عَلِيُّ بْنِ أَبِي طَالِب

وُلِدَ داخل الكعبة الشريفة

عَام 23 قبل الهجرة الموافق سنة  600م

توفيّ بمدينة الكوفة 

في 17 رمضان 40هـ /م 661-01-24.

كَانَ أَحَدُ الثَّلاَثِ الَّذِينَ سَبَقُوا إِلَى الدُّخُولِ فِي دِينِ اللهِ.

وَهُوَ أَوَّل فَتَى فِي الإسْلاَمِ.

تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ بِنْتُ مُحَمَّدٍ (ص).

أَحَدُ الَّذِينَ رَتَّبُوا لِلْهِجْرَةِ النّبويّة.

أَخَذَ مُعَاوِيَّةُ بْنِ أَبِي سُفْيَان، وَالِي الشَّام، بِمُنَاجَزَةِ عَلِيٍّ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ.

كتب علي بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان

وَزَعَمْتَ أَنِّي لِكُلِّ الخُلَفَأءِ حَسَدْتُ وَعَلَى كُلِّهِمْ بَغَيْتُ

فَإنْ يَكُ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَلَيْسَتِ الجِنَايَةُ عَلَيْكَ فَيَكُونَ الغَدْرُ إِلَيْكَ

وَتِلْكَ شَكَتةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُمَا

.

بَايَعَ النَّاسُ عَلِيَّ بِالحِجَازِ،

وَامْتَنَعَ عَنْ بَيْعَتِهِ مُعَاوِيَّةُ وَأَهْلُ الشَّامِ شِيعَةُ بَنِي أُمِيَّة،

غَضَبًا مِنْهُمْ لِمَقْتَلِ عُثْمَانَ وَقِلَّةِ عِنَايَتِهِ بِالبَحْثِ عَنْ مَعْرِفَةِ القَتَلَةِ عَلَى حَسَبِ اعْتِقَادِهِمْ.

فَحَدَثَ مِنْ جَرَّاءِ ذَلِكَ الفِتْنَةُ العُظْمَى بَيْنَ المُسْلِمِينَ.

دَفَعَ مُعَاوِيَّةُ عَائِشَةَ وَمَعَهَا طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ،

وَكُلٌّ يَطْمَعُ بِالخِلاَفَةِ لِغَيْرِ عَلِيٍّ.

معركة الجمل 36هـ/م656 في ضواحي البصرة :

قَامَتْ عَائِشَةُ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَبِيرٌ، فِي مُقَدِّمَتِهِمْ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ،

وَقَاتَلُوا عَلِيًّا

فَكَانَتْ وَقْعَةُ الجَمَلِ، وَظَفَرَ عَلِيٌّ.

معركة صِفِّين 36هـ/م657 :

بَيْنَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبِ وَمُعَاوِيَّةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان

تَوْقِيفُ القِتَالِ وَاللُّجُوءُ إِلَى التَّحْكِيمِ فِي صِفِّينَ.

اخْتَارَ مُعَاوِيَّةُ « عَمْرُو بْنُ العَاصِ »

وَاخْتَارُوا لِعَلِيِّ « عَبْدُ اللهِ بْنُ قِيس المَعْرُوفُ بِأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ »

وَفِي رَمَضَانَ 37هـ/م658 اتَّفَقَا سِرًّا

عَلَى أَنْ يَخْلِعَا عَلِيًّا وَمُعَاوِيَّةً مِنَ الخِلاَفَةِ

وَيَتْرُكَا الأَمْرَ شُورَى بَيْنَ المُسْلِمِينَ.

فَأَعْلَنَ أَبُو مُوسَى ذَلِكَ،

وَخَالَفَهُ ابْنُ العَاصِ، فَأَقَرَّ مُعَاوِيَّةَ.

