سيدي إبراهيم بن محمد المصمودي التلمساني
أصله من صنهاجة المغرب قرب مكناسة وبها ولد ونشأ
أخذ العلم بفاس عن جماعة
ثمّ بتلمسان بالمدرسة التاشفينية عن سيدي سعيد العقباني
أعلم أهل وقته بالسّيّر وأخبار السّلف والصّالحين والعلماء كافّة من متقدمين ومتأخّرين
توفي بتلمسان عام 804هـ وقيل 805هـ
أي ما بين 1 أوت 1402م و20 يوليوز 1403م
دفن بروضة آل زيان من ملوك تلمسان
رحمه الله تعالى ونفعنا به آمين
.
الشيخ العالم الصالح الولي الزاهد أبو إسحاق
أحد شيوخ الإمام ابن مرزوق الحفيد، أفرد ترجمته بتأليف
قال ابن صعد التلمساني في النجم الثاقب
كان هذا الولي أحد من أوتي الولاية صبيا وحل من رئاسة العلم والزهد مكانا عليا
وقد عرف به شيخ شيوخنا الإمام ابن مرزوق في جزء قال فيه
ممن هوّ في عدد أشياخي وحصل لي النفع بمجالسته وكلامه الشيخ الإمام العالم العلامة المحقق المدرس رئيس الصالحين والزاهدين في وقته صاحب الكرامات المأثورة والديانة المشهورة الولي بإجماع المجاب الدعوة إبراهيم المصمودي
أصله من صنهاجة المغرب قرب مكناسة، بها ولد ونشأ
فلما كبر طلب العلم، فأخذ بفاس عن جماعة من الأكابر
كالشيخ الإمام حامل راية الفقهاء في وقته موسى العبدوسي
والشيخ الإمام الشهير محمد الآبلي
وقرأ كثيرا على الشيخ الإمام شريف العلماء أبي عبد الله الشريف التلمساني
ثم انتقل بعد وفاته لسكنى المدرسة التاشفينية فقرأ بها على الشيخ العلامة خاتمة قضاة العدل بتلمسان سيدي سعيد العقباني
ثم انتقل لبيته المعروف وما زال سيدي إبراهيم مقبلا على العلم والعبادة والاجتهاد في طريق المجاهدة آخذا بالغاية القصوى في الورع والزهد والإيثار مثابرا على البر متبعا طريق السلف
وكان أحبّ النّاس لمذاكرة أهل العلم، لا يسمع بكبير في العلم أو بمنفرد بفن إلا اجتمع به وذاكره
أعلم أهل وقته بالسير وأخبار السلف والصالحين والعلماء كافة من متقدمين ومتأخرين وكفاه الله ما أهمه كما ضمن لمن انقطع لخدمته
وله كرامات كثيرة
وحدثني كبير أصحابه الشيخ الصالح أبو عبد الله بن جميل أنه عرض له شيء منعه من أتباع المشهور في مسألة واضطر إلى فعله، فبحث حتى وجد جوازه منسوبا إلى ابن حبيب وأصبغ فقلدهما قال
ثم مضيت لزيارة أمي فسقط على حجر ألمّني ألما شديدا واعتقدت أن ذلك عقوبة لي لمخالفتي المشهور وتقليدي غيره وما اطلع أحد علي في قضيتي ثم زرت الشيخ في حال تألمي فقال لي: ما لك يا فلان ؟ قلت له: ذنوبي ؛ فقال:لي فورا: أما من قلد أصبغ وابن حبيب فلا ذنوب عليه. وهذ من أكبر الكرامات
وحدثني بعض صالحي أصحابه قال
كنت جالسا معه في بيته ليس معنا أحد وهو يقرأ القرءان ويشير بقضيب في يده إلى محل الوقف ضاربا على عادة أشياخ التجويد فقلت في نفسي لم يفعل هذا أتراه يقرأ عليه أحد من الجن فما تم الخاطر حتى قال لي: يا محمد كان بعض الشيوخ يجود عليه الجن القرآن وذكر لي غير واحد ممن يهدي له طعاما من لبن وغيره وربما رده عليهم فيتفقدون أنفسهم فيجدون موجب الرد إما من شبهة وإما من ضجر أهل البيت أو غيره وحدثني غير واحد أنه كان خارج البلد في وقت لا يدرك باب البلد عادة إلاّ وقد أغلق ثم يمرّ به في البلد انتهى
قال ابن صعد
وحدثني جدي أبو الفضل رحمه الله تعالى عن صفاته وثيابه أنه أبيض اللون طويل القامة لا يلبس سوى الكساء الجيد ولا يجعل على رأسه شيئا أكثر الأوقات
وحدثني جماعة من الفضلاء أنه كان في ملازمته للجبل إذا وجد به نوار الربيع أمعن النظر في أنواعه وألوانه وإحكام صنعته، فيغلبه الوجد والحال ويتواجد ويتبختر في كسائه ويقرأ حينئذ
هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه
وحدثني والدي عن والده أبي الفضل أنه توفي عام 805 خمسة وثمانمائة وحضر جنازته السلطان الواثق ماشيا على قدميه
قال صاحبنا محمد بن يعقوب: توفي سنة 804 أربع وثمانمائة ودفن بروضة آل زيان من ملوك تلمسان – رحمه الله تعالى ونفعنا به – آمين
من كتاب البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لابن مريم
إعداد: محمد بن أحمد باغلي
Trackbacks / Pingbacks