Er-Rihla ech-Chouaibiyya 5

TAQBALET – EL EUBBAD Tlemcen

42km 195

17 Novembre 2012

سيدي شعيب أبي مدين في رحلته الأخيرة

من بجاية

إلى قرية عين تقبالت

محمّد بن أحمد باغلي

Sur les routes de la foi

AIN-TAQBALET      Lieu de la quotbiyya de Sidi Chouaib Aby-Madyan

      * عاد صيت سيدي شعيب أبي مدين في {المكان الذي تقطّب فيه بثلاث ساعات قبل أن يغرغر} بقرية عين تقبالت، من خلال ما ترك لنا تلامذته وأتباعهم من سيدي محيي الدين بن عربي الحاتمي، صاحب « الفتوحات المكية » إلى الشيخ الأمير سيدي عبد القادر الجزائري، صاحب كتاب « المواقف الروحية في بعض إشارات القرءان إلى الأسرار والمعارف والإلقاءات السبوحية».

  * بدأ بعض الأوفياء لهذا القطب الربّاني يقصدون بتورّع موضع قطبيّته بقرية « عين تقبالت » قرب تلمسان ما بين بلدية « بن سكران » – التي كانت تسمّى في عهد شعيب أبي مدين « وادي يسرا » – وبلدية « الكيحل » بولاية « عين تموشنت »، وذلك مرّتين في السّنة : في يوم الجمعة التي تلي كلّ مناسبة للمولد النّبوي الشّريف ؛ وفي يوم  الجمعة التي تقارب تاريخ 13 نوفمبر من كلّ سنة –. تحكي الأسطورة المتداولة أنّ سيدي شعيب أبي مدين توفي ظهيرة يوم 13 نوفمبر من سنة 1197م الذي وافق غرّة محرّم لعام 594هـ -.

تقام هذه السنة الزيارة إلى مقامات سيدي شعيب أبي مدين يوم الجمعة 16 نوفمبر 2012م انطلاقا من مسجد سيدي « المجاصي » بمشور تلمسان عند الساعة 9 التاسعة صباحا لمحطّة أولى بمقام « سيدي أبي عبد الله بن علي » بأعالي « قرية العبّاد » حيث بدأ سيدي شعيب أبي مدين دروسه لمريديه الأوائل ؛ ثمّ يتوجّه الموكب بحولقة ذكرية إلى « قرية عين تقبالت » ؛ وبعد أداء صلاة الجمعة وتضرّع في مقام قطبية سيدي شعيب أبي مدين كما ذكره لنا سيدي محيي الدين بن عربي ؛ يرجع الموكب إلى مقام « سيدي الدّاودي بن نصر » بأقادير تلمسان حيث توقف الموكب المرافق لسيدي شعيب أبي مدين في أوّل رحلته ؛ وتنتهي الرحلة بزيارة ضريح سيدي شعيب أبي مدين بمكان مثواه الأخير.

 * أخبر سيدي محيي الدين بن عربي بـ{أنّ الشّيخ أبا مدين رحمه الله تعالى لم يمُت حتّى تقطّب قبل أن يغرغر بثلاث ساعات}.كان سيدي شعيب أبي مدين قد وصل إلى قرية عين تقبالت مع طلبته الأوفياء القادمين معه من « بجاية » في موكب تحت الحراسة للتّوجّه إلى مقابلة السلطان يعقوب المنصور بمراكش. كان سيدي شعيب أبي مدين يردّد لمن حوله:

       » أنا لا أرى السّلطان وهو لا يراني « .

من هذا المقام بقرية « عين تقبالت » أعجبته النظرة إلى الوجهة الجنوبية حيث أعالي قرية العبّاد بتلمسان على بعد ثلاثين كيلومترا مسافة الطير، أين أقام أوّل مدرسة بعد مغادرته لمدينة فاس في بداية مشواره الروحي.

وحين التفت إلى الوجهة الشمالية الغربية تذكّر من وراء أحرف ساحل الأندلس مسقط رأسه بقنطيانة قرب إشبيلية على ضفّة الوادي الكبير.