 

فَانْقَسَمَ المُسْلِمُونَ ثَلاَثَةَ أَقْسَامٍ:

أَهْلَ الشَّامِ: بَايَعُوا مُعَاوِيَّةَ

أَهْلَ الكُوفَةِ: حَافَظُوا عَلَى مُبَايَعَةِ عَلِيٍّ،

الثَّالِثَ: اِعْتَزَلَهُمَا وَنَقَمَ عَلَى عَلِيٍّ برِضَاهُ التَّحْكِيمَ.

بعد معركة صفين وقبول الإمام علي كَرْهًا بالتّحكيم على الخلافة بينه وبين معاوية، خالف عليًّا جماعةٌ من أتباعه وخَرَجُوا من صفوفه فسُمُّوا « الخوارج » .

وَقْعَةُ النَّهْرَوَانِ: 38هـ/م659: بَيْنَ عَلِيٍّ وَأُبَاةُ التَّحْكِيمِ

فَظَفَرَ عَلِيٌّ  وَأَقَامَ بِالكُوفَةِ إِلَى أَنْ قَتَلَهُ بِمَسْجِدِهَا

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَم، غَيْلَةً فِي مُؤَامَرَةٍ 17 رمضان 40هـ

 

خُطْبَةُ عَلِيٍّ بَعْدَ التَّحْكِيمِ

« الحَمْدُ لِلهِ وَإِنْ أَتَى الدَّهْرُ بِالخَطْبِ الفَادِحِ، وَالحَدَثِ الجَلَلِ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَيْسَ مَعَهُ إِلَهٌ غَيْرُهُ،

وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ- 

أَمَّا بَعْد، فَإِنَّ مَعْصِيَّةَ النَّاصِحِ الشَّفِيقِ العَالِمِ المُجَرِّبِ،

تُورِثُ الحَيْرَةَ وَتُعْقِبُ النَّدَامَةَ.

وَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ فِي هَذِهِ الحُكُومَةِ أَمْرِي، وَنَخَلْتُ لَكُمْ مَخْزُونَ رَأْيِي،

لَوْ كَانَ يُطَاعُ لقَصِيرِ أَمْرٍ ؛ فََأبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ المُخَالِفِينَ الجُفَاة، وَالمُنَابِذِينَ العُصَاة، حَتَّى ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ، وَضَنَّ الزَّنَدُ بِقَدْحِهِ. فَكُنْتُ وَأَيَّاكُمْ كَمَا قَالَ أَخُو هَوَزَانَ:

أَمَرْتُهُمْ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى  *  فَلَمْ يَسْتَبِينُوا النُّصْحَ إِلاَّ ضُحَى الغَدِ. »

 

وَصِيَّةُ عَلِيٍّ لِوَلَدِهِ الحَسَن وَمَنْ بَلَغَهُ هَذَا الكِتَابُ :

« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ عَلِيٌّ بْنِ أَبِي طَالِبِ، أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ. إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ.

أُوصِيكَ يَا حَسَنُ وَجَمِيعُ وَلَدِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللهِ رَبِّكُمْ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا. فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

 يَقُولُ : « إِنَّ إِصْلاَحَ ذَاتَ البَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلاَةِ وَالصِّيَّامِ ».

أَنْظُرُوا إِلَى ذَوِي أَرْحَامِكُمْ، فَصِلُوهَا، يُهَوِّنُ اللهُ عَلَيْكُمْ الحِسَابَ.

اللهَ اللهَ! فِي الأَيْتَامِ، فَلاَ تَعْفُو أَفْوَاهَهُمْ وَلاَ يَضِيعَنْ بِحَضْرَتِكُمْ.

وَالله الله! فِي جِيرَانِكُمْ، فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ، مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُورِثُهُمْ.

وَالله الله! فِي القُرْءَانِ، فَلاَ يَسْبِقَنَّكُمْ إِلَى العَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ.

وَالله الله! فِي الصَّلاَةِ، فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ.

وَالله الله! فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ، فَلاَ يَخْلَوْنَ مِنْكُمْ مَا بَقِيتُمْ، فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظِرُوا.

