سيدي محمد بن الحسن بن مخلوف

بن مسعود المزيلي الراشدي

الشهير بأبركان

ومعناها بالبربرية : الأسود

ت 857هـ/م1453

فقيه، مالكي، محدّث، من أهل تلمسان وبها نشأ وتعلّم

من آثاره

المشرع المهيّأ في ضبط مشكل رجال الموطأ – وهو مخطوط

الزند الواري في ضبط رجال البخاري – مخطوط

فتح المبهم في ضبط رجال مسلم – مخطوط

الثاقب في لغة ابن الحاجب

ثلاثة شروح على الشفا، أكبرها في مجلدين سماها « الغنية

______________________________

شجرة النور 262، نيل الابتهاج 316، درّة الحجّال 2/295، البستان 220، هدية العارفين 2/89، كشف الظنون 1035 ، معجم المؤلفين 9/221

____________________________________

ومن كتاب المواهب القدسية في المناقب السنوسية لنحند بن عمر الملالي

10.1.- ومِنَ المَعْدُودِ مِنْ أَشْيَاخِهِ وَإِنْ لَمْ يَأْخُذْ عَنْهُ، إِلاَّ أَنَّهُ حَضَرَ مَجْلِسَهُ وَانْتَفَعَ بِكَلاَمِهِ، الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ العَلَمُ الوَلِيُّ الصَّالِحُ القُطْبُ الغَوْثُ الشَّهِيرُ الكَبِيرُ سيدي الحسن بن مخلوف بن مسعود بن سعد بن سعيد المزلي الرّاشدي الشّهيرُ بأبركان[1]-رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- وَنَفَعَ بِهِ.

قَالَ: –

رَأَيْتُ المَشَائِخَ وَالأَوْلِيَاءَ، فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ الشَّيْخِ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَان-رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَتْهُ-.

قَالَ: –

وَكَانَ لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ وَكَانَ يَضْحَكُ إِلاَّ تَبَسُّمًا.

حَدَّثَنِي شَيْخُنَا سِيدِي عَلِيّ التَّالُوتِي –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- قَالَ:

كَانَ أَخِي سِيدِي مُحَمَّد السَّنُوسِي إِذَا دَخَلَ عَلَى الشَّيْخِ سِيدِي الحَسَن أَبَرْكَانَ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-  يَتَبَسَّمُ لَهُ ويُفَاتِحَهُ بِالكَلاَمِ، ثُمَّ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ لَهُ:  » جَعَلَكَ اللهُ مِنْ أَئِمَّةِ المُتَّقِينَ « .

قَالَ:

وَكَانَ أَخِي سِيدِي مُحَمَّد لَا يَتَكَلّمُ فِي المَجْلِسِ وَرُبَّمَا تُعْرَضُ لِلشَّيْخِ سِيدِي الحَسَنِ مَسْأَلَةٌ وَيَتَوَقَّفُ أَهْلُ المَجْلِسِ فِيهَا، فَيَلْتَفِتُ الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَانَ إِلَى سِيدِي مُحَمَّد السَّنُوسِي، وَكَانَ صَغِيراً، فَيَقُولُ لَهُ:

–      مَا تَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ ؟

فَيَقُولُ: – يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ المُرَادُ كَذَا وَكَذَا.

فَيَقُولُ الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَن أَبَرْكَانَ-رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-:

– الصَّوَابُ مَا قَالَ مُحَمَّدُ.

يَعْنِي سِيدِي مُحَمَّدِ السَّنُوسِي –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- وَنَفَعَ بِهِ.

فَقَدْ أَجَابَ اللهُ دَعْوَتَهُ، وَحَقَّقَ فِيهِ فِرَاسَتَهُ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا- وحَشَرَنا فِي زُمْرتِهِمَا.

قُلْتُ

وَكَانَ لِسِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَانَ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- وَعَنْ شَيْخِنَا مُكَاشَفَاتٍ وَكَرَامَاتٍ

1.10.1  –فَمِنْهَا مَا حَدَّثَنِي بِهِ شَيْخُنَا سِيدِي عَلِيّ التَّالُوتِي -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وَرَضِيَ اللهُ عَنْهُ- .

–   قَالَ: –

كُنْتُ أَقْرَأْتُ أَخِي سِيدِي مُحَمَّد السَّنُوسِي رِسَالَةَ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- وَأُشْكِلَتْ عَلَيْنَا مَسْأَلَةٌ مِنْ مَسَائِلِ الفقه. فَمَشَيْنَا إِلَى مَجْلِِسِِ الشَّيْخِ سِيدِي الحَسَن أَبَرْكَانَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لِنَسْأَلْهُ عَمَّا أُشْكِلَ عَلَيْنَا. فَوَجَدْنَاهُ يُدَرِّسُ الفِقْهَ.

