التصوّف عند الأمير عبد القادر
"مطْلَبُ عِلْمِ التَّصَوُّفِ هُوَ مَا لاَ يَقِفُ التَّحْقِيقُ عِنْدَ مَسْأَلَةٍ مِنْ مَسَائِلِهِ" ، بمعنى أن الطالب لمسألة من مسائله إذا حقّقها، يجعله ذلك التّحقّقُ مستعدّا لما وراءها. فإذا تحقّق بمااستعدّ له، ممّا وراء تلك المسألة، استعدّ كذلك، وهكذا فلا نهاية لمسائل التّصوّف ومطالبه دون الذّات البحتالغيبُ المُطلق من الموقف 119 للأمير عبد القادر "La réalisation de la quête de la science mystique n'est pas dans les questions" Ce qui veut dire que celui qui cherche au sujet de telle question, une fois qu'il l'a examinée, cela le rend prêt pour ce qu'il y a derrière la question ; et une fois qu'il a examiné ce pour quoi il était prêt derrière la question, il est à nouveau prêt et ainsi de suite. Ainsi les questions au sujet de la Mystique sont sans fin, sans parler de l'Essence pure, absolument invisible. سافر الأمير عبد القادر مع والده من وهران برًّا إلى الحجاز 1241هـ/م1825 وبعد أداء فريضة الحج، قصد المدينة المنورة ومنها توجّه إلى دمشق وتتلمذ على الشيخ خالد النقشباندي ثمّ سافر إلى بغداد فزار مع أبيه مقام سيدي عبد القادر الجيلالي وأخذ كلّ منهما الإجازة بالطّريقة القادرية عن الشيخ محمود القادري ثمّ رجعا إلى دمشق ومنها عادا إلى الحجاز، فحجا مرّة ثانيّة ثمّ رجعا إلى الوطن وذلك عام 1243هـ/م 1827 المَوْقِفُ التَّاسِعُ عَشَرَ وَمِائَة 119 قَالَ تَعَالَى: {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ [1]}؛ وَقَالَ تَعَالَى:{وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحِ بِالبَصَرِ [2]}؛ وَقَالَ :{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ [3]} وَفِي قِرَاءَةٍ مَن رَفَعَ «كُلُّ»؛ وَقَالَ :{ قُل لَوْ كَانَ البَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِذَ البَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَذَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا [4]}. وَوَرَدَ فِي الخَبَرِ...
تفسير الفاتحة للأمير عبد القادر
المواقف2 و 14 و59 و139 و 179 من المواقف الروحية في بعض إشارات القرءان إلى الأسرار والمعارف والإلقاءات السّبوحيّة في تفسير آيات سورة الفاتحة للشيخ الأمير سيدي عبد القادر بن محيي الدين الجزائري المَوْقِفُ الثَّانِي 2 قَالَ اللهُ –تَعَالَى-: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[1]} ظَاهِرُهُ يُعْطِي أَنَّ العَبْدَ قَادِرٌ عَلَى بَعْضِ الفِعْلِ، وَعَاجِزٌ عَنْ بَعْضِهِ، لِأَنَّ لِكُلِّ مِنَ المُتَعَاوِنَيْنِ نِسْبَةٌ فِي الفِعْلِ أَيْ الحَاصِلِ بِالمَصْدَرِ. فَاعْلَمْ أَنَّ مُخَاطَبَةَ الحَقِّ -تَعَالَى- لِعِبَادِهِ فِي كُتُبِهِ المُنُزَّلَةِ، وَعَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ -عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- إِنَّمَا جَاءَتْ عَلَى حَسَبِ مَبْلَغِ عِلْمِ عَامَّةِ العِبَادِ، وَمُنْتَهَى عُقُولِهِمْ وَمَا أَدَّتْ إِلَيْهِ بَدِيهَتِهِمْ. وَلَمَّا كَانَ عَامَّةُ العِبَادِ يَتَوَهُّمُونَ أَنَّ لَهُمْ وُجُودًا مُسْتَقِلاً مُبَايَنًا لِوُجُودِ الحَقِّ، حَادِثًا أَوْ قَدِيمًا، تَرَكَهُمْ الحَقُّ عَلَى وَهْمِهِمْ لِأَنَّ حَالَتَهُمْ الَّتِي هُمْ عَلَيْهَا لاَ تَحْتَمِلُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَلِحُكْمٍ هُوَ يَعْلَمُهَا . وَخَاطَبَهُمْ عَلَى أَنَّ لَهُمْ وُجُودًا كَمَا زَعَمُوا، وَأَضَافَ لَهُمْ الأَفْعَالَ وَالتَّرُوكَ وَالقُدْرَةَ وَالمَشِيئَةَ وَغَيْرَ ذَلِكَ عَلَى حَسَبِ دَعْوَاهُمْ. فَقَالَ لَهُمْ : افْعَلُوا وَاتْرُكُوا : { أَقِيمُوا الصَّلَواةَ [2]} ؛ {لاَ تَقْرِبُوا الزِّنَا [3]} ؛ {سَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ [4]} {وَلَنْ يَتِرَكُمُ, أَعْمَالُكُمُ,[5]} ؛ {مَن شَآءَ فَليُومِنْ وَّمَنْ شَآءَ فَلْيَكْفُرِ[6] } وَنَحْوَ ذَلِكَ . وَمِنَ المَعْلُومِ البَيِّنِ أَنَّ القُدْرَةَ عَلَى الفِعْلِ وَالتَّرْكِ وَالمَشِيئَةِ وَسَائِرِ الإِدْرَاكَاتِ، تَابِعَةٌ لِلْوُجُودِ. فَمَا لاَ وُجُودَ لَهُ، لاَ فِعْلَ وَلاَ تَرْكَ وَلاَ إِدْرَاكَ لَهُ. وَالاِنْسَانُ وَكُلُّ مُمْكِنِ لاَ وُجُودَ لَهُ مُسْتَقِلاً لاَ قَدِيمًا وَلاَ حَادِثًا بُرْهَانًا وَكَشْفًا. أَمَّا الكَشْفُ فَالعَارِفُونَ مُجْمَعُونَ عَلَى هَذَا . وَأَمَّاالبُرْهَانُ فَلِأَنَّهُ [لَوْ]كَانَ لِمُمْكِنٍ، أَيُّ مُمْكِنٍ كَانَ، وُجُودٌ مُسْتَقِلٌّ مُبَايِنٌ لِوُجُودِ الحَقِّ تَعَالَى، فَوُجُودُهُ عَارِضٌ لِمَاهِيَّتِهِ. وَالفِطْرَةُ السَّلِيمَةُ قَاضِيَةٌ بَدِيهَةٌ بِأَنَّ ثُبُوتَ كُلِّ صِفَةٍ لِمَوْصُوفٍ، فَرْعُ ثُبُوتِ المَوْصُوفِ فِي نَفْسِهِ. فَالمُمْكِنُ، عَلَى هَذَا، مُمْتَنِعُ الوُجُودِ إِذْ لَوْ وُجِدَ لَكَانَ وُجُودُهُ عَارِضًا لِمَاهِيَّتِهِ، وَعُرُوضُ الوُجُودِ لَهُ...
تفسير أم القرءان للإمام السنوسي
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وءاله وصحبه وسلم هذا تفسير أم القرءان (للإمام السنوسي (رضي الله عنه الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله هذا تفسير الفاتحة باختصار الحمد لله:معناه، المدح كله لله وحده، لأنّ كل كمال قديم فهو وصفه وكل كمال حادث فهو فعله ربّ العالمين: معناه،مالك جميع الحوادث المختلفة في أجناسها وأنواعها وأصنافها وفي مقاديرها وصفاتها وأزمنتها وأمكنتها وذلك الاختلاف دليل فيها على وجوب افتقارها إلى الله تبارك وتعالى وعلى وجوب وجوده ووحدانيته وكمال قدرته وإرادته وعلمه وحياته وذلك دليل على ما دلّ عليه قوله الحمد لله من كون المدح بكل كمال لله تعالى وحده ومن كونه هو المالك للعوالم المربي لها فجميع العالمين يكون دليلا على ما قبله لأن الجميع دال على الاختلاف الدال على وجوب الافتقار إلى الرب تبارك وتعالى الرحمن الرحيم: معناه، المنعم بجميع النعم الدنيوية والأخروية الجليلة والحقيرة ويجئ بعد (رب العالمين) للدلالة على أنه سبحانه إنما عامل العوالم في الغالب، بمقتضى الرحمة لا بمقتضى الغضب والانس والجن المغضوب عليهم قليلون جدا بالنسبة إلى كثرة من رحمه من العوالم السماوية والأرضية فيه دليل على أن كل نعمة صدرت منه جل وعلا للعوالم فهي بمقتضى الرحمة والفضل لا بمقتضى الوجوب والاستحقاق مالك يوم الدين:معناه، المنفرد بالحكم يوم الجزاء وعزل في ذيك اليوم جميع الحكام إيّاك نعبد: معناه، نخصّك يا مولانا بالطّاعة وكمال الذلّة والخضوع على الوجه الذي بلغه رسولك ومصطفاك سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي رحمت بفضلك على يديه العالمين وخلّصتهم بأنوار بعثه من مهالك يوم الدين وإيّاك نستعين: معناه، ومنك وحدك يا مولانا نطلب العون على عبادتك التي هي عون النجاة من مهالك يوم الدين اهدنا الصّراط المستقيم: معناه، دلّنا يا مولانا في...
الحروب الصّليبيّة Les Croisades – chronologie-
الحروب الصليبية الثمانية 334هـ/م 945 استيلاء بني بُوَيه على بغداد الشيعة 447 هـ/م 1055 استيلاء السّلاجقة على بغداد السنة 484 هـ/م 1091 سقوط صقلية نهائيا في أيدي النورمان من أشهر فرق الإسماعيليين: القرامطة والفاطميون والحشاشون وقد قضى عليهم هولاكو والظاهر بيبرس , الحرب الصّليبيّة الأولى 488 هـ/م 1095 انعقد مجمع كليرمون المسيحي، وقرّرت فيه الحرب الصّليبية 491 هـ/م 1097 محاصرة أنطاكية من طرف الصّليبيّين 492 هـ/م 1099 احتلال بيت المقدس من طرف الصليبيين , الحرب الصّليبيّة الثّانيّة 521 هـ/م 1127 ولاية عماد الدين زنكي على الموصل 539 هـ/م 1144 استيلاء عماد الدين زنكي على الرها Edesse 541 هـ/م 1146موت عماد الدين زنكي 543 هـ/م 1148 حصار الصليبية الثانية لدمشق 559 هـ/م 1163 بدء نزاع على مصر بين نورالدين محدود ومملكة بيت المقدس 564 هـ/م 1168 ضم المملكة المصرية إلى نورالدين محمود نشأة الدّاويّة أو فرسان المعبد Les Templiers حين استقرّ الصليبية الأولى تأسّست الاسبتارية Les Hospitaliers بطلب من الفاطميين بإقامة دير وبيمارستان . الحرب الصّليبيّة الثّالثة في عهد سلطنة صلاح الدين الأيوبي 567 هـ/م 1171 نهاية الخلافة الفاطمية وبداية السلطنة الأيوبية 583 هـ/م 1187 معركة حطين، انتصر فيها صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين، ثمّ استولى على بيت المقدس 587 هـ/م 1191 استسلام مدينة عكا للصليبيين بعد حصارها عامين 588 هـ/م 1192 صلح الرملة بين صلاح الدين والصليبيين 589 هـ/م 1193 وفاة صلاح الدين الأيوبي بدمشق , الصّليبيّتان الرّابعة والخامسة 599 هـ/م 1203 استيلاء الصلبيية الرّابعة على القسطنطينية وتأسيس مملكة لاتينية بها 613 هـ/م 1217 نزول الصليبية الخامسة بعكا 615 هـ/م 1218 حصار الصليبية الخامسة لدمياط وموت الملك العادل سلكان مصر 616 هـ/م 1219 استيلاء الصليبيين على دمياط 618 هـ/م 1221 انسحاب الصليبيين عن مصر وانتهاء الحرب الصليبية الخامسة ....
