الباب الرّابع من المواهب القدسية
في المناقب السنوسية
في عدد تواليفه
وما قيل في بعضها من الشّعر
وما حدّثني به عن بعض تواليفه
الرَّابِعُ فِي عَدَدِ مُصَنَّفَاتِهِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَ بِهِ-.
1.4- فَمِنْهَا شَرْحُهُ الكَبِيرُ الَّذِي وَضَعَهُ عَلَى فَرَائِضِ الحَوْفِي وَسَمَّاهُ بِـ:
« المُقَرَّبُ المُسْتَوْفِي فِي شَرْحِ فَرَائِضِ الحَوْفِي« .
وَهُوَ كَبِيرُ الجَرْمِ وَكَثِيرُ العِلْمِ. وَهُوَ أَوَّل ُمَا أَلَّفَ مِنَ الكُتُبِ، أَلَّفَهُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعَةِ عَشَرَ سَنَةً أَوْ ثَمَتانِيَّةِ عَشَرَ سَنَةً، عَلَى اضْطِرَبٍ فِي ذَلِكَ.
وَقَدْ أَشَارَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إِلَى ذَلِكَ فِي آخِرِ هَذَا الشَّرْحِ فَقَالَ:
» كُنْتُ جَمَعْتُ هَذَا التَّقْيِيدَ فِي زَمَانِ الصِّغَرِ قَاصِدًا بِذَلِكَ نَفْعَ نَفْسِي لِعَدَمِ تَمَكُّنِي مِنْ شَرْحٍ أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى فَهْمِ هَذَا الكِتَابِ. فَصِرْتُ أَجْمَعُ مَا أَسْمَعُهُ مِنَ القِرَاءَةِ مِنْ أَشْيَاخِي وَأَضَمُّ ِإلَى ذَلِكَ مَا اسْتَحْسَنُهُ مِنْ كَلاَمِ بَعْضِ شُرَّاحِهِ. وَأَكْثَرُ مَا كُنْتُ أَعْتَنِي بِهِ كَلاَمُ شَارِحِهِ الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ العَلَمُ ذَوِي الآرَاءِ العَجِيبَةِ وَالتَّصَرُّفَاتِ الفَائِقَةِ الغَرِيبَةِ، أَبِي عُثْمَانِ سَعِيدِ العُقْبَانِي –غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَقَّاهُ الدَّرَجَاتَ العُلَى بِمَنِّهِ-. فَإِنَّهُ شَرْحٌ تَقِفُ عُقُولُ النُّجَبَاءِ عِنْدَهُ وَلَمْ يَرَ الرَّاءُونَ وَلاَ يَرَوْنَ، وَاللهُ أَعْلَمُ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ. وَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا التَّقْيِيدُ كَثِيرًا مِنْ فَوَائِدِهِ إِذْ كَانَ عَلَيْهِ مُعْتَمِدُهُ فِي إِيضَاحِ فِقْهِ الكِتَابِ وَبَيَانِ مَا دَقَّ فِيهِ مِنْ حِسَابٍ مَعَ اخْتِصَارٍ كَثِيرٍ مِمَّا يَسْتَغْنَى عَنْهُ فِيهِ؛ وَزِيَادَةُ إِيضَاحٍ لِمَسَائِلٍ يُوَضِّحُ صُوَرَهَا؛ وَإزَالَةُ الحُجُبِ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ مُشْكِلِهَا. فَهُوَ جَدِيرٌ بِتَحْصِيلِ الغَرَضِ لِمُتَأَمِّلِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ -تَعَالَى-. وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ مَنْ كَتَبَهُ أَوْ نَظَرَ فِيهِ أَوْ سَعَى فِي شَيْءٍ مِنْهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.«
انتهى كَلاَمُ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ-.
قُلْتُ:
وَلَمَّا فَرَغَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مِنْ جَمْعِ هَذَا التَّقْيِيدِ، أَطْلَعَ عَلَيْهِ الشَّيْخَ الوَلِيَّ العَارِفَ بِاللهِ –تَعَالَى- سِيدِي الحَسَن ابْنُ مَخْلُوفِ، الشَّهِيرِ بِأَبَرْكَان –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-. فَنَظَرَ إِلَيهِ وَتَأَمَّلَهُ كُلَّهُ، فَأَعْجَبَهُ كَثِيرًا، ثُمَّ أَمَرَ بِإِخْفَائِهِ وَعَدَمِ ظُهُورِهِ
وَقَالَ: – لاَ تُظْهِرُوا هَذَا الشَّرْحَ إِلاَّ بَعْدَ حِينٍ !
وَأَظُنُّهُ قَالَ: – حَتَّى يَبْلُغَ عُمْرُ المُؤَلِّفِ أَرْبَعِينَ سَنَةً !
وَقَالَ: – هَذَا الشَّرْحُ لاَ نَظِيرَ لَهُ فِيمَا عَلِمْتُ، فَإِذَا ظَهَرَ فِي هَذَا اليَوْمِ مَعَ صِغَرِ سِنِّ المُؤَلِّفِ، رُبَّمَا يُحْسَدُ عَلَيْهِ وَتُصِيبُهُ العَيْنُ.
أَوْ كَمَا قَالَ.
فَلَمْ يَظْهَرْ هَذَا الشَّرْحُ إِلاَّ بَعْدَ حِينٍ.
وَأَثْنَى الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَنِ عَلضيْهِ كَثِيرًا وَدَعَى لِمُؤَلِفِهِ كَثِيرًا –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَحشَرَنَا فِي زُمْرَتِهِمَا.-
وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَان، كَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ شَيْخُنَا سِيدِي مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السَّنُوسِي –رَحِمَهُ اللهُ وَنَفَعَ بِهِ- تَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ وَفَاتَحَهُ بِالكَلاَمِ ثُمَّ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ لَهُ: » جَعَلَكَ اللهُ مِنَ أَئِمَّةِ المُتَّقِينَ «
فَقَدْ أَجَابَ اللهُ دَعْوَتَهُ وَحَقَّقَ فِيهِ فَرَاسَتَهُ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَعَنْ جَمِيعِ أَوْلِيَاءِ اللهِ تَعَالَى وَحَشَرَنَا فِي زُمْرَتِهِمْ وَنَفَعَنَا بِهِمْ-
قُلْتُ:
وَالحَوْفِي، هُوَ بِفَتْحِ الحَاءِ المُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الوَاوِ. وَكَذَا نَصَّ عَلَيْهِ الشّمنيّ فِي صَدْرِ شَرْحِهِ لِلْمُغْنِي.
2.4- وَمِنْهَا عَقِيدَتُهُ الكُبْرَى المُسَمَّات بِـ :
« عَقِيدَةِ أَهْلِ التَّوْحِيدِ المُخْرِجَةِ بِعَوْنِ اللهِ مِنْ ظُلُمَاتِ الجَهْلِ وَرِبْقَةِ التَّقْلِيدِ، المُرْغِمَةِ بِفَضْلِ اللهِ تَعَالَى أَنْفَ كُلِّ مُبْتَدِعٍ وَعَنِيدٍ ».
وَهِيَ فِي نَحْوِ عَشْرَةِ أَوْرَاقٍ مِنَ القَالِبِ الرُّبَاعِي.
وَهِيَ أَوَّلُ مَا صَنَّفَ فِي التَّوْحِيدِ.
3.4- ثُمَّ شَرْحُهَا الكَبِيرُ المُسَمَّى بِـ :
« عُمْدَةِ أَهْلِ التَّوْفِيقِ وَالتَّسْدِيدِ فِي شَرْحِ عَقِيدَةِ أَهْلِ التَّوْحِيدِ ».
4.4- ثُمَّ عَقِيدَتُهُ الوُسْطَى، وَهِيَ دُونَ الكُبْرَى.
5.4- ثُمَّ شَرْحُهَا الذِي هُوَ فِي نَحْوِ ثَلاَثَةِ عَشَرَ كُرَّاسًا مِنَ القَالِبِ الرُّبَاعِي.
6.4- ثُمَّ عَقِيدَتُه الصُّغْرَى وَهِيَ أَخْصَرُ مِنَ الوَسْطَى.
7.4- ثُمَّ شَرْحُهَا الذِي هُوَ فِي نَحْوِ سِتَّةِ كَرَارِيسٍ مِنَ القَالِبِ الرُّبَاعِي، المُسَمَّاتِ عِنْدَنَا اليَوْمَ بِـ « ذَاتِ البَرَاهِينِ ».
وَهَذِهِ العَقِيدَةُ وَهِيَ مِنْ أَجَلِّ العَقَائِدِ وَلاَ تُعَادِلُهَا عَقِيدَةٌ مِنْ عَقَائِدِ مَنْ تَقَدَّمَ وَلاَ مَنْ تَأَخَّرَ.
وَقَدْ أَشَارَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ِإلَى ذَلِكَ فِي صَدْرِ شَرْحِهَا لَهَا عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي البَابِ الَّذِي قَبْلَ هَذَا. وَذَكَرَ أَنَّهُ لاَ يَعْدِلُ عَنْهَا بَعْدَ الاِطِّلاَعِ عَلَيْهَا إِلاَّ مَنْ هُوَ مِنَ المَحْرُومِينَ، ِإلَى آخِرِ مَا ذَكَرَ.
قُلْتُ:
* فَمِمَّا يَدُلُّكَ عَلَى شَرَفِهَا وَمَحَاسِنِهَا دُونَ غَيْرِهَا، مَا حَدَّثَنِي بِهِ مُؤَلِّفُهَا، سِيِّدُنَا وَمَوْلاَنَا الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- قَالَ:
حَدَّثَنِي صَاحِبُهَا سَيِّدِي مُحَمَّد ابنُ يَحْيَى قَالَ:
كَانَ لِي صَاحِبٌ يَقْرَأُ عَلَى الشَّيْخِ سِيدِي مُحَمَّد بنُ مَرْزُوق-رَحِمَهُ اللهُ وَرَضِيَ عَنْهُ- قَالَ:
وَأَدْرَكَ زَمَنَ وَضْعِ العَقِيدَةِ الصُّغْرَى يَعْنِي عَقِيدَة الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ:
ثُمَّ مَاتَ.