وَالله الله! فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَإِنَّ صِيَامَهُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ.

وَالله الله! فِي الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ.

وَالله الله! فِي الزَّكَاةِ، فَإِنَّهَا تُطْفِئُ غَضَبَ الرِّبِّ.

وَالله الله! فِي ذِمَّةِ نَبِِيِّكُمْ، لاَ تَظْلِمَنْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ.

وَالله الله! فِي أَصْحَابِ نَبِيِّكُمْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْصَى بِهِمْ.

وَالله الله! فِي الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ، فََأشْرِكُوهُمْ فِي مَعَاشِكُمْ.

وَالله الله! فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، فَإِنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ قَالَ: « أُوصِيكُمْ بِالضَّعِيفَيْنِ نِسَائِكُمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ »

الصَّلاَةُ الصَّلاَةُ! لاَ تَخَافَنَّ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ. يَكْفِيكُمْ مَنْ أَرَادَكُمْ وَبَغَى عَلَيْكُمْ.

وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللهُ. وَلاَ تَتْرُكُوا الأمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ، فَيُوَلَّى الأَمْرَ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ. وَعَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّبَادُلِ. أَيَّاكُمْ وَالتَّدَابُرِ وَالتَّقَاطُعِ وَالتَّفَرُّقِ. وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ. وَاتَّقُوا اللهَ، إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ. حَفِظَكُمُ اللهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ، وَحَفِظَ عَلَيْكُمْ نَبِيَّكُمْ. أَسْتَوْدِعُكُمْ اللهَ وَاَقْرَأُ عَلَيْكُمْ السَّلاَمَ وَرَحْمَةَ اللهِ. »

ثُمَّ لَمْ يَنْطِق إِلاَّ بِـ »لا إِلَهَ إِلاَّ الله » حتّى قبض في شهر رمضان سنة أربعين.

 


يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبِ أَنَّهُ قَالَ:

1.- أَبْعَدُ النَّاسِ سَفَرًا، مَنْ سَافَرَ فِي طَلَبِ أَخٍ صَالِحٍ.

2.- إِحْرَازُ العَوَاقِبِ بِالاِجْتِهَادِ ؛ وَالاِجْتِهَادُ أرْبَحُ بِضَاعَةٍ.

3.- إِحْسَانُ اللهِ مَكْفُورٌ عِنْدَ مَنْ أَصْبَحَ مُصِرًّا عَلَى ذَنْبٍ مَسْتُورٍ.

4.- الاِخْتِصَارُ أَثْبَتُ لِلْمُتَكَلِّمِ وَأَفْهَمُ لِلسَّامِعِ.

5.- الأَدَبُ مَعَ العَقْلِ كَالشَّجَرَةِ المُثْمِرَةِ ؛ وَالعَقْلُ بِلاَ أَدَبٍ كَالرَّجُلِ العَقِيمِ.

6.- إِذَا فَسَدَ الزَّمَانُ، كَسَدَتِ الفَضَائِلُ وَضَرَّتْ، وَنَفَقَتِ الرَّذَائِلُ وَنَفَعَتْ، وَصَارَ خَوْفُ المُوسِرِ أَكْثَرَ مِنْ خَوْفِ المُعْسِرِ.

7.- إِذَا صَحَّ العَمَلُ، كَانَ التَّوْفِيقُ.

8.- أَشَدُّ الأَشْيَاءِ، إِخْفَاءُ الفَاقَةِ.

9.- أَشَقُّ الأُمُورِ، مَعْرِفَةُ المَرْءِ بِنَفْسِهِ.

10.- اِقْطَعِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ، يَقْطَعْهُ مِنْ صَدْرِكَ ؛ وَازْجُرِ المُسِيءَ بِإِثَابَةِ المُحْسِنِ، لِكَيْ يَرْغِبَ فِي اِلإحْسَانِ.

11.- الأَمَانِيُّ تعْمَى أَعْيُنَ البَصَائِرِ.

