علم التصوف عند ابن خلدون Du Soufisme chez Abderrahmane Ibn-Khaldoun

علم التصوف  عند ابن خلدون  هَذَا العِلْمُ مِنَ العُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ الحَادِثَةِ فِي المِلَّةِ. وَأَصْلُهُ أَنَّ طَرِيقَةَ هَؤُلاَءِ القَوْمِ لَمْ تَزَلْ عِنْدَ سَلَفِ الأُمَّةِ وَكِبَارِهَا مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ طَرِيقَةَ الحَقِّ وَالهِدَايَةِ وَأَصْلُهَا: العُكُوفُ عَلَى العِبَادَةِ، وَالانْقِطَاعُ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَالإِعْرَاضُ عَنْ زُخْرُفِ الدُّنْيَا وَزِنَتِهَا، وَالزُّهْدُ فِيمَا يُقْبِلُ عَلَيْهِ الجُمْهُورُ مِنْ لَذَّةٍ وَمَالٍ وَجَاهٍ، وَالانْفِرَادُ عَنِ الخَلْقِ فِي الخَلْوَةِ لِلْعِبَادَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ عَامًّا فِي الصَّحَابَةِ وَالسَّلَفِ .      فَلَمَّا فَشَا الإِقْبَالُ عَلَى الدُّنْيَا فِي القَرْنِ الثَّانِي وَمَا بَعْدَهُ، وَجَنَحَ النَّاسُ إِلَى مُخَالَطَةِ الدُّنْيَا، اخْتُصَّ المُقْبِلُونَ عَلَى العِبَادَةِ بِاسْمِ الصُّوفِيَّةِ وَالمُتَصَوِّفَةِ وَقَالَ القُشَيْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: « وَلاَ يَشْهَدُ لِهَذَا الاسْمِ اشْتِقَاقٌ مِنْ جِهَةِ العَرَبِيَّةِ وَلاَ قِيَاسٌ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَقَبٌ. وَمَنْ قَالَ اشْتِقَاقُهُ مِنَ الصَّفَا أَوْ مِنَ الصِّفَةِ فَبَعِيدٌ مِنْ جِهَةِ القِيَاسِ اللُّغَوِيِّ. قَالَ: وَكَذَلِكَ مِنَ الصُّوفِ، لِأَنَّهُمْ يُخْتَصُّوا بِلُبْسِهِ ». قُلْتُ: وَالأَظْهَرُ إِنْ قِيلَ بِالاشْتِقَاقِ أَنَّهُ مِنَ الصُّوفِ وَهُمْ فِي الغَالِبِ مُخْتَصُّونَ بِلُبْسِهِ لِمَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ مُخَالَفَةِ النَّاسِ فِي لُبْسِ فَاخِرِ الثِّيَابِ إِلَى لُبْسِ الصُّوفِ.  فَلَمَّا اخْتُصَّ هَؤُلاَءِ بِمَذْهَبِ الزُّهْدِ وَالانْفِرَادِ عَنِ الخَلْقِ وَالإِقْبَالِ عَلَى العِبَادَةِ اخْتَصُّوا بِمَآخِذَ مُدْرَكَةٍ لَهُمْ. Du Soufisme chez Abderrahmane Ibn-Khaldoun               Le Soufisme (tasawwaf) est une des sciences de la Loi religieuse (shari’a) qui ont pris naissance en Islam. En voici l’origine: la « voie » (tariqa) suivie par les « futurs » Soufis avaient toujours étaient considérée comme celle de la vérité et de la bonne direction, tant par les Compagnons du Prophète que par leurs disciples immédiats et par leurs successeurs. Elle repose...

Lire la suite