي على العالم السفلي، وفي أي دورة كان وجود هذا العالم الإنساني من دورات الفلك الأقصى وآية روحانية لنا إن العناصر أمــــهات أربع   وهي البنات لعالـم الأفلاك عنها تولـــدنا فكان وجودنا   في عالـم الأركان والأملاك جعل الإلـــه غذاءنا بسنابل   من حكـم سنبلة بلا إشراك وكذاك ضاعف أجـرنا  بسنابل   سبع  بقول  ليس  من أفاك وزماننا  سبع  من  الآلاف   جا   بتكـرر الأضواء والأحلاك فانظــر بعقلك سبعة في سبعة   من سبعة ليسوا من الأملاك أراد بالأملاك الأول من الملائكة جمع ملك، وأراد بالأملاك الثاني من الملوك جمع ملك. يقول : هم مسخرون، والمسخر لا يستحق اسم الملك. والسبعة المذكورة هي السبعة الدراري في السبعة الأفلاك الموجودة من السبعة الأيام التي هي أيام الجمعة وهي للحركة التي فوق السموات وهي حركة اليوم للفلك الأقصى.   اعلم أن كل شيء من الأكوان، لا بد أن يكون استناده إلى حقائق إلهية. فكل علم مدرج في العلم الإلهي، ومنه تفرعت العلوم كلها وهي منحصرة في أربع مراتب، وكل مرتبة تنقسم إلى أنواع معلومة محصورة عند العلماء وهو: العلم المنطقي، والعلم الرياضي، والعلم الطبيعي، والعلم الإلهي. والعالم يطلب من الحقائق الإلهية أربع نسب: الحياة والعلم والإرادة والقدرة. إذا ثبتت هذه الأربع النسب للواجب الوجود صح أنه الموجد للعالم بلا شك. فالحياة والعلم أصلان في النسب والإرادة والقدرة دونهما. والأصل الحياة، فإنها الشرط في وجود العلم، والعلم له عموم التعلق، فإنه يتعلق بالواجب الوجود وبالممكن وبالمحال. والإرادة دونه في التعلق، فإنه لا تعلق لها إلا بالممكن في ترجيحه بإحدى الحالتين من الوجود والعدم, فكأن الإرادة تطلبها الحياة، فهي كالمنفعلة عنها، فإنها أعم تعلقا من القدرة، والقدرة أخص تعلقا. فإنها تتعلق بإيجاد الممكن لا...

