بسم الله الرحمن الرحيم

      وصلى الله على سيدنا محمد وءاله وصحبه وسلم

هذا تفسير أم القرءان

(للإمام السنوسي (رضي الله عنه

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله

هذا تفسير الفاتحة باختصار

الحمد لله:معناه، المدح كله لله وحده، لأنّ كل كمال قديم فهو وصفه 

وكل كمال حادث فهو فعله

ربّ العالمين: معناه،مالك جميع الحوادث المختلفة في أجناسها وأنواعها وأصنافها وفي مقاديرها وصفاتها وأزمنتها وأمكنتها وذلك الاختلاف دليل فيها على وجوب افتقارها إلى الله تبارك وتعالى وعلى وجوب وجوده ووحدانيته وكمال قدرته وإرادته وعلمه وحياته وذلك دليل على ما دلّ عليه قوله الحمد لله من كون المدح بكل كمال لله تعالى وحده ومن كونه هو المالك للعوالم المربي لها فجميع العالمين يكون دليلا على ما قبله لأن الجميع دال على الاختلاف الدال على وجوب الافتقار إلى الرب تبارك وتعالى

الرحمن الرحيم: معناه، المنعم بجميع النعم الدنيوية والأخروية الجليلة والحقيرة ويجئ بعد (رب العالمين) للدلالة على أنه سبحانه إنما عامل العوالم في الغالب، بمقتضى الرحمة لا بمقتضى الغضب والانس والجن المغضوب عليهم قليلون جدا بالنسبة إلى كثرة من رحمه من العوالم السماوية والأرضية فيه دليل على أن كل نعمة صدرت منه جل وعلا للعوالم فهي بمقتضى الرحمة والفضل لا بمقتضى الوجوب والاستحقاق

مالك يوم الدين:معناه، المنفرد بالحكم يوم الجزاء وعزل في ذيك اليوم جميع الحكام

إيّاك نعبد: معناه،  نخصّك يا مولانا بالطّاعة وكمال الذلّة والخضوع على الوجه الذي بلغه رسولك ومصطفاك سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي رحمت بفضلك على يديه العالمين وخلّصتهم بأنوار بعثه من مهالك يوم الدين

وإيّاك نستعين: معناه، ومنك وحدك يا مولانا نطلب العون على عبادتك التي هي عون النجاة من مهالك يوم الدين

اهدنا الصّراط المستقيم: معناه، دلّنا يا مولانا في عبادتك على الطريق المستقيم، أي الذي لا نحارب فيه معصية ولا بدعة ولا هوى وأسألك نظر بنا يا مولانا فيه وثبتنا عليه حتّى نلقاك

صراط الذين أنعمت عليهم: معناه، طريق الذي تفضلت عليهم بالهداية من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين لا طريق الذين يعتمدون في دينهم على طريق التقبيح والتحسين

غير المغضوب عليهم: معناه، جنبنا يا مولانا طريق الذين غضبت عليهم أي حرمتهم من الهداية مع علمهم بطريقها كاليهود والعلماء غير العاملين

ولا الضالين: معناه، جنبنا يا مولانا طريق الضالين أي الذين حرموا من الهداية مع جهلهم بطريقها كالنصارى وغيرهم من الجاهلين

وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيّدنا ومولانا محمّد وآله كمل بحمد الله وحسن عونه وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله انتهى بحمد الله

_______________________

مخطوطة رقم 656 /2 تابع ورقة 26 بالمكتبة الوطنية بالجزائر

تفسير أم القرءان للأمام السنوسي

مخطوطة رقم 1861د بالخزانة العامة بالرباط

Makhtout1861Rbt2002

Makhtout1861Rbt1003

إعداد وتحقيق: محمد بن أحمد باغلي