شاهد قبر يشهد

على رجوع أحد آخر ملوك الأندلس

 أبي عبد الله محمّد الزقال

لموارة المثوى الأخير بتلمسان

في غرّة شعبان عام 899هـ

الموافق 6 ماي 1494م

بسم الله الرحمن الرحيم     صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله

قبر سلطان مات في حال انجلائه بتلمسان

غريبا مهمّلا بين  نسائه

بعد أن جاهد ومن ابا الا جهد اعتنائه

حكم الدّهر عليه قهر أحكم قضائه

وأتاه الله صبرا عند انزال بلائه

فسقى الله قبره دائما غيث سمائه

هذا قبر السلطان العادل

الهمّام الحافل المجاهد الكامل

أمير المسلمين وخليفة ربّ العالمين

مولانا أبي عبد الله الغالب بالله

ابن مولانا أمير المسلمين أبي نصر سعد

ابن الأمير المقدّس أبي الحسن

ابن أمير المسلمين أبي الحجّاج

ابن أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر

الأنصاري الخزرجي السعدي الأندلسي

قدّس الله تربته ورفع في الجنّة مرتبته

جاهد في وطنه الأندلس

في نصرة الإيمان

وعمر افواه بطاقة الرحمن

وباشر بنفسه الكريمة

في مواطن عديدة بمواقف شديدة

في ملاقات جيوش متكاثرة من عبدة الصلبان

بجماعة قليلة من الفرسان

ولم يزل أيام إمارته وخلافته

جاهد في الله حقّ الجهاد

ويقابل بشر ذمة قليلة من الجند 

زمر الأعداء

ولم يكن له من

هلكهم الله على معظم الوطن

وكل ما قدّر الله من …والغربة والمحن

فوصل مدينة تلمسان

ولم يزل بها مقبول المقر متواصل الأحزان

ثم كان ما قضاه

من لا راد لأمره ولا معقب لحكمه

 حتمه على العباد لقوله

« كلّ نفس ذائقة الموت…

قد سابق علمه مفاته

في حال غربته

عن وطنه ووطن أجداده الملوك الكبار

سلالة الأنصار

حماة دين المصطفى المختار

  ورفعه الله .. في أعلام السعادة علما… مولاه…

وتغمّده برضاه بين العشائين

من ليلة الأربعاء غرّة شعبان

عام تسعة وتسعين وثماني مائة

وله من العمر نحو من الأربعين عام

 بقدر لك …عند ما  

بلغ الكتاب لحدّه المحدودي

يا ربّ وأقبل لي جهادي إنّني  

 أخشى يكون لديك بالمردودي

منجد …………………………

 إلا الجهاد وسيره المحمودي

والقصد عفوك والنجاة بغيتي  

فبجاه أحمد لا تخيب مقصودي

 

إعداد وتحقيق: محمد بن أحمد باغلي