الأبيات الأولى من قصائد
سيدي شعيب أبي مدين
*
أَسْتَغْفِرُ اللهَ مُجْرِ الفُلْكِ فِي الظُّلَمِ * عَلَى عُبَابٍ مِنَ التِّيَارِ مُلْتَطِــمِ
أُحِبُّ لِقَا الأَحْبَابِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ * لِأَنَّ لِقَا الأحْبَــــابِ فِيهِ المَنَافِعُ
إِذَا ضَاقَ صَدْرِي * شَكَوْتُ إِلَى اللَّــهْ
إعْلَمْ يَا خِلِّي * أَنَّ خِصَــالِي * رَشْفَ المَصَالِي
اللَّهُ رَبِّي لاَ أُرِيدُ سِـوَاهُ * هَلْ فِي الوُجُودِ الحَيِّ إِلاَّ اللَّهُ
اللَّـهَ قُـلْ وَذَرِ الوُجُودَ وَمَا حَوَى * إِنْ كُنْتَ مُرْتَاداً بُلُوغَ كَمَالِ
إِلَيْكَ مَدَدْتُ الكَفَّ فِي كُلِّ شِـدَّةٍ * وَمِنْكَ وَجَدْتُ اللُّطْفَ فِي كُلِّ نَائِبِ
أَنَا يَا مُـــرِيدَ الرَّاحْ * أَفْنَانِي * الغَرَامْ
أَنْتَ بِمَا قَـدْ سَقَيْتَ شَارِبْ مِنْ * رَحِيقٍ كَانَ * أَوْ كَـدَرْ
إِنْ أَحْسَنُوا أَحْسَنُوا لأنفسِهِمْ * وَإِن أَسَاءُوا فَبِيسَ مَا صَنَعُوا
إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْرُبْ قُرْبَ الوِصَالِ * هِمْ فِي هَوَى المَحْبُوبْ وَلاَ تُبَالِي
أنْظُرْ فِي مِرْآكْ الَّذِي تَرَى فِيهَا * هُوَ * ذَاك
إِنْ كُنْتَ ذَا اتِّصَالِ ابْصَرْتَ فِي العُلاَ * النُّورَ مُتَلاَلِي وَقَدْ تَمَثَّلاَ
إِنِّي إِذَا مَا ذَكَرْتُ رَبِّ * يَـهْتَزُّ شَوْقِي إِلَى لِقَــاهُ
أَهْلُ المَحَبَّةِ بِالمَحْبُوبِ قَدْ شُغِـلُوا * وَفِي مَحَبَّتِهِ أَرْوَاحُهُمْ بَذَلُوا
بِأَمْرِ تَعَالَى أَمْرُهُ قَدْ تَكَبٍََّا * وَجَلَّ جَلاَلاً قَدْرُرُهُ أَنْ يُقَرَّرَا
بَكَتِ السَّحَابُ فَأَضْحَكَتْ لِبُكَائِهِ * زَهْرَ الرِّيَاضِ وَفَاضَتِ الأَنْهَارُ
تَحْيَا بِكُمْ كُلُّ أَرْضٍ تَنْزِلُـونَ بِـهَا * كَأَنَّكُمْ فِي بِقَـاعِ الأَرْضِ أَمْطَارُ
تَذَلَّلْتُ فِي البُلْدَانِ حِينَ سَبَيْتَنِي * وَبِتُّ بِأَوْجَاعِ الهَوَى أَتَقَلَّبُ
تَضِيقُ بِنَا الدُّنْيَا إِذَا غِبْتُـــمُ عَنَّا * وَتَـــذْهَبُ بِالأَشْوَاقِ أَرْوَاحُنَا مِنَّا
تَمَلَّكْتُمْ عَقْلِي وَطَرَفِي وَمَسَمْعِي * وَرُوحِي وَأَحْشَائِي وَكُلِّي بِأَجْمَعِي
دَارَتْ عَلَيْنَا كُؤُوسُ مِنْ خَمْرِهِ البَالِي * وَلاَ تَطِيبُ النُّفُوسْ إِلاَّ بِأَمْثَالِي
رَبِّي الكَرِيمْ أَعْطَاكُمْ * تَسْقُوا حِسًّا وَمَعْـــنًى
رُدُّوا عَلَيْنَا لَيَالِينَا الَّتِي سَلَفَتْ * وَامْحُوا الَّذِي قَدْ جَرَى مِنَّا
رَكِبْتُ بَحْراً مِنَ الدُّمُوعِ * سَفِينُهُ جِسْــمِيَ النَّحِيلْ
زَارَنِي حَبِيبِي طَابَتْ أَوْقَاتِي * وَسَمَحْ لِي الحَبِيبْ