–   قَالَ:

فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَتِنَا، فَبَدَا لِي  لِعِدَمِ المُنَاسَبَةِ بَيْنَ مَسْأَلَتِنَا وَبَيْنَ المَسْأَلَةِ الَّتِي كَانَ يَدْرُسُ الشَّيْخُ.

–   قَالَ:

فَلَمْ يَزَلِ الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَنِ يُحَاوِرُ وَيَخْرُجُ مِنْ مَسْأَلَةٍ إِلَى مَسْأَلَةٍ حَتَّى خَرَجَ لِمَسْأَلَتِنَا بِعَيْنِهَا، فَقَالَ:

 » مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ ؟ « 

فَتَوَقَّفَ القَوْمُ، فَأَجَابَ هُوَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْ مَسْأَلَتِنَا، وَزَالَ ذَلِكَ الإِشْكَالُ بِجَوَابِهِ وَعُجِبْنَا مِنْ مُكَاشَفَتِهِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-.

2.10.1 – وَمِنْهَا مَا حَدَّثَنِي بِهِ شَيْخُنَا سِيدِي عَلِيّ التَّالُوتِي –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- قَالَ:

– كُنْتُ يَوْمًا فِي مَجْلِسِ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَانَ وَهُوَ يُفَسِِّرُ كَلاَمَ الشَّيْخِ ابْنِ أَبِي زَيْدِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- فِي رِسَالَتِهِ حَيْثُ قَالَ:

« وَالمَرْأَةُ دُونَ الرَّجُلِ فِي الجَهْرِ وَهِيَ فِي هَيْئَةِ الصَّلاَةِ مِثْلُهُ غَيْرَ أَنّهَا تَنْضَمُّ وَلاَ تَفْرُجُ فَخِذَيْهَا وَلاَ عَضُدَيْهَا وَتَكُونُ مُنْضَمَّةً مُنْزَوِيَّةً فِي جُلُوسِهَا وسُجُودِهَا وَأَمْرِهَا كُلّْهِ ».

قَالَ : فَلَمَّا فَسَّرَهُ وَبَيَّنَ مَعْنَاهُ قَالَ الشَّيْخُ:

– كَيْفَ قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ ؟ « 

فَتَوَقَّفَ القَوْمُ.

قَالَ سِيدِي عَلِيّ:

 – كُنْتُ أَنَا فِي آخِرِ المَجْلِسِ وَأَنَا أَتَفَكَّرُ فِيمَا قَالَهُ ابْنُ الحَاجِبِ، وَالشَّيْخُ يَنْظُرُ يَمِيناً وَشِمَالاً وَيَقُولُ: كَيْفَ قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ ؟

قَالَ: يَحْضُرُنِي كَلاَمُ ابْنُ الحَاجِبِ فِي قولِهِ:

  » وَيَسْتَحِبُّ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ وَمَرْفَقَيْهِ وَجَنْبَيْهِ وَبَيْنَ بَطْنِهِ وَفَخْذَيْهِ بِخِلاَفِ المَرْأَةِ ».

قَالَ: فَمَا اسْتَتْمَمْتُ كَلاَمِي فِي خَاطِرِي إِلاَّ وَالشَّيْخُ قَدْ قَالَ:

– ابْنُ الحَاجِبِ هُنَا تَكَلَّمَ.

وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيَّ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. فَذَكَرْتُ لَهُ قَوْلَ ابْنِ الحَاجِبِ.

قَالَ: فَقَالَ الشَّيْخُ لِي: – قُمْ مِنْ ذَلِكَ المَوْضِعِ َواقْعُدْ هُنَا فِي مَكَانِ المُقْرِئِ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُ هَذِهِ الدَّوْلَةَ، وَقَالَ لِي:

– اِقْرَأْ

فَقَرَأْتُ مَا شَاءَ اللهُ وَعَجِبْتُ أَيْضًا / مِنْ مُكَاشَفَتِهِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-.

