أبو مدين شعيب في كتاب « أنس الفقير وعز الحقير » لابن قنفد القسنطيني
أبو مدين شعيب في كتاب « أنس الفقير وعز الحقير » لابن قنفد القسنطيني … أنّ الشيخ العارف المحقّق الواحد القطب أبا مدين، نفع الله به، هو شعيب بن حسين الأنصاري الأندلسي الأصل من أحواز إشبيلية. كان زاهدًا في الدنيا، عارفا بالله تعالى، وخاض بحاراً من الأحوال، ونال من المعارف الربانية الآمال. ومقامه الخاص به الذي لا يلحقه فيه أحد، التّوكّل على الله تعالى. وكان له بسط وقبض. فبسطه بالعلم، وقبضه بالمراقبة. ولمّا توفيّ أبوه، كلّفه إخوته رعي مواشيهم لأنّه أصغرهم سنًّا. فكان يخرج بها إلى المرعى. فإذا رأى مصليا أو قارئًا دنا منه ووجد في نفسه غمًّا عظيمًا من كونه لا يفعل مثله. فيحدّث إخوته ما يجده فينهونه ويأمرونه بالاشتغال بالرعاية حتّى اشتدّ غمّه لذلك وقويت عزيمته على سلوك هذه المسالك. فترك الماشية وفرّ طالبا لما مالت إليه نفسه بتوفيق الله. فردّه أحد إخوته وهدّده بالحربة. ثمّ قوي عزمه وفرّ بالليل. فأدركه بعض إخوته وسلّ عليه السّيف وضربه. فتلقى الضربة بعود كان بيده، فتكسّر السيف أجزاء. فعجب أخوه من ذلك وقال له: » يا أخي اِذهب حيث شئت ». قال الشيخ أبو مدين: {فسرت حتّى وصلت البحر ووجدت خيمة فيها ناس. فخرج إليّ منها شيخ فسألني عن أمري. فأخبرته. فجلست عنده. فإذا رجعت رمى بخيط في طرفه مسمار. فأخذ حوتا ويطعمه لي مشويا. ثمّ قال لي: -انصرف إلى الحاضرة حتّى تتعلّم العلم ؛ فإنّ الله تعالى لا يعبد إلاّ بالعلم. قال: فخرجت إلى العدوة، ونزلت بطنجة، وانصرفت من هنالك إلى مراكش وقصدت...
Lire la suite
Commentaires récents