Leonard de Pise, dit FIBONACCI 1170-1250
C'est à FIBONACCI que l'Occident doit le terme "zéro". L'oeuvre de FIBONACCI, à la fois de traduction, de formulation et de création pédagogique, est un moment incontournable dans l'histoire de la transmission des chiffres indo-arabes et de la numération de position. La création des Universités européennes(XII°-XIII° siècles) fut déclenché par l'enthousiasme avec lequel les intellectuels de toute l'Europe vont se réunir pour traduire en latin les textes de l'Antiquité grecque, traduits en arabe, et les textes arabes originaux. Sorbonne 1200 - Oxford 1214 - Padoue 1222 - Naples 1224 - Cambridge 1231 ... Gerbert d'Aurillac (945-1003) se rendit dans l'Espagne musulmane pour découvrir les grands mathématiciens arabes et les savants de Cordoue dont il enseigna les sciences à Reims en développant des théories inédites sur la multiplication et la division et inventa une calculette à 9 chiffres: l'Abaque Il deviendra le Pape SYLVESTRE II le 2 Avril 999 Le philosophe Adélard de Bath (1080-1160) se convertit à l'Islam par amour du Savoir. C'est lui qui réalisa la première traduction, d'après le texte arabe, des Elémets d'Euclide. Il traduisit également l'oeuvre d'Al-Khuwarizmi « Les maîtres arabes m'ont appris une chose, c'est à me laisser guider par la raison, tandis que toi tu es ébloui par l'apparence de l'autorité et guidé par d'autres brides (qui ne sont pas celle de la raison). Car, en réalité, à quoi sert l'autorité si ce n'est de bride ? »— Questions naturelles, Ch. VI7 - Adélard de Bath Fibonacci (1170-1250) Léonard de Pise, fils de Bonaccio, dit Fibonacci, né vers 1170 Alors qu'il était jeune garçon, son père, qui dirigeait pour le compte de l'ordre des marchands de Pise...
المُقرّبُ المُسْتَوْفِي فِي شَرْحِ فَرَائِضِ الحَوْفِي
1.4- فَمِنْهَا شَرْحُهُ الكَبِيرُ الَّذِي وَضَعَهُ (سيدي محمد بن يوسف السنوسي) عَلَى فَرَائِضِ الحَوْفِي وَسَمَّاهُ بِـ: المُقَرَّبُ المُسْتَوْفِي فِي شَرْحِ فَرَائِضِ الحَوْفِي وَهُوَ كَبِيرُ الجَرْمِ وَكَثِيرُ العِلْمِ. وَهُوَ أَوَّل ُمَا أَلَّفَ مِنَ الكُتُبِ، أَلَّفَهُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعَةِ عَشَرَ سَنَةً أَوْ ثَمَتانِيَّةِ عَشَرَ سَنَةً، عَلَى اضْطِرَبٍ فِي ذَلِكَ. ________________________ الحوفي:أحمد بن محمد بن خلف الحوفي المتوفى عام 588هـ الموافق في غرته 18 جانفي1192م - نَصَّ عَلَيْهِ الشّمنيّ فِي صَدْرِ شَرْحِهِ لِلْمُغْنِي ________________________ وَقَدْ أَشَارَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إِلَى ذَلِكَ فِي آخِرِ هَذَا الشَّرْحِ فَقَالَ: " كُنْتُ جَمَعْتُ هَذَا التَّقْيِيدَ فِي زَمَانِ الصِّغَرِ قَاصِدًا بِذَلِكَ نَفْعَ نَفْسِي لِعَدَمِ تَمَكُّنِي مِنْ شَرْحٍ أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى فَهْمِ هَذَا الكِتَابِ. فَصِرْتُ أَجْمَعُ مَا أَسْمَعُهُ مِنَ القِرَاءَةِ مِنْ أَشْيَاخِي وَأَضَمُّ ِإلَى ذَلِكَ مَا اسْتَحْسَنُهُ مِنْ كَلاَمِ بَعْضِ شُرَّاحِهِ. وَأَكْثَرُ مَا كُنْتُ أَعْتَنِي بِهِ كَلاَمُ شَارِحِهِ الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ العَلَمُ ذَوِي الآرَاءِ العَجِيبَةِ وَالتَّصَرُّفَاتِ الفَائِقَةِ الغَرِيبَةِ، أَبِي عُثْمَانِ سَعِيدِ العُقْبَانِي –غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَقَّاهُ الدَّرَجَاتَ العُلَى بِمَنِّهِ-. فَإِنَّهُ شَرْحٌ تَقِفُ عُقُولُ النُّجَبَاءِ عِنْدَهُ وَلَمْ يَرَ الرَّاءُونَ وَلاَ يَرَوْنَ، وَاللهُ أَعْلَمُ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ. وَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا التَّقْيِيدُ كَثِيرًا مِنْ فَوَائِدِهِ إِذْ كَانَ عَلَيْهِ مُعْتَمِدُهُ فِي إِيضَاحِ فِقْهِ الكِتَابِ وَبَيَانِ مَا دَقَّ فِيهِ مِنْ حِسَابٍ مَعَ اخْتِصَارٍ كَثِيرٍ مِمَّا يَسْتَغْنَى عَنْهُ فِيهِ؛ وَزِيَادَةُ إِيضَاحٍ لِمَسَائِلٍ يُوَضِّحُ صُوَرَهَا؛ وَإزَالَةُ الحُجُبِ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ مُشْكِلِهَا. فَهُوَ جَدِيرٌ بِتَحْصِيلِ الغَرَضِ لِمُتَأَمِّلِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ -تَعَالَى-. وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ مَنْ كَتَبَهُ أَوْ نَظَرَ فِيهِ أَوْ سَعَى فِي شَيْءٍ مِنْهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ." انتهى كَلاَمُ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ-. قُلْتُ: وَلَمَّا فَرَغَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مِنْ جَمْعِ هَذَا التَّقْيِيدِ، أَطْلَعَ عَلَيْهِ الشَّيْخَ الوَلِيَّ العَارِفَ بِاللهِ –تَعَالَى- سِيدِي الحَسَن ابْنُ مَخْلُوفِ، الشَّهِيرِ بِأَبَرْكَان...
سيدي محمد بن الحسن بن مخلوف بن مسعود المزيلي الراشدي، الشهير بأبركان ت 857هـ/م1453
سيدي محمد بن الحسن بن مخلوف بن مسعود المزيلي الراشدي الشهير بأبركان ومعناها بالبربرية : الأسود ت 857هـ/م1453 فقيه، مالكي، محدّث، من أهل تلمسان وبها نشأ وتعلّم من آثاره المشرع المهيّأ في ضبط مشكل رجال الموطأ - وهو مخطوط الزند الواري في ضبط رجال البخاري - مخطوط فتح المبهم في ضبط رجال مسلم - مخطوط الثاقب في لغة ابن الحاجب ثلاثة شروح على الشفا، أكبرها في مجلدين سماها "الغنية ______________________________ شجرة النور 262، نيل الابتهاج 316، درّة الحجّال 2/295، البستان 220، هدية العارفين 2/89، كشف الظنون 1035 ، معجم المؤلفين 9/221 ____________________________________ ومن كتاب المواهب القدسية في المناقب السنوسية لنحند بن عمر الملالي 10.1.- ومِنَ المَعْدُودِ مِنْ أَشْيَاخِهِ وَإِنْ لَمْ يَأْخُذْ عَنْهُ، إِلاَّ أَنَّهُ حَضَرَ مَجْلِسَهُ وَانْتَفَعَ بِكَلاَمِهِ، الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ العَلَمُ الوَلِيُّ الصَّالِحُ القُطْبُ الغَوْثُ الشَّهِيرُ الكَبِيرُ سيدي الحسن بن مخلوف بن مسعود بن سعد بن سعيد المزلي الرّاشدي الشّهيرُ بأبركان[1]-رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- وَنَفَعَ بِهِ. قَالَ: - رَأَيْتُ المَشَائِخَ وَالأَوْلِيَاءَ، فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ الشَّيْخِ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَان-رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَتْهُ-. قَالَ: - وَكَانَ لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ وَكَانَ يَضْحَكُ إِلاَّ تَبَسُّمًا. حَدَّثَنِي شَيْخُنَا سِيدِي عَلِيّ التَّالُوتِي –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- قَالَ: كَانَ أَخِي سِيدِي مُحَمَّد السَّنُوسِي إِذَا دَخَلَ عَلَى الشَّيْخِ سِيدِي الحَسَن أَبَرْكَانَ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- يَتَبَسَّمُ لَهُ ويُفَاتِحَهُ بِالكَلاَمِ، ثُمَّ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ لَهُ: " جَعَلَكَ اللهُ مِنْ أَئِمَّةِ المُتَّقِينَ ". قَالَ: وَكَانَ أَخِي سِيدِي مُحَمَّد لَا يَتَكَلّمُ فِي المَجْلِسِ وَرُبَّمَا تُعْرَضُ لِلشَّيْخِ سِيدِي الحَسَنِ مَسْأَلَةٌ وَيَتَوَقَّفُ أَهْلُ المَجْلِسِ فِيهَا، فَيَلْتَفِتُ الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَانَ إِلَى سِيدِي مُحَمَّد السَّنُوسِي، وَكَانَ صَغِيراً، فَيَقُولُ لَهُ: - مَا تَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ ؟ فَيَقُولُ: - يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ المُرَادُ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَن...
التعريف بسيدي محمد بن يوسف السنوسي
سيدي محمّد بن يوسف السَّنوسِي ولد و نشأ بتلمسان ، توفي في بيت ما زال قائما بدرب بني جملة بتلمسان ، درب سيدي اليَدُّون حاليا ، في يوم الأحد بعد العصر 18 جمادى الآخرة عام 895 هـ الموافق 9 ماي 1490 م . عاش 57 عاما حسب تلميذه الملالي ، أبوه الشيخ أبو يعقوب يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي . أخوه لأمّه علي التَّالوتي الأنصاري (ت 5 صفر 895 هـ) ، و لقد دفن السنوسي بجواره . أخوه لأبـيه يسمَّى يعقوب ، و ابن يعقوب هو الذي كان يلقِّن عمَّه الشهادة عند وفاته. زوجه : عائشة ، فاضلة وخيًرة ، انجبت له بنتاَ، و ليس للسنوسي غيرها من الأولاد . إنَّ للسنوسي من بـنـتـه حفـــيد اسمه عبد الله . عاشت بنته مع أبيها بعد وفاة زوجها . أخته : عائشة ، امرأة تقية ، صالحة . من مؤلفات السنوسي : 1) في علم التَّوحيد : العقيدة الكبرى المسمَّاة :"عقيدة أهل التَّوحيد، المخرجة بعون الله من ظلمات الجهل و ربقة التَّقليد المرغمة بفضل الله تعالى أنف كل مبتدع عنيد" وشَرَحَ السنوسي هذا التَّأليف تحت عنوان : "عمدة أهل التَّوفيق و التَّسديد في شرح عقيدة أهل التَّوحيد"، و له كتاب العقيدة الوسطى المسمَّى "توحيد أهل العرفان ومعرفة الله ورسوله بالدَّليل و البرهان"، وله المتن المشهورب"العقيدة الصغرى وشرحها"أمُّ الـبـراهـيـن"، و له المقدِّمات" وشرحها ، وله"صغرىالصغرى" وشرحــهـــا و له شرح أسماء الله الحسنى وعقيدةالصالحين ، و له قصيدة نقد الدَّهرية الزَّنادقة والملاحدة، و له"المنهج السَّديد" في شــــرح "كفاية المريد" لأبي العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي(ت884 هـ\ م 1479 ) وله شرح عقيدة الحوضي(ت 910 هـ\ م 1504) المسماة"واسطة السلوك" وله شرح عقيدة المرشدة لمحمد المهدي ابن تومرت(ت524 هـ\ م1129)، وله...
