أَمْجَادُنَا تَتَكَلَّم

مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

إِيهِ تِلِمْسَانُ، قِفِي لَحْظَةً * نَسْتَعْرِضُ المَاضِي وَفَجْرَ الزَّمَانْ

عِطْفَأكِ…قِيثَارَةُ هَذِي الدُّنَا * وَرَعْشَةُ الحُبِّ، بِصَدْرِ الزَّمَانْ

وَهَمْسَةُ الأَلْوَانِ، فِي المُلْتَقَى* وَلَمْسَةُ الرَّحْمَنِ فِي المَهْرَجَانْ

وَوَمْضَةُ الإِيمَانِ فِي عُمْقِهِ * وَرِقَّةُ القَلْبِ، وَنَبْضُ الحَنَانْ

وَحُجَّةُ الهِ عَلَى حُسْنِهِ * فِي خُلْدِهِ المَوْعُودِ…قَبْلَ الأَوَانْ

وقِمَّةُ المَجْدِ، وَصَرْحُ الَبَقَآ * لِأُمَّةِ، طَاحَتْ بِصَرْحِ الهَوَانْ

مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

وَمَهْبِطُ الوَحْيِ، وَدَرْبُ الهَوَى * لِشَاعِرِ، تَقْوَاهُ نَهْبُ الحِسَانْ

يُسْكِرُهُ مَا فِيكِ مِنْ رَوْعَةٍ * فَيَلْعَنُ الكَأْسَ وَخَمْرَ الدِّنَانْ

وَتَبْتَلِي رُجْحَانَهُ اَعْيُنٌ * سَفَّاكَةٌ، يَنْهَدُّ مِنْهَا الكِيَانً

وَصَبْوَةُ الشَّاعِرِ لاَ تَنْطَفِي * مَهْمَا انْطَوَى العُمْرُ بِهِ… مَا اسْتَكَانْ

وَعُمْرُ الشَّاعِرِ، عُمْرُ الهَوَى * مَا دَامَ لِلشَّاعِرِ هَذَا الجَنَانْ

وَالقَلْبُ لاَ تَخْفُتْ دَقَّاتُهُ * مَا دَامَ يَشْدُو بِالجَمَالِ اللِّسَانْ

وَمَنْ غَدَا يَجْهَلُ طُهْرَ الهَوَى * وَيُنْكِرُ الحُبَّ، بَلِيدٌ جَبَانْ

لاَ تَاْمَنُوا – يَا نَاسٌ – إِسْلاَمَهُ * وَلاَ تُقَاهُ…لَيْسَ فِيهِ الأَمَانْ

أَيُرْتَجَى المَعْرُوفُ مِنْ جُلْمُدٍ * يَدُوسُهُ بِالنَّعْلِ…إِنْسٌ وَجَانْ؟

مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

إِيهِ تِلِمْسَانُ، قِفِي لَحْظَةً * نَسْتَعْرِضُ المَاضِي وَفَجْرَ الزَّمَانْ

أَيَّامَ كُنَّا، وَالعُلاَ حَوْلَنَا * يَسْتَنْزِلُ المَجْدَ…وَيُرْسَى الكِيَانْ

أَيَّامَ كُنَّا، وَحَضَارَاتُنَا * تَغْزُو البَرَايَا…بَيْنَ قَاصٍ وَدَانْ

سَلُوا بَنِي زِيَّانَ عَنْ مَشْوَرٍ * يَشْمَخُ بِالفِكْرِ، وَبِالصَّوْلَجَانِ

يُرَاهِنُ الدُّنْيَا، عَلَى حُبِّهَا * بِهِمَّةٍ تَحْذِقُ كَسْبَ الرِّهَانْ

وَيَصْنَعُ التَّارِيخَ مِنْ أُمَّةٍ * أَمْجَادُهَا عَنْ عِزِّهَا تُرْجُمَانْ

وَيَغْرِسُ الإِسْلاَمَ، فِي أَنْفُسٍ * يَرْعَى هُدَاهَا البَيْتُ وَالقِبْلَتَانْ

وَمََوْكِبُ العِلْمِ يُشِيعُ الحِجَى * فَيُقْسِمُ العَقْلُ لَهَا أَنْ تُصَانْ

وَتَبْتَنِي مِنْ صُلْبِ مِعْمَارِهَا * بَدَائِعًا يُبْهَرُ مِنْهَا العِيَانْ

أَنْتِ تِـِلِمْسَانُ…المُنَى الغَالِيَّهْ * وَالقِصَّةُ المَسْحُورَةُ السَّارِيَّهْ

مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

فِي غَمْرَةِ اَلأفْرَاحِ وَالمُلْتَقَى * وَقِفْتُ فِي جَنَّاتِكَ العَاليَّهْ

وَجِئْتُ كَالوِلْهَانِ مُسْتَعْطِفًا * أَحْنُو عَلَى آثَارِكِ البَاقِيَّهْ

لَثَمْتُ تُرْبًا…أَتَدَاوَى بِهِ * فَحَيَّرَ التِّذْكَارُ أَشْجَانِيَهْ

وَرُحْتُ أَشْدُو الشِّعْرَ فِي عُرْسِهَا * فَهَدْهَدَتْنِي فِيكِ أَحْلاَمِيَهْ

مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ حُشَاشَاتِهَا * فَانْحَبَسَتْ فِي الصَّدْرِ أَنْفَاسِيَهْ

فَقُلْتُ: مَن أَنْتَ ؟ وَمَنْ تَبْتَغِي * قَالَ: « أَبُو حَمًّو » فَتَى الحَامِيَهْ

أَنَا تِلِمْسَأنُ. وَهَذَا الَّذِي * تَرَاهُ…مِنْ أَطْيَافِ آثَارِيَهْ

أَنَا الَّذِي شَرَّفْتُ هَذَا الحِمَى * وَشِدْتُ مِنْ مَعْنَاهُ سُلْطَانِيَهْ

أَنَا الَّذِي فَجَّرْتُ فِيهِ النُهَى * وَعِزَّةَ النَّفْسِ بِاَفْضَالِيَهْ

وَالنُّورَ وَالعِلْمَ وَأَقْطَابَهُ * وَدِفْقَهُ، وَالثَّوْرَةَ الرَّابِيَهْ

سَكَبْتُ فيهِ الحُسْنَ مِلْءَ الذَّرَى * وَالحُبَّ وَالخَيْرَاتِ وَالعَافِيَهْ

مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

قِفْ خَاشِعًا كَ(ابن الخَمِيسِ) عَلَى * (وَرِيطِهِ) وَاسْرَحْ بِهِ ثَانِيَهْ

يُطْرِبْكَ بِالأَلْحَانِ شَلاَّلُهُ * مُنْحَدِرًا بِالشِّعْرِ وَالقَافِيَهْ

كَمْ فِي الحَنَايَا مِنْ بَسَاتِينِهِ * قِصَّةُ حُبٍّ فِي الحَشَى ثَاوِيَهْ

وَكَمْ عَلَى شَطْئَانِهِ مَوْعِدٌ * أَلْهَى عَنِ البَاقِينَ شَيْطَانِيَهْ

 وَعُجّْ عَلَى البَرْكَةِ فِي سَفْحِهَا * وَاسْأَلْ بِهَا التُّفَّاحَ وَالدَّالِيَهْ

 تُفَّاحُهُ يُنْبِيكَ عَنْ آدَمَ * يُطْرَدُ مِنْ جَنَّاتِهِ العَالِيَهْ

يَجْرِي عَلَى حَوَّآ  وَلاَ تَأْتَلِي * تَدْفَعُنَا حَوَّآ إِلَى الهَاوِيَهْ

وَنَحْتَسِي الاِثْمَ عَلَى نُخْبِهَا * يَا وَيْ؛َهَا حَوَّاءُنَا الجَانِيَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

يَا مَلْعَبَ الخَيْلِ وَمَرْعَى الضِّبَا السَّـــــــــارِحَةِ العَابِثَةِ اللاَّهِيَــــــــهْ

وَرَبْوَةَ العُشَّاقِ مَا أَرْوَعَ القَيْــــــــــــــسِي فِي أَوْصَافِــــــــهَا الوَافِيَهْ

وَيَجْــــــــــــــــمُلُ الحُبُّ عَلَى رَبْوَةٍ * تَنَــــــــمُّ عَنْ أَسْرَارِهِ الخَافِيَهْ

لاَ سِــــــــرَّ فِي الحُبِّ… فَكُلُّ الوَرَى * يَهْوَى…أَلَيْسَ الحُبُّ إِنْسَانِيَهْ؟

وَإِنْ رَآهُ البُهْـــــــــــــــــــــمُ مَعْصِيَةً * رَأَيْتُهُ مِنْ صُلْبِ إِيــــــــمَانِيَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

يَا صُبْحَ صَفْصِيفٍ وآصَالَهُ * وَيَا عَشَايَا الغَوْطَةِ الزَّاهِيَهْ

وَيَا لَيَالِيهِ وَأَسْحَارَهُ * وَالنَّفْسُ عَنْ آثَامِهَا رَاضِيَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

يَا للا سَتِّي الحُرَّة المَاجِدَهْ * عِشْتِ عَلَى َأمْجَادِنَا شَاهِدَهْ

لاَ تَكْتُمِي السِّرَّ… وََأنْتِ الَّتِي * طَالَ المَدَى…النَّاسِكَةُ العَابِدَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