12.- إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ لاَ يَفُوتُكَ مَا تَشْتَهِي، فَاشْتَهِ مَا يُمَكِّنُكَ.

13.- إِنَّمَا أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ.

14.- أُولَى النَّاسِ بِالرَّحْمَةِ، عَالِمٌ يَجْرِي عَلَيْهِ حُكْمُ جَاهِلٍ.

15.- أولَى النَّاسِ بِالرَّحْمَةِ، مَنِ احْتَاجَ إِلَيْهَا فَحُرِمَهَا.

16.- بِالعَمَلِ يُحْسِنُ المَنْطِقُ.

17.- بِالقُوَّةِ يَتِمُّ العَمَلُ.

18.- بِتَقَلُّبِ الأَحْوَالِ تَعْلَمُ جَوَاهِرَ الرِّجَالِ.

19.- البُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِي العُيُوبِ وَهُوَ زِمَامُ يُقَادُ بِهِ ِإلَى كُلِّ سُوءٍ.

20.- بَلاَءُ المُؤْمِنِ مِنْ عَافِيَّتِهِ كَالنَّارُ حَرَقُهَا مِنْ نُورِهَا.

21.- بَوِّئْ لِنَفْسِكَ فِي المَجَالِسِ مَجْلِسًا لاَ يُقَصِّرُ بِكَ وَتُقَامُ عَنْهُ.

22.- تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلاَ تَأْكُلْ بِثَدْيَيْهَا.

23.- التَّدْبِيرُ قَبْلَ العَمَلِ يُؤْمِنْكَ مِنَ النَّدَمِ.

24.- التَّوْفِيقُ خَيْرُ قَائِدٍ.

25.- الثَّنَاءُ بِأَكْثَرِ مِنَ الاِسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ، وَالتَّقْصِيرُ عَنِ الاِسْتِحْقَاقِ عَمَى أَوْ حَسَدٌ.

26.- الحُبُّ وَالبُغْضُ فِتْنَةٌ.

27.- الحِكْمَةُ، رَبِيعُ القُلُوبِ.

28.- الخُرْقُ، المُعَالَجَةُ قَبْلَ الإِمْكَانِ، وَالأَنَاةُ بَعْدَ الفُرْصَةِ.

29.- الخُصُوَمةُ تَكْشِفُ العَوْرَةَ وَتُورِثُ المَعَرَّةَ.

30.- الخِلاَفُ يُهَدِّمُ الرَّأْبَ.

31.- خَيْرُ النَّاسِ لِغَيْرِهِ، خَيْرُهُمْ لِنَفْسِهِ.

32.- الذِّلَّةُ مَعَ القِلَّةِ.

33.- رُبَّ رَأْيٍ أَنْفَعَ مِنْ مَالٍ وَحَزْمٍ أَوْقَى مِنْ رِجَالٍ.

34.- رُبَّمَا شَرَقَ شَارِبُ المَاءِ قَبْلَ رَيِّهِ.

35.- رَسُولُكَ تُرْجُمَانُ عَقْلِكَ.

36.- السَّاكِتُ، أَخُو الرَّاضِي.

37.- شَرُّ السَّيْرِ، الحَقْحَقَةُ.

38.- شَرٌّ مِنَ المُصِيبَةِ، سُوءُ الخُلُقِ مِنْهَا.

39.- ضَرْبُ اِلإنْسَانِ عَارٌ بَاقٍ وَوَتْرٌ مَطْلُوبٌ.

40.- الطَّاعَةُ غَنِيمَةُ الأَكْيَاسِ عِنْدَ تَفْرِيطِ العَاجِزِ.

41.- طََلَبُ المُطْمِعِ حَزْمٌ، وَطَلَبُ المُؤَيِّسِ عَجْزٌ.

42.- عَائِبُ المُجْتَمَعِ عَلَيْهِ مَحْجُوجٌ.