مدخل المواهب القدسية في المناقب السنوسية لمحمد بن عمر الملالي
محمّد بن عمر الملاّلي المواهب القدسية في المناقب السّنوسيّة بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم يقول عبيد الله تعالى[1] الفقير الحقير المعترف بكثرة الذنب والتّقصير محمّد بن عمر بن أبي أهيم بن عمر بن علي الملاّلي لطف الله تعالى به اللّطف الجميل وخار الله له في المقام والرّحيل الحمد لله الذي ملأ قلوبَ أوليائه بأنوار معرفته، وأزال عنها حجابه حتى شهدوا عظيم جلاله وعظمته، وأمدّهم سبحانه وتعالى بتوفيقه وبمنّ يده. فنهضوا إلى القيام بخدمته، وطهّر قلوبهم من كلّ ما يكدر عليه بنور المعرفة وقربهم إليه فصاروا من أهل حضرته، وكساهم بفضله وكرم حلل كرامته، فغرقوا في بحار هيبته ومحبّته، وأطلعهم سبحانه وتعالى من عجائب قدرته وبعض مغيباته، فتحقّقوا بأحديّته وممديّته، وكشف لهم عن خسّة الدّنيا وما يئول إليه أمرُها فلم يلتفتوا إلى شيء من زخارفها وشدتها لما عاينوا من جميل ذاته العلية العديمة المثال، وعظيم ألوهيته وحفظ المولى تبارك وتعالى وحفظ بهم البلاد وجميع العباد وجعلهم رحمة لكافة الخلق على ما سبق في أوّليّته. وَالصّلاة والسّلام على سيّد الأوّلين والآخرين، خاتم النّبيّين والمرسلين، سيّدنا ونبيّنا ومولانا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، المصطفى من خليقته؛ وعلى آله وعترته وأصحابه؛ وصلاة وسلاما دائمين بدوام أبديّته. وبعد؛ فإنّي عزمت في هذا التّقييد المفيد وفّق الله فيه للصّواب والتّحقيق، وسّر في إتمامه على أكمل الطّريق، أن أذكر فيه جُمَلاً من فضائل شيخنا الإمام البالغ في التّحقيق والورع منّتها المرام، قطب الوجود، البركةُ الشّاملةُ لكلّ موجود، وروحُ خُلاصةِ أهلِ الإيمان والطّريق الموصلِ إلى رضَا الرّحمن، يتقرّب إلى الله تعالى به كلّ صديق، ولا يُبغِضهُ إلاّ مُلحِدٌ أو زِندِيق، وهو إمام المتّقين وسلطانُ العارفين وقدوة السّالكين ومنقذُ الهالكين، صاحبُ الإشاراتِ العلِيّةِ والعِبارات السنّيّة والحقائق القدسيّة والأسرار...
مؤلفات الإمام سيدي محمد بن يوسف السنوسي حسب تلميذه الملالي
الباب الرّابع من المواهب القدسية في المناقب السنوسية في عدد تواليفه وما قيل في بعضها من الشّعر وما حدّثني به عن بعض تواليفه الرَّابِعُ فِي عَدَدِ مُصَنَّفَاتِهِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَ بِهِ-. 1.4- فَمِنْهَا شَرْحُهُ الكَبِيرُ الَّذِي وَضَعَهُ عَلَى فَرَائِضِ الحَوْفِي وَسَمَّاهُ بِـ: "المُقَرَّبُ المُسْتَوْفِي فِي شَرْحِ فَرَائِضِ الحَوْفِي". وَهُوَ كَبِيرُ الجَرْمِ وَكَثِيرُ العِلْمِ. وَهُوَ أَوَّل ُمَا أَلَّفَ مِنَ الكُتُبِ، أَلَّفَهُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعَةِ عَشَرَ سَنَةً أَوْ ثَمَتانِيَّةِ عَشَرَ سَنَةً، عَلَى اضْطِرَبٍ فِي ذَلِكَ. وَقَدْ أَشَارَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إِلَى ذَلِكَ فِي آخِرِ هَذَا الشَّرْحِ فَقَالَ: " كُنْتُ جَمَعْتُ هَذَا التَّقْيِيدَ فِي زَمَانِ الصِّغَرِ قَاصِدًا بِذَلِكَ نَفْعَ نَفْسِي لِعَدَمِ تَمَكُّنِي مِنْ شَرْحٍ أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى فَهْمِ هَذَا الكِتَابِ. فَصِرْتُ أَجْمَعُ مَا أَسْمَعُهُ مِنَ القِرَاءَةِ مِنْ أَشْيَاخِي وَأَضَمُّ ِإلَى ذَلِكَ مَا اسْتَحْسَنُهُ مِنْ كَلاَمِ بَعْضِ شُرَّاحِهِ. وَأَكْثَرُ مَا كُنْتُ أَعْتَنِي بِهِ كَلاَمُ شَارِحِهِ الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ العَلَمُ ذَوِي الآرَاءِ العَجِيبَةِ وَالتَّصَرُّفَاتِ الفَائِقَةِ الغَرِيبَةِ، أَبِي عُثْمَانِ سَعِيدِ العُقْبَانِي –غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَقَّاهُ الدَّرَجَاتَ العُلَى بِمَنِّهِ-. فَإِنَّهُ شَرْحٌ تَقِفُ عُقُولُ النُّجَبَاءِ عِنْدَهُ وَلَمْ يَرَ الرَّاءُونَ وَلاَ يَرَوْنَ، وَاللهُ أَعْلَمُ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ. وَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا التَّقْيِيدُ كَثِيرًا مِنْ فَوَائِدِهِ إِذْ كَانَ عَلَيْهِ مُعْتَمِدُهُ فِي إِيضَاحِ فِقْهِ الكِتَابِ وَبَيَانِ مَا دَقَّ فِيهِ مِنْ حِسَابٍ مَعَ اخْتِصَارٍ كَثِيرٍ مِمَّا يَسْتَغْنَى عَنْهُ فِيهِ؛ وَزِيَادَةُ إِيضَاحٍ لِمَسَائِلٍ يُوَضِّحُ صُوَرَهَا؛ وَإزَالَةُ الحُجُبِ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ مُشْكِلِهَا. فَهُوَ جَدِيرٌ بِتَحْصِيلِ الغَرَضِ لِمُتَأَمِّلِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ -تَعَالَى-. وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ مَنْ كَتَبَهُ أَوْ نَظَرَ فِيهِ أَوْ سَعَى فِي شَيْءٍ مِنْهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ." انتهى كَلاَمُ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ-. قُلْتُ: وَلَمَّا فَرَغَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مِنْ جَمْعِ هَذَا التَّقْيِيدِ، أَطْلَعَ عَلَيْهِ الشَّيْخَ الوَلِيَّ العَارِفَ بِاللهِ –تَعَالَى- سِيدِي الحَسَن ابْنُ مَخْلُوفِ، الشَّهِيرِ...
التصوّف عند الأمير عبد القادر
"مطْلَبُ عِلْمِ التَّصَوُّفِ هُوَ مَا لاَ يَقِفُ التَّحْقِيقُ عِنْدَ مَسْأَلَةٍ مِنْ مَسَائِلِهِ" ، بمعنى أن الطالب لمسألة من مسائله إذا حقّقها، يجعله ذلك التّحقّقُ مستعدّا لما وراءها. فإذا تحقّق بمااستعدّ له، ممّا وراء تلك المسألة، استعدّ كذلك، وهكذا فلا نهاية لمسائل التّصوّف ومطالبه دون الذّات البحتالغيبُ المُطلق من الموقف 119 للأمير عبد القادر "La réalisation de la quête de la science mystique n'est pas dans les questions" Ce qui veut dire que celui qui cherche au sujet de telle question, une fois qu'il l'a examinée, cela le rend prêt pour ce qu'il y a derrière la question ; et une fois qu'il a examiné ce pour quoi il était prêt derrière la question, il est à nouveau prêt et ainsi de suite. Ainsi les questions au sujet de la Mystique sont sans fin, sans parler de l'Essence pure, absolument invisible. سافر الأمير عبد القادر مع والده من وهران برًّا إلى الحجاز 1241هـ/م1825 وبعد أداء فريضة الحج، قصد المدينة المنورة ومنها توجّه إلى دمشق وتتلمذ على الشيخ خالد النقشباندي ثمّ سافر إلى بغداد فزار مع أبيه مقام سيدي عبد القادر الجيلالي وأخذ كلّ منهما الإجازة بالطّريقة القادرية عن الشيخ محمود القادري ثمّ رجعا إلى دمشق ومنها عادا إلى الحجاز، فحجا مرّة ثانيّة ثمّ رجعا إلى الوطن وذلك عام 1243هـ/م 1827 المَوْقِفُ التَّاسِعُ عَشَرَ وَمِائَة 119 قَالَ تَعَالَى: {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ [1]}؛ وَقَالَ تَعَالَى:{وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحِ بِالبَصَرِ [2]}؛ وَقَالَ :{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ [3]} وَفِي قِرَاءَةٍ مَن رَفَعَ «كُلُّ»؛ وَقَالَ :{ قُل لَوْ كَانَ البَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِذَ البَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَذَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا [4]}. وَوَرَدَ فِي الخَبَرِ...