قَالَ سِيدِي مُحَمَّد بن يَحْيَى:
فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: بِاللهِ أَلاَ مَا أَخْبَرْتَنِي عَنْ مَا أَلْقَيْتَ مِنْ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ، وَعَنْ أَوَّلِ مَا سَأَلاَكَ عَنْهُ.
فَقَالَ المَيِّتُ:
بِنَفْسِ مَا دُفِنْتُ وَانْفَصَلَ النَّاسُ عَنِّي إِذْ بِمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ دَخَلاَ عَلَيَّ، فََأَجْلَسَنِي وَسَأَلاَنِي عَنْ دِينِي. وَأَوَّلُ مَا سَأَلَانِي عَنِ التَّوْحِيدِ فَقَالاَ:
مَا الَّذِي قَرَأْتَ مِنْ كُتُبِ التَّوْحِيدِ قَالَ:
فَقُلْتُ لَهُمَا:
قَرَأْتُ عَقِيدَةَ فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ وَسَمَّاهُمْ.
قَالَ:
فَقَالاَ لِي بِغَضَبٍ عَلَى سَبِيلِ التَّهْدِيدِ:
وَلِأَيِّ شَيْءٍ لَمْ تَقْرَأْ عَقِيدَةَ السَّنُوسِي، أَوْ قَالاَ سِيدِي مُحَمَّد السَّنُوسِي.
قَالَ:
فَقُلْتُ لَهُمَا:
قَدْ قَرَأْتُ غَيْرَهَا مِنَ العَقَائِدِ.
قَالَ:
فَقَالاَ لِي:
وَهَلاَّ قَرَأْتَهَا لَكَفَتْكَ عَنْ غَيْرِهَا!
أَوْ قَالاَ:
لَوِ اقْتَصَرْتَ عَلَيْهَا لاَسْتَغْنَيْتَ بِهَا عَنْ غَيْرِهَا.
قَالَ:
فَضَرَبَانِي بِمَقْمَعٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا –الشَّكُّ مِنِ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- لِتَرْكِهِ قِرَاءَتَهَا.
قَالَ المَيِّتُ لِلرَّائِي:
هَذَا العِتَابُ وَالضَّرْبُ إِنَّمَا كَانَا لِأَجْلِ عَدَمِ قِرَاءَتِي لَهَا، مَعَ أَنِّي كُنْتُ أَعْرِفُ التَّوْحِيدَ بِالبَرَاهِينِ القَطْعِيَّةِ مِنْ سَائِرِ العَقَائِدِ.
فَكَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ تَرَكَ قِرَاءَةَ عِلْمِ التَّوْحِيدِ أَصْلاً وَرَضَى بِالتَّقْلِيدِ. أَوْ كَمَا قَالَ.
هَكَذَا حَدَّثَنِي بِهَذِهِ الحِكَايَةِ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
فَبَعْضُهَا وَبَعْضُهَا بِالمَعْنَى.
* وَحَدَّثَنِي أَيْضًا –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- قَالَ:
حَدَّثَنِي بَعْضٌ مِنْ أَهْلِ مَالِقَةَ قَالَ:
مَاتَ قَرِيبٌ لِي وَأَظُنُّهُ قَالَ: خَالِي أَو ابْنُ أَخِي، الشَّكُّ مِنِّي.
قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، وَقَدْ كَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ يَعْنِي المَرْئِي.
فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ ؟
قَالَ: أَدْخَلَنِي الجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا سَيِّدَنَا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ، عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- وَهُوَ يُقْرِئُ الصِّبْيَانَ عَقِيدَةَ الشَّيْخِ سِيدِي مُحَمَّدِ السَّنُوسِي، وَهُمْ يَدْرُسُونَهَا فِي الأَلْوَاحِ.
وَأَظُنُّهُ قَالَ : « العَقِيدَةُ الصُّغْرَى ». قَالَ: وَالصِّبْيَانُ يَجْهَرُونَ بِقِرَاءَتِهَا.
انتهى.
وَجُلُّ هَذِهِ الحِكَايَةُ بِلَفْظِ الشَّيْخِ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-.
ثُمَّ قَالَ لِي الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-:
– لاَ شَكَّ أَنَّ هَذِهِ العَقِيدَةَ لاَ نَظِيرَ لَهَا فِيمَا عَلِمْتُ. وَمَنِ اقْتَصَرَ عَلَيْهَا، فَإِنَّهَا تَكْفِيهِ عَنْ سَائِرِ العَقَائِدِ وَالدَّوَاوِينِ الكِبَارِ، أَوْ كَمَا قَالَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ دُنْيَا وَأُخْرَى-.
قُلْتُ:
وَلَقَدْ أَحْسَنَ الشَّيْخُ الصَّالِحُ الوَلِيُّ النَّاصِحُ سِيدِي مُحَمَّد بن الحَاج بنُ يحيى التَّازِي -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى وَنَفَعَ بِهِ- حَيْثُ قَالَ مُشِيرًا لِمَحَاسِنِ هَذِهِ العَقِيدَةِ فِي شِعْرِهِ وَهُوَ هَذَا:
وَفَرِيـــدَةٍ صَاغَ الإِمَامُ المُرْتَضَى * العَالَمُ الحِبْــرُ التَّقِيُّ الأَمْجَــدُ
نَجْلُ الكِـرَامِ الصَّالِحِينَ ذَوِي العُلاَ * الطَّاهِرُ الأَصْلُ الشَّرِيفُ مُحَمَّــدُ
بَحْرُ العُلُومِ وَمَعْدِنُ الأَسْــرَارِ مِنْ * بَيْنِ الأَنَامِ بِعَصْــرِهِ وَالمُرْشِــدُ
لَوْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ حُسْنَ عَقِيــدَةٍ * قَدْ صَاغَـهَا هَذَا الإِمَامُ الأَوْحَـدُ
لَوْ رَأَيْتَ مَا يُجْلِي القُلُوبَ مِنَ الصُّرَا * وَسَلْهَا نُورًا حَكَاهُ الفَـرْقَــدُ
فَعَلَيْكَ يَا نِعْمَ الحَبِيبِ بِدَرْسِـــهَا * تُدْرِكُ فَوَائِــدَ دُونَهَا لاَ تُوجَـدُ
فِي شَرْحِهَا ظَهَرَتْ غَرَائِبُ عِلْمِــهِ * فَاقْصِدْ ِإلَيْهِ وَرِدْ فَنِعْــمَ المَوْرِدُ
عَوِّلْ عَلَى كُتُبِ الإِمَامِ فَإِنَّــــهَا * تُغْنِيكَ عَنْ طَلَبِ الشُّيُوخِ وَتَسْعَدُ
إِذْ مَا يَكُونُ مِنَ القُلُوبِ بُـــرُوزُهُ * فَالقَلْبُ يَقْبَلُ مَا يَقُولُ السَّيِّـدُ
فَاللهُ يَنْفَعُــــــــهُ وَيَنْفَعُ مَنْ * رَامَ الَّذِي قَدْ صَاغَهُ وَيُؤَيِّـدُ
وَيُنِيلُهُ أَجْرًا عَظِيمًا دَائِــــــمًا * وَتُحَابُهُ حَيْثُ النَّبِيُّ مُحَمَّــدُ
فَعَلَيْهِ مِنْ رَبِّ العُلَى صَلَوَاتُـــــهُ * مَا دَامَ فِي أَعْلَى الجِنَانِ مُخَلَّـدُ
ثُمَّ الرِّضَا عَنْ ءَالِهِ مَعَ صُحْبِـــــهِ * وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ لَمْ قَدْ يُسْنَــدُ
انتهت القَصِيدَةُ وَهِيَ فِي غَايَةِ الحُسْنِ.
قُلْتُ:
وَصَاحِبُ هَذِهِ القَصِيدَةِ وَلِيٌّ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ تَعَالَى. وَلَهُ قَصَائِدٌ فِي طَرَائِقُ القَوْمِ تَدُلُّ عَنْ مَقَامِهِ وَعُلُوِّ مَكَانَتِهِ.
وَقَدْ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- مُكَاتَبَاتٌ وَمُرَاسَلاَتٌ.
وَكَانَ يَكْتُبُ إِلَى الشَّيْخِ بِالنَّثْرِ وَالنَّظْمِ وَسَيَأْتِي قَرِيبًا ذِكْرُ بَعْضِ قَصَائِدِهِ حَيْثُ نَذْكُرُ شِعْرُهُ الَّذِي مَدَحَ بِهِ تَأْلِيفُ الشَّيْخِ وَهُوَ « اِخْتِصَارٌ لِشَرْحِ الأُبَيِّ عَلَى صَحِيحِ مُسْلِمِ » – إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى-. نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِمَحَبَّةِ أَوْلِيَائِهِ دُنْيَا وَأُخْرَى.
8.4- وَمِنْهَا عَقِيدَتُهُ المُخْتَصِرَةُ فِي غَايَةِ الاِخْتِصَارِ، وَهِيَ أَصْغَرُ مِنَ العَقِيدَةِ الصُّغْرَى المُتَقَدِّمِ ذِكْرُهَا الآنَ. وَلِهَذَا يُقَالُ لَهَا: « صُغْرَةُ الصُّغْرَى ».
وَقَدْ كَانَ وَضَعَهَا لِوَالِدِي –حَفِظَهُ اللهُ –تَعَالَى مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَبَلِيّه، وَأَنَالَهُ الدَّرَجَةَ العَلِيَّه- وَذَلِكَ أَنَّ وَالدِي لَمَّا قَرَأَ عَلَى الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَقِيدَتَهُ الصُّغْرَى وَخَتَمَهَا عَلَيْهِ بِالتَّفْسِيرِ غَيْرَ مَا مَرَّةٍ رَأَى أَنَّهُ قَدْ ثَقُلَ عَلَيْهِ دَرْسُهَا وَحِفْظُهَا لِكِبَرِهِ وَكَثْرَةِ هُمُومِهِ. فَطَلَبَ مِنَ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنْ يَجْعَلَ لَهُ عَقِيدَةً أَصْغَرَ مِنَ الصُّغْرَى، بِحَيْثُ يُمْكِنُهُ دَرْسُهَا وَحِفْظُهَا. فَعَمِلَ لَهُ هَذِهِ العَقِيدَةَ وَكَتَبَهَا لَهُ بِخَطِّهِ وَقَدْ نَبَّهَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِيهَا عَلَى نُكَتٍ فَائِقَه، وَدُرَرٍ رَائِقَه، لَمْ يَدْكُرْهَا فِي العَقَائِدِ السَّابِقَه.