وتذكّر كيف انتقل من « قنطيانة » إلى « فاس » « لكسب الخير الرابح والاشتغال بحرفة الدرازة ».

قرأ بفاس على أبي الحسن علي بن حرزهم « الرّعاية » للمحاسبي و »إحياء علوم الدين » للغزالي، و »جامع » الترمذي، و »موطّأ » مالك. وأخذ الورد والذّكر عن أبي عبد الله الدّقّاق وعن الشيخ يعزى يَلَنُّور.

مرّ بتلمسان أوّلا وأقام قرب ضريح الولي « سيد أبي عبد الله بن علي » بأعالي « قرية عبّاد » تلمسان، بعد أن وضع أوراق الورود البيضاء وسط جرّة الحليب التي قُدّمت إليه من طرف أعيان المدينة مشيرا له بأن المدينة كافية بعلمائها.

 * من قرية عين تقبالت تذكّر سيدي شعيب أبي مدين وهو بأعالي العبّاد كيف كان يلقّن لأوّل مرّة حِكم أبي القاسم الجنيد، سيد الأقطاب، لمريديه الذين بقوا بالمغرب الأوسط والأقصى والذين كوّنوا النوّات الأولى لمدرسته عبر العصور.

نظرة من مقام سيدي أبي عبد الله بن علي

بأعالي قرية العبّاد…

… إلى قرية عين تقبالت في الأفق

…كما تذكّر رحلته من تلمسان إلى المشرق ومشاركته في معركة حطين مع صلاح الدين الأيوبي الذي أمدّه بأوقاف ببيت المقدس الشريف بحي المغاربة وتساءل سيدي شعيب أبي مدين عن هذه الأوقاف التي وهبها للمغاربة عبر العصور المقبلة . فهل لأبناء الجزائر من حرس وعناية لاسترجاع هذه الأوقاف إلى أهاليها؟

…كما تذكّر سيدي شعيب أبي مدين تلك الوقفة بجبل عرفة بمناسبة أداء مناسك الحج مع الشيخ سيدي عبد القادر الجيلالي وتلك الدروس معه في الحرم الشريف.

…وتذكّر رجوعه إلى المغرب الأوسط وإقامته بمدينة بجاية لتدريس العلوم بمسجد أبي زكريا يحيى الزواوي بحي اللؤلؤة .

لقد قال سيدي شعيب أبي مدين عن مدينة بجاية :  » بجاية مُعِينة على طلب الحلال » .

ولقد قيل لأبي مدين بهذه المدينة :  » بُثّ العلمَ ولا تبالي، ترتع مع العوالي… »  وجمع غفير من الأساتذة والطلبة تتوافد عليه وكلّ من مرّ على بجاية إلاّ وله وقفة مع سيدي شعيب أبي مدين إلى أن وشي به بعض العلماء عند يعقوب المنصور الموحدي : « إنّه يخاف منه على دولتكم، فإنّ له شبهًا بالإمام المهدي، وأتباعه كثيرون في كلّ بلد « . فبعث يعقوب المنصور إلى والي بجاية بقدوم أبي مدين إليه ليختبره.

– « إنّ منيّتي قربت وبغير هذا المكان قُدّرت. ولا بدّ لي منه وقد كبُرتُ وضعفتُ، لا أقدرُ على الحركة. فبعث الله تعالى لي من يحملُني إليه برفق ويسوقُني إليه أحسن سوقٍ وأنا لا أرى السلطان، وهو لا يراني « .

قال الشيخ العارف بالله سيدي محيي الدين بن عربي :

  » وكان آخر كلامه من الدّنيا بقرية عين تقبالت قرب وادي يسرا بتلمسان: « الله الحق -الله الحقّ -الله الحقّ -« .

حضرت هذه اللحظات الحاسمة جماعة كبيرة من تلاميذ سيدي شعيب أبي مدين التي رافقته انطلاقا من بجاية.