شَوْقِي دَعَانِي وافْنَيْتُ يَا فُقَرَا * دِيرُوا الأَوَانِي وَاسْقُونِي خَمَره
صَحَّ عِنْدِي الخَبَرُ وَسَرَى فِي سِرِّي * أَنَّ عَيْنَ النَّظَرْ عَيْنُ عَيْنِ الفِكْرِ
طَابَتْ أَوْقَاتِي بِمَحْبُوبٍ لَنَا * حُبُّهُ ذُخْرِي
طَالَ اشْتِيَاقِي وَلاَ خِلٌّ يُؤَانِسُنِي * وَلاَ الزَّمَانُ بِمَا نَهْوَى يُوَافِينِي
فَإِذَا نَظَرْتَ بِعَيْنِ عَقْلِكَ لَمْ تَجِدْ * لا شَيْئاً سِوَاهُ عَلَى الذَّوَاتِ مُصَوَّرَا
قَدْ لاَحَ لِي مَاغَابَ عَنِّي * وَشَمْلِي مَجْمُوعْ وَلاَ افْتِرَاقَ
القَلْبُ اللِّي يَهْوَاكُمْ * عُمرُه مَا يَرْتَاحْ
كُلُّ وَاحِـدٍ لَهُ نَصِيبْ يَأْتِي * وَهَوَاكَ لِي نَصِيبْ
كَمْ صُدُودٍ وَكَمْ قِلاَ * وَوِصَالِي بِكُـمْ غَلاَ
لَسْتُ أَنْسَى الأَحْبَابَ مَا دُمْتُ حَيَّا * مُذْ نَأَوْوا لِلنَّوَى مَكَاناً قَصِيَّا
لَمَّا بَدَا مِنْكَ القُبُولْ * أُخْرِجْتُ مِنْ سِجْنِ الأَسَا
لَمَّا عَنْكَ غِبْنَا ذَاكَ العَامَ فَإِنَّنَا * نَزَلْنَا عَلَى بَحْرٍ وَسَاحِلُـهُ مَعْنَا
لَوْلاَكَ مَا كَانَ وُدِّي * وَلاَ مَنَازِلُ لَيْـــلاَ
لَيْلِي لَيْلِي قَدْ رَجَعْ نَهَارِي * شَمْسِي شَمْسِي شَمْسِي وَأَقْمَارِي
مَا لَذَّةُ العَيْشِ إِلاَّ صُحْبَةُ الفُقَرَا * هُمُ السَّلاَطِينُ وَالسَّادَاتُ وَالأُمَــرَا
مَتَى يَا عُرَيْبَ الحَيِّ عَيْنِي تَرَاكُمُ * وَأَسْمَعُ مِنْ تِلْكَ الدِّيَارِ نِدَاكُمُ
يَا خَالِقَ العَرْشِ العَظِيمْ يَا ذَاالجَلاَلِ * اعْفُ عَنِّي يَا كَرِيمْ وَالْطُفْ بِحَالِي
يَا صَاحٍ لَيْسَ عَلَى المُحِبِّ جُنَاحٌ * إِنْ لاَحَ مِنْ أُفُقِ الوِصَالِ صَبَاحُ
يَا عَالِمَا بِالخَفِيَّا سَأَلْتُكَ يَا مَوْلَى المَوَالِي * أَمْحُ ذُنُوباً عَلَيَّا يَا مَنْ عَلَيْهِ اتِّكَالِي
يَا عَيْنِي لاَزِمِي السَّهْرَ طُولَ اللَّيَالِي * عِشْقِي فِي مَحْبُوبِي اشْتَهَرْ رِقُّوا الحَالِي
يَا قَلْبُ زُرْتَ وَمَا انْطَوَى ذَاكَ الجَوَى * عَجَباً لِقَلْبٍ بِالنَّعِيــمِ قَدِ اكْتَوَى
يَا مَنْ بِهِمْ قَدْ طَابَتْ حَيَاتِي * وَتِهْتُ فَخْرًا عَلَى الوُجُودِ
يَا مَنْ عَلاَ فَرَأَى مَا فِي القُلُوبِ وَمَا * تَحْتَ الثــَّرَى وَظَلاَمَ اللَّيْلِ مُنْسَدِلُ
يَا مَنْ لاَ ذَاقَ سُكْرَ طَعْمِ المَحَبَّة * وَلاَ رَبَّاهْ بِالذَّوْقْ وَلاَ تَرَبَّى
يَا مَنْ يُغِيثُ الوَرَى مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا * إِرْحَمْ عُبَيْداً أَكُفَّ الفَقْرِ قَـدْ بَسَطُوا
إعداد: محمد بن أحمد باغلي
أحدث التعليقات