جَاءَهُ مَوْلِدُ سَيِّدِ الأَنَامِ[1]، فَقَامَ بِحَقِّهِ أَتَمَّ القِيَامِ،
وَضَاعَفَ فِي الإِنْفَاقِ وَالوَسْعِ فِي الأَجْوَاقِ وَخَرْقِ المُعْتَادِ،
وَضَاعَفَ فِي كُلِّ فَضِيلَةٍ وَزَادَ حَضْرَتَهَا بِشُيُوخِ البِلاَدِ وَوُجُوهِ أَهْلِ تِلِمْسَانَ وَبَنُو عَبْدِ الوَادِ.
عَمَّ طَعَامُهَا البَادِي وَالحَاضِرِ وَالمُقِيمِ وَالعَابِرِ.
حَرَّقَ مِنَ العُودِ وَالجَاوِي وَالعَنْبَرِ.
مَا أَقَامَ لَيْلَةً مُتَوَالِيًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَخْتَصِرَهُ.
وَأَظْهَرَ لِلنَّاسِ فَضْلَهُ.
فَجَاءَهُ شُعَرَاءُ تِلِمْسَانَ بِالمَوْلُودِيَاتِ.
فَنَشَدَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ 62/63 تَلْحِينًا عَلَى حَسَبِ الأَعَارِيضِ وَالصِّنَاعَاتِ السَّمْعِيَّاتِ.
فَمِنْ ذَلِكَ مَا قَالَهُ:
الفَقِيهِ القَاضِي ‘أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بنِ أَحْمَد الحَسَنِي الشَّهِيرِ بِـ – ابْنِ يَعْلَى–
وَلِلْفَقِيدِ أَبِي مُحَمَّد عَبْدِ المُومِن بْنِ مُوسَى المَدْيُونِي
وَلِطَبِيبِ حَضْرَتِهِ العَلِيَّةِ السَّنِيَّةِ الحَاج مُحَمَّد بن أَبِي جُمْعَة ابْن عَلِي التَّلاَلِسِي،
وَلِلطَّالِبِ أَبِي الحَسَنِ عَلِي ابْنِ العَطَّارِ
وَلِلطَّالِبِ أَبِي القَاسِمِ بْنِ مَيْمُونِ السَّنُوسِي
وَلِلطَّالِبِ الأَدِيبِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ البَطِّوِي
كَمُلَ المَوْلِدُ السَّعِيدُ، وَجَرَى الأُسْبُوعُ عَلَى مَا يُرِيدُ، عَادَ إِلَى الاِشْتِغَالِ بِسُلْطَانِهِ، وَنَالَ كُلُّ أَحَدٍ مَا قُدِّرَ لَهُ مِنْ إِحْسَانِهِ.
وَأَمَّا خَبَرُ المَوْلَى أَبِي يَعْقُوبَ، لَمَّا قَطَنَ بِمَلْيَانَةَ فِي أَجْمَلِ دَعَةٍ وَأَرْفَعِ مَكَانَةٍ، طَالَتْ إِقَامَتُهُ إِلَى أَنْ جَوَزَ مَوْلِدَ نَبِيِّنَا –عَلَيْهِ السَّلاَم- وَدَفَأَ الفَصْلُ، وَزَهَرَتِ الأَيَّامُ، جَاءَهُ الأَمْرُ أَنْ يَحْشُدَ عَلَى الجِزَائِرِ، وَأَنْ يَقْطَعَ عَنْهَا قُفُولَ المُبَرَّةِ وَحُسْنَ المَسَائِرِ.
فَحَشَدَ إِلَيْهَا الأَحْشَادَ، وَأَعَدَّ لَهَا الأَعْدَادَ، وَمَدَّ الأَمْدَادَ وَبَعَثَ إِلَى الرُّمَاتِ مِنَ البِلاَدِ، وَجَاءَتْهُ الحِصَصُ مِنْ بَنِي عَبْدِ الوَادِ، وَكَانَ مُكْتَرِثًا لِمَا نَالَهُ مِنْهَا، وَخَنْقًا لَهَا أَنْ نَزَلَ عَلَيْهَا، لاَ يَنْفَكُّ عَنْهَا مِمَّا تَيَسَّرَتْ لَهُ الحَرَكَةُ إِلاَّ بَعْدَ كَمَالِ شَهْرِ المَوْلِدِ، وَتَيَسَّرَ لَهُ المَسِيرُ إِلَيْهَا عَلَى المَقْصَدِ.
[1] 12 ربيع الأوّل 761 هـ يوافق 1 فيفري 1360
تركبكس / pingbacks