بالتعاون مع رجال الفكر من مختلف القطاعات، وبالتعاون مع مديرية التربية وجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان، أنشئ الجمع الخلدوني منذ 17 مارس 1996 لتنشيط منتدى حول أعمال عبد الرحمن بن خلدون، وهذا تحضيرا لذكرى المائة السادسة لوفاته 17 مارس 1406-2006م.شارك في هذا المنتدى الأستاذ المرحوم عبد المجيد مزيان في ذكرى 17 مارس 1997م وتمنى للجمع المواصلة في تطوير هذا المشروع.اشتغل هذا الجمع في البداية في إكمالية « ابن خلدون » بتلمسان شهرياً وأنجز صيغة منقّحة لمدخل المقدّمة.فكّر أعضاء الجمع الخلدوني في تجربة المحاولات الوطنية التي أقيمت بمناسبة الملتقيات الدوليّة في سنة 1978 وسنة 1983 وسنة 1986 حول أعمال ابن خلدون.كما تأمّل الجمع في تجربة الجمعيات الثقافية التي تكوّنت باسم ابن خلدون في التسعينات وتنصيب لجنة تأسيسية برعاية مديرية التربية وجامعة تلمسان.من أهداف هذا الجمع التّأمّل فيما يمكن إنجازه بمناسبة إحياء ذكرى المائة السّادسة لوفاة عبد الرحمن بن خلدون 17 مارس 1406-2006م ؛ومنها تنشيط حصّة شهرية حول أعمال عبد الرحمن بن خلدون ؛ومنها إنشاء مكتبة تضم نسخ من أعمال عبد الرحمن بن خلدون وما كتب عنها في جميع اللغات ووضعها في متناول الباحثين ؛ومنها وضع نصوص أنيقة مختارة من أعمال عبد الرحمن بن خلدون للتعاليق والترجمة ؛ومنها إقامة موقع على الإنترنت لربط العلاقات بين المفكّرين في أعمال عبد الرحمن بن خلدون ،وفتح بريد إلكتروني لدفع المشروع بعنوان : [email protected]بعد انقطاع الأعمال لمدّة سنتين، انطلق الجمع من جديد في مشروعه يوم 17 مارس 2001م بمدرسة العبّاد.ومن شهر إلى شهر أقيمت حصص للتّمعّن والتّمتّع في نصوص المقدّمة الخاصّة بميادين الطب والعمران والتعليم والتصوف والكيمياء…حسب اختصاصات المشاركين في الجمع.وها هو الجمع ينطلق بعد 17 مارس 2003م في التعاون مع جامعة ابن خلدون بتيارت حيث يقع في نفس الوقت التأمّل في نفس النّصّ للمرّة الأولى.وكلّما ضاق الأمر بالجمع الخلدوني في مكان بني زيان أوبني مرين إلاّ وفتحت له أبواب بني عارف، ولا يتّسع الأمر إلاّ إذا ضاق.*****مدرسة العباد بتلمسان- يلتقي الجمع الخلدوني بمدرسة العباد بتلمسان كل يوم 17 من كلّ شهر الساعة 17 مساءً أمام مدخل المدرسة بعد صعود الخمس عشرة درجة فوق ربوة صغيرة في انتظار من يفتح باب المدرسة حسب ترخيص الأيام.– وفي هذا الانتظار يتأمّل الكلّ كما تأمّل ابن خلدون في هندسة المدخل للمدرسة :  » إنّه قوس على شكل حذوة الفرس يحيط به مستطيل أوّل ذو زاويتين موشيتين بالفسيفساء. وهذا المستطيل نفسه جعل في وسط مستطيل آخر أكبر منه مرونق بحواش من الفسيفساء أيضًا إلاّ أنّ شكلها المعين مزخرف بتقاطيع مزهرة ووضع في أعلى الباب شرعة ترتاح على مساند صغيرة إتماماً لهذه الزخرفة ».– ثمّ تكون الوقفة التّأمّليّة في صحن المدرسة : » كلّ الإسقاطات تخضع لقاعدة العدد الذهبي : انظر إلى أي سور من الأسوار العشر أو إلى أيّ سارية من الساريتين إزاء الباب أوأمام قاعة الدروس.ولعلّك تتساأل عن مكان دورة المياه الخارجة عن مربّع المدرسة وعلاقتها بالفنّ المعماري الحديث ؟– ثمّ الصعود إلى الطبقة العليا المشتملة على بيوت كانت معدّة لسكنى الطلبة وحيث النظرة على الأفق الزبرجدي المعروف بالمونية والذي شُوِّهَ بتصوّرِ من لم ينعم بتمتّع الربى الخضراء الممتدّة إلى واد الصّفصيف :كلّ حسن على تلمسان وقف * وخصوصا على ربى العبّاد– ثمّ الدخول إلى قاعة الدروس حيث عبد الرحمن بن خلدون ألقى فيها بعض الفصول من مقدّمته – ها أنت تقف كما وقف عبد الرحمن بن خلدون تحت القبّة المستديرة  » الشكل المكوّنة من عدّة حفريات متتالية حول نجم ذات ثمانية وأربعين رأسًا وبين القضبان المقوّسة الشّكل الّتي تتركّب منها هذه النّجمة المتشابكة بعضها البعض والأشكال الهندسية في القطع الأفقية المزخرفة بقضبان مشتبكة اشتباكات عجيبة « .– ولتستمع إلى إحدى نصوص المقدّمة كأنّها كتبت إلى جيلك ليتّخذ منها عبرته– أراد عبد الرحمن بن خلدون الاستقرار بهذه القاعة لبثّ العلم لَوْ سمِح له بذلك…– بدأ فيها عام 776هـ/م1375 تدريس ما سيكون مقدّمته لـ »كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيّام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر « – وفي ختام كلّ جلسة يهدى ثواب قراءة سورة الملك إلى روح عبد الرحمن بن خلدون من تحت هذه القبّة الخضراء وإلى أرواح من تعلّق به من تلامذته.****** إعداد: محمد بن أحمد باغلي