تفسير الفاتحة للأمير عبد القادر
المواقف2 و 14 و59 و139 و 179 من المواقف الروحية في بعض إشارات القرءان إلى الأسرار والمعارف والإلقاءات السّبوحيّة في تفسير آيات سورة الفاتحة للشيخ الأمير سيدي عبد القادر بن محيي الدين الجزائري المَوْقِفُ الثَّانِي 2 قَالَ اللهُ –تَعَالَى-: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[1]} ظَاهِرُهُ يُعْطِي أَنَّ العَبْدَ قَادِرٌ عَلَى بَعْضِ الفِعْلِ، وَعَاجِزٌ عَنْ بَعْضِهِ، لِأَنَّ لِكُلِّ مِنَ المُتَعَاوِنَيْنِ نِسْبَةٌ فِي الفِعْلِ أَيْ الحَاصِلِ بِالمَصْدَرِ. فَاعْلَمْ أَنَّ مُخَاطَبَةَ الحَقِّ -تَعَالَى- لِعِبَادِهِ فِي كُتُبِهِ المُنُزَّلَةِ، وَعَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ -عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- إِنَّمَا جَاءَتْ عَلَى حَسَبِ مَبْلَغِ عِلْمِ عَامَّةِ العِبَادِ، وَمُنْتَهَى عُقُولِهِمْ وَمَا أَدَّتْ إِلَيْهِ بَدِيهَتِهِمْ. وَلَمَّا كَانَ عَامَّةُ العِبَادِ يَتَوَهُّمُونَ أَنَّ لَهُمْ وُجُودًا مُسْتَقِلاً مُبَايَنًا لِوُجُودِ الحَقِّ، حَادِثًا أَوْ قَدِيمًا، تَرَكَهُمْ الحَقُّ عَلَى وَهْمِهِمْ لِأَنَّ حَالَتَهُمْ الَّتِي هُمْ عَلَيْهَا لاَ تَحْتَمِلُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَلِحُكْمٍ هُوَ يَعْلَمُهَا . وَخَاطَبَهُمْ عَلَى أَنَّ لَهُمْ وُجُودًا كَمَا زَعَمُوا، وَأَضَافَ لَهُمْ الأَفْعَالَ وَالتَّرُوكَ وَالقُدْرَةَ وَالمَشِيئَةَ وَغَيْرَ ذَلِكَ عَلَى حَسَبِ دَعْوَاهُمْ. فَقَالَ لَهُمْ : افْعَلُوا وَاتْرُكُوا : { أَقِيمُوا الصَّلَواةَ [2]} ؛ {لاَ تَقْرِبُوا الزِّنَا [3]} ؛ {سَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ [4]} {وَلَنْ يَتِرَكُمُ, أَعْمَالُكُمُ,[5]} ؛ {مَن شَآءَ فَليُومِنْ وَّمَنْ شَآءَ فَلْيَكْفُرِ[6] } وَنَحْوَ ذَلِكَ . وَمِنَ المَعْلُومِ البَيِّنِ أَنَّ القُدْرَةَ عَلَى الفِعْلِ وَالتَّرْكِ وَالمَشِيئَةِ وَسَائِرِ الإِدْرَاكَاتِ، تَابِعَةٌ لِلْوُجُودِ. فَمَا لاَ وُجُودَ لَهُ، لاَ فِعْلَ وَلاَ تَرْكَ وَلاَ إِدْرَاكَ لَهُ. وَالاِنْسَانُ وَكُلُّ مُمْكِنِ لاَ وُجُودَ لَهُ مُسْتَقِلاً لاَ قَدِيمًا وَلاَ حَادِثًا بُرْهَانًا وَكَشْفًا. أَمَّا الكَشْفُ فَالعَارِفُونَ مُجْمَعُونَ عَلَى هَذَا . وَأَمَّاالبُرْهَانُ فَلِأَنَّهُ [لَوْ]كَانَ لِمُمْكِنٍ، أَيُّ مُمْكِنٍ كَانَ، وُجُودٌ مُسْتَقِلٌّ مُبَايِنٌ لِوُجُودِ الحَقِّ تَعَالَى، فَوُجُودُهُ عَارِضٌ لِمَاهِيَّتِهِ. وَالفِطْرَةُ السَّلِيمَةُ قَاضِيَةٌ بَدِيهَةٌ بِأَنَّ ثُبُوتَ كُلِّ صِفَةٍ لِمَوْصُوفٍ، فَرْعُ ثُبُوتِ المَوْصُوفِ فِي نَفْسِهِ. فَالمُمْكِنُ، عَلَى هَذَا، مُمْتَنِعُ الوُجُودِ إِذْ لَوْ وُجِدَ لَكَانَ وُجُودُهُ عَارِضًا لِمَاهِيَّتِهِ، وَعُرُوضُ الوُجُودِ لَهُ...
تفسير أم القرءان للإمام السنوسي
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وءاله وصحبه وسلم هذا تفسير أم القرءان (للإمام السنوسي (رضي الله عنه الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله هذا تفسير الفاتحة باختصار الحمد لله:معناه، المدح كله لله وحده، لأنّ كل كمال قديم فهو وصفه وكل كمال حادث فهو فعله ربّ العالمين: معناه،مالك جميع الحوادث المختلفة في أجناسها وأنواعها وأصنافها وفي مقاديرها وصفاتها وأزمنتها وأمكنتها وذلك الاختلاف دليل فيها على وجوب افتقارها إلى الله تبارك وتعالى وعلى وجوب وجوده ووحدانيته وكمال قدرته وإرادته وعلمه وحياته وذلك دليل على ما دلّ عليه قوله الحمد لله من كون المدح بكل كمال لله تعالى وحده ومن كونه هو المالك للعوالم المربي لها فجميع العالمين يكون دليلا على ما قبله لأن الجميع دال على الاختلاف الدال على وجوب الافتقار إلى الرب تبارك وتعالى الرحمن الرحيم: معناه، المنعم بجميع النعم الدنيوية والأخروية الجليلة والحقيرة ويجئ بعد (رب العالمين) للدلالة على أنه سبحانه إنما عامل العوالم في الغالب، بمقتضى الرحمة لا بمقتضى الغضب والانس والجن المغضوب عليهم قليلون جدا بالنسبة إلى كثرة من رحمه من العوالم السماوية والأرضية فيه دليل على أن كل نعمة صدرت منه جل وعلا للعوالم فهي بمقتضى الرحمة والفضل لا بمقتضى الوجوب والاستحقاق مالك يوم الدين:معناه، المنفرد بالحكم يوم الجزاء وعزل في ذيك اليوم جميع الحكام إيّاك نعبد: معناه، نخصّك يا مولانا بالطّاعة وكمال الذلّة والخضوع على الوجه الذي بلغه رسولك ومصطفاك سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي رحمت بفضلك على يديه العالمين وخلّصتهم بأنوار بعثه من مهالك يوم الدين وإيّاك نستعين: معناه، ومنك وحدك يا مولانا نطلب العون على عبادتك التي هي عون النجاة من مهالك يوم الدين اهدنا الصّراط المستقيم: معناه، دلّنا يا مولانا في...
الحروب الصّليبيّة Les Croisades – chronologie-
الحروب الصليبية الثمانية 334هـ/م 945 استيلاء بني بُوَيه على بغداد الشيعة 447 هـ/م 1055 استيلاء السّلاجقة على بغداد السنة 484 هـ/م 1091 سقوط صقلية نهائيا في أيدي النورمان من أشهر فرق الإسماعيليين: القرامطة والفاطميون والحشاشون وقد قضى عليهم هولاكو والظاهر بيبرس , الحرب الصّليبيّة الأولى 488 هـ/م 1095 انعقد مجمع كليرمون المسيحي، وقرّرت فيه الحرب الصّليبية 491 هـ/م 1097 محاصرة أنطاكية من طرف الصّليبيّين 492 هـ/م 1099 احتلال بيت المقدس من طرف الصليبيين , الحرب الصّليبيّة الثّانيّة 521 هـ/م 1127 ولاية عماد الدين زنكي على الموصل 539 هـ/م 1144 استيلاء عماد الدين زنكي على الرها Edesse 541 هـ/م 1146موت عماد الدين زنكي 543 هـ/م 1148 حصار الصليبية الثانية لدمشق 559 هـ/م 1163 بدء نزاع على مصر بين نورالدين محدود ومملكة بيت المقدس 564 هـ/م 1168 ضم المملكة المصرية إلى نورالدين محمود نشأة الدّاويّة أو فرسان المعبد Les Templiers حين استقرّ الصليبية الأولى تأسّست الاسبتارية Les Hospitaliers بطلب من الفاطميين بإقامة دير وبيمارستان . الحرب الصّليبيّة الثّالثة في عهد سلطنة صلاح الدين الأيوبي 567 هـ/م 1171 نهاية الخلافة الفاطمية وبداية السلطنة الأيوبية 583 هـ/م 1187 معركة حطين، انتصر فيها صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين، ثمّ استولى على بيت المقدس 587 هـ/م 1191 استسلام مدينة عكا للصليبيين بعد حصارها عامين 588 هـ/م 1192 صلح الرملة بين صلاح الدين والصليبيين 589 هـ/م 1193 وفاة صلاح الدين الأيوبي بدمشق , الصّليبيّتان الرّابعة والخامسة 599 هـ/م 1203 استيلاء الصلبيية الرّابعة على القسطنطينية وتأسيس مملكة لاتينية بها 613 هـ/م 1217 نزول الصليبية الخامسة بعكا 615 هـ/م 1218 حصار الصليبية الخامسة لدمياط وموت الملك العادل سلكان مصر 616 هـ/م 1219 استيلاء الصليبيين على دمياط 618 هـ/م 1221 انسحاب الصليبيين عن مصر وانتهاء الحرب الصليبية الخامسة ....
Leonard de Pise, dit FIBONACCI 1170-1250
C'est à FIBONACCI que l'Occident doit le terme "zéro". L'oeuvre de FIBONACCI, à la fois de traduction, de formulation et de création pédagogique, est un moment incontournable dans l'histoire de la transmission des chiffres indo-arabes et de la numération de position. La création des Universités européennes(XII°-XIII° siècles) fut déclenché par l'enthousiasme avec lequel les intellectuels de toute l'Europe vont se réunir pour traduire en latin les textes de l'Antiquité grecque, traduits en arabe, et les textes arabes originaux. Sorbonne 1200 - Oxford 1214 - Padoue 1222 - Naples 1224 - Cambridge 1231 ... Gerbert d'Aurillac (945-1003) se rendit dans l'Espagne musulmane pour découvrir les grands mathématiciens arabes et les savants de Cordoue dont il enseigna les sciences à Reims en développant des théories inédites sur la multiplication et la division et inventa une calculette à 9 chiffres: l'Abaque Il deviendra le Pape SYLVESTRE II le 2 Avril 999 Le philosophe Adélard de Bath (1080-1160) se convertit à l'Islam par amour du Savoir. C'est lui qui réalisa la première traduction, d'après le texte arabe, des Elémets d'Euclide. Il traduisit également l'oeuvre d'Al-Khuwarizmi « Les maîtres arabes m'ont appris une chose, c'est à me laisser guider par la raison, tandis que toi tu es ébloui par l'apparence de l'autorité et guidé par d'autres brides (qui ne sont pas celle de la raison). Car, en réalité, à quoi sert l'autorité si ce n'est de bride ? »— Questions naturelles, Ch. VI7 - Adélard de Bath Fibonacci (1170-1250) Léonard de Pise, fils de Bonaccio, dit Fibonacci, né vers 1170 Alors qu'il était jeune garçon, son père, qui dirigeait pour le compte de l'ordre des marchands de Pise...
