شفاء السائل في تهذيب المسائل لعبد الرحمن بن خلدون
شِفَاءُ السَّائِلِ لِتَـهْذِيبِ المَسَائِلِ لأبي زيد عبد الرحمن بن محمّد بن خلدون بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا ومولانا محمّد وعلى صحبه قَالَ الشَّيْخُ الرَّئِيسُ الفَقِيهُ الجَلِيلُ المُدَرِّسُ المُحَقِّقُ المُشَارِكُ المُتَفَنِّنُ العَالِمُ العَلَمُ الصَّدْرُ الأَوْحَدُ قُطْبُ العُلُومِ الدِّينِيَّةِ وَرَافِعُ رَايَاتِهَا وَفَاتِحُ مُغْلِقَاتِ المَسَائِلِ العَقْلِيَّةِ وَالسَّابِقُ ِإلَى غَايَاتِهَا، أَبُو زَيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الشَّيخِ الفَقِيه المُحَقِّقِ المُشَارِكِ المَبْرُورِ المُقَدَّسِ المَرْحُومِ أَبِي بَكْرِ مُحَمَّدٍ بْنِ خَلْدُونِ الحَضْرَمِيِّ-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-. الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الإِلْهَامَ لِحَمْدِهِ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِهِ، وَالصَّلاَةُ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، رَسُولِهِ الكَرِيمِ، وَعَبْدِهِ، وَالرِّضَا عَنْ آلِهِ وَصَحْبِهِ مِنْ بَعْدِهِ. أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ وَقَّفَنِي بَعْضُ الإِخْوَانِ- أَبْقَاهُمُ اللهُ- عَلَى تَقِيْيدِ وَصْلٍ مِنْ عُرْوَةِ الأَنْدَلُسِ، وَطَنَ الرِّبَاطِ وَالجِهَادِ؛ وَمَأْوَى الصَّالِحِينَ وَالزَّهَادِ، وَالفُقَهَاءِ وَالعُبَّادِ، بِخَاطِبِ بَعْضِ الأَعْلاَمِ مِنْ أَهْلِ مَدِينَةِ فَاس، حَيْثُ المُلْكُ يَزْأَرُ، وَبِحَارُ العِلْمِ وَالدِّينِ تَزْخَرُ، وَثَوَابُ اللهِ يُعَدُّ لِإِنْصَارِ دِينِهِ وَخِلاَفَتِهِ وَيُدْخَرُ؛ طَالِبًا كَشْفَ الغِطَاءِ فِي طَرِيقِ الصُّوفِيَّةِ، أَهْلِ التَّحَقُّقِ فِي التَّوْحِيدِ الذَّوْقِيِّ وَالمَعْرِفَةِ الوِجْدَانِيَّةِ: هَلْ يَصِحُّ سُلُوكُهُ وَالوُصُولُ بِهِ إِلَى المَعْرِفَةِ الذَّوْقِيَّةِ وَرَفْعِ الحِجَابِ عَنِ العَالَمِ الرُّوحَانِي تَعَلُّمًا مِنَ الكُتُبِ المَوْضُوعَةِ لِأَهْلِهِ وَاقْتِدَاءً بِِأَقْرَانِهِمْ الشَّارِحَةِ لِكَيْفِيَّتِهِ؛ فَتَكْفِي فِي ذَلِكَ مُشَافَهَةُ الرُّسُومِ وَمُطَالَعَةُ العُلُومِ، وَالاِعْتِمَادُ عَلَى كُتُبِ أمساية الوَافِيَّةِ بِشُرُوطِ النِّهَايَةِ وَالبِدَايَةِ، كَالإِحْيَاءِ وَالرِّعَايَةِ ؟ أَمْ لاَ بُدَّ مِنْ شَيْخٍ يَتَبَيَّنُ دَلاَئِلُهُ وَيُحَذِّرُ غَوَائِلَهُ، وَيُمَيِّزُ لِلْمُرِيدِ عِنْدَ اشْتِبَاهِ الوَارِدَاتِ وَالأَحْوَالِ مَسَائِلَهُ. فَيَتَنَزَّلُ مَنْزِلَةَ الطَّبِيبِ لِلْمَرْضَى، وَالإِمَامِ العَدْلِ لِلأُمَّةِ الفَوْضَى ! Shifâ’ as–Sâil li Tahdhîb al-Masâil d’Aby-Zaid Abdu-r-Rahmân ben Muhammad ben Khaldûn Au Nom de Dieu le...
Lire la suite
Commentaires récents