9.4- ثُمَّ شَرْحُهَا الَّذِي هُوَ فِي نَحْوِ أَرْبَعَةِ كَرَارِسٍ؛ وَفِيهِ فَوَائِدٌ عَجِيبَه وَنُكَتٌ غَرِييَه. بَلْ جَمِيعُ كُتُبِهِ فَوَائِدٌ تَدُلُّ عَلَى اِخْتِصَاصِ مُؤَلِّفِهَا وَِإمْدَادُ اللهِ تَعَالَى لَهُ بِالمَعَارِفِ الرَّبَّانِيَّةِ وَالعُلُومِ اللَّدُنِيَّةِ وَالأَسْرَارِ الإِلَهِيَّةِ وَالأَنْوَارِ المُحَمَّدِيَّةِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَوَفَّقَنَا لاِتِّبَاعِ طَرِيقَتِهِ وَسِيرَتِهِ، وَجَمَعَنَا مَعَهُ بِجَاهِ جَدِّهِ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَدَ الآبَادِ فِي المَنَازِلِ الفَاخِرَةِ.
10.4- وَمِنْهَا « المُقَدِّمَةُ » الَّتِي وَضَعَهَا مُبَيِّنَةً لِعَقِيدَتِهِ الصُّغْرَى، وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْهَا فِي الجِرْمِ.
11.4- ثُمَّ شَرْحُهَا الَّذِي هُوَ فِي نَحْوِ خَمْسَةِ كَرَارِسٍ.
12.4- وَمِنْهَا عَقِيدَةٌ أُخْرَى، كَتَبَ بِهَا لِبَعْضِ الصَّالِحِينَ.
وَقَدْ كَانَ طَلَبَهُ فِيهَا وَفِي هَذِهِ العَقِيدَةِ دَلاَئِلٌ قَطْعِيَّةٌ تَرُدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ وَأَثْبَتَ التَّأْثِيرَ لِلأَسْبَابِ العَادِيَّةِ.
13.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ لِأَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى وَهُوَ فِي نَحْوِ مِنْ عِشْرِينَ وَرَقَةً.
فَبَعْدَمَا يَذْكُرُ تَفْسِيرَ كُلِّ اِسْمٍ مِنْ أَسْمَائِهِ –تَعَالَى- يَقُولُ بِأَثَرِهِ فِي حَظِّ العَبْدِ مِنَ الإِسْمِ كَذَا وَكَذَا.
14.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ لِلتَّسْبِيحِ الَّذِي حَظَّ عَلَيْهِ الشَّرْعُ دُبُرَ كُلِّ صَلآَةٍ. وَهُوَ » سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لِلهِ وَاللهُ أَكْبَرُ » ثَلآَثَةٌ وَثَلاَثُونَ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلاَثِ، ثُمَّ يَخْتِمُ المِائِةَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ إِلَى آخِرِهِ.
فَتَكَلَّمَ الشَّيْخُ أَوَّلاً فِي مَعْنَى التَّسْبِيحِ وَالحَمْدِ وَالتَّكْبِيرِ.
ثُمَّ ذَكَرَ حِكْمَةَ تَقْدِيمِ التَّسْبِيحِ وَتَوَسُّطِ الحَمْدِ وَتَأْخِيرِ التَّكْبِيرِ.
وَسَتَقِفُ إِنْشَاءَ اللهُ عَلَى حُسْنِهِ وَبَدِيعِ مَا فِيهِ فِي بَابِ مَا فَسَّرَهُ مِنَ الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ –إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى-.
15.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ لِعَقِيدَةٍ مُرْجِزَةٍ وَهِيَ للْفَقِيهِ الأَجَلِّ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بنِ عَبْد الرَّحْمَنِ الحَوْضِي -حَفِظَهُ اللهُ-.
وَهُوَ الذِي طَلَبَ الشَّيْخَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنْ يَشْرَحَهَا لَهُ.
وَفِيهِ نَحْوُ مِنْ خَمْسَةِ كَرَارِيس، وَاللهُ اَعْلَمُ.
16.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ الكَبِيرُ الَّذِي وَضَعَهُ عَلَى قَصِيدَةِ الشَّيْخِ اِلإمَامِ العَالِمُ الوَلِيِّ وَالصَّالِحِ، سِيدِي أَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ الجَزَائِرِي –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- الَّتِي وَضَعَهَا فِي التَّوْحِيدِ. وَأَوَّلُهَا:
الحَمْدُ لِلهِ وَهُوَ الوَاحِدُ الأَزَلِ * سُبْحَانَهُ جَلَّ عَنْ شِبْهٍ وَعَنْ مَثَلٍ
وَهُوَ مِنْ أَجَلِّ القَصَائِدِ الَّتِي أُلِّفَتْ فِي التَّوْحِيدِ لِكَوْنِهَا جَمَعَتْ بَيْنَ حَلاَوَةَ الكَلاَمِ وَالنَّظْمِ كَمَا أَشَارَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- إِلَى ذَلِكَ فِي صَدْرِ شَرْحِهِ هَذَا. وَهُوَ كَبِيرُ الجُرْمِ، كَثِيرُ العِلْمِ.
وَأَبْدَى فِيهِ الشَّيْخُ مِنَ الأَسْئِلَةِ الرَّائِقَةِ وَالأَجْوِبَةِ الفَائِقَةِ وَبَدِيعِ التَّأْوِيلاَتِ وَمَحَاسِنِ العِبَارَاتِ مَا تَقِفُ عُقُولَ الأَذْكِيَاءِ عِنْدَهُ. وَتَجِدُهُ فِي هَذَا الشَّرْحِ إِذَا رَأَى فِي كَلاَمِ صَاحِبِ العَقِيدَةِ مَا يُوجِبُ الاِعْتِرَاضَ عَلَى كَلاَمِهِ أَوْ ظَاهِرُهُ أَنَّهُ حَشْوٌ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مُرَادُ المُؤَلِّفِ كَذَا، وَيَحْتَمِلُ كَلاَمَهُ عَلَى مَقْصَدٍ حَسَنٍ، وَيَتَأَوَّلُ لَهُ تَأْوِيلاً حَسَنًا بِحَيْثُ لاَ يَبْقَى عَلَى المُؤَلِّفِ دَرَكٌ وَلَوْ عُرِضَ ذَلِكَ عَلَى المُؤَلِّفِ لَتَوَقَّفَ فِي الجَوَابِ.
وَقَدْ أَخْبَرَ صَاحِبُ القَصِيدَةِ بِذَلِكَ عِنْدَمَا رَأَى شَرْحَ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَلَى قَصِيدَتِهِ وَرَأَى فِيهِ مِنْ بَدِيعِ التَّفْسِيرَاتِ وَغَرَائِبِ التَّأْوِيلاَتِ وَدَقَائِقَ الإِشَارَاتِ وَحُسْنِ أَجْوِبَةٍ عَنِ الاِعْتِرَاضَاتِ. قَالَ أَنَّهُ لَمْ يَقْصُدْ ِإلَى شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الاِحْتِمَالاَتِ، وَأَنَّهُ لَوْ عُرِضَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ تِلْكَ الأَسْئِلَةِ لَمَا أَجَابَ فِي بَعْضِهَا بِشَيْءٍ. وَأَثْنَى عَلَى الشَّيْخِ كَثِيرًا وَجَزَاهُ خَيْرًا وَفَرِحَ بِذَلِكَ الشَّرْحِ فَرَحًا شَدِيدًا –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَحَشَرَنَا فِي زُمْرَتِهِمَا-.
قُلْتُ:
هَكَذَا كَانَ حَالُ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- تَجِدُهُ مَهْمَا وَجَدَ فِي كَلاَمِ عَالَمٍ سُنِّيٍّ، لاَ سِيَمَا إِنْ كَانَ وَلِيًا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ –تَعَالَى- كَصَاحِبِ القَصِيدَةِ، مَا ظَاهِرُهُ عَدَمُ الصِّحَّةِ مَثَلاً، تَأَوَّلَ كَلاَمَهُ عَلَى وَجْهٍ صَحِيحٍ لاَ خَلَلَ فِيهِ. وَيَحْمِلُهُ عَلَى مَقْصَدٍ حَسَنٍ يَلِيقُ بِهِ بِحَيْثُ يَقْطَعُ اِلإنْسَانُ لَوْ يَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ مُرَادُ صَاحِبِ ذَلِكَ الكَلاَمِ.
نَسْأَلُ اللهَ –تَعَالَى- أَنْ يُوَفِّقَنَا لاِتِّبَاعِ طَرِيقَةِ هَذَا السَّيِّدِ الإِمَامِ؛ وَأَنْ يَخْتِمَ لَنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِالإِيمَانِ وَالإِسْلاَمِ. وَأَنْ يَجْمَعَنَا مَعَهُ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ فِي دَارِ السَّلاَمِ، بِجَاهِ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ –عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ.
17.4- وَمِنْهَا مُخْتَصَرُهُ العَجِيبُ لِإِكْمَالِ اِلإكْمَالِ لِلشَّيْخِ الأُبِيِّ[1] عَلَى صَحِيحِ مُسْلِمٍ. وَسَمَّى الشَّيْخُ مُخْتَصَرَهُ بِـ »مُكَمِّل إِكْمَالِ الإِكْمَالِ »[2]، وَزَادَ فِيهِ نُكَتًا غَرِيبَةً وَدُرَرًا عَجِيبَةً وَهُوَ فِي سِفْرَيْنِ كَبِيرَيْنِ.