3.10.1-  وَمِنْ كَرَامَاتِهِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-:

–   مَا حَدَّثَنِي بِهِ سِيدِي وَمَوْلاَيَ مُحَمَّدِ السَّنُوسِي وَأَخُوهُ سِيدِي عَلِيّ التَّالُوتِي –رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى وَرَضِيَ عَنْهُمَا وَنَفَعَنَا بِهِمَا- قَالاَ لِي: – كَانَ الشَّيْخُ سِيدِي أَبِي الحَسَنِ أَبَرْكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ قَامَ يَتَوَضَّأُ فِي صَحْرَاءٍ، فَبَيْنَمَا هُوَ فِي أَثْنَاءِ وُضُوئِهِ  إِذْ أَقْبَلَ أَسَدٌ أَسْوَدٌ عَظِيمُ الخَلْقَةِ. فَبَرَكَ عَلَى سُبَّاطِ الشَّيْخِ وَبَقِيَ كَذَلِكَ حَتَّى فَرَغَ الشَّيْخُ مِنْ وُضُوئِهِ، فَلْتَفَتَ الشَّيْخُ إِلَى الأَسَدِ، فَرَءَاهُ، فَقَالَ الشَّيْخُ: { تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنَ الخَالِقينَ } ثَلاَثَ 3 مَرَّاتٍ. فَأَطْرَقَ الأَسَدُ بِرَأْسِهِ إِلَى الأَرْضِ كَالمُسْتَحِيي، فَقَامَ الأَسَدُ إِلَى جِهَةٍ أُخْرَى.

–   وَحَدَّثَنِي شَيْخُنَا سِيدِي مُحَمَّدِ السَّنُوسِي –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وَرَضِيَ عَنْهُ- وَكَتَبَ بِهِ إِلَى سِيدِي سَعِيد بْنِ عَبْدَ الحَمِيدِ العَصْنُونِي[2] بِمَنْزِلِهِ مِنْ وَانْشَرِيسَ، وَكَانَ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ الشَّيْخِ القُدَمَاءَ قَالَ: – دَخَلْتُ فِي يَوْمٍ حَارٍّ وَقْتَ الزَّوَالِ عَلَى الشَّيْخِ سِيدِي الحَسَنِ، فَوَجَدْتُهُ فِي تَعَبٍ عَظِيمٍ، وَالعَرَقُ يَسِيلُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي: – أَتَدْرِي مِمَّنْ هَذَا التَّعَبِ الَّذِي أَنَا فِيهِ؟ قُلْتُ: – لاَ يَا سَيِّدِي. فَقَالَ لِي: – كُنْتُ آنِفًا جَالِسًا بِهَذَا المَوْضِعِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ الشَّيْطَانُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَهَرَبَ أَمَامِي، فَتَبِعْتُهُ وَأَنَا أَذْكُرُ كَلِمَاتِ الأَذَانِ. فَمَا زَالَ يَهْرُبُ بَيْنَ يَدَيّ وَلَهُ ضُرَاطٌ، كَمَا ذُكِرَ فِي الحَدِيثِ، إِلَى أَنْ دَخَلَ فِي القَادُوسِِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ فِي رَأْسِ القَصَّارِينَ، وَغَابَ عَنِّي، وَالآنَ رَجَعْتُ فِي اِتِّبَاعِهِ. انتهى

–   وَحَدَّثَنِي أَيْضًا سِيدِي مُحَمَّدِ السَّنُوسِي–رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وَرَضِيَ عَنْهُ- قَالَ:

– لَمَّا قَدِمَ الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَانَ مِنَ المَشْرِقِ، وَجَدَ قَرْيَة الجُمْعَةَ قَدْ خُرِّبَتْ، وَهِيَ كَانَتْ سُكْنَى أَسْلاَفِهِ، فَنَزَلَ تِلِمْسَانَ ثُمَّ تَرَدَّدَ خَاطِرُهُ فِي الرُّجُوعِ لِقَرْيَةِ الجُمْعَةَ لِيُجَدِّدَ بِهَا مَا دُثِرَ مِنَ العُمْرَانِ.

قَالَ سِيدِي الحَسَنِ:

– فَخَرَجْتُ إِلَيْهَا يَوْماً، وَجَلَسْتُ مُعْتَبِرًا فِي آثَارِهَا كَيْفَ أَخَذَهَا الخَرَابُ وَاسْتَوْلَى عَلَى أَهْلِهَا الجَلاَءُ، وَإِذَا بِكَلْبٍ قَدْ أَقْبَلَ وَجَلَسَ بِالقُرْبِ مِنِّي وَحَالُهُ فِي انْكِسَارِ الخَاطِرِ وَتَغَيُّرِ الظَّاهِرِ كَحَالِي، ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي:  – هَلْ تَعُودُ هَذِهِ القَرْيَةُ كَمَا كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ العِمَارَةِ أَمْ لَا؟

فَرَفَعَ الكَلْبُ عِنْدَ /19/ ذَلِكَ رَأْسَهُ إِلَىَّ وَقَالَ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ:  {إِلَى يَوْمِِ يُبْعَثُونَ}

أَيْ لَا تَعُودُ العِمَارَةُ فِيهَا كَمَا كَانَتْ أَبَدًا.

قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُ نُطْقَهُ إِلَيَّ ذَلِكَ، رَجَعْتُ إِلَى تِلِمْسَانَ وَعَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ إِلْهَامٌ مِنَ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ.

انتهى

–   وَحَدَّثَنِي سِيدِي وَمَوْلاَيَ سِيدِي مُحَمَّدِ السَّنُوسِي –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وَنَفَعَ بِهِ- قَالَ: حَدَّثَنِي سِيدِي مُحَمَّدِ بْنِ تُونِرِتْ قَالَ: خَرَجَ فِي وَجْهِي شَيْءٌ تَقُولُ لَهُ العَامَّةُ  » تاملعولة »، فَأَخَذَ جُلَّ وَجْهِي. فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي القَصَّارِينَ، فَإِذَا بِسِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَانَ قَدْ طَلَعَ مِنْ أَجَادِيرَ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ لَهُ: – يَا سَيِّدِي أَدْعُوا اللهَ أَنْ يَشْفِيَنِي مِنْ هَذَا الدَّاءِ.

قَالَ، فَبَصَقَ الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَانَ عَلَى سَبَّابَتِهِ وَجَعَلَهَا عَلَى الدَّاءِ الَّذِي كَانَ فِي وَجْهِي وَبَقِيَ سَاعَةً يَقْرَأُ سِرًّا.

قَالَ: فَأَزَالَ الشَّيْخُ سَبَّابَتِهِ، فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ الدَّاءُ، وَشَفَانِي اللهُ –تَعَالَى- فِي الحِينِ وَلَمْ يَبْقَ لَهُ أَثَرٌ بِالكُلِّيَّةِ، وَذَلِكَ بِبَرَكَتِهِ وَصَالِحِ دَعْوَتِهِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.

وَبِالجُمْلَةِ فَمُكَاشَفَاتُهُ وَكَرَمَاتُهُ كَثِيرَةٌ وَقَدْ ذَكَرَ سِيدِي مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدِ[3] –حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى- فِي كِتَابِهِ المُسَمَّى بـ »رَوْضَةِ النَّسْرِينِ » جُمْلَةً كَافِيَّةً مِنْ كَرَامَاتِهِ وُمَكَاشَفَاتِهِ. وَاقْتَصَرْتُ فِي هَذَا المَوْضِعِ عَلَى ذِكْرِ الكَرَامَاتِ، سَمِعْتُهَا مِنَ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- لِأَنَّ المَقْصُودَ ذِكْرُ شَيْخِنَا وَبَرَكَتِنَا وَحَيْثُ أَذْكُرُ غَيْرَهُ فِي هَذَا المَوْضِعِ إِنَّمَا يُذْكَرُ عَلَى سَبِيلِ التَّبَعِيَّةِ وَلِأَنَّ التَّابِعَ وَهُوَ الشَّيْخُ سِيدِي –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَزِيدُ شَرَفًا بِشَرَفِ مَتْبُوعِهِ. فَلِهَذَا ذَكَرْتُ غَيْرَهُ.

وَأَيْضًا لَمَّا اِلْتَزَمْتُ فِي صَدْرِ هَذَا المَوْضُوعِ أَنْ أَذْكُرَ بَعْضَ مَا سَمِعْتُ مِنَ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- اِضْطَرَّنِي الحَالُ أَنْ أَذْكُرَ غَيْرَهُ لِأَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ.

وِلِهَذَا اقْتَصَرْتُ أَيْضًا عَلَى ذِكْرِ بَعْضِ مَشَائِخِهِ لِأَنِّي سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْهُمْ بِخِلاَفِ غَيْرِهِمْ لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْهُمْ شَيْئًا، أَهْمَلْتُهُمْ وَلَمْ أَتَعَرَّضْ لَهُمْ لِاحْتِمَاِل أَنْ لَا يَكُونَ أَخَذَ عَنْهُمْ وَإِنَّمَا كَانَ يَتَنَاوَلُ العِلْمَ بَيْنَهُمْ.

وَتَوَفَّي سِيدِي الحَسَن –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- فِي أَوَاخِرِ شَوَّالِ سَنَةَ سَبْعِ وَخَمْسِينَ وَثَمَانِمِائَة[4] –رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى وَرَضِيَ عَنْهُمْ وَنَفَعَنَا بِهِمْ-.

 

إعداد وتحقيق: محمد بن أحمد باغلي



[1]  الحسن بن مخلوف بن مسعود بن سعد بن سعيد المزلي الرّاشدي الشهير بأبركان:

[2]  سعيد بن عبد الحميد العصنوني :

[3]  محمّد بن أحمد بن صعد صاحب كتاب روضة النسرين:

[4]     آخر شوال عام 857هـ يوافق 1 نوفمبر 1453م