43.- العَفَافُ زِينَةُ الفَقْرِ، وَالشُّكْرُ زِينَةُ الغَنِيِّ.

44.- العِلْمُ بِمَا فِي المُصِيبَةِ مِنَ الثَّوَابِ يُنَسِّي المُصِيبَةَ.

45.- غَثُّكَ خَيْرٌ مِنْ سَمِينِ غَيْرِكَ.

46.- الغَضَبُ عِنْدَ المُنَاضَرَةِ مَنْسَاةٌ لِلْحَاجَةِ.

47.-الغَضَبُ فِي البُنْيَانِ رَهْنٌ عَلَى الخَرَابِ.

48.- فَسَادُ الأَخْلاَقِ، مُعَاشَرَةُ السُّفَهَاءِ.

49.- الفِكْرَةُ مِرْآةٌ.

50.- قَدْ يَكُونُ اليَأْسُ إِدْرَاكًا، إِذَا كَانَ الطَّمَعُ هَلاَكًا.

51.- قَدْ يَنْظُرُ المَنْطِقُ مَنْ يَعْنِي بِهِ.

52.- قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُهُ.

53.- الكَاتِمُ لِلْعِلْمِ كَمَنْ لاَ عِلْمَ لَهُ، أَوْ هُوَ غَيْرُ وَاثِقٍ فِيهِ بِالصَّوَابِ.

54.- كَفَاكَ أَدَبًا لِنَفْسِكَ مَا كَرَهْتَهُ لِغَيْرِهَا.

55.- الكَلْبُ فِي الحَاضِرَةِ يَنْبَحُ الضَّيْفَ وَيَدْفَعُ الزَّائِرَ وَيَرُدُّ السَّائِلَ ؛ وَالكَلْبُ فِي البَادِيَّةِ يُعِينُ الصَّاحِبَ وَيُنْذِرُ بِالضَّيْفِ وَيَدْفَعُ السَّارِقَ.

56.- كُلَّمَا اسْتَدَّ الظَّلاَمُ، حَسُنَ ضَوْءُ السِّرَاجِ.

57.-كَمَا أَنَّهُ قَبِيحٌ إِذَا رَكِبْنَا الخَيْلَ أَنْ تَجْرِي بِنَا حَيْثُ أَرَادَتْ دُونَ أَنْ نُدِيرَهَا، كَذَلِكَ قَبِيحٌ أَنْ يَجْرِيَ البَدَنُ وَالنَّفْسُ وَالعَقْلُ حَيْثُ أَرَادَتْ مِنَ الشَّهَوَاتِ.

58.- كَمَالُ العَمَلِ التَّوْفِيقُ.

59.-لاَ تَغْتَرُّ بِقَوْلِ الجَاهِلِ لَكَ: إِنَّ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةً، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا بَعْرَةً.

60.- لاَ تَسْأَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ، فَإِنَّ الَّذِي كَانَ شُعْلٌ.

61.- لاَ تُقْصِرُوا أَوْلاَدَكُمْ عَلَى تَرْبِيَّتَكُمْ، فَإِنَّهُمْ خُلِقُوا لِزَمَنٍ غَيْرَ زَمَنِكُمْ.

62.- لاَ تَنْظُرْ إِلَى أَحَدٍ بِالمَوْضِعِ الَّذِي رَتَّبَهُ فِيهِ زَمَانُهُ، وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَيْهِ بِقِيمَتِهِ فِي الحَقِيقَةِ، فَإِنَّهَا مَكَانُهُ الطَّبِيعِي.

63.- لاَ يُصِيد الكَثِيرَ مَنْ لاَ يُصِيد لِنَفْسِهِ الوَاحِدَةَ.

64.- لِقَاءُ َأهْلِ الخَيْرِ، عِمَارَةُ القُلُوبِ.

65.- لَمْ يَغِبّ مَنْ شَهِدَ رَأْيَهُ، وَلَمْ يَفْنِ مَنْ بَقِيَ أَثَرُهُ، وَلَمْ يَمُتْ مَنْ خَلَّدَ عِلْمُهُ.