وَقَدْ مَدَحَهُ الشَّيْخُ الوَلِيُّ سِيدِي مُحَمَّد بَن يَحْيَى التَّازِي فِي قَصِيدَةٍ فَقَالَ:
-
أَيَا مَنْ يُرِيدُ الفَوْزَ مِنْ كُلِّ نِعْـمَةٍ * وَيَطْــمَعُ فِي أَعْلَى مَقَامٍ وَرِفْعَةٍ
-
عَلَيْكَ بِبَابِ العِلْمِ وَالْزِمْهُ وَاجْتَهِدْ * تَنَلْ كُلَّ مَا تَـرْجُوهُ مِنْ كُلِّ بُغْيَةٍ
-
وَبَادِرْ إِلَى عِلْــمِ الحَدِيثِ فَإِنَّهُ * هُوَ الأَصْلُ فِي مَشْرُوعِ كُلِّ قَضِيَّةِ
-
عَلَى أَصْلِهِ كُلُّ القَوَاعِــدِ تَنْبَنِي * وَحُجَّتُــهُ يَا صَاحٍ أَقْطَعُ حُجَّةٍ
-
بِهِ مُجْـمَلُ القُرْءَانِ أَضْحَى مُبَيَّنًا * وَهُوَ عِــمَادُ الدِّينِ عِنْدَ الخَلِيقَةِ
-
عَلَى نَهْجِهِ كُلُّ المَشَائِخِ قَدْ مَضَوْا * وَخَاضُوا بِذَاكَ البَحْرِ أَعْظَمَ تَحِيَّةٍ
-
فَصَاغُوا لِمَا رَامُوهُ مِنْ كُلِّ جَوْهَرٍ * وَدُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَكُلِّ ذَخِيــرَةٍ
-
وَمَا لاَ يُطِيقُ المَـرْءُ تَحْقِيقَ وَصْفِهِ * فَنَالُوا غِنَى الآبَادِ مِنْ دُونِ مِرْيَةٍ
-
فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَحْضَى[3] بِسِـرِّ لُبَابِهِ * فَبَادِرْ لِتَأْلِيفِ الرَّضِىِّ المُثَبَّةِ
-
إِمَامُ الوَرَى بَحْرُ العُلُومِ بِعَصْــرِهِ * وَقَدْ خَصَّهُ المَوْلَى بِأَزْكَى سَجِيَّةِ
-
مُحَمَّدُ نَجْلُ الشَّيْخِ ذِي المَجْدِ يُوسُفَ * سَلِيلُ الكِرَامِ الصَّالِحِينَ الأَئِمَّةِ
-
لِسِبْطَيْ رَسُولِ اللهِ يَا صَاحِ يَقْتَفِي * بِهِ حَازَ مَا قَدْ نَالَ مِنْ خَيْرِ رُتْبَةِ
-
لَهُ السَّبْقُ فِي التَّصْنِيفِ وَالفَهْمِ وَالحِجَى* وَمَعْرِفَةِ الإِتْقَانِ مِنْ كُلِّ وُجْهَةِ
-
فَبَادِرْ لِمَا قَدْ صَاغَهُ مِنْ جَوَاهِـــرٍ * تَنَلْ كُلَّ مَا تَرْجُوهُ مِنْ كُلِّ بُغْيَةٍ
-
وَتَبْصُرُ حُسْنًا لَمْ يَــرَ النَّاسُ مِثْلَهُ * وَتُدْرِكُ أَسْرَارًا عَلَى قَدْرِ لَحْظَةٍ
-
حَوَى مِنْ لَطِيفِ العِلْمِ سِــرَّ لُبَابِهِ * وَضَمَّنَهُ مِنْ كُلِّ خَيْـرٍ وَرِفْعَةٍ
-
فَلَيْسَ يُـــرَى فِي ذَلِكَ الفَنِّ مِثْلَهُ * فَلَهْوَ إِذًا لِلْخَلْقِ أَعْظَمُ عُـدَّةِ
-
حَـــمَاهُ إِلَهُ العَرْشِ مِنْ كُلِّ مِحْنَةٍ * وَأَعْطَاهُ مَا قَدْ رَامَ مِنْ كُلِّ مُنْيَةِ
-
مَعَ الأَهْلِ وَالإِخْوَانِ وَالصَّحْبِ كُلِّهِمِ * وَأَسْكَنَـهُمْ أَعْلَى قُصُورٍ بِجَنَّةِ
-
تَمَسَّكْ بِآثَارِ النَّبِيءِ وَصَحْبِــــهِ * فَذَاكَ هُوَ المَقْصُودُ فَافْهَمْ لِنُكْتَةِ
-
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ ثُـمَّ سَلاَمُــــهُ * مَتَى رَنَّتِ الأَطْيَارُ فِي كُلِّ دَوْحَةِ
انتهت القَصِيدَةُ وَقَدْ جَمَعَ فِيهَا بَيْنَ الثَّنَاءِ الحَسَنِ عَلَى الشَّيْخِ وَثَنَائِهِ عَلَى مُخْتَصَرِهِ. وَلَقَدْ أَحْسَنَ فِيهَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كُلَّ اِلإحْسَانِ. وَذَلِكَ مَوِْهِبَةٌ مِنَ المَوْلَى الكَرِيمِ العَزِيزِ الوَهَّابِ المَنَّانِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيبًا الوَعْدُ بِأَنْ نَذْكُرَ هُنَا بَعْضَ قَصَائِدِ هَذَا الوَلِيِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَلَى سَبِيلِ التَّبَرُّكِ بِهَا.
فَنَقُولُ: رَأَيْتُ عِنْدَ شَيْخِنَا وَبَرَكَتِنَا سِيدِي وَمَوْلاَيَ سِيدِي مُحَمَّد السَّنُوسِي –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ- قَصَائِدَ مِنْ نَظْمِ هَذَا الوَلِيِّ، وَأَظُنُّهَا بِخَطِّ نَاظِمِهَا. فَمْنِهَا قَوْلُهُ:
-
تَفَرَّدْ بِجَمْعِ الجَمْعِ فِي المَقْعَدِ الأَسْنَى * وَلاَ تَلْتَفِتْ غَيْــرًا وَحَسِّنْ بِنَا الظَّنَّا
-
وَلُذْ بِجَنَابِ العِزِّ ِإنْ أَرَدْتَ نَيْلَــهُ * وَمِــلْ لِلَّذِي يَبْقَى وَدَعْ كُلَّ مَا يَفْنَا
-
فَمَا لَكَ قَدْ قَصَّــرْتَ فِيمَا ادَّعَيْتَهُ * وَحُلْتَ فَلَــمْ تَثْبُتْ وَنَحْنُ فَمَا حُلْنَا
-
رَجَعْتَ إِلَى مَا كُنْتَ قَبْلُ مُجَانِبًا * وَخُنْتَ فَلَمْ تَسْتَحِ فِيمَا تَــرَى مِنَّا
-
رَكَنْتَ إِلَى قَوْلِ العُذُولِ وَزُورِهِ * وَحَـدِّثْ عَنِ المَقْصُودِ مَا هَكَذَا قُلْنَا
-
نَقَضْتَ عُهُودًا بَعْدَ شَــدِّ وِثَاقِهَا * وَمِلْتَ ِإلَى الأَغْيَارِ بَعْـــدَ مَا طِبْنَا
-
وَعَامَلْتَنَا بِالغَــــدْرِ بَعْدَ وَفَائِنَا * فَيَا بِئْسَ مَا دَبَّـرْتَ يَا جَاهِلَ المَعْنَا
-
كَذَبْتَ بِمَا قَدْ تَــدَّعِي مِنْ مَحَبَّتِي * فَلَوْ كُنْتَ ذَا صِــدْقٍ لَنَا لَمْ تُخَالِفْنَا
-
وَبَارَزْتَنَا جَهْــــرًا بِكُلِّ قَبِيحَةٍ * وَأَنْتَ تَقُلْ لِلدَّهْرِ هَا نَحْنُ قَدْ فَتَنَّا[4]
-
وَبُحْتَ بِأَسْرَارٍ أُمِـــرْنَا بِكَتْمِهَا * لِكُلِّ تَقِيٍّ سِــــرُّنَا فِيهِ أَوْدَعْنَا
-
فَمَا هَكَذَا فِعْلُ الَّذِي يَـدَّعِي الوَفَى * وَيَطْـمَعُ فِي نَيْلِ الزِّيَادَةِ وَالحُسْنَى
-
عَرَفْتَ طَرِيقَ الوَصْلِ بَعْدَ غُـمُوضِهِ * فََأَعْــرَضْتَ عَنْهُ بَعْدَ مَا نَحْنُ بَيَّنَّا
-
فَإِنْ أَنْتَ قَدْ وَفَّيْتَ بِالعَهْــدِ بَيْنَنَا * وَعُدْتَ لِمَا نَرْضَى فَهَا نَحْنُ قَدْ عُدْنَا
-
وَمَهْمَا تَخَفْ شَـرَّ القَوَاطِعِ جُمْلَةً * فَفِرّ إِلَيْنَا وَاتَّخِذْ ذِكْــرَنَا حِصْنَا
-
وَسَارِعْ ِإلَيْنَا تَسْتَــدِمْ صَفْوَ وُدِّنَا * وَتُجْنِي ثِـــمَارَ الاِتِّبَاعِ وَلاَ تُجْنَا
-
فَهَذَا طَـــرِيقٌ لَمْ يَجِدْهُ مُخَالِفٌ * وَلاَ مَنْ لَهُ حَظٌّ وَلاَ غَافِلٌ عَنَّا
-
فَمَنْ كَانَ فِي دَعْوَى المَحَبَّةِ صَادِقًا * يُخَالِفُ مَا يَــهْوَى لِمَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا
-
وَيَجْبُـرُ مَا قَدْ فَاتَ فِي حَالِ جَهْلِهِ * وَمَا مَرَّ فِي التَّفْرِيطِ ِإذْ غُـمِّضَ الجَفْنَا
-
وَجَاءَ إِلَيْنَا قَاصِدًا مُتَجَــــرِّدًا * وَعَامَلَنَا بِالصِّدْقِ فَأَطْـــرَحَ الكَوْنَا
-
وَجَاهَــــدَ فِينَا لِلْعَدُوِّ وَحِزْبِهِ * وَخَالَفَ حَظَّ النَّفْسِ وَاسْتَنْجَدَ العَوْنَا
-
فَمَنْ كَانَ مَقْصُوفًا بِمَا قَدْ ذَكَـرْتُهُ * فَذَاكَ هُوَ القُطْبُ الَّذِي عَنْهُ أَعْـرَبْنَا
-
تَمَسَّكْ بِنَــهْجِ العَارِفِينَ وَفِعْلِهِمْ * تَنَلْ مِثْلَ مَا نَالُوا وَلاَ تَحْتَشِي غُبْنَا
-
وَتَشْرُبْ بِكَأْسٍ مِنْ مُــدَامَةِ حُبِّنَا * فَلَيْسَ لَهَا مِثْلٌ وَمَنْ ذَاقَــــهَا غَنَّا
-
فَـَرْقَى إِلَى أَعْلَى مَقَامٍ بِحَضْـرَةٍ * مَعَ السَّادَةِ الأَخْيَارِ فِي المَقْعَـدِ الأَسْنَا
-
عَلَى رَغْمِ أَنْفِ الحَاسِدِينَ مُقَــرَّبًا * وَتُحْضَى بِعِزٍّ لاَ يُضَامُ وَلاَ يَفْنَا