lire plus

الباب السابع والسبعون ومائة 177 في معرفة مقام المعرفة

بسم الله الرّحمـن الرّحيم   الباب السابع والسبعون ومائة 177   في معرفة مقام المعرفة   مَنِِ ارْتَقَى  فِي دَرْجِ المَعْرِفَةِ * رَأَى الَّذِي فِي نَفْسِهِ مَنْ صَفَهْ لِأَنَّهَا دَلَّتْ عَلَى وَاحِــدٍ * لِلْفَرْقِ بَيْنَ العِلْـمِ وَالمَعْـرِفَهْ لَهَا وُجُودٌ فِي وُجُودِ الَّذِي * أَرْسَلَـــهُ الحَقُّ  وَمَا كَلَّفَهْ فَهُوَ إِمَامُ الوَقْتِ   فِي حَالِهِ * وَيَشْتَهِِي الوَاقِفُ  أَنْ يَعْـرِفَهْ تَجْرِي عَلَى الحِكْمَةِ َأحْكَامُهُ * فِي الرُّتْبَةِ العَالِيَّةِ  المُشْـرِفَهْ اِعْلَمْ أَنَّ المَعْرِفَةَ نَعْتٌ إِلَهِيٌّ لاَ عَيْنَ لَهَا فِي الأَسْمَاءِ الإِلَهِيَّةِ مِنْ لَفْظِهَا ! وَهِيَ اُحَدِيَّةُ المَكَانَةِ لاَ تَطْلُبُ إِلاَّ الوَاحِدَ. وَالمَعْرِفَةُ عِنْدَ القَوْمِ مَحَجَّةٌ. فَكُلُّ عِلْمٍ لاَ يَحْصُلُ إِلاَّ عَنْ عَمَلٍ وَتَقْوَى وَسُلُوكٍ، فَهُو َمَعْرِفَةٌ لِأَنَّهُ عَنْ كَشْفٍ مُحَقَّقٍ لاَ تَدْخُلُهُ الشَّبْهُ، بِخِلاَفِ العِلْمِ الحَاصِلِ عَن النَّظَرِ الفِكْرِي لاَ يُسْلِمُ أَبَدًا مِنْ دُخُولِ الشُّبْهِ عَلَيْهِ وَالحَيْرَةِ فِيهِ وَالقَدْحِ فِي الأَمْرِ المُوصِلِ إِلَيْهِ. وَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ يَصِحُّ العِلْمَ لِأَحَدٍ إِلاَّ لِمَنْ عَرِفَ الأَشْيَاءَ بِذَاتِهِ، وَكُلُّ مَنْ عَرَفَ شَيْئًا بِأَمْرٍ زَائِدٍ عَلَى ذَاتِهِ، فَهُوَ مُقَلِّدٌ لِذَلِكَ الزَّائِدِ فِيمَا أَعْطَاهُ، وَمَا فِي الوُجُودِ مِنْ عِلْمِ اَلأشْيَاءِ بِذَاتِهِ إِلاَّ وَاحِدٌ. وَكُلُّ مَا سِوَى ذَلِكَ الوَاحِدُ فَعِلْمُهُ بِالأَشْيَاءِ وَغَيْرِ الأَشْيَاءِ تَقْلِيدٌ. وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ يَصِحُّ فِيمَا سِوَى اللهِ بِالتَّقْلِيدِ، فَإِنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَعْلَمُ شَيْئًا إِلاَّ بِقُوَّةٍ مِنْ قِوَاه الَّتِي أَعْطَاهُ اللهُ وَهِيَ الحَوَاسُ وَالعَقْلُ. فَالإِنْسَانُ لاَ بُدَّ َأنْ يُقَلَّد حِسَّهُ فِيمَا يُعْطِيهِ وَقَدْ يَغْلِطُ وَقَدْ يُوَافِقُ الأَمْرَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ، أَوْ يُقَلِّدُ عَقْلَهُ فِيمَا يُعْطِيهِ مِنْ ضَرُورَةِ َأوْ نَظَرٍ، وَالعَقْلُ يُقَلِّدُ الفِكْرَ وَمِنْهُ صَحِيحٌ وَفَاسِدٌ فَيَ كُونُ عِلْمُهُ بِالأُمُورِ بِالاِتِّفَاقِ، فَمَا ثَمَّ إِلاَّ تَقْلِيدٌ. وَإِذَا كَانَ الأَمْرُ عَلَى مَا قُلْنَاهُ، فَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ اللهَ فَلْيُقَلِّدُهُ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ فِي كُتُبِهِ وَعَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ. وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ الأَشْيَاءَ، فَلاَ يَعْرِفُهَا بِمَا...

lire plus

تلمسان، النسيج أو النساجة، الألباد، الطرز، البرشمان، برم الحرير والقطن، الخرازة، الدباغة، خدمة الحطب، اللوح توبة، فرائض التوبة، آداب التوبة، البواعث على التوبة، مراتب التوبة تَذَلَّلْتُ فِي البُلْدَانِ حِينَ سَبَيْتَنِي حروب الصالبية حكم سيدي شعيب أبي مدين خديجة بنت خويلد، سيدة تدبير الأعمال، خوف الفقر، كراهة الذم، طول الأمل، كراهة الموت، تعظيم الأغنياء، نسيان العبد عيوبه نفسه، خوف غير الله، الإصرار على الذنوب، الغفلة ديوان أبي مدين شعيب راس العام ردّوا علينا ليالينا التي سلفت،بأمر تعالى مجده قد تكبّرا روضة آل زيان سبتة، سيرة الرسول ص، مولده، منشأه، مبعثه، هجرته، وفاته، أزواجه، أولاده، غزواته، معجزاته، خلقه شدّة العروسة، العقيقة، فاتحة الخطبة شفاء السائل في تهذيب المسائل، بن خلدون، التصوف صقلية صلاح الدين الأيوبي صناعة الورق عاشوراء، تلمسان، صيام عاشوراء عبد العزيز زناقي عبد الله بن سليمان التاهرتي، تاهرت علم أصحاب الفترات ما حكمهم عند الله، علم إضافة الأشياء إلى أصولها، علم إقامة البراهين على الدّعاوى، علم إقامة الواحد مقام الجميع في أي موطن يكون، علم إلحاق البهائم بالإنسان في حكم ما من أحكام الشرائع، علم الآلاء والمنن الإلهية، علم الأبدال، علم الأتباع، علم الأمثال، علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، علم الإيمان، علم الاختصاص، علم الاختيار، علم التجانس بين الأشياء، علم التعريض بالخير، علم التعظيم الكوني، علم التقديس وأسبابه وأنواعه، علم التّعريف، علم التّفويض والتسليم في النّفوس، علم الحب وشرفه وأصناف المحبّين، علم الحلال والحرام، علم الحل والعقد، علم الخوف والحذر، علم الداء الإلهي،