66.- لَنْ يُهْلِكَ مِنْ مَالِكَ مَا وَعَظَكَ.

67.- لَيْسَ بِهَالِكٍ مَنْ تَرَكَ مِثْلَ مَالَكَ.

68.-لَيْسَتِ البَرَكَةَ مِنَ الكَثْرَةِ، لَكِنَّ الكَثْرَةَ مِنَ البَرَكَةِ.

69.- لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ البِرِّ إِلاَّ وَدُونَهُ عَقَبَةٌ مِنَ الصَّبْرِ.

70.- مَا أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أَمْهَلْتُ بُعْدَهُ حَتَّى أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.

71.- مَا يَظِلُّ فِعْلُ اللهِ يَنْتَطِقُ بِهِ.

72.- المَاءُ أَلْيَنُ مِنَ القَوْلِ وَالقَلْبُ أَقْسَى مِنَ الحَجَرِ، وَقَدْ يَثْلَمُ المَاءُ الحَجَرَ إِذَا كَثُرَ انْحِدَارُهُ عَلَيْهِ.

73.- مَثَلُ الصَّلاَةِ مَعَ سَائِرِ العِبَادَاتِ، مَثَلُ السَّفِينَةِ مَعَ جَمِيعِ مَنْ فِيهَا.

74.- مُجَالَسَةُ الأَحْمَقِ غَرَرٌ، وَالقِيَامُ عَنْهُ ظَفْرٌ.

75.- المَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ.

76.- مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلاَقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ.

77.- مَنِ اسْتَوْعَبَ الحَلاَلَ، تَاقَتْ نَفْسَهُ إِلَى الحَرَامِ.

78.- مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ، مَنْ قَلَّ مَالُهُ وَكَثُرَ مَجْدُهُ.

79.- مَنْ تَرَفَّقَ فِي اسْتِتْمَامِ الحَظِّ مِنَ البُغْيَةِ، أَدْرَكَ وَبَلَغَ.

80.- مَنْ ذَمَّ الزَّمَانَ، لَمْ يَحْمَدْ الإِخْوَانَ.

81.- مَنْ رَضِيَ نَفْسَهُ، كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ.

82.- مَنْ صَارَعَ الحَقَّ صَرَعَهُ.

83.-مَنْ عَرِفَ الأَيَّامَ، لَمْ يَغْفَلْ عَنِ الاِسْتِعْدَادِ.

84.- مَنْ عَرِفَ الزَّمَانَ، لَمْ يَحْتَجّ إِلَى تُرْجُمَانِ.

85.- مَنْ قَصَدَ أسْهَلَ، وَمَنْ أَسْرَفَ أَوْعَرَ.

86.- مَنْ لَمْ يَدْرِ قَدْرَ البَلِيَّةِ، لَمْ يَرْحَمْ أَهْلَهَا.

87.- مَنْ لَمْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ عَنْ قَدْرِ الجَاهِلِ، رَفَعَ الجَاهِلُ قَدْرَهُ عَلَيْهِ.

88.- مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَنَا، كَانَ عَلَيْنَا.

89.- مَوْتٌ عَاجِلٌ خَيْرٌ مِنْ ضنَى آجِلٍ.

90.- يَصِيرُ الخَلْقُ خَلْقًا بِالاِجْتِهَادِ وَالاِعْتِيَادِ.

.

وصية على أمير المؤمنين

عليّ بن أبي طالب–رضي الله عنه-

لكميل بن زياد

في العلم وأهله

قال كميل بن زياد النخعي:

خرجت مع عليّ بن أبي طالب–رضي الله عنه-إلى الجبّانة،

فلمّا أصحر، تنفسّ الصّعداء، ثمّ قال :

« يَا كُمَّيْل بْن زِيَّاد إِنَّ القُلُوبَ أَوْعِيَّةٌ، فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا للْخَيْرِ.