-
تَأَدَّبْ بِآدَابِ الكِــرَامِ وَلاَ تَكُنْ * جَـــهُولاً لِمَا يُفْضِي لِمَا نَحْنُ نَبَّأْنَا
-
أَيَا رَبِّ بِالمَبْعُوثِ لِلْخَلْقِ رَحْــمَةً * سََألْتُكَ تَوْفِيقًا لِـــمَا يُعْقِبُ الأَمْنَا
-
قِنِي شَـرَّ مَا تَخْشَاهُ مِنْ كُلِّ قَاطِعٍ * وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ الحِسَابِ إِذَا قُــمْنَا
-
وَصَلِّ عَلَى مَنْ لَيْسَ فِي الخَلْقِ مِثْلُهُ * وَلَوْلاَهُ مَا كَانَ الوُجُودُ وَلاَ كُنَّا
-
وَضَاعِفْ عَلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ آلِــهِ * رِضَاكَ مَتَى مَا نَاحَ ضَبٌّ وَمَا أَنَّا
وَمِنْ قَصَائِدِهِ أَيْضًا –رَحِمَهُ اللهُ-:
-
مُرَادِي مِنْكَ هِجْـرُ السِّيِّئَاتِ * وَمَا يَبْقَى مِنَ المُسْتَحْسِنَاتِ
-
وَتُصْبِحُ مَاسِكًا حَبْلَ اعْتِصَامٍ * بِمَا أَوْدَعْتُكُــمْ مِنْ مُنْجِيَاتِ
-
عَلَى الطَّاعَاتِ دُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ * وَمِـلْ لِلْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ
-
وَخَالِفْ لِلْهَوَى وَاعْمِلْ بِأَمْـرِي * تَرَى الخَيْـرَاتِ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ
-
فَبِي فَلْتَسْتَغِثْ فِي كُلِّ كَـرْبٍ * ِإذَا أَخْلَصْتَ تَظْفِــرْ بِالنَّجَاتِ
-
وَإِنْ طَهَّرْتَ سِـرَّكَ مِنْ سِوَائِي * بِي الأَكْوَانُ تُبْصِـرُ مُشْـرِقَاتِ
-
وَمِنْ تَوَحُّــدِي الأَسْنَى بِحِفْظٍ * مِنَ الأَغْيَارِ وَاسْتَعْــمِلْ ثِقَاتِ
-
وَخِفْنِي إِنْ تَشَا تَحْصِينَ أَمْنٍ * وَتُحْضَى بِالفَوَائِـدِ مِنْ هِبَاتِ
-
وَتَظْفُـــرُ بِالمُنَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ * وَ فِي الجَنَّاتِ تُبْصِرُ حُسْنَ ذَاتِ
-
فَأُدْخِلَكَ الجِنَانَ جَنَانَ خُلْـــدٍ * مَعَ الحُورِ الحِسَانِ القَاصِـرَاتِ
-
جِوَارُ الهَاشِـــمِيِّ خِيَارُ خَلْقِي * صِفِيِّي مِنْ جَمِيعِ المُبْــدِعَاتِ
-
فَصَلِّ عَلَيْهِ تَظْفَــــرُ بِالأَمَانِي * عَيَانًا بِالعَشِيِّ وَبِالغَـــدَاتِ
وَمِنْ مَحَاسِنِ قَصَائِدِهِ أَيْضًا :
-
تَبَاشِيـرُ بِالأَمَانِي جَاءَتْ تُبَادِرُ * وَلَمْ يَثْنِهَا عَنْ مُقْتَضَى السَّعْدِ زَاجِرُ
-
بِنَيْلِ الأَمَانِي وَاجْتِمَاعِ أَحِبَّةٍ * وَأُنْسٍ وَوَصْلٍ لَمْ يُخَفْ فِيهِ عَاذِرُ
-
عَلَى رَغْمِ أَنْفِ الحَاسِدِينَ مِنَ العِدَا * وَكُلُّ عُذُولٍ شَأْنُهُ الدَّهْرُ مَاكِـرُ
-
فَنَسْأَلُ رَبَّ العَرْشِ تَبْدِيدَ شَمْلِهِمْ * وَعَكْسَ الَّذِي رَامُوهُ فَاللهُ قَادِرُ
-
بِجَاهِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَقُطْبِـهِمْ * شَفِيعِ البَرَايَا يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ
-
وَأَصْحَابِهِ وَالَّذِينَ بِحُبِّهِ * فَحَقِّقْ لَنَا يَارَبّ مَا هُوَ حَاضِـرُ
-
هَنِيئًا لِمَنْ قَدْ نَالَ قُــرْبَ حَبِيبِهِ * وَزَالَ الَّذِي قَدْ كَانَ قَبْلُ يُحَاذِرُ
-
وَأَصْبَحَ مِنْ بَعْدِ المَخَاوِفِ آمِنًا * وَمَحْبُوبُهُ بَعْدَ القَطِيعَةِ حَاضِـرُ
-
تَحَفَّظْ عَلَى عَهْدِ الأَحِبَّةِ وَارْعَهُمْ * فَمَنْ كَانَ يَرْعَى عَهْدَهُمْ فَهُوَ ظَافِرُ
-
وَكُنْ كَاتِمًا لِلسِّـرِّ تَظْفُرْ بِقُرْبِهِمْ * فَمَنْ يَكْشِفُ الأَسْرَارَ ذَلِكَ غَادِرُ
-
وَكُنْ رَاضِيًا بِالحُكْمِ مِنْهُمْ وَلاَ تَكُنْ * مُعَارِضُهُمْ قَدْ فَازَ مَنْ هُوَ صَابِـرُ
-
وَكُنْ تَارِكًا فِعْلَ الَّذِي يَكْـرَهُونَهُ * وَلاَ تَرْضَ مَا يُخْشَى لَدَيْهِ التَّغَايُرُ
-
تَفُزْ بِالأَمَانِي وَاقْتِـــرَابٍ وَأُلْفَةٍ * إِذَا كُنْتَ فِيهِمْ بِالفَنَاءِ تُخَاطِـرُ
-
فَمَنْ كَانَ فِي دَعْوَى المَحَبَّةِ صَادِقًا * يَجُودُ بِنَفْسٍ وَهُوَ فِي النَّاسِ نَادِرُ
-
يُخَالِفُ مَا يَــهْوَى لِأَجْلِ حَبِيبِهِ * فَلَيْسَ لَهُ بَيْنَ الأَنَامِ مُنَاظِـــرُ
-
فَيَا رَبّ وَفِّقْنَا لِمَا قَدْ تُحِبُّـــهُ * وَتَــرْضَى بِهِ عَنَّا فَإِنَّكَ قَادِرُ
-
وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الحِسَابِ وَكُنْ لَنَا * وَلِيًّا وَبَلِّغْ سُؤَالَ مَنْ هُوَ حَائِـرُ
-
وَعُمِّ بِغُفْـــرَانِ جَمِيعَ ذُنُوبِنَا * بِجَاهِ شَفِيعِ الخَلْقِ ِإنَّكَ غَاِفرُ
-
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُـــهُ * مَتَى مَا بَدَا نَجْمٌ وَغَــرَّدَ طَائِرُ
انتهى
قُلْتُ:
وَقَصَائِدُهُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كَثِيرَةٌ فِي هَذَا المَعْنَى وَلَهَا مَوْقِعٌ عَظِيمٌ فِي القُلُوبِ تَدُلُّ عَلَى عُلُوِّ مَقَامِهِ وَسُمُوِّهِ وَلَمْ أَذْكُرْ مِنْهَا هُنَا سِوَى مَا رَأَيْتُ بِيَدِ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ تعَالَى عَنْهُ-.
وَلْنَرْجَعْ ِإلَى عَدِّ تَوَالِفِ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ تعَالَى عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ-.
فَنَقُولُ:
18.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ العَجِيبُ الَّذِي وَضَعَهُ عَلَى صَحِيحِ البُخَارِي –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَنَفَعَنَا بِهِمَا-. وَشَرَحَ مِنْهُ جُمْلَةً كَافِيَّةً وَلَمْ يُكَّمِلْهُ وَانْتَهَى بِالشَّرْحِ إِلَى « بَابِ مَنِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ ». وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَ بِهِ-.
19.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ لِمُشْكِلاَتٍ وَقَعَتْ فِي آخِرِ البُخَارِي :
كَقَوْلِهِ –عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- فِي شَأْنِ جَهَنَّمَ –أَعَاذَنَا اللهُ مِنْهَا-:
*حَتَّى يَضَعَ الجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَهُ*؛
وَكَقَوْلِهِ أَيْضًا –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
*سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ*
وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنَ المُشْكِلاَتِ الَّتِي لاَ تَحْمِلُ عَلَى ظَاهِرِهَا.
وَهُوَ شَرْحٌ جَلِيلٌ مُخْتَصَرٌ، نَحْوَ الكُرَّاسَتَيْنِ، وَاللهُ أَعلَمُ.
وَسَتَقِفُ عَليْهِ بِكَمَالِهِ فِي بَابِ مَا فَسَّرَهُ مِنَ الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ –إِنْ شَأءَ اللهُ تَعَالَى-.
20.4- وَمِنْهَا اخْتِصَارُهُ الزَّرْكْشِي عَلَى صَحِيحِ البُخَارِي.
وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَنَفَعَ بِهِ-.