المُقرّبُ المُسْتَوْفِي فِي شَرْحِ فَرَائِضِ الحَوْفِي
1.4- فَمِنْهَا شَرْحُهُ الكَبِيرُ الَّذِي وَضَعَهُ (سيدي محمد بن يوسف السنوسي) عَلَى فَرَائِضِ الحَوْفِي وَسَمَّاهُ بِـ: المُقَرَّبُ المُسْتَوْفِي فِي شَرْحِ فَرَائِضِ الحَوْفِي وَهُوَ كَبِيرُ الجَرْمِ وَكَثِيرُ العِلْمِ. وَهُوَ أَوَّل ُمَا أَلَّفَ مِنَ الكُتُبِ، أَلَّفَهُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعَةِ عَشَرَ سَنَةً أَوْ ثَمَتانِيَّةِ عَشَرَ سَنَةً، عَلَى اضْطِرَبٍ فِي ذَلِكَ. ________________________ الحوفي:أحمد بن محمد بن خلف الحوفي المتوفى عام 588هـ الموافق في غرته 18 جانفي1192م - نَصَّ عَلَيْهِ الشّمنيّ فِي صَدْرِ شَرْحِهِ لِلْمُغْنِي ________________________ وَقَدْ أَشَارَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إِلَى ذَلِكَ فِي آخِرِ هَذَا الشَّرْحِ فَقَالَ: " كُنْتُ جَمَعْتُ هَذَا التَّقْيِيدَ فِي زَمَانِ الصِّغَرِ قَاصِدًا بِذَلِكَ نَفْعَ نَفْسِي لِعَدَمِ تَمَكُّنِي مِنْ شَرْحٍ أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى فَهْمِ هَذَا الكِتَابِ. فَصِرْتُ أَجْمَعُ مَا أَسْمَعُهُ مِنَ القِرَاءَةِ مِنْ أَشْيَاخِي وَأَضَمُّ ِإلَى ذَلِكَ مَا اسْتَحْسَنُهُ مِنْ كَلاَمِ بَعْضِ شُرَّاحِهِ. وَأَكْثَرُ مَا كُنْتُ أَعْتَنِي بِهِ كَلاَمُ شَارِحِهِ الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ العَلَمُ ذَوِي الآرَاءِ العَجِيبَةِ وَالتَّصَرُّفَاتِ الفَائِقَةِ الغَرِيبَةِ، أَبِي عُثْمَانِ سَعِيدِ العُقْبَانِي –غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَقَّاهُ الدَّرَجَاتَ العُلَى بِمَنِّهِ-. فَإِنَّهُ شَرْحٌ تَقِفُ عُقُولُ النُّجَبَاءِ عِنْدَهُ وَلَمْ يَرَ الرَّاءُونَ وَلاَ يَرَوْنَ، وَاللهُ أَعْلَمُ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ. وَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا التَّقْيِيدُ كَثِيرًا مِنْ فَوَائِدِهِ إِذْ كَانَ عَلَيْهِ مُعْتَمِدُهُ فِي إِيضَاحِ فِقْهِ الكِتَابِ وَبَيَانِ مَا دَقَّ فِيهِ مِنْ حِسَابٍ مَعَ اخْتِصَارٍ كَثِيرٍ مِمَّا يَسْتَغْنَى عَنْهُ فِيهِ؛ وَزِيَادَةُ إِيضَاحٍ لِمَسَائِلٍ يُوَضِّحُ صُوَرَهَا؛ وَإزَالَةُ الحُجُبِ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ مُشْكِلِهَا. فَهُوَ جَدِيرٌ بِتَحْصِيلِ الغَرَضِ لِمُتَأَمِّلِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ -تَعَالَى-. وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ مَنْ كَتَبَهُ أَوْ نَظَرَ فِيهِ أَوْ سَعَى فِي شَيْءٍ مِنْهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ." انتهى كَلاَمُ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ-. قُلْتُ: وَلَمَّا فَرَغَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مِنْ جَمْعِ هَذَا التَّقْيِيدِ، أَطْلَعَ عَلَيْهِ الشَّيْخَ الوَلِيَّ العَارِفَ بِاللهِ –تَعَالَى- سِيدِي الحَسَن ابْنُ مَخْلُوفِ، الشَّهِيرِ بِأَبَرْكَان...
سيدي محمد بن الحسن بن مخلوف بن مسعود المزيلي الراشدي، الشهير بأبركان ت 857هـ/م1453
سيدي محمد بن الحسن بن مخلوف بن مسعود المزيلي الراشدي الشهير بأبركان ومعناها بالبربرية : الأسود ت 857هـ/م1453 فقيه، مالكي، محدّث، من أهل تلمسان وبها نشأ وتعلّم من آثاره المشرع المهيّأ في ضبط مشكل رجال الموطأ - وهو مخطوط الزند الواري في ضبط رجال البخاري - مخطوط فتح المبهم في ضبط رجال مسلم - مخطوط الثاقب في لغة ابن الحاجب ثلاثة شروح على الشفا، أكبرها في مجلدين سماها "الغنية ______________________________ شجرة النور 262، نيل الابتهاج 316، درّة الحجّال 2/295، البستان 220، هدية العارفين 2/89، كشف الظنون 1035 ، معجم المؤلفين 9/221 ____________________________________ ومن كتاب المواهب القدسية في المناقب السنوسية لنحند بن عمر الملالي 10.1.- ومِنَ المَعْدُودِ مِنْ أَشْيَاخِهِ وَإِنْ لَمْ يَأْخُذْ عَنْهُ، إِلاَّ أَنَّهُ حَضَرَ مَجْلِسَهُ وَانْتَفَعَ بِكَلاَمِهِ، الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ العَلَمُ الوَلِيُّ الصَّالِحُ القُطْبُ الغَوْثُ الشَّهِيرُ الكَبِيرُ سيدي الحسن بن مخلوف بن مسعود بن سعد بن سعيد المزلي الرّاشدي الشّهيرُ بأبركان[1]-رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- وَنَفَعَ بِهِ. قَالَ: - رَأَيْتُ المَشَائِخَ وَالأَوْلِيَاءَ، فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ الشَّيْخِ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَان-رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَتْهُ-. قَالَ: - وَكَانَ لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ وَكَانَ يَضْحَكُ إِلاَّ تَبَسُّمًا. حَدَّثَنِي شَيْخُنَا سِيدِي عَلِيّ التَّالُوتِي –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- قَالَ: كَانَ أَخِي سِيدِي مُحَمَّد السَّنُوسِي إِذَا دَخَلَ عَلَى الشَّيْخِ سِيدِي الحَسَن أَبَرْكَانَ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- يَتَبَسَّمُ لَهُ ويُفَاتِحَهُ بِالكَلاَمِ، ثُمَّ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ لَهُ: " جَعَلَكَ اللهُ مِنْ أَئِمَّةِ المُتَّقِينَ ". قَالَ: وَكَانَ أَخِي سِيدِي مُحَمَّد لَا يَتَكَلّمُ فِي المَجْلِسِ وَرُبَّمَا تُعْرَضُ لِلشَّيْخِ سِيدِي الحَسَنِ مَسْأَلَةٌ وَيَتَوَقَّفُ أَهْلُ المَجْلِسِ فِيهَا، فَيَلْتَفِتُ الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَانَ إِلَى سِيدِي مُحَمَّد السَّنُوسِي، وَكَانَ صَغِيراً، فَيَقُولُ لَهُ: - مَا تَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ ؟ فَيَقُولُ: - يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ المُرَادُ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَن...
التعريف بسيدي محمد بن يوسف السنوسي
سيدي محمّد بن يوسف السَّنوسِي ولد و نشأ بتلمسان ، توفي في بيت ما زال قائما بدرب بني جملة بتلمسان ، درب سيدي اليَدُّون حاليا ، في يوم الأحد بعد العصر 18 جمادى الآخرة عام 895 هـ الموافق 9 ماي 1490 م . عاش 57 عاما حسب تلميذه الملالي ، أبوه الشيخ أبو يعقوب يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي . أخوه لأمّه علي التَّالوتي الأنصاري (ت 5 صفر 895 هـ) ، و لقد دفن السنوسي بجواره . أخوه لأبـيه يسمَّى يعقوب ، و ابن يعقوب هو الذي كان يلقِّن عمَّه الشهادة عند وفاته. زوجه : عائشة ، فاضلة وخيًرة ، انجبت له بنتاَ، و ليس للسنوسي غيرها من الأولاد . إنَّ للسنوسي من بـنـتـه حفـــيد اسمه عبد الله . عاشت بنته مع أبيها بعد وفاة زوجها . أخته : عائشة ، امرأة تقية ، صالحة . من مؤلفات السنوسي : 1) في علم التَّوحيد : العقيدة الكبرى المسمَّاة :"عقيدة أهل التَّوحيد، المخرجة بعون الله من ظلمات الجهل و ربقة التَّقليد المرغمة بفضل الله تعالى أنف كل مبتدع عنيد" وشَرَحَ السنوسي هذا التَّأليف تحت عنوان : "عمدة أهل التَّوفيق و التَّسديد في شرح عقيدة أهل التَّوحيد"، و له كتاب العقيدة الوسطى المسمَّى "توحيد أهل العرفان ومعرفة الله ورسوله بالدَّليل و البرهان"، وله المتن المشهورب"العقيدة الصغرى وشرحها"أمُّ الـبـراهـيـن"، و له المقدِّمات" وشرحها ، وله"صغرىالصغرى" وشرحــهـــا و له شرح أسماء الله الحسنى وعقيدةالصالحين ، و له قصيدة نقد الدَّهرية الزَّنادقة والملاحدة، و له"المنهج السَّديد" في شــــرح "كفاية المريد" لأبي العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي(ت884 هـ\ م 1479 ) وله شرح عقيدة الحوضي(ت 910 هـ\ م 1504) المسماة"واسطة السلوك" وله شرح عقيدة المرشدة لمحمد المهدي ابن تومرت(ت524 هـ\ م1129)، وله...
مدخل المواهب القدسية في المناقب السنوسية لمحمد بن عمر الملالي
محمّد بن عمر الملاّلي المواهب القدسية في المناقب السّنوسيّة بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم يقول عبيد الله تعالى[1] الفقير الحقير المعترف بكثرة الذنب والتّقصير محمّد بن عمر بن أبي أهيم بن عمر بن علي الملاّلي لطف الله تعالى به اللّطف الجميل وخار الله له في المقام والرّحيل الحمد لله الذي ملأ قلوبَ أوليائه بأنوار معرفته، وأزال عنها حجابه حتى شهدوا عظيم جلاله وعظمته، وأمدّهم سبحانه وتعالى بتوفيقه وبمنّ يده. فنهضوا إلى القيام بخدمته، وطهّر قلوبهم من كلّ ما يكدر عليه بنور المعرفة وقربهم إليه فصاروا من أهل حضرته، وكساهم بفضله وكرم حلل كرامته، فغرقوا في بحار هيبته ومحبّته، وأطلعهم سبحانه وتعالى من عجائب قدرته وبعض مغيباته، فتحقّقوا بأحديّته وممديّته، وكشف لهم عن خسّة الدّنيا وما يئول إليه أمرُها فلم يلتفتوا إلى شيء من زخارفها وشدتها لما عاينوا من جميل ذاته العلية العديمة المثال، وعظيم ألوهيته وحفظ المولى تبارك وتعالى وحفظ بهم البلاد وجميع العباد وجعلهم رحمة لكافة الخلق على ما سبق في أوّليّته. وَالصّلاة والسّلام على سيّد الأوّلين والآخرين، خاتم النّبيّين والمرسلين، سيّدنا ونبيّنا ومولانا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، المصطفى من خليقته؛ وعلى آله وعترته وأصحابه؛ وصلاة وسلاما دائمين بدوام أبديّته. وبعد؛ فإنّي عزمت في هذا التّقييد المفيد وفّق الله فيه للصّواب والتّحقيق، وسّر في إتمامه على أكمل الطّريق، أن أذكر فيه جُمَلاً من فضائل شيخنا الإمام البالغ في التّحقيق والورع منّتها المرام، قطب الوجود، البركةُ الشّاملةُ لكلّ موجود، وروحُ خُلاصةِ أهلِ الإيمان والطّريق الموصلِ إلى رضَا الرّحمن، يتقرّب إلى الله تعالى به كلّ صديق، ولا يُبغِضهُ إلاّ مُلحِدٌ أو زِندِيق، وهو إمام المتّقين وسلطانُ العارفين وقدوة السّالكين ومنقذُ الهالكين، صاحبُ الإشاراتِ العلِيّةِ والعِبارات السنّيّة والحقائق القدسيّة والأسرار...