قُوِلي لَنَا بِاللهِ…مَا يَفْعَلُ الرُّومِي فِي السَّاقِيَّةِ الوَاجِدَهْ

حَتَّى النَّصَارَى أُشْرِبُوا حُبَّهَا * وَالحُبُّ لاَ يَخْضَعُ لِلْقَاعِدَهْ

لَعَلَّهُمْ مِنْ حَرِّ مَا أُشْرِبُوا * لاَذُوا إِلَى أَمْوَاهِهَا البَأرِدَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

وَفِي غَدِيرِ الجَوْزِ تُطْفِي الظِّمَا * أَمْوَاجُهُ الصَّادِرَةُ الوَارِدَهْ

يَهْفُو بِهِ الإِلْفُ إِلَى إِلْفِهِ * وَالجَوْزُ فِي الحُبِّ لَهُ فَائِدَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

يَا قَرْيَةَ العُبَّادِ فِيكِ انْطَوَى الـــــــسِّرُّ، وَأَنْتِ القِمَّةُ الرَّائِدَهْ

مِنْكِ أَبُو مَدْيَنَ رَاعَ الدُّنَا * وَحَالَفَتْهُ الخُطْوَةُ القَاصِدَهْ

وَاعْتَزَّ بِالعِلْمِ وَرُوحِ التُّقَى * وَالحِكْمةِ البَالِغَةِ الرَّاشِدَهْ

وَالشِّعْرُ يُزْجِيهِ فَتَسْمُو بِهِ * مَعَ القَوَافِي رُوحُهُ الصَّامِدَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

يُسَاجِلُ القَيْسِي وَاَمْثَالَهُ * فَيَبْتَنِي أَمْجَادَهُ الخَالِدَهْ

بَابُ الجِيَادِ اِسْطَاعَ مِنْ نُبْلِهِ * أَنْ يَخْتَفِي بِالآخِرَةِ الوَاقِدَهْ

فِيهِ الثَّعَالِبِي صَانَ الهُدَى * مُسْتَأْصِلاً لِلْبِدَعِ الفَاسِدَهْ

مَزغَنّة تَرْوِي لَنَا ثَوْرَةً * عَلَى تَعَابِينِ الحِمَى حَاصِدَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

يحيى ابن خلدون حَكَى سِرَّهَا * وَلَمْ يَدَعْ مِنْ أَمْرِهَا شَارِدَهْ

وَبغية الرواد تَرْوِي لَنَا * مَا حَقِيقَتَهُ الهِمَّةُ الجَاحِدَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

وَلابْن فَحَّامِكَ مَنْجَانَة * مَسْحُورَة…كَالجَنَّةِ المَارِدَهْ

يَنْفَتِحُ البَابُ عَلَى حُورِهََا * وَهِيَ عَلَى سَاعَاتِهَا نَاشِدَهْ

يُرَفٍِْفُ الطَّيٍُْ عَلَى كفِّهَا * وَهْيَ الَّتِي لاَ تُفْلِتُ الصَّائِدَهْ

وَكَفُّهَا تُعْلِنُ عَنْ بَيْعَةٍ * لِعَاهِلِ دَوْلَتُهُ مَاجِدَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

هَذِي تِلِمْسَانُ، وَلَوْلاَ الهَوَى * بِالحَبِّ (الملوك)  لَمْ تُقْلَبْ بِهَا المَائِدَهْ

جَارَتْ بِهَا النُّعْمَى عَلَى أَهْلِهَا * وَاسْتَسْلَمُوا لِلْعِيشَةِ الرَّاغِدَهْ

وَهَكَذَا الدُّنْيَا فَمَنْ لَمْ يَصُنْ * أَقْدَارَهُ…تَجْرِ بِهِ القَاعِدَهْ

طَافَ ابْنُ وَطَّاس عَلأَآ قُدْسِهَا * وَجَرَفَتْهَا الأَعْيُنُ الحَاسِدَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

