مولدية الطَّالِبِ أَبِي الحَسَنِ عَلِي
ابْنِ العَطَّارِ
عَفَا اللهُ عَنْهُ
وَصَبَّ بِالهَوَى كَلِفٌ مُعَنَّى * أَعَنَّ مِنَ الصَّبَابَةِ مَا تَعَنَّا
فَمِنْ زَفَـــرَاتِهِ مَا شَبَّ نَارَا * وَمِنْ عَبَــــرَاتِهِ مَا نَهَلَ مُزْنَا
تَذَكَّـرَ عَيْشَةَ المَاضِي فَأَضْحَى * يُكَفْكِفُ دَمْعَهُ شَوْقًا وَحُزْنَا
وَشَبَّ أَوَارَ أَضْلُعِـهِ وَأَجْـرَى * مَـــدَامِعَهُ وَهَامَ وَكَادَ يَفْنَا
بِصَبَى بَحْـرِيَّةٍ هَبَّتْ فَنَمَتْ * فَرَقَّ لِغَــرْبِهَا طَــرَبًا وَأَنَّا
فَتَـمَّ بِنَفْحَةٍ كَالمِسْكِ نَشْـرَا * فَطِيبُهُ نَشْوَاهَا ذَكَّــــرَتْنَا
فَـهَامَ القَلْبُ إِجْلاَلاً وَشَوْقًا * لِمَنْ نِلْنَا الفَخَارِيَّةَ وَسُــدْنَا
نَبِيٌّ مُصْطَفَى هَادٍ شَفِيعٌ * بِمَوْلِدِهِ السَّعِيدِ لَقَدْ سَعِــدْنَا
شَفِيعُ المُذْنِبِينَ غَذَاةَ حَشْــرٍ * مُقِيلُ عَتَادِنَا مِمَّا اقْتَـــرَفْنَا
أَعَزَّتْنَا بِهِ شَرَفًا صَمِيـمًا * وَحُزْنَا المَكْـــرَمَاتِ بِهِ وَفُزْنَا
دِرَاعُ الشَّاةِ كَلَّمَـهُ يَقِينًا * وَأَخْبَرَهُ وَأَظْـهَــرَ مَا أَكَنَّا
وَعَيْنُ قَتَادَةَ عَادَتْ وَمَا رَأَى* الرَّاؤُونَ أَحْسَنَ مِنْـــهُ عَيْنَا
نَعَمْ وَالبَـدْرُ شُقَّ لَهُ بِلَيْلٍ * كَذَاكَ الجِذْعُ لِلْمُخْتَارِ حَنَّا
وَإِيوَانُ المَجُوسِ لَهُ ارْتِجَاجُ * وَأَصْبَحَ دِينُهُـــمْ كَذِبًا وَمَيْنَا
وَأَعْظَــمُ آيَةٍ بِتَبُوكَ نَادَ * جَــرَى مِنْ كَفِّهِ وَانْهَلَّ مُزْنَا
مَدَائِحُ سَيِّدِ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ * تُحَــدُّ وَكَيْفَ أَنْ تُحْصَى وَأَنَّا
وَحَسْبُكَ مَدْحَةٍ وَعُلُوُّ قَدْرٍ * مِنَ الرَّبِّ العَظِيـــمِ عَلَيْهِ أَثْنَا
رَسُولُ اللهِ يَا أَمَلِي وَسُؤْلِي * وَيَا أَسْــمَى الوَرَى قَدْرًا وَأَسْنَا
سَأَلْتُ اللهَ فِي سِرِّي وَجَهْرِي* وََأرْغَبَــهُ إِذَا مَا أَنَاءَ اللَّيْلِ جَنَا
لَعَلِّي َأنْ أَحُلَّ حِـمَاكَ يَوْمًا * وَيَبْلُغُ قَلْبُ ضَبِّ مَا قُـــمْنَا
إِذَا المَوْلَى أَبُو حَمُّو حَبَانِي * بِإِحْسَانِ وَجَادَ بِــــهِ وَمَنَّا
فَمَنْ يَقْصِدْ حِمَاهُ يَجِدْ رَحْبَا * وَيُبْــدِلُ خَوْفَهُ فَـرَجًا وَأَمْنَا
إِمَامٌ قَدْ تَخَيَّرَ لِلْبَـــرَايَا * فَــمَا َأرْقَى مَعَالِيــهِ وَأَسْنَا
بَدَائِعُ مَجْدِهِ كَالآفَاقِ عَمَّتْ * وَكَـمْ مِنْ سُنَّةٍ فِي الجُودِ سَنَّا
وَغُرَّةُ مُلْكِهِ الغَــرَّاءُ لَمَّا * عَلَتْ وَجْهَ الزَّمَانِ كَسَتْهُ حُسْنَا
فَتًى جَمَعَ المَحَاسِنَ وَالمَعَالِي * وَحَازَ فُنُونَـــــهَا فَنًّا فَفَنَّا
مُهَابٌ إِنْ نَظَرْتَ رَأَيْتَ لَيْثًا * وَوَهَّابٌ لِعَاقِ مَا قُــــمْنَا
وَكَفَاهُ السَّحَائِبَ حَامِدَاتٍ * يَفِيظُ نِزَالُهُ يُسْـرَى وَيُـمْنَا
وَكَفَّ أَكُفَّ أَهْلِ الَبغْيِ قَهْرَا * وَكُلُّ العَالَـمِينَ عَلَيْـهِ أَثْنَا
دَعَتْهُ خِلاَفَةُ الآفَاقِ طُـرَّا * فَمَا إِنْ عَنْ إِجَابَتِــهَا تَأَنَّا
وَكَمْ رَامَ الخِلاَفَةَ مَنْ غَوَى * فَآبَ وَفِي تَطَلُّبِــهَا تَغَنَّا
وَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُـهُ وَلَكِنْ * شَـرَى نَفَقَاتِهِ نَحْسًا وَعَيْنَا
أَمَوْلاَنَا أَبُو حَــمّو هَنِيئًا * لَكَ البُشْرَى بِأَنْ تَبْقَى وَتَهْنَا
فَطِبْ نَفْسًا عَلَى رَغْمِ الأَعَادِ * وَسُدّ وَابْلِغْ مُنَاكَ وَقُـرَّ عَيْنَا
وَدُونَكَ بِكْـرٌ قَدْ شَـدَّتْ * بِمَدْحِكَ فِي حُلَيِّ لَفْظٍ وَمَعْنَا
بَقَيْتَ هَذَا زَمَانُكَ فِي سُـمُوٍّ* وَدَامَ عَدُوُّكَ المَـدْمُوغِ بَطْنَا
إعداد: محمد بن أحمد باغلي
تركبكس / pingbacks