فستبقى الرؤيا الممتدّة بين « قرية عين تقبالت » و »قرية العبّاد » قائمةً عبر الأجيال كبصيص للنور الروحانية بين المعْلَمَيْن: » أيُّ موضعٍ هو للرُّقاد ؟ »

وبعد أن أشار إليهم لأحلى مكان للرقاد بقرية العبّاد، توجّه الموكب المهيب في غدٍ مشهودٍ من قرية عين تقبالت إلى قرية العبّاد مع وقفة بسيدي الدّاودي بن نصر بمدخل المدينة.

ترتكز الوقفة الروحية بمقام سيدي شعيب أبي مدين بقرية عين تقبالت في موسميها الروحي في التّعمّق في الحقيقة المطلقة من مكان سطعت فيه قطبية سيدي شعيب أبي مدين منذ أجيال .

وكلّ من زار مسجد سيدي شعيب أبي مدين بقرية عين تقبالت إلاّ وأخذ من معاني القصيدة الرّائعة لسيدي محيي الدين بن عربي وهو يعرّف فيها بحال شيخه ومطلعها :

ضياؤك نور الشمس بل هو أرفع *

وكفّك ثيب الغيث بل هو أنفع

وهي تقع في لوحتين على الجدار الخلفي للمسجد بقرية عين تقبالت.

أو يتأمّل في الخطبة الفريدة التي بقيت بين أيدي الباحثين حيث يظهر لنا موقف سيدي شعيب أبي مدين وهو يعايش ويعاني من محنة فتنة بني غانية مع الموحدين من الجهتين، فيرفع للجميع شعار التّوبة والمغفرة كحلّ وحيدٍ لمجتمعه.

كما أنّ المناسبة في تأمّل معاني موقف من « المواقف الروحية في بعض إشارات القرءان إلى الأسرار والمعارف والإلقاءات السبوحية » للشيخ الأمير سيدي عبد القادر الجزائري وهو يكشف في إشارات آية من الآيات الكريمة ؛

– ومعاني آيات سورة الملك التي هي الهاجس الأساسي لسيدي شعيب أبي مدين…

التّعامل مع مواقف سيدي شعيب أبي مدين وسيدي محيي الدين بن عربي وسيدي عبد القادر الجزائري حول التّوبة والمغفرة وشفاعة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في بداية الألفية الجديدة هي معالم روحية عريقة ببلادنا تنير طريق الشمولية الروحية المستقبلية .

هل تشهد الألفية الثالثة مناسك للرحلة الروحية ما بين أعالي العبّاد بمقام سيد عبد الله بن علي إلى قرية عين تقبالت قرب وادي يسرا إلى سيدي الدّاودي بن نصر إلى ضريح سيد شعيب أبي مدين ؟ إنّها الرحلة التي تسترجع فيها بلادنا سكينة عقيدتها الحضارية.

محمّد بن أحمد باغلي

في ذكرى شعيب أبي مدين بقرية عين تقبالت

{14}

تَحْيَا بِكُمْ كُلُّ أَرْضٍ تَنْـزِلُونَ بِهَا كَأَنَّكُمْ فِي بِقَـاعِ الأَرْضِ أَمْطَارُ

وَتَشْتَهِي العَيْنُ فِيكُمْ مَنْظِراً حَسَناً كَأنَّكُمْ فِي عُـيُونِ النَّاسِ أَزْهَـارُ

وَنُورُكُمْ يَهْتَدِي السَّــارِي لِرُؤْيَتِهِ كَأَنَّكُمْ فِي ظَلاَمِ اللَّيْلِ أَقْمَـارُ

لاَ أَوْحَشَ اللهُ رَبْعاً مِنْ زِيَارَتِكُمْيَا مَنْ لَهُمْ فِي الحَشَا وَالقَلْبِ تِذْكَارُ

.

قال الشيخ العارف سيدي محيي الدّين بن عربي :

» أَنَّ الشَّيْخَ أبَا مَدْيَن رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى لَمْ يَمُتْ

حَتَّى تَقَطَّبَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِثَلاَثِ سَاعَاتِ« 

.

وكَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ مِنَ الدُّنْيَا بِقَرْيَةِ تَقْبَالَتْ قُرْبَ وَادِي يَسْرَا:

» اللهُ الحَقُّ-اللهُ الحَقُّ-اللهُ الحَقُّ « 

.

…مَاتَ الشَّيْخُ قُطْبًا كَبِيرًا وَكَانَ لَهُ مِنَ القُرْآنِ  تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلِك

وذاك عام 594هـالموافق في غرّته 13نوفمبر1197م

***

سَألَتْهُ عَنِْ الشَّيْخِ أبِي مَدْيَن الكَائِنِ بِبِجَايَةِ مِنْ بِلاَدِ المَغْرِبِ

فَقَالَ لَهَا : » وَأنَّى لَكِ بِمَعْرِفَةِ أبِي مَدْيَن ؟

فَقَالَتْ: »وَهَلْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُهُ؟

إِنَّ اللهَ تَعَالَى مُنْذُ وَضَعَ اسْمُهُ عَلَى اَلأرْضِ، مَا بَقِيَ مِنَّا أحَدٌ إِلاَّ عَرَفَهُ. هَذَا حَالُ المَحْبُوبِ، فَكَيْفَ حَالُ القُطْبِ الَّذِي هَذَا المَحْبُوبُ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَبِهِ صَلاَحُ العَالَمِ وَإِلَيْهِ يَنْظُرُ الحَقُّ فِي الوُجُودِ وَنَرْجُو إِنْ شَاءَ اللهُ عَنْ قَرِيبٍ يَظْهَرُ عَنْهُ لِلْخَاصِّ وَالعَامِّ ؛ فَألْزِمُوا طَرِيقَتَهُ وَعَضُّوا عَلَيْهِ بِالنَّوَاجِدِ. « 

– خَرَجَ عَلَى يَدِ أبِي مَدْيَن ألْفَ شَيْخٍ مِنَ الأوْلِيَاءِ أولِي الكَرَمَاتِ.

– قُلْ لِأبِي مَدْيَنْ :» بُثَّ العِلْمَ وَلاَ تُبَالِي، تَرْتَعْ غَدًا مَعَ العَوَالِي.فَإِنَّكَ فِي مَقَامِ آدَمَ أبِي الدَّرَارِي.« 

– كَانَ الشَّيْخُ سِيدِي أبُومَدْيَن فَرْدًا مِنْ أفْرَادِ الرِّجَالِ وَصَدْرًا مِنْ صُدُورِ الأوْلِيَاءِ الأبْدَالِ، جَمَعَ اللهُ لَهُ عِلْمَ الشَّرِيعَةِ وَالحَقِيقَةِ وَأقَامَهُ رُكْنَ الوُجُودِ هَادِيًا وَدَاعِيًا لِلْحَقِّ. فَقُصِدَ بِالزِّيَارَةِ مِنْ جَمِيعِ الأقْطَارِ وَاشْتَهَرَ بِشَيْخِ المَشَايِخِ.

» أوْقَفَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ لِي: يَا شُعَيْبَ مَاذَا عَنْ يَمِينِكَ؟  قُلْتُ: يَا رَبّ عَطَاؤُكَ. قَالَ : وَعَنْ شِمَالِكَ ؟ قُلْتُ: يَا رَبّ قَضَاؤُكَ. فَقَالَ : يَا شُعَيْبَ قَدْ ضَاعَفْتُ لَكَ هَذَا، وَغَفَرْتُ لَكَ هَذَا. فَطُوبَى لِمَنْ رَآكَ أَوْ رَأى مَنْ رَآكَ. « 

 

{4}

اللَّهُ رَبِّي لاَ أُرِيدُ سِـوَاهُ هَلْ فِي الوُجُودِ الحَيِّ إِلاَّ اللَّهُ

ذَاتُ الإلـهِ بِهَا قِــوَامُ ذَوَاتِنَا هَلْ كَانَ يُوجَدُ غَيْرُهُ لَوْلاَهُ

{44}

يَا مَنْ عَلاَ فَرَأَى مَا فِي القُلُوبِ وَمَا تَحْتَ الثـَّرَى وَظَلاَمَ اللَّيْلِ مُنْسَدِلُ

