حليب الغزالة

واتفق لشيخنا أبي مدين -وكان وقته التجريد وعدم الادخار- فنسي في جيبه ديناراً – وكان كثيراً ما يترب منقطعاً في جبل الكواكب.

وكانت هناك غزالة تأتي إليه فتدرّ عليه،

فيكون ذلك قُوتُه.

فلما جاء إلى الجبل جاءت الغزالة

وهو محتاج إلى الطعام.

فمد يده على عادته إليها ليشرب من لبنها.

فنفرت عنه.

ومازالت تنطحه بقرونها.

وكلما مد يده إليها نفرت منه.

ففكر في سبب ذلك.

فتذكر الدينار فأخرجه من جيبه ورمى به في موضع فقده ولا يجده

فجاءت إليه الغزالة وآنست به ودرّت عليه.

من كتاب الفتوحات المكية لمحيي الدين ابن العربي 

–ج2/9 ص123 دار صادر1424هـ/م2004-

إعداد: محمد بن أحمد باغلي