21.4- وَمِنْهَا اِخْتِصَارُهُ حَوَاشِي التَّفْتَازَانِي عَلَى كَشَّافِ الزَّمَخْشَرِي.
وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
22.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ الَّذِي وَضَعَهُ عَلَى مُقَدِّمَةِ الجَبْرِ لِأَبِي مُحَمَّد عَبْدِ اللهِ ابْنِ حَجَّاجِ شُهِّرَ بِابْنِ اليَاسَمِينَ. وَقَدْ وَضَعَ هَذَا الشَّرْحَ فِي زَمَنِ صِغَرِهِ.
وَرَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ-.
23.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ لِجُمَلِ الخَوْنَجِي[5] فِي المَنْطِقِ. وَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ كُرَّاسَيْنِ بِخَطِّهِ-رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ- وَلاَ أَدْرِي هَلْ كَمَّلَهُ أَمْ لاَ ؟
24.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ العَجِيبُ الَّذِي وَضَعَهُ عَلَى ِإيسَاغُوجِي فِي المَنْطِقِ وَهُوَ لِأَبِي الحَسَنِ ِإبْرَاهِيم بن عمر بن الحسن الرِّبَاط بن علي بن أبي البِقَاعِي الشَّافِعِي. وَهُوَ شَرْحٌ كَبِيرُ الجِرْمِ، كَثِيرُ العِلْمِ.
25.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ الَّذِي وَضَعَهُ عَلَى مُخْتصَرِ الشَّيْخِ ابْنِ عَرَفَةَ فِي المَنْطِقِ وَبَيَّنَ فِيهِ كَلاَمُ ابْنِ عَرَفَةَ وَحَلَّ مَا صَعُبَ مِنْ كَلاَمِهِ.
وَأَخْبَرَنِي الشَّيْخُ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ لِي:
– كَلاَمُ ابْنِ عَرَفَةَ صَعْبٌ جِدًّا وَخُصُوصًا فِي هَذَا المُخْتَصَرِ.
قَالَ: وَقَد أَتَعَبْتُ نَفْسِي كَثِيرًا فِي حَلِّ كَلاَمِ ابْنِ عَرَفَةَ فِي مُخْتَصَرِهِ هَذَا لِصُعُوبَتِهِ فِي غَايَةٍ.
قَالَ: وَلاَ اسْتَعَنْتُ عَلَى هَذَا الشَّرْحِ ِإلاَّ بِالخَلْوَةِ.
قَالَ: وَشَرَحْتُ مِنْهُ الجُلَّ وَلَمْ أُكَمِّلْهُ لِكَثْرَةِ الاِشْتِغَالِ وَضَيْقِ الحَالِ.
أَوْ كَمَا قَالَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
26.4- وَمِنْهَا مُخْتَصَرُهُ العَجِيبُ الذِي وَضَعَهُ فِي المَنْطِقِ. زَايَدَ فِيهِ زِيَادَاتٍ عَلَى مَا فِي جُمَلِ الخَوْنَجِي.
27.4- ثُمَّ شَرَحَهُ عَلَيْهِ. وَهُوَ شَرْحٌ عَجِيبٌ جِدًّا لَمْ يُرَ مِثْلُهُ وَلاَ يُرَى -وَاللهُ أَعْلَمُ- أَبَدًا.
28.4-وَمِنْهَا شَرْحُهُ العَجِيبُ الذِي وَضَعَهُ عَلَى القَصِيدَةِ المُسَمَّاتِ بِ: « بُغْيَةِ الطُّلاَّبِ فِي عُلُومِ الأَسْطُرْلاَبِ ». وَهِيَ لِشَيخِهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بنِ أَحْمَد بنِ الحَبَّاكِ –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- وَهُوَ شَرْحٌ جَلِيلٌ تَقِفُ عُقُولُ الأَذْكِيَاءِ الأَلْبَابِ عِنْدَهُ. وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-.
29.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ الذِي وَضَعَهُ عَلَى أُرْجُوزَةِ ابْنِ سِنَاء فِي الطَّبِّ وَهُوَ شَرْحٌ عَجِيبٌ. وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- ِإلاَّ أَنَّهُ لَمْ يُكْمِلْهُ –وَاللهُ أَعْلَمُ-.
30.4- وَمِنْهَا اخْتِصَارُهُ لِكِتَابِ القِرَاءَاتِ السَّبْعِ.
31.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ عَلَى « الشَّاطِبِيَّةِ الكُبْرَى ». وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ غَيْرَ مُكَمَّلِ.
32.4- وَمِنْهَأ شَرْحُهُ عَلَى « ضَبْطِ الخَرَّازِ فِي الرَّسْمِ » بِخَطِّهِ غَيْرُ مُكَمَّلٍ.
33.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ عَلَى « المُدَوَّنَةِ ». وَشَرَحَ مِنْهَا جُمْلَةً كَافِيَّةً. وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ وَلاَ أَدْرِي هَلْ كَمَّلَهُ أَمْ لاَ.
34.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ لِـ « الوَغْلِيسِيَّةِ » فِي الفِقْهِ. وَشَرَحَ مِنْهَا شَيْئًا يَسِيرًا. وَلَمْ يُكَمِّلْهُ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لِكَثْرَةِ المَشَاغِلِ الَّتِي تُشْغِلْهُ عَنْ إِكْمَالِهِ وَإِكْمَالِ غَيْرِهِ.
35.4- وَمِنْهَا نَظْمُهُ الَّذِي وَضَعَهُ فِي الفَرَائِضِ. وَصَدْرُهُ
الحَمْدُ لِلْمُمَيِّتِ ثُمَّ البَاعِثِ * الوَارِثِ الأَرْضَ وَغَيْرِ وَارِثِ
وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. وَعَمِلَ هَذَا النَّظِمَ فِي حُلَلِ صِغَرِهِ.
وَلاَ أَدْرِي هَلْ كَمَّلَهُ أَمْ لاَ.
36.4- وَمِنْهَا اِخْتِصَارُهُ لِـ « رِعَايَةِ المُحَاسَبِي » –رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-
37.4- وَمِنْهَا اخْتِصَارُهُ لِـ « الرَّوْضِ الأَنِيفِ » للسُّهَيْلِي.
وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ وَلَمْ يُكَمِّلْهُ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
38.4- وَمِنْهَا اخْتِصَارُهُ تَأْلِيفَ السَّاحِلِي المُسَمَّى بِـ »بُغْيَةِ السَّالِكِ فِي أَشْرَفِ المَسَالِكِ ».
39.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ لِأَبْيَاتٍ فِي التَّصَوُّفِ، تُنْسَبُ لِلإِمَامِ الأَلْبِيرِي وَصَدْرُهَا:
رَأَيْتُ رَبِّي بِعَيْن (قَلْبِي) فَقُلْتُ لاَ شَكَّ أَنْتَ أَنْتَ
وَسَتَقِفُ عَلَيْهِ بِكَمَالِهِ فِي بَابِ مَا فَسَّرَهُ مِنْ كَلاَمِ أَهْلِ الحَقَائِقِ –إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى-.
40.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ لِأَبْيَاتٍ فِي التَّصَوُّفِ لِبَعْضِِ العَارِفِينَ وَصَدْرُهَا:
تَطَهَّرْ بِمَاءِ الغَيْبِ ِإنْ كُنْتَ ذَا سِرٍّ * وَإِلاَّ تَيَمَّم بِالصَّعِيدِ وَبِالصَّخْرِ
وَهِيَ ثَلاَثُ أَبْيَاتٍ. وَسَتَقِفُ عَلَيْهِ بِكَمَالِهِ فِي بَابِ مَا فَسَّرَهُ مِنْ كَلاَمِ أَهْلِ الحَقَائِقِ –إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى-.
41.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ لِبَيْتَيْنِ لِبَعْضِ العَارِفِينَ فِي التَّصَوُّفِ وَصَدْرُهَا الأَوَّلُ:
شَمْسُ النَّهَارِ تَغِيبُ بِلَيْلٍ * وَشَمْسُ الليْلِ لاَ تَغِيبُ
وَسَيَاتِي بِكَمَالِهِ فِي بَابِ تَفْسِيرِهِ لِكَلاَمِ أَهْلِ الحَقَائِقِ –ِإنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى-.
42.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ لِلْمُرْشِدَةِ. رَأَيْتُهُ مُكَمَّلاً بِخَطِّهِ.
43.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ لِلْجَرُّومِيَّةِ سَمَّاهُ: « الدُّرَرُ المَنْظُوم فِي شَرْحِ قَوَاعِدِ ابْنِ جَرُّوم ». رَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ مُكَمَّلاً.
قَالَ فِي أَوَّلِهِ: قَالَ الفَقِيرُ لِرَحْمَةِ رَبِّهِ وَغُفْرَانِهِ مُحَمَّد بن يوسف السنوسي الشريف القرشي –لَطَفَ اللهُ بِهِ-. صَحَّ مِنْ خَطه –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ-.
44.4- وَمِنْهَا شَرْحُهُ الذِي وَضَعَهُ عَلَى كِتَابِ لِبَعْضِ المَشَارِقَةِ وَهُوَ عَلَى نَهْجِ طَوَالِعِ البَيْضَاوِي، بَلْ أَصْعَبُ. وَلَمْ أَرَ هَذَا الشَّرْحَ، إِلاَّ أَنَّ الشَّيْخَ رَحِمَهُ اللهُ وَرَضِيَ عَنْهُ- أَخْبَرَنِي بِهِ وَبِهَذَا الكِتَابِ؛
وَقَالَ لِي: – هَذَا الكِتَابُ هُوَ عَلَى نَهْجِ البَيْضَاوِي، بَل كَلاَمُ البَيْضَاوِي أَسْهَلُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى هَذَا الكِتَابِ.
قَالَ: – وَالبَيْضَاوِي نُقْطَةٌ مِنْ بَحْرِ هَذَا الكِتَابِ.
قَالَ: – وَكَلاَمُهُ صَعْبٌ فِي غَايَةِ الصُّعُوبَةِ.
قَالَ: – وَشَرَحْتُهُ بِكَلاَمٍ صَعْبٍ إِلاَّ أَنَّهُ اَبْيَنُ مِنْ هَذَا الشُّرُوحِ.
