باب 178 في معرفة مقام المحبّة وأسرارها
الباب الثامن والسبعون ومائة من كتاب الفتوحات المكية للشيخ سيدي محيي الدين ابن العربي في معرفة مقام المحبّة وأسرارها *** الحُبُّ يُنْسَبُ لِلإِنْسَانِ وَاللهِ * بِنِسْبَةٍ لَيْسَ يَدْرِي عِلْمُنَا مَا هِي الحُبُّ ذَوْقٌ وَلاَ تَدْرِي حَقِيقَتَهُ * أَلَيْسَ ذَا عَجَبٌ وَاللهِ وَاللهِ *** لَوَازِمُ الحُبِّ تَكْسُونِي هُوِيَّتُهَا * ثَوْبَ النَّقِيضَيْنِ مِثْلَ الحَاضِرِ السَّاهِي بِالحُبِّ صَحَّ وُجُوبُ الحَقِّ حَيْثُ يَرَى * فِينَا وَفِيــهِ وَلَسْنَا عَيْنُ أَشْبَاهِ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِمَّا قُلْتُ فِيهِ وَقَدْ * أَقُولُ مِنْ جِــهَةِ الشُّكْــرِ لِلَّهِ *** وَمِمَّا يَتَضَمَّنُ هَذَا البَابُ أَيْضًا قَوْلُنَا: أَحْبَبْتُ ذَاتِي حُبَّ الوَاحِدِ الثَّانِي * وَالحُبُّ مِنْهُ طَبِيعِيٌّ وَرُوحَانِي وَالحُبُّ مِنْهُ إِلَـهِيٌّ أَتَتْكَ بِــهِ * أَلْفَاظُ نُورِ هُدَى فِي نَصِّ قُرْآنِ وَقَدْ سَأَلْتُ وَمَا أَدْرِي سُؤَالُكُمْ * عَنْ أَيِّ حُبٍّ وَلاَ عَنْ أَيِّ مِيزَانِ فَكُلُّ حُبٍّ لَهُ بُــدءٌ يُحَقِّقُهُ * عِلْمِي سِوَى حُبُّ رَبِّ مَا لَهُ ثَانِي وَكُلُّ حُبٍّ لَهُ بُـدْءٌ وَلَيْسَ لَهُ * نِــهَايَةٌ غَيْرَ حُبُّ الطَّبْعِ وَاِثْنَانِ لاَ يُوصِفَانِ إِذَا حَقَّقْتُ شَأْنَهُمَا * وَمَا هُــمَا بِنِـهَايَاتٍ وَنُقْصَانِ فَغَايَةُ الحُبِّ فِي الإِنْسَانِ وَصْلَتُهُ * رُوحًا بِرُوحٍ وَجُثْمَانًا بِجُثْمَانِ وَغَايَةُ الوَصْلِ بِالرَّحْمَنِ زَنْدَقَةٌ * فَإِنَّ إِحْسَانََــهُ جُزْءُ إِحْسَانِ إِنْ لَمْ أُصَوِّرُهُ لَمْ تَعْلَمْ بِمَنْ كَلْفَتْ * نَفْسِي وَتَصْوِيـرُهُ رَدٌّ لِبُرْهَانِ *** وَمِمَّا يَتَضَمَّنُ هَذَا البَابُ أَيْضًا قَوْلُنَا: أَنَا مَحْبُوبُ الهَوَى لَوْ تَعْلَمُوا * وَالهَوَى مَحْبُوبُنَا لَوْ تَفْهَمُوا فَإِذَا أَنْتُمْ فَهَمْتُمْ غََرَضِي * فَاحْمَدُوا اللهَ تَعَالَى وَاعْلَمُوا مَا لِقَوْمِي عَنْ كَلاَمِي أَعْرَضُوا * أَبِهِمْ عَنْ دَرْكٍ لَفْظِي صَمَمُ مَا لِقَوْمِي مِنْ عِيَانٍ مَا بَدَى* مِنْ حَبِيبِي فِي وُجُودِي قَدْ عَمُوا لَسْتُ أَهْوَى أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ * لاَ وَلاَ غَيْرَ...
Lire la suite
Commentaires récents