مؤلفات الإمام سيدي محمد بن يوسف السنوسي حسب تلميذه الملالي
الباب الرّابع من المواهب القدسية في المناقب السنوسية في عدد تواليفه وما قيل في بعضها من الشّعر وما حدّثني به عن بعض تواليفه الرَّابِعُ فِي عَدَدِ مُصَنَّفَاتِهِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَ بِهِ-. 1.4- فَمِنْهَا شَرْحُهُ الكَبِيرُ الَّذِي وَضَعَهُ عَلَى فَرَائِضِ الحَوْفِي وَسَمَّاهُ بِـ: "المُقَرَّبُ المُسْتَوْفِي فِي شَرْحِ فَرَائِضِ الحَوْفِي". وَهُوَ كَبِيرُ الجَرْمِ وَكَثِيرُ العِلْمِ. وَهُوَ أَوَّل ُمَا أَلَّفَ مِنَ الكُتُبِ، أَلَّفَهُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعَةِ عَشَرَ سَنَةً أَوْ ثَمَتانِيَّةِ عَشَرَ سَنَةً، عَلَى اضْطِرَبٍ فِي ذَلِكَ. وَقَدْ أَشَارَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إِلَى ذَلِكَ فِي آخِرِ هَذَا الشَّرْحِ فَقَالَ: " كُنْتُ جَمَعْتُ هَذَا التَّقْيِيدَ فِي زَمَانِ الصِّغَرِ قَاصِدًا بِذَلِكَ نَفْعَ نَفْسِي لِعَدَمِ تَمَكُّنِي مِنْ شَرْحٍ أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى فَهْمِ هَذَا الكِتَابِ. فَصِرْتُ أَجْمَعُ مَا أَسْمَعُهُ مِنَ القِرَاءَةِ مِنْ أَشْيَاخِي وَأَضَمُّ ِإلَى ذَلِكَ مَا اسْتَحْسَنُهُ مِنْ كَلاَمِ بَعْضِ شُرَّاحِهِ. وَأَكْثَرُ مَا كُنْتُ أَعْتَنِي بِهِ كَلاَمُ شَارِحِهِ الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ العَلَمُ ذَوِي الآرَاءِ العَجِيبَةِ وَالتَّصَرُّفَاتِ الفَائِقَةِ الغَرِيبَةِ، أَبِي عُثْمَانِ سَعِيدِ العُقْبَانِي –غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَقَّاهُ الدَّرَجَاتَ العُلَى بِمَنِّهِ-. فَإِنَّهُ شَرْحٌ تَقِفُ عُقُولُ النُّجَبَاءِ عِنْدَهُ وَلَمْ يَرَ الرَّاءُونَ وَلاَ يَرَوْنَ، وَاللهُ أَعْلَمُ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ. وَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا التَّقْيِيدُ كَثِيرًا مِنْ فَوَائِدِهِ إِذْ كَانَ عَلَيْهِ مُعْتَمِدُهُ فِي إِيضَاحِ فِقْهِ الكِتَابِ وَبَيَانِ مَا دَقَّ فِيهِ مِنْ حِسَابٍ مَعَ اخْتِصَارٍ كَثِيرٍ مِمَّا يَسْتَغْنَى عَنْهُ فِيهِ؛ وَزِيَادَةُ إِيضَاحٍ لِمَسَائِلٍ يُوَضِّحُ صُوَرَهَا؛ وَإزَالَةُ الحُجُبِ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ مُشْكِلِهَا. فَهُوَ جَدِيرٌ بِتَحْصِيلِ الغَرَضِ لِمُتَأَمِّلِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ -تَعَالَى-. وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ مَنْ كَتَبَهُ أَوْ نَظَرَ فِيهِ أَوْ سَعَى فِي شَيْءٍ مِنْهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ." انتهى كَلاَمُ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ-. قُلْتُ: وَلَمَّا فَرَغَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مِنْ جَمْعِ هَذَا التَّقْيِيدِ، أَطْلَعَ عَلَيْهِ الشَّيْخَ الوَلِيَّ العَارِفَ بِاللهِ –تَعَالَى- سِيدِي الحَسَن ابْنُ مَخْلُوفِ، الشَّهِيرِ...
التصوّف عند الأمير عبد القادر
"مطْلَبُ عِلْمِ التَّصَوُّفِ هُوَ مَا لاَ يَقِفُ التَّحْقِيقُ عِنْدَ مَسْأَلَةٍ مِنْ مَسَائِلِهِ" ، بمعنى أن الطالب لمسألة من مسائله إذا حقّقها، يجعله ذلك التّحقّقُ مستعدّا لما وراءها. فإذا تحقّق بمااستعدّ له، ممّا وراء تلك المسألة، استعدّ كذلك، وهكذا فلا نهاية لمسائل التّصوّف ومطالبه دون الذّات البحتالغيبُ المُطلق من الموقف 119 للأمير عبد القادر "La réalisation de la quête de la science mystique n'est pas dans les questions" Ce qui veut dire que celui qui cherche au sujet de telle question, une fois qu'il l'a examinée, cela le rend prêt pour ce qu'il y a derrière la question ; et une fois qu'il a examiné ce pour quoi il était prêt derrière la question, il est à nouveau prêt et ainsi de suite. Ainsi les questions au sujet de la Mystique sont sans fin, sans parler de l'Essence pure, absolument invisible. سافر الأمير عبد القادر مع والده من وهران برًّا إلى الحجاز 1241هـ/م1825 وبعد أداء فريضة الحج، قصد المدينة المنورة ومنها توجّه إلى دمشق وتتلمذ على الشيخ خالد النقشباندي ثمّ سافر إلى بغداد فزار مع أبيه مقام سيدي عبد القادر الجيلالي وأخذ كلّ منهما الإجازة بالطّريقة القادرية عن الشيخ محمود القادري ثمّ رجعا إلى دمشق ومنها عادا إلى الحجاز، فحجا مرّة ثانيّة ثمّ رجعا إلى الوطن وذلك عام 1243هـ/م 1827 المَوْقِفُ التَّاسِعُ عَشَرَ وَمِائَة 119 قَالَ تَعَالَى: {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ [1]}؛ وَقَالَ تَعَالَى:{وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحِ بِالبَصَرِ [2]}؛ وَقَالَ :{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ [3]} وَفِي قِرَاءَةٍ مَن رَفَعَ «كُلُّ»؛ وَقَالَ :{ قُل لَوْ كَانَ البَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِذَ البَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَذَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا [4]}. وَوَرَدَ فِي الخَبَرِ...
تفسير الفاتحة للأمير عبد القادر
المواقف2 و 14 و59 و139 و 179 من المواقف الروحية في بعض إشارات القرءان إلى الأسرار والمعارف والإلقاءات السّبوحيّة في تفسير آيات سورة الفاتحة للشيخ الأمير سيدي عبد القادر بن محيي الدين الجزائري المَوْقِفُ الثَّانِي 2 قَالَ اللهُ –تَعَالَى-: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[1]} ظَاهِرُهُ يُعْطِي أَنَّ العَبْدَ قَادِرٌ عَلَى بَعْضِ الفِعْلِ، وَعَاجِزٌ عَنْ بَعْضِهِ، لِأَنَّ لِكُلِّ مِنَ المُتَعَاوِنَيْنِ نِسْبَةٌ فِي الفِعْلِ أَيْ الحَاصِلِ بِالمَصْدَرِ. فَاعْلَمْ أَنَّ مُخَاطَبَةَ الحَقِّ -تَعَالَى- لِعِبَادِهِ فِي كُتُبِهِ المُنُزَّلَةِ، وَعَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ -عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- إِنَّمَا جَاءَتْ عَلَى حَسَبِ مَبْلَغِ عِلْمِ عَامَّةِ العِبَادِ، وَمُنْتَهَى عُقُولِهِمْ وَمَا أَدَّتْ إِلَيْهِ بَدِيهَتِهِمْ. وَلَمَّا كَانَ عَامَّةُ العِبَادِ يَتَوَهُّمُونَ أَنَّ لَهُمْ وُجُودًا مُسْتَقِلاً مُبَايَنًا لِوُجُودِ الحَقِّ، حَادِثًا أَوْ قَدِيمًا، تَرَكَهُمْ الحَقُّ عَلَى وَهْمِهِمْ لِأَنَّ حَالَتَهُمْ الَّتِي هُمْ عَلَيْهَا لاَ تَحْتَمِلُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَلِحُكْمٍ هُوَ يَعْلَمُهَا . وَخَاطَبَهُمْ عَلَى أَنَّ لَهُمْ وُجُودًا كَمَا زَعَمُوا، وَأَضَافَ لَهُمْ الأَفْعَالَ وَالتَّرُوكَ وَالقُدْرَةَ وَالمَشِيئَةَ وَغَيْرَ ذَلِكَ عَلَى حَسَبِ دَعْوَاهُمْ. فَقَالَ لَهُمْ : افْعَلُوا وَاتْرُكُوا : { أَقِيمُوا الصَّلَواةَ [2]} ؛ {لاَ تَقْرِبُوا الزِّنَا [3]} ؛ {سَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ [4]} {وَلَنْ يَتِرَكُمُ, أَعْمَالُكُمُ,[5]} ؛ {مَن شَآءَ فَليُومِنْ وَّمَنْ شَآءَ فَلْيَكْفُرِ[6] } وَنَحْوَ ذَلِكَ . وَمِنَ المَعْلُومِ البَيِّنِ أَنَّ القُدْرَةَ عَلَى الفِعْلِ وَالتَّرْكِ وَالمَشِيئَةِ وَسَائِرِ الإِدْرَاكَاتِ، تَابِعَةٌ لِلْوُجُودِ. فَمَا لاَ وُجُودَ لَهُ، لاَ فِعْلَ وَلاَ تَرْكَ وَلاَ إِدْرَاكَ لَهُ. وَالاِنْسَانُ وَكُلُّ مُمْكِنِ لاَ وُجُودَ لَهُ مُسْتَقِلاً لاَ قَدِيمًا وَلاَ حَادِثًا بُرْهَانًا وَكَشْفًا. أَمَّا الكَشْفُ فَالعَارِفُونَ مُجْمَعُونَ عَلَى هَذَا . وَأَمَّاالبُرْهَانُ فَلِأَنَّهُ [لَوْ]كَانَ لِمُمْكِنٍ، أَيُّ مُمْكِنٍ كَانَ، وُجُودٌ مُسْتَقِلٌّ مُبَايِنٌ لِوُجُودِ الحَقِّ تَعَالَى، فَوُجُودُهُ عَارِضٌ لِمَاهِيَّتِهِ. وَالفِطْرَةُ السَّلِيمَةُ قَاضِيَةٌ بَدِيهَةٌ بِأَنَّ ثُبُوتَ كُلِّ صِفَةٍ لِمَوْصُوفٍ، فَرْعُ ثُبُوتِ المَوْصُوفِ فِي نَفْسِهِ. فَالمُمْكِنُ، عَلَى هَذَا، مُمْتَنِعُ الوُجُودِ إِذْ لَوْ وُجِدَ لَكَانَ وُجُودُهُ عَارِضًا لِمَاهِيَّتِهِ، وَعُرُوضُ الوُجُودِ لَهُ...