أَنْتَ المُغِيثُ لِمَنْ ضَــاقَتْ مَذَاهِبُهُ  أَنْتَ الدَّلِيلُ لِمَنْ ضَـاقَتْ بِهِ الحِيَلُ

إِنَّا قَصَدْنَاكَ وَالآمَـالُ وَاثِقَةٌ    وَالكُلُّ يَدْعُـــوكَ مَلْهُوفٌ وَمُبْتَهِلُ

فَإِنْ غَفَرْتَ فَذُو فَضْلٍ وَذُو كَـرَمٍ    وَإِنْ سَطَوْتَ فَأَنْتَ الحَاكِمُ العَـادِلُ

من خطب سيدي أبي مدين شعيب

عِبَادُ اللهِ –

لَئِنْ كَانَتْ ذُنُوبُنَا كَثِيرَةً وَمَسَاوِينَا خَطِيرَةً وَسَيِّئَاتُنَا أَرْبَتْ عَنِ الحَصَى وَمُوبِيقَاتُنَا جَلَّتْ عَنِ العَدِّ وَالإِحْصَا؛ وَلَئِنْ قَلَّتْ فِي الصَّالِحَاتِ أَعْمَالُنَا وَطَالَتْ فِي الخَبَائِثِ آمَالُنَا وَاتَّبَعْنَا هَوَانَا  فَظَهَرَتْ مِنَّا القَبَائِحُ وَمَلَكَ حُبُّ الدُّنْيَا مِنَّا القُلُوبَ وَالجَوَارِحَ وَشَبَّ حَرْصُنَا عَلَيْهَا وَطُولُ آمَالِنَا زَادَ، وَحَانَ وَقْتُ الرَّحِيلِ مِنْهَا وَلاَ زَادَ وَرَانَ عَلَى قُلُوبِنَا سُوءُ الاكْتِسَابِ، وَمُلِئَتْ صَحَائِفُنَا بِالكَبَائِرِ وَمُوجِبَاتُ العَذَابِ ؛ فَرَحْمَةُ رَبِّي تَسِعُ الجَمِيعَ، وَفَضْلُ مَوْلاَنَا وَافِرٌ يَعُمُّ العَاصِي مِنْ خَلْقِهِ وَالمُطِيعَ ؛ فَلَيْسَ جُودُهُ مَخْصُوصًا بِمَنْ أَطَاعَ وَلاَ كَرَمُهُ مُخْتَصًا بِمَنْ أَتَى فِي عِبَادَتِهِ بِالمُسْتَطَاعِ بَلْ هُوَ مَبْذُولٌ بِالسَّبْقِ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَإِنْ عَصَى وَأَسَاءَ وَأَذْنَبَ وَخَالَفَ وَشَقَّ العَصَا.

قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ تَعَالَى بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ تَعَالَى فَيَغْفِرُ لَهُمْ[1]  »

قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ : » قَالَ اللهُ تَعَالَى : أَنَا أَكْرَمُ وَأَعْظَمُ عَفْوًا مِنْ أَنْ أَسْتُرَ عَلَى عَبْدٍ مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ أَفْضَحُهُ بَعْدَ إِذْ سَتَرْتُهُ وَلاَ أَزَالُ أَسْتَغْفِرُ لِعَبْدِي مَا اسْتَغْفَرَنِي « 

{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءً أَوْ يَظْلِمُ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا[2] }

قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ : » قَالَ اللهُ تَعَالَى : يَابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي إِلاَّ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي ؛ يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ أَنَّكَ أَتَيْتَنِي بِقَرِيبِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقَيْتَنِي لاَ تُشْرِكَ بِي شَيْء، لآتِكَ بِقَرَابِهَا مَغْفِرَةً « { كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءً بِجَهَلَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [3]}

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا يَا مَوْلاَنَا مِمَّنْ عَامَلْتَهُ بِرَحْمَتِكَ وَتَنَاوَبْتَهُ بِعَيْنِ رِعَايَتِكَ وَرَأْفَتِكَ.

