العقيدة المفيدة للولدان والنساء المؤمنات

للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ

قَالَ الشَّيْخُ، الوَلِيُّ الصَّالِحُ، القُطْبُ الرَّبَّانِيُّ، سِيدِي مُحَمَّد بن يُوسُف السَّنُوسِي الحَسَنِي:

هَذِهِ « المُفِيدَةُ لِلْوِلْدَانِ وَالنِّسَاءِ المُؤْمِنَاتِ »

الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ

[الصفات الواجبة في حق الله تعالى]

فَمِمَّا يَجِبُ لِمَوْلاَنَا جَلَّ وَعَزَّ عِشْرُونَ صِفَةً وَهِيَ:  

الوُجُودُ، وَالقِدَمُ، وَالبَقَاءُ، وَمُخَالَفَتُهُ تَعَالَى لِلْحَوَادِثِ، وَقِيَامُهُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ، وَالوَحْدَانِيَّةُ، وَالقُدْرَةُ، وَالإِرَادَةُ، وَالعِلْمُ، وَالحَيَاةُ، وَالسَّمْعُ، وَالبَصَرُ، وَالكَلاَمُ، وَكَوْنُهُ تَعَالَى قَادِرًا، وَمُرِيدًا، وَعَالِمًا، وَحَيًّا، وَسَمِيعًا، وَبَصِيرًا، وَمُتَكَلِّمًا.

[الصفات المستحيلة في حق الله تعالى]

وَمِمَّا يَسْتَحِيلُ فِي حَقِّهِ تَعَالَى عِشْرُونَ صِفَةً، وَهِيَ أَضْدَادُ العِشْرِينَ الأُولَى، وَهِيَ:

العَدَمُ، وَالحُدُوثُ، وَالفَنَاءُ، وَالمُمَاثَلَةُ لِلْحَوَادِثِ، وَالاِفْتِقَارُ، وَالتَّرْكِيبُ، وَالشَّبِيهُ، وَالنَّظِيرُ، وَالمَثِيلُ، وَالشَّرِيكُ، وَالعَجْزُ، وَالكَرَاهَةُ، وَالجَهْلُ وَمَا فِي مَعْنَاه، وَالمَوْتُ، وَالصَّمَمُ، وَالعَمَى، وَالبُكْمُ، وَالحَرَكَةُ، وَالسُّكُونُ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ النَّقَائِصِ.

[الجائز في حقّ الله تعالى]

وَأَمَّا الجَائِزُ فِي حَقِّهِ تَعَالَى،

فَفِعْلُ كُلِّ مُمْكِنِ، أَوْ تَرْكُهُ، كَوُجُودِنَا، وَعَدَمِنَا، وَثوَابِنَا، وَعِقَابِنَا، وَغيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَفْعَالِهِ، مِمَّا لَيْسَ بِوَاجِبٍ،

وَلاَ مُسْتَحِيلٍ فِي حَقِّهِ فِعْلُهُ.

[الصفات الواجبة في حقّ الرّسل]

وَأَمَّا الرُّسُلُ –عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- فَيَجِبُ فِي حَقِّهِمْ:

الصِّدْقُ، والأَمَانَةُ، وَتـَبْلِيغُ مَا أُمِرُوا بِإِبْلاَغِهِ لِلْخَلْقِ.

[الصفات المستحيلة في حقّ الرّسل]

وَيَسْتَحِيلُ فِي حَقِّهِمْ –عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- أَضْدَادُ هَذِهِ الصِّفَاتِ، وَهِيَ: الكَذِبُ، وَالخِيَانَةُ، وَكُتْمَانُ شَيْءٍ مِمَّا أُمِرُوا بإبْلاَغِهِ لِلْخَلْقِ.

[الجائز في حق الرسل]

وَيَجُوزُ فِي حَقِّهِمْ –عَلَيْهِمُ الصَّلاَة وَالسَّلاَم- مَا هُوَ مِنَ الأَعْرَاضِ البَشَرِيَّةِ، الَّتِي لاَ تُؤَدِّي إِلَى نَقْصٍ فِي مَرَاتِبِهِمْ العَلِيَّةِ، كَالمَرَضِ، وَالنِّكَاحِ، وَالأَكْلِ، وَالشُّرْبِ، وَاللِّبَاسِ، وَالنَّوْمِ، وَإِذَايَةِ الخَلْقِ لَهُمْ، وَنَحْوِهِ.

وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصُحْبِهِ، وَرَضِيَ اللهُ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ أَجْمَعِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

انتَهَتْ بِحَمْدِ اللهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

اعتمد في تحقيق « المفيدة » على نسخة مخطوطة، محفوظة في الخزانة الحسنية بالرباط، مسجلة تحت رقم « 13035 »

تقع ضمن مجموع، من الورقة 23 إلى 24

المقياس 27.5*21.5سم

من كتاب: ثَلاَثُ عَقَائِدَ أَشْعَرِيَّةٍ للإمام أبي عبد الله محمّد بن يوسف السنوسي التلمساني

للمحقق : د. خالد زَهْرِي              

مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية للرابطة المحمّدية للعلماء  تطوان – سلسلة :ذخائر من التراث الأشعري المغربي.

إعداد: محمد بن أحمد باغلي