تفسير أم القرءان للإمام السنوسي
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وءاله وصحبه وسلم هذا تفسير أم القرءان (للإمام السنوسي (رضي الله عنه الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله هذا تفسير الفاتحة باختصار الحمد لله:معناه، المدح كله لله وحده، لأنّ كل كمال قديم فهو وصفه وكل كمال حادث فهو فعله ربّ العالمين: معناه،مالك جميع الحوادث المختلفة في أجناسها وأنواعها وأصنافها وفي مقاديرها وصفاتها وأزمنتها وأمكنتها وذلك الاختلاف دليل فيها على وجوب افتقارها إلى الله تبارك وتعالى وعلى وجوب وجوده ووحدانيته وكمال قدرته وإرادته وعلمه وحياته وذلك دليل على ما دلّ عليه قوله الحمد لله من كون المدح بكل كمال لله تعالى وحده ومن كونه هو المالك للعوالم المربي لها فجميع العالمين يكون دليلا على ما قبله لأن الجميع دال على الاختلاف الدال على وجوب الافتقار إلى الرب تبارك وتعالى الرحمن الرحيم: معناه، المنعم بجميع النعم الدنيوية والأخروية الجليلة والحقيرة ويجئ بعد (رب العالمين) للدلالة على أنه سبحانه إنما عامل العوالم في الغالب، بمقتضى الرحمة لا بمقتضى الغضب والانس والجن المغضوب عليهم قليلون جدا بالنسبة إلى كثرة من رحمه من العوالم السماوية والأرضية فيه دليل على أن كل نعمة صدرت منه جل وعلا للعوالم فهي بمقتضى الرحمة والفضل لا بمقتضى الوجوب والاستحقاق مالك يوم الدين:معناه، المنفرد بالحكم يوم الجزاء وعزل في ذيك اليوم جميع الحكام إيّاك نعبد: معناه، نخصّك يا مولانا بالطّاعة وكمال الذلّة والخضوع على الوجه الذي بلغه رسولك ومصطفاك سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي رحمت بفضلك على يديه العالمين وخلّصتهم بأنوار بعثه من مهالك يوم الدين وإيّاك نستعين: معناه، ومنك وحدك يا مولانا نطلب العون على عبادتك التي هي عون النجاة من مهالك يوم الدين اهدنا الصّراط المستقيم: معناه، دلّنا يا مولانا في...
الحروب الصّليبيّة Les Croisades – chronologie-
الحروب الصليبية الثمانية 334هـ/م 945 استيلاء بني بُوَيه على بغداد الشيعة 447 هـ/م 1055 استيلاء السّلاجقة على بغداد السنة 484 هـ/م 1091 سقوط صقلية نهائيا في أيدي النورمان من أشهر فرق الإسماعيليين: القرامطة والفاطميون والحشاشون وقد قضى عليهم هولاكو والظاهر بيبرس , الحرب الصّليبيّة الأولى 488 هـ/م 1095 انعقد مجمع كليرمون المسيحي، وقرّرت فيه الحرب الصّليبية 491 هـ/م 1097 محاصرة أنطاكية من طرف الصّليبيّين 492 هـ/م 1099 احتلال بيت المقدس من طرف الصليبيين , الحرب الصّليبيّة الثّانيّة 521 هـ/م 1127 ولاية عماد الدين زنكي على الموصل 539 هـ/م 1144 استيلاء عماد الدين زنكي على الرها Edesse 541 هـ/م 1146موت عماد الدين زنكي 543 هـ/م 1148 حصار الصليبية الثانية لدمشق 559 هـ/م 1163 بدء نزاع على مصر بين نورالدين محدود ومملكة بيت المقدس 564 هـ/م 1168 ضم المملكة المصرية إلى نورالدين محمود نشأة الدّاويّة أو فرسان المعبد Les Templiers حين استقرّ الصليبية الأولى تأسّست الاسبتارية Les Hospitaliers بطلب من الفاطميين بإقامة دير وبيمارستان . الحرب الصّليبيّة الثّالثة في عهد سلطنة صلاح الدين الأيوبي 567 هـ/م 1171 نهاية الخلافة الفاطمية وبداية السلطنة الأيوبية 583 هـ/م 1187 معركة حطين، انتصر فيها صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين، ثمّ استولى على بيت المقدس 587 هـ/م 1191 استسلام مدينة عكا للصليبيين بعد حصارها عامين 588 هـ/م 1192 صلح الرملة بين صلاح الدين والصليبيين 589 هـ/م 1193 وفاة صلاح الدين الأيوبي بدمشق , الصّليبيّتان الرّابعة والخامسة 599 هـ/م 1203 استيلاء الصلبيية الرّابعة على القسطنطينية وتأسيس مملكة لاتينية بها 613 هـ/م 1217 نزول الصليبية الخامسة بعكا 615 هـ/م 1218 حصار الصليبية الخامسة لدمياط وموت الملك العادل سلكان مصر 616 هـ/م 1219 استيلاء الصليبيين على دمياط 618 هـ/م 1221 انسحاب الصليبيين عن مصر وانتهاء الحرب الصليبية الخامسة ....
Leonard de Pise, dit FIBONACCI 1170-1250
C'est à FIBONACCI que l'Occident doit le terme "zéro". L'oeuvre de FIBONACCI, à la fois de traduction, de formulation et de création pédagogique, est un moment incontournable dans l'histoire de la transmission des chiffres indo-arabes et de la numération de position. La création des Universités européennes(XII°-XIII° siècles) fut déclenché par l'enthousiasme avec lequel les intellectuels de toute l'Europe vont se réunir pour traduire en latin les textes de l'Antiquité grecque, traduits en arabe, et les textes arabes originaux. Sorbonne 1200 - Oxford 1214 - Padoue 1222 - Naples 1224 - Cambridge 1231 ... Gerbert d'Aurillac (945-1003) se rendit dans l'Espagne musulmane pour découvrir les grands mathématiciens arabes et les savants de Cordoue dont il enseigna les sciences à Reims en développant des théories inédites sur la multiplication et la division et inventa une calculette à 9 chiffres: l'Abaque Il deviendra le Pape SYLVESTRE II le 2 Avril 999 Le philosophe Adélard de Bath (1080-1160) se convertit à l'Islam par amour du Savoir. C'est lui qui réalisa la première traduction, d'après le texte arabe, des Elémets d'Euclide. Il traduisit également l'oeuvre d'Al-Khuwarizmi « Les maîtres arabes m'ont appris une chose, c'est à me laisser guider par la raison, tandis que toi tu es ébloui par l'apparence de l'autorité et guidé par d'autres brides (qui ne sont pas celle de la raison). Car, en réalité, à quoi sert l'autorité si ce n'est de bride ? »— Questions naturelles, Ch. VI7 - Adélard de Bath Fibonacci (1170-1250) Léonard de Pise, fils de Bonaccio, dit Fibonacci, né vers 1170 Alors qu'il était jeune garçon, son père, qui dirigeait pour le compte de l'ordre des marchands de Pise...
المُقرّبُ المُسْتَوْفِي فِي شَرْحِ فَرَائِضِ الحَوْفِي
1.4- فَمِنْهَا شَرْحُهُ الكَبِيرُ الَّذِي وَضَعَهُ (سيدي محمد بن يوسف السنوسي) عَلَى فَرَائِضِ الحَوْفِي وَسَمَّاهُ بِـ: المُقَرَّبُ المُسْتَوْفِي فِي شَرْحِ فَرَائِضِ الحَوْفِي وَهُوَ كَبِيرُ الجَرْمِ وَكَثِيرُ العِلْمِ. وَهُوَ أَوَّل ُمَا أَلَّفَ مِنَ الكُتُبِ، أَلَّفَهُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعَةِ عَشَرَ سَنَةً أَوْ ثَمَتانِيَّةِ عَشَرَ سَنَةً، عَلَى اضْطِرَبٍ فِي ذَلِكَ. ________________________ الحوفي:أحمد بن محمد بن خلف الحوفي المتوفى عام 588هـ الموافق في غرته 18 جانفي1192م - نَصَّ عَلَيْهِ الشّمنيّ فِي صَدْرِ شَرْحِهِ لِلْمُغْنِي ________________________ وَقَدْ أَشَارَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إِلَى ذَلِكَ فِي آخِرِ هَذَا الشَّرْحِ فَقَالَ: " كُنْتُ جَمَعْتُ هَذَا التَّقْيِيدَ فِي زَمَانِ الصِّغَرِ قَاصِدًا بِذَلِكَ نَفْعَ نَفْسِي لِعَدَمِ تَمَكُّنِي مِنْ شَرْحٍ أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى فَهْمِ هَذَا الكِتَابِ. فَصِرْتُ أَجْمَعُ مَا أَسْمَعُهُ مِنَ القِرَاءَةِ مِنْ أَشْيَاخِي وَأَضَمُّ ِإلَى ذَلِكَ مَا اسْتَحْسَنُهُ مِنْ كَلاَمِ بَعْضِ شُرَّاحِهِ. وَأَكْثَرُ مَا كُنْتُ أَعْتَنِي بِهِ كَلاَمُ شَارِحِهِ الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ العَلَمُ ذَوِي الآرَاءِ العَجِيبَةِ وَالتَّصَرُّفَاتِ الفَائِقَةِ الغَرِيبَةِ، أَبِي عُثْمَانِ سَعِيدِ العُقْبَانِي –غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَقَّاهُ الدَّرَجَاتَ العُلَى بِمَنِّهِ-. فَإِنَّهُ شَرْحٌ تَقِفُ عُقُولُ النُّجَبَاءِ عِنْدَهُ وَلَمْ يَرَ الرَّاءُونَ وَلاَ يَرَوْنَ، وَاللهُ أَعْلَمُ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ. وَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا التَّقْيِيدُ كَثِيرًا مِنْ فَوَائِدِهِ إِذْ كَانَ عَلَيْهِ مُعْتَمِدُهُ فِي إِيضَاحِ فِقْهِ الكِتَابِ وَبَيَانِ مَا دَقَّ فِيهِ مِنْ حِسَابٍ مَعَ اخْتِصَارٍ كَثِيرٍ مِمَّا يَسْتَغْنَى عَنْهُ فِيهِ؛ وَزِيَادَةُ إِيضَاحٍ لِمَسَائِلٍ يُوَضِّحُ صُوَرَهَا؛ وَإزَالَةُ الحُجُبِ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ مُشْكِلِهَا. فَهُوَ جَدِيرٌ بِتَحْصِيلِ الغَرَضِ لِمُتَأَمِّلِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ -تَعَالَى-. وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ مَنْ كَتَبَهُ أَوْ نَظَرَ فِيهِ أَوْ سَعَى فِي شَيْءٍ مِنْهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ." انتهى كَلاَمُ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ-. قُلْتُ: وَلَمَّا فَرَغَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مِنْ جَمْعِ هَذَا التَّقْيِيدِ، أَطْلَعَ عَلَيْهِ الشَّيْخَ الوَلِيَّ العَارِفَ بِاللهِ –تَعَالَى- سِيدِي الحَسَن ابْنُ مَخْلُوفِ، الشَّهِيرِ بِأَبَرْكَان...