Regroupement Bab Twitiyya

Bab Twitiya – Mechouar Tlemcen – Objectifs de la Rihla Chouaibiya

 

Sur le Parvis de la Quotbiya de Sidi Chouaib Aby-Madyan a Ain-TAQBALET


SUR LE PLATEAU DES KHIYALAT DE TAQBALET

PARC NATIONAL DE TLEMCEN

5eme RIHLA ECH-CHOUAIBIYYA
VENDREDI 16 NOVEMBRE 2012

9H.30 BAB TOUITIYA du Mechouar Tlemcen

10h.00 Station de Sidi Abdallah d’Al-Baal

Premier Lieu d’enseignement de Sidi Chouaib Aby-Madyan

11h.00 Départ sur TAQBALET

12h.30  Arrivée AIN-TAQBALET

14h.00 – 16h.00 Seance Qotbiyya de Sidi Aby-Madyan

SAMEDI 17 NOVEMBRE 2012
05H.00 DU MATIN  DEPART TAQBALET

15H.00  RECEPTION STATION SIDI-ABDALLAH D’AL-BAAL

AIN-TAQBALET – EL-EUBBAD SIDI ABDALLAH D’AL-BAAL   42 KM 195

Groupe de TLEMCEN

Mohammed BAGHLI

Kamal KOULOUGHLI

Abdelaziz HAMZA-CHERIF

Fawzi KAHOUADJI

Mustapha ABI-AYAD

Nabila BENMANSOUR

Wafae BOUAYAD-AGHA

Lotfi BOUAYAD-AGHA

Yassine BOUAYAD-AGHA

Larbi BOUAYAD-AGHA

Noura BOUAYAD-AGHA

Chakib KHEDIM

Lounis KASDI

Ilyes HASSAIN

Groupe Taqbalet

Kouider DJERIOUET

Bachir GUIEDOUDOU

Hamza GHALEM

Mouffok BELAID

Abdelquader DJERIOUET

Groupe AMIEUR

Abdelkrim HADJ MIMOUN

Zahira HADJ MIMOUN

Souhila HADJ MIMOUN

Amaria Masmoudi HADJ MIMOUN

Mohamed HAMIDI

Groupe d’ALGER

Lotfi LAADJAL Encadreur Responsable Groupe Mt Riant

Abbas SAADI Groupe Mt Riant

Akriar KETTANI Groupe Staoueli

Ali ZABILA Groupe Staoueli

Anissa ZERROUKI Groupe Mt Riant

Bachir DJERIBI Groupe Staoueli

Borhan SALAOUATCHI Groupe Mt Riant

Chafia BOURSAS Groupe GNOUS

Djahida BOUCENNA Groupe Staoueli

Djamel TAYEBI Groupe GNOUS

Feriel LAHFAYA Groupe Staoueli

Hakim DJEMA Groupe Mt Riant

Hamid MAZRI Groupe Mt Riant

Hamou DERICHE Groupe Staoueli

Lebsaira CHAFAI Groupe Staoueli

Lotfi HAOUA Groupe Mt Riant

Madjid HADIDI Groupe Staoueli

Mohamed KAUMAS Groupe Staoueli

Mohamed YAHIAOUI Alger

Mokhtar DOUDOU Groupe Mt Riant

Mouloud LABOU Groupe Staoueli

Mounira OUALIKENE Groupe Staoueli

Mourad LAHFAYA Groupe Staoueli

Mustapha SAIDJ Groupe Mt Riant

Mustapha TAGUET Groupe Staoueli

Nadjiba BENSOUYAH Groupe Mt Riant

Nasser FERRAG Groupe Staoueli

Nassima CHEBOUT Groupe Mt Riant

Nassima HAFIZ Groupe Staoueli

Nidal BENAYAD Groupe Mt Riant

Radia LABOU Groupe Staoueli

Radia ZEROUK Groupe Staoueli

Sabrina DERICHE Groupe Staoueli

Salah LERGAM Groupe Mt Riant

Salim BOUSSEDI Groupe Mt Riant

Samia CADI Groupe Staoueli

Samir BEN HAMMICHE Groupe Mt Riant

Samir HACINI Groupe Staoueli

Sara MOUILAH Groupe Mt Riant

Sofiane DJEBALLAH Groupe Mt Riant

Sofiane SEDDIKI Groupe Mt Riant

Toufik ZEROUK Groupe Staoueli

Walid BENAIBOUD Groupe Mt Riant

Zineb BENABDI Groupe Mt Riant

Zohra TAGUET Groupe Staoueli

 

