باب الإخلاص وذكر الرياء

 باب الإخلاص وذكر الرياء (ص2) 001 من مخطوط كتاب أبي الليث نصر السمرقندي   أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنِ جَعْفَرِ عَنْ عُمَر مَوْلَى المُطَّلِبِ المَدَنِي عَنْ عَاصِم عَنْ مُحَمَّد بْن سَيِّد أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ قَالُوا: وَما الشِّرْكُ الأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: الرِّيَّاء يَقُولُ اللهُ تَعَالَى، يَوْمَ يُجَازَى العِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ، إِذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَائُونَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، إِنْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ خَيْرًا. وَإِنَّمَا يُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ لِأَنَّ لَهُمْ عَمَلَهُمْ فِي الدُّنْيَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الخِدَاعِ، فَيُعَامَلُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى وَجْهِ الخِدَاعِ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ »إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ »(4)النساء 142، يَعْنِي يُجَازِيهِمْ جَزَاءَ الخِدَاعِ، لِأَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُمْ خَادَعُوا اللهَ، وَإِنَّمَا خَادَعُوا أَنْفُسَهُمْ. فَأَبْطَلَ ذَلِكَ عَمَلَهُمْ وَثَوَاَبهُمْ فِي الآخِرَةِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لِوَجْهِ اللهِ تَعَالَى. فَلَمَّا كَانَ فِيهِ شِرْكَةٌ لِغَيْرِ اللهِ، بَــرِئَ اللهُ مِنْهُم وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءَ عَنِ الشِّرْكِ فَمَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي فَأَنَا مِنْهُ بَــرِئٌ وَمَعْنَى أَغْنَى الشُّرَكَاء عَنِ الشِّرْكِ، يَقُولُ أَنَا غَنِيٌّ عَنِ العَمَلِ الَّذِي فِيهِ شِرْكَةٌ لِغَيْرِي، فَمَنْ عَمِلَ عَمَلاً لِغَيْرِ وَجْهِي فَأَنَا مِنْهُ بَــرِئٌ يَعْنِي مِنْ ذَلِكَ العَمَلِ. وَيُقَالُ أَنَّ المَعْنَى بَـــرِئ مِنَ العَامِلِ فَدَلَّ هَذَا أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ العَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ خَالِصٌ لِوَجْهِهِ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ لَمْ يَقْبَلْهُ وَلاَ يُثِيبُهُ عَليْهِ فِي الآخِرَةِ، وَمَصِيرُهُ إِلَى النَّار. وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى « مَنْ كَانَ يُرِيدُ...

Lire la suite