يَا مُلْتَقَى الإِسْلاَمِ فِي رَحْبِهَا * وَمُنْتَدَى أَيَّامِهَا الحَاضِرَهْ

وَيَا رِجَالِ الفِكْرِ…فِي مَجْمَعٍ * تَسْمُو بِهِ الإِشْرَاقَةُ البَاهِرَهْ

يَهْفُو جَنَاحَاهُ إِلى المُنْتَهَى * فِي وَثْبَةٍ عِمْلاَقَةٍ طَائِرَهْ

 يَنْسَابُ فِيهِ العِلْمُ مِنْ أَ:ْبُدٍ * جَيَّاشَةٍ، مَوْهُوبَةٍ، شَاعِرَهْ

مِنْ كُلِّ دِرْبٍ، ضَالِعٍ، عَبْقَرٍ * مُهْجَتُهُ نَزَّاعَةٌ فَائِرَهْ

تَسْتَوْقِفُ التَّارِيخَ أَبْحَاثُهُ * فِي كِبْرِيَاءِ الصَّوْلَةِ الظَّافِرَهْ

وَيَعْصِرُ اَلأفْلاَكَ فِي لُجَّةٍ * أَمْوَأجُهَا…عَأتِيَّةٌ زَاخِرَهْ

يُطَاوِلُ النُّقَّادَ لاَ يَنْحَنِي * أَمَامَ إِعْصَارَاتِهَا الهَادِرَهْ

وَالنَّاقِدُ المِلْحَاحُ…لاَ يَنْثَنِي * يَنْبِشُ عَنْ أَخْطَائِهِ النَّادِرَهْ

يُنَاقِشُ الأَشْكَالَ وَالمُحْتَوَى * فِي لَهْجَةٍ جَذَّابَةٍ مَاكِرَهْ

لاَ يَغْفِرُ الزَّلاَّتِ، مَهْمَا تَكُنْ * صَغِيرَةً…أَوْ سَهْوَةً عَأبِرَهْ

وَجَحْفَلُ الطُّلاَبِ، فِي ثَوْرَةٍ * مَحْمُومَةٍ صَخَّابَةٍ كَاسِرَهْ

يَبْعَثُ بِالأَلْحَانِ مِيْتَ الحِمَى * وَبِالأَنَاشِيدِ القِوَى الخَائِرَهْ

يُمْطِرُ بِالتِّسْئَالِ سُمَّارَهُ * فِي لَهْفَةٍ هَأدِفَةٍ مَاهِرَهْ

وَنَاقِرُ الجِرْسِ…عَلَى ‘َرْشِهِ * دَقَّاتُهُ نَأهِيَةٌ آمِرَهْ

يُحْصِي – كَعِزْرَائِيل- أَنْفَاسَنَا * يَقْنَصُ مِنْ أَفْوَاهِنَا الخَاطِرَهْ

يَا وَيْحَ /َنْ أَسْرَفَ فِي وَقْتِهِ * مِنْ رَجْفَةِ النَّاقُوسِ فِي الهَأجِرَهْ

وَهَكَذَا رُوحُ النِّظَامِ اقْتَضَى * لِأَنْفُسٍ لَمَّا تَزَلْ حَائِرَهْ

وَمَا عَسَى الإِسْهَابُ يُجْدِي إِذَا * لَمْ ـَخْتَصِرْهُ الفِكْرَةُ العَأمِرَهْ؟

وَنَحْنُ قَوْمٌ…لَمْ يَزَلْ دَأْبُنَا * قَوْلاً…وَغِنْجَازَاتُنَأ عَاثِرَهْ

وَمُنْتَ÷ى الحِكْمَةِ فِي المُلْتَقَى * خُلُقُ شَبَابٍ، رُوحُهُ ثَائِرَهْ

يَغٍِْفُ مِنْ فَيْضِ أَصَالاَتِهِ * عَقِيدَةً عُلْوِيَّةً قَأدِرَهْ

وَيَزْرَعُ الإِيمَانَ فِي عُمْقِهِ * بِالمُثُلِ العُلأْيَا…وَبِالآخِرَهْ

يَاْخُذُ مِ،ْ إِسْلاَمِهِ عُدَّةً * تَحْمِيهِ مِنْ مَذَاهِبٍ فَأجِرَهْ

هَذَا الَّذِي  يَرْمِي إِلَيْهِ المُلْتَقَى * وَالأَنْفُسُ الخَالِصَةُ الطَّاهِرَهْ

 مَغْنَى تِلِمْسَانَ.. الأَمَانَ الأَمَانْ

 فَأَيْنَ مِنِّي فِيكِ سِحْرُ البَيَانْ؟

مَهْمَا سَمَى الشِّعْرُ . . وَمَهْمَا ارْتَقَى

 فَأَنْتِ فَوْقَ الشِّعْرِ . . يَا تِلِمْسَانْ

تلمسان 10 جويلية 1975

مفدي زكرياء

بمناسبة الملتقى التاسع للفكر الإسلامي المنعقد بتلمسان جويلية 1975م

حُرِم الشّاعر من إلقاء هذه القصيدة أمام المشاركين في الملتقى وحين شعر بالمضايقة والملاحقة اضطرّ بالسّفر خفية إلى المغرب ومن ثمّ إلى تونس

إعداد: محمد بن أحمد باغلي