عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ

هُوَ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ القُرَشِي

تُوفِّيَ في صلاة الفجر يوم الأربعاء

لأربع بقين ذي الحجّةعام 23هـ/

م 644-11-3

أَوَّلُ مَنْ تَسَمَّى بِـ »أَمِيرِ المُومِنِينَ ».

أَوَّلُ مَنْ أَرَخَّ بِالتَّأْرِيخِ الهِجْرِي.

فَتَحَ العِرَاقَ وَالشَّامَ وَمِصْرَ وَفَارِسَ.

كَانَتْ مُؤَامَرَةُ قَتْلِهِ دُبِّرَتْ مِنْ طَرَفِ الرُّومِ وَالفُرْسِ

عَلَى يَدِ أَبِي لُؤْلُؤَةِ المَجُوسِي الفَارِسِي عام 23هـ/م 644

مَكَثَ عَشْرَ سَنَوَاتٍ فِي الخِلاَفَةِ.

عَهِدَ بِالخِلاَفَةِ إِلَى جَمَاعَةٍ مِنْ سِتَّةِ صَحَابَةٍ، جَعَلَ البَيْعَةَ بَيْنَهُمْ شُورَى:

عَلِي بن أبي طالب، الزُّبَيْرُ بْنُ العَوَّامِ، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّان، عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَوْفِ، طَلْحَة، سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاص.

حِينَ تَوَلَّى الخِلاَفَةَ، صَعَدَ عُمَرُ المِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:

« يَأَيُّهَا النَّاسُ ! إِنِّي دَاعٍ فََأَمِّنُوا !

اللَّهُمَّ إِنِّي غَلِيظُ فَلَيِّنِّي لِأَهْلِ طَاعَتِكَ بِمُوَافَقَةِ الحَقِّ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ وَالدَّارِ الآخِرَةِ، وَارْزُقْنِي الغِلْظَةَ وَالشِّدَّةَ عَلَى أَعْدَائِكَ وَأَهْلِ الدَّعَارَةِ وَالنِّفَاقِ مِنْ غَيْرِ ظُلْمٍ مِنِّي لَهُمْ وَلاَ اعْتِدَاءٍ عَلَيْهِمْ.

اللَّهُمَّ إِنِّي شَحِيحٌ، فَسَخِنِي فِي نَوَائِبِ المَعْرُوفِ قَصْدًا مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ وَلاَ تَبْذِيرٍ وَلاَ رِيَاءٍ وَلاَ سُمْعَةٍ، وَاجْعَلْنِي أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَكَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ.

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي خَفْضَ الجَنَاحِ وَلِينَ الجَنَاحِ وَلِينَ الجَانِبِ لِلْمُؤْمِنِينَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي كَثِيرُ الغَفْلَةِ وَالنِّسْيَانِ، فََألْهِمْنِي ذِكْرَكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَذِكْرَ المَوْتِ فِي كُلِّ حِينٍ.

اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفُ عَنِ العَمَلِ بِطَا‘َتِكَ، فَارْزُقْنِي النَّشَاطَ فِيهَا وَالقُوَّةَ عَلَيْهَا بِالنِّيَّةِ الحَسَنَةِ الَّتِي لاَ تَكُونُ إِلاَّ بِعِزَّتِكَ وَتَوْفِيقِكَ.

اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي بِاليَقِينِ وَالبِرِّ وَالتَّقْوَى وَذِكْرِ المَقَامِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَالحَيَاءِ مِنْكَ، وَارْزُقْنِي الخُشُوعَ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي وَالمُحَاسَبَةَ لِنَفْسِي وَإِصْلاَحَ السَّاعَاتِ وَالحَذَرَ مِنَ الشُّبُهَاتِ.