سيدي محمد بن الحسن بن مخلوف بن مسعود المزيلي الراشدي، الشهير بأبركان ت 857هـ/م1453
سيدي محمد بن الحسن بن مخلوف بن مسعود المزيلي الراشدي الشهير بأبركان ومعناها بالبربرية : الأسود ت 857هـ/م1453 فقيه، مالكي، محدّث، من أهل تلمسان وبها نشأ وتعلّم من آثاره المشرع المهيّأ في ضبط مشكل رجال الموطأ - وهو مخطوط الزند الواري في ضبط رجال البخاري - مخطوط فتح المبهم في ضبط رجال مسلم - مخطوط الثاقب في لغة ابن الحاجب ثلاثة شروح على الشفا، أكبرها في مجلدين سماها "الغنية ______________________________ شجرة النور 262، نيل الابتهاج 316، درّة الحجّال 2/295، البستان 220، هدية العارفين 2/89، كشف الظنون 1035 ، معجم المؤلفين 9/221 ____________________________________ ومن كتاب المواهب القدسية في المناقب السنوسية لنحند بن عمر الملالي 10.1.- ومِنَ المَعْدُودِ مِنْ أَشْيَاخِهِ وَإِنْ لَمْ يَأْخُذْ عَنْهُ، إِلاَّ أَنَّهُ حَضَرَ مَجْلِسَهُ وَانْتَفَعَ بِكَلاَمِهِ، الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ العَلَمُ الوَلِيُّ الصَّالِحُ القُطْبُ الغَوْثُ الشَّهِيرُ الكَبِيرُ سيدي الحسن بن مخلوف بن مسعود بن سعد بن سعيد المزلي الرّاشدي الشّهيرُ بأبركان[1]-رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- وَنَفَعَ بِهِ. قَالَ: - رَأَيْتُ المَشَائِخَ وَالأَوْلِيَاءَ، فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ الشَّيْخِ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَان-رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَتْهُ-. قَالَ: - وَكَانَ لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ وَكَانَ يَضْحَكُ إِلاَّ تَبَسُّمًا. حَدَّثَنِي شَيْخُنَا سِيدِي عَلِيّ التَّالُوتِي –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- قَالَ: كَانَ أَخِي سِيدِي مُحَمَّد السَّنُوسِي إِذَا دَخَلَ عَلَى الشَّيْخِ سِيدِي الحَسَن أَبَرْكَانَ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- يَتَبَسَّمُ لَهُ ويُفَاتِحَهُ بِالكَلاَمِ، ثُمَّ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ لَهُ: " جَعَلَكَ اللهُ مِنْ أَئِمَّةِ المُتَّقِينَ ". قَالَ: وَكَانَ أَخِي سِيدِي مُحَمَّد لَا يَتَكَلّمُ فِي المَجْلِسِ وَرُبَّمَا تُعْرَضُ لِلشَّيْخِ سِيدِي الحَسَنِ مَسْأَلَةٌ وَيَتَوَقَّفُ أَهْلُ المَجْلِسِ فِيهَا، فَيَلْتَفِتُ الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَنِ أَبَرْكَانَ إِلَى سِيدِي مُحَمَّد السَّنُوسِي، وَكَانَ صَغِيراً، فَيَقُولُ لَهُ: - مَا تَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ ؟ فَيَقُولُ: - يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ المُرَادُ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ الشَّيْخُ سِيدِي الحَسَن...
التعريف بسيدي محمد بن يوسف السنوسي
سيدي محمّد بن يوسف السَّنوسِي ولد و نشأ بتلمسان ، توفي في بيت ما زال قائما بدرب بني جملة بتلمسان ، درب سيدي اليَدُّون حاليا ، في يوم الأحد بعد العصر 18 جمادى الآخرة عام 895 هـ الموافق 9 ماي 1490 م . عاش 57 عاما حسب تلميذه الملالي ، أبوه الشيخ أبو يعقوب يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي . أخوه لأمّه علي التَّالوتي الأنصاري (ت 5 صفر 895 هـ) ، و لقد دفن السنوسي بجواره . أخوه لأبـيه يسمَّى يعقوب ، و ابن يعقوب هو الذي كان يلقِّن عمَّه الشهادة عند وفاته. زوجه : عائشة ، فاضلة وخيًرة ، انجبت له بنتاَ، و ليس للسنوسي غيرها من الأولاد . إنَّ للسنوسي من بـنـتـه حفـــيد اسمه عبد الله . عاشت بنته مع أبيها بعد وفاة زوجها . أخته : عائشة ، امرأة تقية ، صالحة . من مؤلفات السنوسي : 1) في علم التَّوحيد : العقيدة الكبرى المسمَّاة :"عقيدة أهل التَّوحيد، المخرجة بعون الله من ظلمات الجهل و ربقة التَّقليد المرغمة بفضل الله تعالى أنف كل مبتدع عنيد" وشَرَحَ السنوسي هذا التَّأليف تحت عنوان : "عمدة أهل التَّوفيق و التَّسديد في شرح عقيدة أهل التَّوحيد"، و له كتاب العقيدة الوسطى المسمَّى "توحيد أهل العرفان ومعرفة الله ورسوله بالدَّليل و البرهان"، وله المتن المشهورب"العقيدة الصغرى وشرحها"أمُّ الـبـراهـيـن"، و له المقدِّمات" وشرحها ، وله"صغرىالصغرى" وشرحــهـــا و له شرح أسماء الله الحسنى وعقيدةالصالحين ، و له قصيدة نقد الدَّهرية الزَّنادقة والملاحدة، و له"المنهج السَّديد" في شــــرح "كفاية المريد" لأبي العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي(ت884 هـ\ م 1479 ) وله شرح عقيدة الحوضي(ت 910 هـ\ م 1504) المسماة"واسطة السلوك" وله شرح عقيدة المرشدة لمحمد المهدي ابن تومرت(ت524 هـ\ م1129)، وله...
مدخل المواهب القدسية في المناقب السنوسية لمحمد بن عمر الملالي
محمّد بن عمر الملاّلي المواهب القدسية في المناقب السّنوسيّة بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم يقول عبيد الله تعالى[1] الفقير الحقير المعترف بكثرة الذنب والتّقصير محمّد بن عمر بن أبي أهيم بن عمر بن علي الملاّلي لطف الله تعالى به اللّطف الجميل وخار الله له في المقام والرّحيل الحمد لله الذي ملأ قلوبَ أوليائه بأنوار معرفته، وأزال عنها حجابه حتى شهدوا عظيم جلاله وعظمته، وأمدّهم سبحانه وتعالى بتوفيقه وبمنّ يده. فنهضوا إلى القيام بخدمته، وطهّر قلوبهم من كلّ ما يكدر عليه بنور المعرفة وقربهم إليه فصاروا من أهل حضرته، وكساهم بفضله وكرم حلل كرامته، فغرقوا في بحار هيبته ومحبّته، وأطلعهم سبحانه وتعالى من عجائب قدرته وبعض مغيباته، فتحقّقوا بأحديّته وممديّته، وكشف لهم عن خسّة الدّنيا وما يئول إليه أمرُها فلم يلتفتوا إلى شيء من زخارفها وشدتها لما عاينوا من جميل ذاته العلية العديمة المثال، وعظيم ألوهيته وحفظ المولى تبارك وتعالى وحفظ بهم البلاد وجميع العباد وجعلهم رحمة لكافة الخلق على ما سبق في أوّليّته. وَالصّلاة والسّلام على سيّد الأوّلين والآخرين، خاتم النّبيّين والمرسلين، سيّدنا ونبيّنا ومولانا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، المصطفى من خليقته؛ وعلى آله وعترته وأصحابه؛ وصلاة وسلاما دائمين بدوام أبديّته. وبعد؛ فإنّي عزمت في هذا التّقييد المفيد وفّق الله فيه للصّواب والتّحقيق، وسّر في إتمامه على أكمل الطّريق، أن أذكر فيه جُمَلاً من فضائل شيخنا الإمام البالغ في التّحقيق والورع منّتها المرام، قطب الوجود، البركةُ الشّاملةُ لكلّ موجود، وروحُ خُلاصةِ أهلِ الإيمان والطّريق الموصلِ إلى رضَا الرّحمن، يتقرّب إلى الله تعالى به كلّ صديق، ولا يُبغِضهُ إلاّ مُلحِدٌ أو زِندِيق، وهو إمام المتّقين وسلطانُ العارفين وقدوة السّالكين ومنقذُ الهالكين، صاحبُ الإشاراتِ العلِيّةِ والعِبارات السنّيّة والحقائق القدسيّة والأسرار...
مؤلفات الإمام سيدي محمد بن يوسف السنوسي حسب تلميذه الملالي
الباب الرّابع من المواهب القدسية في المناقب السنوسية في عدد تواليفه وما قيل في بعضها من الشّعر وما حدّثني به عن بعض تواليفه الرَّابِعُ فِي عَدَدِ مُصَنَّفَاتِهِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَ بِهِ-. 1.4- فَمِنْهَا شَرْحُهُ الكَبِيرُ الَّذِي وَضَعَهُ عَلَى فَرَائِضِ الحَوْفِي وَسَمَّاهُ بِـ: "المُقَرَّبُ المُسْتَوْفِي فِي شَرْحِ فَرَائِضِ الحَوْفِي". وَهُوَ كَبِيرُ الجَرْمِ وَكَثِيرُ العِلْمِ. وَهُوَ أَوَّل ُمَا أَلَّفَ مِنَ الكُتُبِ، أَلَّفَهُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعَةِ عَشَرَ سَنَةً أَوْ ثَمَتانِيَّةِ عَشَرَ سَنَةً، عَلَى اضْطِرَبٍ فِي ذَلِكَ. وَقَدْ أَشَارَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إِلَى ذَلِكَ فِي آخِرِ هَذَا الشَّرْحِ فَقَالَ: " كُنْتُ جَمَعْتُ هَذَا التَّقْيِيدَ فِي زَمَانِ الصِّغَرِ قَاصِدًا بِذَلِكَ نَفْعَ نَفْسِي لِعَدَمِ تَمَكُّنِي مِنْ شَرْحٍ أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى فَهْمِ هَذَا الكِتَابِ. فَصِرْتُ أَجْمَعُ مَا أَسْمَعُهُ مِنَ القِرَاءَةِ مِنْ أَشْيَاخِي وَأَضَمُّ ِإلَى ذَلِكَ مَا اسْتَحْسَنُهُ مِنْ كَلاَمِ بَعْضِ شُرَّاحِهِ. وَأَكْثَرُ مَا كُنْتُ أَعْتَنِي بِهِ كَلاَمُ شَارِحِهِ الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ العَلَمُ ذَوِي الآرَاءِ العَجِيبَةِ وَالتَّصَرُّفَاتِ الفَائِقَةِ الغَرِيبَةِ، أَبِي عُثْمَانِ سَعِيدِ العُقْبَانِي –غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَقَّاهُ الدَّرَجَاتَ العُلَى بِمَنِّهِ-. فَإِنَّهُ شَرْحٌ تَقِفُ عُقُولُ النُّجَبَاءِ عِنْدَهُ وَلَمْ يَرَ الرَّاءُونَ وَلاَ يَرَوْنَ، وَاللهُ أَعْلَمُ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ. وَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا التَّقْيِيدُ كَثِيرًا مِنْ فَوَائِدِهِ إِذْ كَانَ عَلَيْهِ مُعْتَمِدُهُ فِي إِيضَاحِ فِقْهِ الكِتَابِ وَبَيَانِ مَا دَقَّ فِيهِ مِنْ حِسَابٍ مَعَ اخْتِصَارٍ كَثِيرٍ مِمَّا يَسْتَغْنَى عَنْهُ فِيهِ؛ وَزِيَادَةُ إِيضَاحٍ لِمَسَائِلٍ يُوَضِّحُ صُوَرَهَا؛ وَإزَالَةُ الحُجُبِ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ مُشْكِلِهَا. فَهُوَ جَدِيرٌ بِتَحْصِيلِ الغَرَضِ لِمُتَأَمِّلِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ -تَعَالَى-. وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ مَنْ كَتَبَهُ أَوْ نَظَرَ فِيهِ أَوْ سَعَى فِي شَيْءٍ مِنْهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ." انتهى كَلاَمُ الشَّيْخِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ-. قُلْتُ: وَلَمَّا فَرَغَ الشَّيْخُ –رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مِنْ جَمْعِ هَذَا التَّقْيِيدِ، أَطْلَعَ عَلَيْهِ الشَّيْخَ الوَلِيَّ العَارِفَ بِاللهِ –تَعَالَى- سِيدِي الحَسَن ابْنُ مَخْلُوفِ، الشَّهِيرِ...
أحدث التعليقات