اِحْفَظْ  عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ :

النَّاسُ ثَلاَثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّنِيٌّ ؛ وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ؛ وَهَمَجٌ رُعَاعٌ، أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيؤُا بِنُورِ العِلْمِ وَلَمْ يَلْجَؤُا  مِنْهُ إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ.

العِلْمُ خَيْرُ مِنَ المَالِ. العِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ المَالَ ؛

وَالعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الإِنْفَاقِ وَالمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ ؛

وَالعِلْمُ حَاكِمٌ وَالمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ ؛

وَمَحَبَّةُ العَالِمِ دِينٌ يُدَانُ اللهُ بِهِ، يَكْسِبُهُ الطَّاعَةُ فِي حَيَاتِهِ،  وَجَمِيلُ الأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ.

مَاتَ خُزَّانُ الأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ ؛ وَالعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ، أَشْخَاصُهُمْ مَفْقُودَةٌ وَأَمْثَالُهُمْ فِي القُلُوبِ مَوْجُودَةٌ.

هَا إِنْ هَهُنَا – وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ- لعلما  جمالو أصبت له حملة بلى قد أصبت له لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا فيستظهر بحجج الله تعالى على كتابه –أو كما قال-.

وبنعمته على عباده أو منقادا لأهل الحقّ لا بصيرة له في أخبّائه، ينقدح الشّكّ في قلبه بأوّل عارض من شبهة الالاذا ولاذاك، أو مهموما باللذات، سريع الانقياد للشهوات أم آخر شأنه جمع المال والادّخار ليسامن رعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السّائمة.

اللّهُمَّ فَكَذَلِكَ يَمُ,تُ العِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِهِ. وَلَكِنْ لَنْ ـَخْلُوَ الأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ للَّهِ سُبْحَانَهُ بِحُجَّةٍ لِئَلاَّ تَبْطُلُ حُجَجُ اللهِ وَبَيَنَاتِهِ.

وَمِنْ أَوْلَئِكَ وَأَيْنَ َأوْلَئِكَ؟ أَوْلَئِكَ الأَقَلُّونَ عَدَدًا، الأَكْثَرُونَ عِنْدَ اللهِ قَدَرًا. تُخْزَنُ الحِكْمَةُ فِي قُلُوبِهِمْ حَتَّى يَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ وَيُودَعُوهَا فِي صُدُورِ نُظَرَائِهِمْ.

هَجَمَ بِهِمْ العِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الأَمْرِ، فَبَاشَرُوا رُوحَ اليَقِينِ، فَاسْتَلاَنُوا مَا اسْتَوْحَشَهُ المُتْرَفُونَ، وَاسْتَاْنَسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الجَاهِلُونَ. صَحَبُوا الدُّنْيَا بِأَجْسَادِ أَرْوَاحِهَا مُتَعَلِّقَةً بِالمَحَلِّ الأَعْلَى.

أُوْلَئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي بِلاَدِهِ وَدُعَاتِهِ إِلَى دِينِهِ. آه شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ.

____________________________________

الباب الثاني والعشرون في وصية على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب من كتاب سراج الملوك لأبي بكر محمد بن محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي 1059-1126م.

—————————-

يَجِبُ عَلَى الوَالِي أَنْ يَتَعَهَّدَ أُمُورَهُ وَيَتَفَقَّدَ أَعْوَانَهُ حَتَّى لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ إِحْسَانُ مُحْسِنٍ وَلاَ إِسَاءَةُ مُسِيءٍ

ثُمَّ لاَ يَتْرُكْ وَاحِدًا مِنْهُمَا بِغَيْرِ جَزَاءٍ

فَإنْ تـَرَكَ ذَلِكَ تـَهَاوَنَ المُحْسِنُ وَاجْتَرَأَ المُسِيءُ وَفَسَدَ الأَمْرُ وَضَاعَ العَمَلُ 

إعداد: محمد بن أحمد باغلي