اللَّهُمَّ ارْزُقِنِي التَّفْكِيرَ وَالتَّدَبُّرَ لِمَا يَتْلُوهُ لِسَانِي مِنْ كِتَابِكَ، وَالفَهْمَ لَهُ، وَالمَعْرِفَةَ بِمَعَانِيهِ، وَالنَّظَرَ فِي عَجَائِبِهِ وَالعَمَلَ بِذَلِكَ مَا بَقِيتُ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. »

اِشْتَهَرَ عُمَرُ برِسَالَتِهِ الرَّامِيَّةِ إِلَى اسْتِقَامَةِ العَلاَقَاتِ بَيْنَ النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا: بَيْنَ الحُكَّامِ وَالمَحْكُومِينَ، وَبَيْنَ القُضَاةِ وَالمُتَقَاضِينَ.

.

وَهَاهِيَ إِحْدَى رِسَالَتِهِ الَّتِي بَعَثَ بِهَا إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي:

« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ عَبْدِ اللهِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اللهِ قَيْسِ

سَلاَمٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْد ؛

فَإِنَّ القَضَاءَ فَرِيضَةٌ مُحْكَمَةٌ وَسُنَّةٌ مُتَّبِعَةٌ فَافْهَمْ إِذَا أَدْلَى إِلَيْكَ، فَإِنَّهُ لاَ يَنْفَعُ تَكَلُّمٌ بِحَقٍّ لاَ نَفَاذَ لَه ُ! وَاسِ بَيْنَ النَّاسِ فِي وَجْهِكَ وَمَجْلِسِكَ وَعَدْلِكَ حَتَّى لاَ يَطْمَعَ شَرِيفٌ فِي حَقِّكَ وَلاَ يَيْأَسَ ضَعِيفٌ مِنْ عَدْلِكَ. البَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وَاليَمِينُ عَلَى مَن أَنْكَرَ ؛ وَالصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ المُسْلِمِينَ إِلاَّ صُلْحًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلاَلاً ؛ وَلاَ يَمْنَعُكَ قَضَاءُ قَضِيَّتَهُ بِالأَمْسِ، فَرَاجَعْتَ اليَوْمَ فِيهِ عَقْلَكَ وَهُدِيتَ فِيهِ لِرُشْدِكَ أَنْ تَرْجَعَ إِلَى الحَقِّ، فَإِنَّ الحَقَّ قَدِيمٌ، وَمُرَاجَعَةَ الحَقِّ خَيْرٌ مِنَ التَّمَادِي فِي البَاطِلِ. الفَهْمَ فِيمَا تَلَجْلَجَ فِي صَدْرِكَ مِمَّا لَيْسَ فِي كِتَابٍ وَلاَ سُنَّةٍ، ثُمَّ اعْرِفِ الأَمْثَالَ وَالأَشْبَاهَ وَقِيسِ الأُمُورَ بِأَشْبَاهِهَا. وَاجْعَلْ لِلْمُدَّعِي حَقًّا غَائِبًا أَوْ بَيِّنَةً أَمَدًا يَنْتَهِي إِلَيْهِ ؛ فَإِنْ أَحْضَرَ بَيِّنَةً أَخَذَ بِحَقِّهِ، وَإِلاَّ وَجَّهْتَ القَضَاءَ عَلَيْهِ. فَإِنَّ ذَلِكَ َأجْلَى لِلْعَمَى وَأَبْلَغُ لِلْعُذْرِ. المُسْلِمُونَ عَدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ مَجْلُودًا فِي حَدٍّ أَوْ مُجَرَّبًا فِي شَهَادَةِ زُورٍ أَوْ ظَنِينًا فِي وَلاَءٍ أَوْ قَرَابَةً، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تَوَلَّى مِنْكُمْ السَّرَائِرَ وَدَرَأَ عَنْكُمْ بِالبَيِّنَاتِ.وَإِيَّاكَ وَالقَلَقَ وَالضَّجَرَ وَالتَّأَذِّي لِلنَّاسِ وَالتَّنَكُّرِ لِلْخُصُومِ فِي مَوَاطِنِ الحَقِّ الَّتِي يُوجِبُ اللهُ بِهَا الأَجْرَ وَيَحْسِنُ بِهَا الذُّخْرَ. فَإِنَّهُ مَنْ يُصْلِحْ نِيَّتَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ، يَكْفِهِ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ. وَمَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا يَعْلَمُ اللهُ مِنْهُ غَيْرَ ذَلِكَ شَانَهُ اللهُ. »

