صالحات تلمسان في العصر الوسيط ؛ قراءة في إشكالية الحضور . الأستاذة سهام دحماني
صالحات تلمسان في العصر الوسيط ؛ قراءة في إشكالية الحضور . الأستاذة سهام دحماني جامعة قسنطينة 2 يُعرَف حتى الآن ثلاث مصادر موضوعها الرئيس هو مناقب النساء الصالحات، وهي كتاب « مناقب عائشة المنوبية »(ت665هـ/1267م) ألفه شخص مجهول، جمع أخباره من رجال مقربين منها، سواء كانوا من أهل منوبة مسقط رأسها أو من ربض السعود حيث تسكن حين انتقلت الى مدينة تونس[1]. وكتاب « مناقب الولية مريم السملالية » سليلة الولي المشهور أحمد أو موسى بسوس، يقع النص في أزيد من 200 صفحة ما يزال مخطوطا، ذكره الأستاذ رحال بوبريك في كتابه بركة النساء – الدين بصيغة المؤنث. لم يذكر تاريخ كتابته[2] . والكتاب الثالث بعنوان « سير السالكات المؤمنات »، كتبه أبو بكر الحسيني(ت 1426م) في دمشق[3] . فهذه الكتب تبين أن التأليف في مناقب الصالحات أمر معروف ومألوف. لكن فيما يتعلق بمناقب صالحات المغرب الأوسط في العصر الوسيط فلم أجد نصا يخصهن بالترجمة. ثم حين تبحث في كتب مناقب الرجال فإنك تجد أخبارا تدل على وجودهن، وتذكر أسماءهن، وتنقل على لسانهن أخبار الولي المخصوص بالترجمة، ولا يُلتفت الى تعريفنا بتلك السيدة الصالحة إلا بما يخدم الموضوع الأساسي. والحقيقة أن التأليف في تاريخ الحركة الصوفية النسائية بالمغرب يحيلنا الى طرح اشكالية[4] التعتيم والاقصاء لأخبار الوليات الصالحات مقارنة بأخبار الرجال؟ نعرف بوجود وليات شهيرات مثل لالة ستي ولية تلمسان المشهورة، لالّة مغنية التي سميت على اسمها مدينة مغنية، وغيرهن ممن ذكرن في ثنايا تراجم الرجال، لكن لا يتوفر لدينا كتاب خاص يعرف بمناقبهن. وكتب...
Lire la suite
Commentaires récents