 SIDI BOUMEDIN A TLEMCEN

… A l’époque où Sidi Boumedin se sépara du Cheikh Abou Yaza pour prendre le chemin de l’Orient, il se trouvait passé maître dans la plupart des sciences alors cultivées dans les écoles musulmanes ; il s’était acquis déjà la renom de théologien consommé.

La première grande ville, qu’il aborda, après son départ de Fez, ce fût TLEMCEN. L’accueil qu’il y reçut, à son arrivée, ne fût pas de nature à lui inspirer une favorable idée de l’hospitalité de ses habitants. Une députation de ceux-ci vint au-devant de la caravane et lui dit : « Il n’y a pas de place pour vous dans nos murs ; la ville regorge de monde, nous ne pouvons vous permettre d’y entrer. » En même temps, le chef de la députation, comme pour appuyer ses paroles, fit apporter une jatte de lait pleine jusqu’aux bords, et dit :  «  Voilà l’image de TLEMCEN ! »

–          Qu’à cela ne tienne, répondit Sidi Boumedin, en s’avançant à la tête de ses compagnons, vous n’en êtes pas moins de braves gens ! »

Puis, tirant de la poche de son vêtement une rose fraîchement épanouie, bien que la saison de ces fleurs fût depuis longtemps passée, il la déposa silencieusement dans la jatte de lait. C’était son premier miracle. La foule demeura interdite.

A la première surprise succédèrent l’admiration et le respect, et chacun alors de lui crier à l’envie : « Vous êtes notre Seigneur, vous êtes notre maître ; entrez, et soyez le bienvenu parmi nous ! »

Sidi Boumedin, suivi de ses compagnons de voyage, pénétra dans la ville ; mais comme il recherchait la solitude, il se retira sur la montagne, au-dessus d’El-Eubbad, et alla se mettre en oraison auprès du tombeau de l’ouali Sidi Abdallah ben Ali

Le peuple vint l’y rejoindre. On voulait entendre sa parole. Lui s’assit au pied d’un olivier qui abritait le tombeau sous son ombre, et se mit à discourir. Pour lors, une feuille d’olivier vint à tomber à ses pieds ; Sidi Boumedin la ramassa et la fit voir aux gens qui l’entouraient. Les plus lettrés distinguèrent sur cette feuille des caractères tracés par une main invisible et qui signifiaient :  « Tlemcen, que de tristesse dans ton sein et que de deuil ! En vérité, si Dieu daigne encore te protéger, ce sera à cause de Sidi ed-Daoudi ».

Sidi Boumedin dût enfin se soustraire aux instances de ses hôtes, qui mettaient tout en œuvre pour le retenir. Après des prédications qui avaient excité l’enthousiasme général, il dit adieu à Tlemcen, qu’il ne devait plus revoir qu’une fois, longtemps après, et pour y mourir. Il continua son voyage vers l’Orient, s’arrêtant dans toutes les villes importantes qui se trouvaient sur sa route, et y recrutant de nombreux disciples. Arrivé à la Mecque, il y fit la connaissance ud fameux cheikh Sidi Abdelkader el-Djilani, dont le nom est si populaire en Algérie.

Revue Africaine N°19 Oct.1859 Les inscriptions arabes de Tlemcen –X- Mausolée du Cheikh El-Ouali Sidi Boumedin . Ch. Brosselard (p.5-6)

[1] رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه

[2] الآية 110 من سورة النساء (4)

[3] الآية 54 من سورة الأنعام[6]