من عبد الله عُمَرَ أَمير المؤمنين

إِلَى عَمرو بن العاص

سلام عليك

أمَّا بعد

فقد بلغني أنّه فَشَت لك فاشيّةٌ من خيلٍ وإبلٍ وبقرٍ وَعبيدٍ

وعهدي بك قبل ذلك ولا مال لك

فاكتب إليَّ مِنْ أَيْنَ أَصْلُ هَذَا المَالِ

يُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ:

إِذَا تَوَجَّهَ أَحَدُكُمْ فِي وَجْهٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يُصِبْ خَيْرًا، فَلْيَدَعْهُ – –

-2- أَعْقَلُ النَّاسِ، أَعْذَرُهُمْ لِلنَّاسِ.

-3- اِقْرَءُوا القُرْءَانَ تُعْرَفُوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ ؛ وَلَنْ يَبْلُغَ حَقَّ ذِي حَقٍّ أَنْ يُطَاعَ فِي مَعْصِيَّةِ اللهِ ؛ وَلَنْ يُقَرِّبَ مِنْ أَجَلٍ، وَلَنْ يُبَاعِدَ مِنْ رِزْقٍ، أَن ْيَقُومَ رَجُلٌ بِحَقٍّ، أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ.

-4- إِنِّي لَأَرَى الرَّجُلَ فَيُعْجِبُنِي، فَأَقُولُ هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ ؟ فَإِنْ قَالُوا: لاَ ! سَقَطَ مِنْ عَيْنِي.

-5- حِرْفَةٌ يُعَاشُ فِيهَا، خَيْرُ مَسْأَلَةِ النَّاسِ.

-6- خَيْرُ صِنَاعَاتِ العَرَبِ، أَبْيَاتٌ يُقَدِّمُهَا الرَّجُلُ بَيْنَ يَدَىْ حَاجَتِهِ، يَسْتَمِيلُ بِهَا الكَرِيمُ، وَيَسْتَعْطِفُ اللَّئِيمُ.

-7- لاَ تُؤَخِّرْ عَمَلَ يَوْمِكَ لِغَدِكَ.

-8- لاَ حَظَّ فِي اِلإسْلاَمِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ.

-9- لَحُرْفَةُ أَحَدِهِمْ، أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ عِيلَتِهِ.

-10- لاَ خَيْرَ فِي أَمْرٍ أُبْرِمَ مِنْ غَيْرِ شُورَى.

-11- لا خَيْرَ فِي عِلْمٍ مُسْتَعْمَلٌ فِي جَهْلٍ، وَلاَ خيْرَ فِي مَعْرِفَةٍ مَشُوبَةٍ بِنُكْرٍ

-12- لاَ يَبِعْ فِي سَوْقِنَا إِلاَّ مَنْ تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ.

-13- لاَ يَنْفَعْ تَكَلُّمُ بِحَقِّ لاَ نَفَادَ لَهُ.

-14- لِكُلِّ شَيْءٍ رَأْسٌ، وَرَأْسُ المَعْرُوفِ تَعْجِيلُهُ.

-15- مَنْ كَتَمَ سِرُّهُ، كَانَ الخِيَارُ فِي يَدِهِ.

-16- من دعاء عمر –رضي الله عنه-:

اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلِي كُلَّهُ صَالِحًا، وَاجْعَلْهُ لِوَجْهِكَ خَالِصًا، وَلاَ تَجْعَلْ لِأَحَدٍ فِيهِ شَيْئًا.

-17- وَاللهِ لَإِنْ جَاءَتِ الأَعَاجِمُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَعْمَالٍ أَفْضَلُ مِنْ أَعْمَالِنَا، لَهِيَ أَحَقُّ بِمُحَمَّدٍ مِنَّا.

 إعداد: محمد بن أحمد باغلي