قَالَ: – وَلَمَّا شَرَحْتُهُ رَفَعَهُ بَعْضُ الطَّلَبَةِ ِإلَى بَعْضِ مَا عَاصَرَنَا مِنَ العُلَمَاءِ.
قَالَ: – وَأَوصَيْتُ الطَّالِبَ أَنْ لاَ يَقُولَ لِأَحَدٍ فُلاَنٌ – يَعْنِي نَفْسهُ- الذِي شَرَحَ هَذَا الكِتَابَ.
قَالَ لِي:- فَقَالَ الطَّالِبُ لِلْعَالِمِ: – يَا سَيِّدِي أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ هَذَا الكِتَابَ المَشْرِقِي مَعَ شَرْحِهِ.
قَالَ: – فَقَالَ لِي العَالِمُ: وَهَلْ شَرضحَهُ أَحَدٌ ؟
قَالَ: – نَعَمْ !
قَالَ: – وَأَخْرَجَهُ إِلَيْهِ وَأَرَاهُ إِيَّاهُ. وَظَنَّ العَالِمُ أَنَّ هَذَا الشَّرْحَ قَدِيمٌ وَلَمْ يَعْلَمِ بِأَنَّهُ شَرْحِي.
قَالَ: – فَقَرَأَ الطَّالِبُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ هَذَا الشَّرْحِ.
فَقَالَ لَهُ العَالِمُ: – أَعِدْ عَلَيَّ قِرَاءَتَهُ.
فَأَعَادَهُ، فَلَمْ يَفْهَمْهُ هَذَا العَالِمُ.
فَقَالَ لَهُ هَذَا العَالِمُ: – هَذَا الشَّرْحُ لا َيَفْهَمُهُ إِلاَّ الذِي وَضَعَهُ. وَأَنَا لَمْ أَفْهَمْ مَا يَقُولُ شَارِحُ هَذَا الكِتَابِ. اللهُ يَرْحَمُ شَارِحَ هَذَا الكِتَابِ!
أَوْ كَمَا قَالَ. هَكَذَا حَدَّثَنِي بِهَذَا الكَلاَمِ، وَهُوَ بِالمَعْنَى.
وَلَمْ أَتَحَقَّقْ عَيْنَ كَلاَمِهِ لِطُولِ العَهْدِ بِهِ. وَسَمَّى لِي الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- هَذَا العَالِمَ. وَلَمْ يَسَعْنِي تَعْيِينَهُ!
قُلْتُ:
وَلاَ شَكَّ أَنَّ هَذَا العَالِمَ عَارِفٌ بِالعُلُومِ العَقْلِيَّةِ وَالنَّقْلِيَّةِ. وَقَدْ حَضَرْتُ مَجْلِسَهُ مَرَّاتٍ كَثِيرَةٍ، فَمَا رَاضيْتُ أَحْفَظَ مِنْهُ وَلاَ أَذْكَرَ مِنْهُ . وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَفْهَمْ كَلاَمَ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-
قُلْتُ:
وَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى مَكْتُوبٍ بِخَطِّ الشَّيْخِ بَعْدَ مَوْتِهِ ذَكَرَ فِيهِ بَعْضَ مُصَنَّفَاتِهِ لِمَنْ طَلَبَهُ فِي ذَلِكَ.
وَمِنْ جُمْلَةِ مَا ذَكَرَ هَذَا التَّأْلِيفَ الَّذِي ذَكَرَ لِي أَنَّهُ شَرَحَهُ وَسَمَّاهُ فِي هَذَا المَكْتُوبِ وَلَمْ يُسَمِّهِ لِي قَبْل َذَلِكَ لِأَنِّي لَمْ أَبْحَثْ عَلَى تَعْيِينٍ لَهُ، وَنَصِّهِ.
45.4- وَمِنْ المُصَنَّفَاتِ شَرْحٌ عَلَى جَوَاهِرِ العُلُومِ لِلْعَضُدِ فِي فَنِّ الكَلاَمِ عَلَى طَرِيقِ الحُكَمَاءِ. وَهُوَ كِتَابٌ عَجِيبٌ جِدًّا فِي ذَلِكَ الفَنِّ، إِلاَّ أَنَّهُ صَعْبٌ مُتَعَسِّرٌ جِدًّا عَلَى الإِفْهَامِ – أَسْأَلُ اللهَ تَيْسِيرَهُ.
انتهى من خَطِّهِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ دُنْيَا وَأُخْرَى-
قُلْتُ
وَمِنْ هَذَا تَعْرِفُ أَنَّ العُلُومَ كُلُّهَا مِنَحٌ إِلَهِيَّةٌ وَمَوَاهِبُ اخْتِصَاصِيَّةٌ لاَ أَثَرَ فِيهَا لِحَفْظٍ وَلاَ لِفَهْمٍ وَلاَ لِذَكَاءِ عَقْلٍ وَلاَ لِسِنٍّ وَلاَ اجْتِهَادٍ كَمَا قَالَ مَالِكُ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِيمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ:
« لَيْسَ العِلْمُ بِكَثْرَةِ الرِّوَايَاتِ، وَإِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَقْذَفُهُ اللهُ فِي قَلْبِ مَنْ يَشَاءُ ».
فَسُبْحَانَ مَنْ يَخُصُّ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا يَشَاءُ بِمَحْضِ الاِخْتِيَارِ.
وَنَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُوَفِّقَنَا لِأَعْمَالِ العَارِفِينَ الأَخْيَارِ، وَأَنْ يَجْمَعَنَا مَعَ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَرَحِمَهُ فِي دَارِ القَرَارِ- بِجَاهِ سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ، سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدِ النَّبِيِّ المُخْتَارِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُ المَوْلَى الكَرِيمِ العَزِيزِ الغَفَّارِ.
46.4- وَمِنْهَا تَفْسِيرُهُ العَجِيبُ لِلْقُرْءَانِ العَزِيزِ. وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِخَطِّهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ثَلاَثَ كَرَارِيسَ وَنِصْفَ مِنَ القَالَبِ الكَبِيرِ.
وَقَدِ انْتَهَى بِتَفْسِيرِهِ هَذَا إِلَى الآيَةِ التِي بَعْدَ قَوْلِهِ –تَعَالَى- فِي سُورَةِ البَقَرَةِ {أَوْلــئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأَوْلَــئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}.
وَآخِرُ كَلِمَةٍ وَقَفَ عَلَيْهَا بِخَطِّهِ قَوْلُهُ يَدُلُّ عَلَى الاِعْتِنَاءِ بِالخَتْمِ وَهُوَ فَال حَسَنٌ
وَقَدْ كَانَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَزَمَ فِي أَوَاخِرِ عُمُرِهِ أَنْ يَنْقَطِعَ عَنْ النَّاسِ جُمْلَةً وَأَنْ يَتَفَرَّغَ إِلَى هَذَا التَّفْسِيرِ وَإلَى الخَلْوَةِ بِمَوْلاَهُ –تَبَارَكَ وَتَعَالَى-. فَكَانَ مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا كَانَ. فَسُبْحَانَ الَّذِي إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُنْ.
47.4- وَمِنْهَا تَفْسِيرُهُ أَيْضًا لِسُورَةِ ص~ وَمَا تَحْتَهَا مِنَ السُّوَرِ.
وَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ كَرَارِيسَ بِخَطِّهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَلاَ أَدْرِي إِلَى مَا انْتَهَى ِإلَيْهِ مِنَ السُّوَرِ لِطُولِ العَهْدِ بِهِ.
فَهَذَا مَا عَلِمْتُ مِنْ تَوَالِيفِهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَزِدْ مَعَ ذَلِكَ :
48.4- مَا كَتَبَهُ مِنَ الأَجْوِبَةِ إِلَى المَسَائِلِ الذِي تَرِدُ عَلَيْهِ فِي جُلِّ الأَوْقَاتِ.
وَبَعْضُ الأَجْوِبَةِ يُحْسَنُ أَنْ يُعَدَّهَا مِنْ تَوَالِيفِهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لِكِبَرِهَا وَاسْتِقْلاَلِهَا بِنَفْسِهَا.
49.4- وَمَا كَتَبَ مِنَ المَوَاعِظِ،
50.4- وَالوَصَايَا،
51.4- وَالرَّسَائِلِ،
52.4- وَالحُجُبِ الَّتِي يُطْلَبُ فِيَها.
وَمَا نَسَخَ بِيَدِهِ مِنْ تَصَانِيفِ العُلَمَاء وَدَوَاوِينِ القُدَمَاءِ.
وَقَدْ رَأَيْتُ كَثِيرًا مِنْ كُتُبِ العُلَمَاءِ بِخَطِّهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ وَجَمَعَنَا مَعَهُ فِي جَنَّتِهِ-.
فَانْظُرْ-رَحِمَكَ اللهُ- هَلْ يُمْكِنُ في هَذَا الزَّمَانِ أَنْ يَعْمَلَ أَحَدٌ مِثْلَ هَذِهِ الأَعْمَالِ فِي مُدَّةِ حَيَاتِهِ فَضْلًا عَمَّا نَقَصَ مِنْهَا مَعَ اشْتِغَالِهِ بِغَيْرِهَا مِنَ الأَعْمَالِ. وَغَايَةُ الأَمْرِ أَنْ يَبْلُغَ جُهْدَهُ فِيهَا وَيَشْتَغِلُ جُلَّ عُمْرِهِ بِهَا مَعَ عَدَمِ اشْتِغَالِهِ بِغَيْرِهَا.
هَذَا مَعَ مَا عُلِمَ مِنْ حَالِ الشَّيْخِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ كَانَ مُشْتَغِلاً فِي جُلِّ الأَوْقَاتِ:
– بِكَثْرَةِ الأَوْرَادِ وَالطَّاعَاتِ
– وَلُزُومِ الخُرُوجِ إِلَى الخَلْوَاتِ،
– وَتَعْلِيمِهِ العِلْمَ النَّافِعَ فِي مَجْلِسِهِ لَيْلاً وَنَهَارًا،
– وَاشْتِغَالِهِ بِقَضَاءِ حَوَائِجِ الخَلْقِ فِي أَكْثَرِ السَّاعَاتِ
فَإِنَّهُ كَانَتْ عَادَتُهُ فِي النَّهَارِ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ فِي مَسْجِدِهِ وَفَرَغَ مِنْ وَرْدِهِ، اِشْتَغَلَ بِإِقْرَاءِ العِلْمِ لِلْخَلْقِ، فَيُقْرِي إِلَى وَقْتِ الفُطُورِ المُعْتَادِ.
ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ المَسْجِدِ فَيَقِفُ النَّاسُ مَعَهُ سَاعَةً زَمَانِيَّةً عِنْدَ بَابِ دَارِهِ.
ثُمَّ يَدْخُلُ إِلَى دَارِهِ فَيُصَلِّي صَلاَةَ الضُّحَى. فَيَبْقَى مَا شَاءَ اللهُ -تَعَالَى- مِقْدَارَ مَا يَقْرَأُ الانْسَانُ فِيهَا عَشْرَةَ أَحْزَابٍ مِنَ القُرْءَانِ.
ثُمَّ بِنَفْسِ مَا يَفْرُغُ مِنْ صَلاَةِ الضُّحَى يَشْتَغِلُ بِالنَّظَرِ وَبِالنَّسْخِ إِنْ كَانَ النَّهَارُ طَوِيلاً، وَإِلاَّ فَرُبَّمَا يَدْخُلُ وَقْتَ الزَّوَالِ وَهُوَ فِي آخِرِ وَقْتِ الضُّحَى.
فَإِذَا دَخَلَ الزَّوَالُ تَرَكَ مَا يَنْسُخُ أَوْ مَا يَنْظُررُ وَيَخْرُجُ ِإلَى الخَلْوَةِ.
فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ عِنْدَ الغُرُوبِ.
وَإِنْ لَمْ يَخْرُجْ وَبَقِيَ فِي دَارِهِ اشْتَغَلَ بِالاِسْتِعْدَادِ لِلْوُضُوءِ.
فَإِذَا تَوَضَّأَ تَنَفَّلَ بِأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ.
ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى مَسْجِدِهِ لِيُصَلِّي بِالنَّاسِ.
فَإِذَا صَلَّى الظُّهْرَ وَفَرَغَ مِنَ الذِّكْرِ الذِي يَذْكُرُهُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلآَةٍ، قَامَ يَتَنَفَّلُ بِأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ.
فَيُصَلِّي العَصْرَ، ثُمَّ يَقْرَأُ إِذَا شَاءَ أَوْ يَخْرُجُ إِلَى دَارِهِ.
فَإِذَا دَخَلَ ِإلَى دَارِهِ اشْتَغَلَ بِالأَوْرَادِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ.
ثُمَّ يَخْرُجُ لِصَلاَةِ المَغْرِبِ. فَإِذَا فَرِغَ مِنْهَا تَنَفَّلَ بِثَلاَثِ تَسْلِيمَاتٍ.
يَبْقَى إِلَى العِشَاءِ أَوْ قَرِيبِهَا.
ثُمَّ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَةِ العِشَاءِ قَرَأَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقْرَأَ أَوْ يَخْرُجَ ِإلَى دَارِهِ.
ثُمَّ يَنَامُ سَاعَةً مشنَ الليْلِ.
ثُمَّ يَشْتَغِلُ بِالنَّظَرِ وَبِالنَّسْخِ سَاعَةً مِنض الليْلِ.
ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فَيَقُومُ لِصَلاَتِهِ.
فَيَبْقَى فِي الصَّلاَةِ أَوْ فِي الذِّكْرِ إِلَى طُلُوعِ الفَجْرِ.
هَكَذَا كَانَ حَالُهُ فشي الأَكْثَرِ لاَ سِيَمَا فِي أَوَاخِرِ عُمُرِهِ.
وَمَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ جَمَعَ هَذِهِ التَّوَالِيفَ وَفَرِغَ مِنْهَا فِي أَقْرَبِ زَمضانٍ مَعَ صِغَرِ سِنِّهِ الَّذِي هُوَ دُونَ السِّتِّينَ بِأَعْوَامٍ عَلَى مَا أَخْبَرَنِي هُوَ بِهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ أَوْ عَامَيْنِ، لِأَنِّي سَأَلْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ عَنْ سَنِّهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَذَكَرَ أَنَّهُ خَمْسٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً -وَاللهُ أَعْلَمُ-.
وَمَعَ هَذَا فَقَدْ جَمَعَ فِي هَذِهِ المُدَّةِ اليَسِيرَةِ مِنْ عُمْرِهِ مِنَ التَّصَانِيفِ المُفِيدَةِ وَالخِصَالِ المَحْمُودَةِ وَالمَعضارِفِ الرَّبَّانِيَّةِ وَالعُلُومِ اللَّدُونِيَّةِ وَالأَسْرَارِ التَّوْحِيدِيَّةِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ المَحَاسِنِ الاِخْتِصَاصِيَّةِ مَا لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْمَعَهَا مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَعَظُمَ اجْتِهَادُهُ.
وَمَا ذَلِكَ إِلاَّ أَنَّهُ لَمَّا اشْتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ وَمُرَاقَبَتِهِ، كَفَاهُ اللهُ كُلَّ مَؤُونَةٍ، وَسَهَّلَ عَلَيْهِ كُلَّ عَسِيرٍ. وَبَارَكَ اللهُ فِي عُمُرِهِ حَتَّى أَدْرَكَ فِي زَمَنٍ يَسِيرٍ، وَعُمْرٍ قَصِيرٍ مِنْ مِنَنِ اللهِ تَعَالَى مَا لاَ يَدْخُلُ تَحْتَ العِبَارَةِ.
كَمَا قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عَطَاءِ اللهِ فِي حِكَمِهِ:
« مَنْ بُورِكَ لَهُ فِي عُمُرِهِ أَدْرَكَ فِي يَسِيرٍ مِنَ الزَّمَانِ مِنَنَ اللهِ تَعَالَى مَا لاَ يَدْخُلُ تَحْتَ دَوَاوِينَ العِبَارَةِ وَلاَ تَلْحَقُهُ الإِشَارَةُ ».
قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عَبَّادٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي مَعْنَى هَذَا الكَلاَمِ مَا نَصُّهُ:
» البَرَكَةُ فِي العُمْرِ أَنْ يُرْزَقَ العَبْدُ مِنَ الفِطْنَةِ وَاليَقْظَةِ مَا يَحْمِلُهُ عَلَى اغْتِنَامِ أَوْقَاتِهِ وَانْتِهَازِ فُرْصَةِ مَكَانِهِ خَشْيَةَ فَوَاتِهِ. وَيُبَادِرَ إِلَى الأَعْمَالِ القَلْبِيَّةِ وَالبَدَنِيَّةِ، وَيَسْتَفْرِغَ مِنْ ذَلِكَ مَجْهُودَهُ بِالكُلِّيَّةِ. وَفِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ يَصِلُ ِإلَيْهِ مِنَ المِنَحِ الإِلَهِيَّةِ مَا تَعْجُزُ العِبَارَةُ عَنْهُ وَلاَ تَنْتَهِي الإِشَارَةُ إِلَيْهِ. وَكُلُّ ذَلِكَ فِي زَمَنٍ يَسِيرٍ وَعُمْرٍ قَصِيرٍ. فَيَرْتَفِعُ لَهُ فِي شَهْرٍ مَثَلاً مَا يَرْتَفِعُ لِغَيْرِهِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ بِمَنْزِلَةِ لَيْلَةِ القَدْرِ. وَالعَمَلُ فِيهَا لِمَنْ صَادَفَهَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ».
قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: « كُلُّ لَيْلَةٍ لِلْعَارِفِ بِمَنْزِلَةِ لَيْلَةِ القَدْرِ ».
وَكَانَ سَيِّدِي أَبُو العَبَّاسِ المُرْسِي –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- يَقُولُ:
« أَوْ قَاتُنَا وَالحَمْدُ للهِ كُلُّهَا لَيْلَةُ القَدْرِ ».
فَهَذَا هُوَ البَرَكَةُ فِي العُمْرِ، لاَ تَطْوِيلُهُ وَزِيَادَةُ مُدَّتِهِ.
وَقِيلَ هَذَا المَعْنَى فِي تَطْوِيلِ مَا رُوِيَ فِي الخَبَرِ: * البِرُّ يَزِيدُ فِي العُمُرِ* «
انتهى كَلاَمُ ابنِ عَبَّادٍ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَأَرْضَاهُ-.
اللَّهُمَّ
إِنَّا نَتَوَسَّلُ ِإلَيْكَ يَا مَوْلاَنَا بِذَاتِكَ العَلِيَّةِ،
ثُمَّ بِنَبِيِّكَ وَمُجْتَبَاكَ وَحَبِيبِكَ وَمُصْطَفَاكَ ذِي النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ سَيِّدِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا وَشَفِيعِنَا وَمَوْلاَنَا
مُحَمَّدٍ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ،
عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ،
أَنْ تَتَغَمَّدَ شَيْخَنَا وَسَيِّدَنَا وَمَوْلاَنَا بِرَحْمَاكَ،
وَأَنْ تُضَاعِفْ لَهُ فِي أََعَالِي الفِرْدَوْسِ نِعْمَاكَ،
وَأَنْ تَجْعَلَهُ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ مِمَّنْ يَرَاكَ،
وَأَنْ تَجْمَعَنَا بِه فِي فَسِيحِ جَنَّتِكَ وَمُسْتَقَرِّ رَحْمَتِكَ،
وَأَنْ تُجْزِيهِ عَنَّا خَيْرَ الجَزَاءِ
بِفَضْلِكَ وَمِنَّتِكَ.
[1] أبو عبد الله الأُبِيِّ :
[2] طبع « مكمّل إكمال الإكمال » على هامش « إكمال الإكمال » بمصر عام 1327هـ. وتوجد بدار الكتب الوطنية بتونس نسخة مخطوطة للجزء الأوّل منه تحت رقم 1743 في 228 ورقة مقاسها 21*29،5 سم و26 سطرا في الصفحة نسخت عام 1264هـ.
[3] هكذا في مخطوطة أ
[4] غير واضح في مخطوطة –أ- ولعلّ « بَيَّنَّا »
Commentaires récents